تلعب القوة البحرية العراقية دوراً مهماً في حماية الموارد الاقتصادية في المنطقة
الصور والقصة لأسرة يونيباث
القوة البحرية العراقية تقف لمواجهة التحديات الجديدة التي تقوم بها شبكات الإرهاب التي تحاول أرباك خطوط الملاحة العالمية في منطقة الخليج العربي. مقارنتة بما قبل 2003، أسطول القوة البحرية العراقية يمتلك اليوم قدرات كبيرة سواء القتالية أو القيادة والسيطرة. مما كان واضحاً في تمرين البحرية الدولي آي أم أكس الذي أقيم في مملكة البحرين 2017، حيث تم أختيار االعقيد الركن البحري العراقي حيدر أبراهيم خيون الشويلي نائبا لقائد التمرين والذي يشرف على كل فعاليات التمرين بكل تفاصيلها. التقت مجلة يونيباث بالعقيد حيدر للاطلاع أكثر على تفاصيل منصبه وماذا يعني ذلك للبحرية العراقية.
يونيباث: كضابط عراقي، ماذا يعني لك أن تكون نائبا لقائد التمرين؟
العقيد حيدر: بصراحة هذا شرف عظيم لي أن أمثل العراق في هذا المنصب الرفيع الذي يثبت مهنية وقدرات الضابط العراقي. فالبحرية العراقية تلعب دور كبير في حماية الملاحة في الخليج. لدينا كل الأمكانيات التي تؤهلنا ان نتسلم المناصب القيادية ونؤدي واجبنا بنجاح ونملك التجربة والخبرة بالقيادة وأدارة العمليات حيث انعكس ذلك على أداؤنا في التمارين المشتركة.
يونيباث: نحن نرى تركيز الأعلام على عمليات الجيش العراقي لمقاتلة الإرهاب لكن لايوجد تغطية على فعاليات البحرية العراقية. ماهو السبب؟
العقيد حيدر: أعتقد ان البحرية العراقية مظلومة من قبل الأعلام في حين ان حجم المهمه المناطة بالقوة البحرية العراقية هو الأكبر. أذ نقوم بحماية الموانئ النفطية والتي تشكل اغلب صادرات العراق النفطية، علما أن ميزانية العراق تعتمد اعتماداً كبيراً على تصدير النفط. واجب القوة البحرية هو حماية المنشآت النفطية شمال الخليج العربي والتي تعتبر الرافد الأساسي لإقتصاد العراق. نحن نقوم بحماية منصات تحميل النفط وما حولها وهذا دور كبير ومهم جدا لايقل أهميه عن دور بقية القوات بل ربما يكون أكثر أهمية لأننا نحمي أقتصاد البلد والعالم.
ومن واجبنا أيضا هو تأمين الملاحة ضمن حدود قاطع المسؤولية. نحن لسنا فقط نوفر الحماية للمناصات النفطية بل تأمين مرور السفن التجارية القادمة لميناء أم قصر وميناء خور الزبير وبقية الموانئ. أضافة الى تأمين سلامة السفن في المنطقة وتنظيم الملاحة وحمايتهم من عمليات القرصنة والعمليات الغير شرعية نعمل بالحفاظ على نظافة المياه الأقليمية والحد من التلوث البحري وتنظيم عمل الصيادين في المنطقة والتأكد من عدم تأثيرهم على خطوط الملاحة.
يونيباث: ماذا تعني لك الشراكة مع دول المنطقة والعالم في حماية المياه الأقليمية؟
عقيد حيدر: في الحقيقة أن الشراكة الدولية هي حضور وأثبات وجود للبحرية العراقية. كذلك دليل على قدرة العراقيين للتعامل مع عمليات أوسع وعلى مستوى العالم. وعلى مستوى قوات المهام البحرية المشتركة. العراق لديه القدرات والأمكانيات لأدراة والأشراف او الأشتراك في مثل هذه التمارين المهمه. أضافة الى أن التهديدات الأرهابية والقرصنة هي تهديدات عابرة للحدود وتحتاج الى قوات متعددة. لايمكن لبحرية واحدة بمفردها السيطرة على نشاطات الأرهاب والقرصنة من مضيق باب المندب والبحر الأحمر. لذلك يجب العمل مع شركائنا.
يونيباث: هل لك ان تتحدث لنا عن التهديدات التي طرحها التمرين وكيفية معالجتها؟
العقيد حيدر: طبعا هذه التهديدات تختلف من منطقة الى أخرى ولكن ابرزها هو تهديد خطوط الملاحة العالمية من قبل المجاميع الأرهابية والقراصنة و الألغام البحرية. ونسبة هذه التهديدات تختلف من منطقة لأخرى. هنالك مناطق تواجه عمليات قرصنه أكثر مثل تهديد الألغام البحريه بينما في مناطق أخرى فنجد عمليات فرض ضرائب غير شرعية على السفن التجارية من قبل المجاميع الأرهابية. وهذه المجاميع تنطلق من المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة وتقوم بعمليات سريعه للسطو او أبتزاز بعض السفن التجارية مستغله بطء حركة السفن وعدم وجود قوات كافية لحماية المنطقة.
هذه المجاميع تعمل كمصدر لتمويل الأرهاب بالمنطقة من خلال أبتزاز السفن. تمت معالجة هذا التهديد من خلال تحديد مصادر تمويلهم وقاعدتهم اللوجستية وتم فرض خناق عليهم من خلال حصرهم داخل المنطقة المعزولة وتكثيف الدوريات وعمليات الأستطلاع بالتنسيق قوات التحالف.
يونيباث: ماهي التحديثات على الأسطول البحري العراقي؟
العقيد حيدر: من خلال مكتب السيد قائد القوة البحرية في بغداد تقوم البحرية بالتنسيق مع البحريات العالمية من خلال السفارات وقوات التحالف مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وأيطاليا والتبحاث على شراء او تحديث القطع البحرية.
لدينا قطع بحرية أمريكية ومستمرين على أدامتها أضافة الى وجود خطط لزيادة عددها. كذلك وصول قطع بحرية ضمن العقد الأيطالي والتي ستعزز قدرات الأسطول البحري العراقي. ولدينا عقد لشراء وتطوير الساحبات لغرض دعم العمليات البحرية في منطقة شمال الخليج العربي. وقيادة القوة البحرية مستمرة بتطوير القطع البحريةمن خلال وأضافة قطع جديدة ومتنوعه بما يتناسب مع حجم الواجب والتحديات.
نحن نعمل بخطين متوازيين في عملية تطوير القوة البحرية. الخط الأول هو شراء قطع بحرية لدعم عملياتنا ضمن قاطع المسؤولية وإنشاء قواعد جديدة خاصة في منطقة الفاو لحماية المنشآت النفطية والحيوية مما ستساعد على التقليل من صرف الوقود الذي نستهلكه في الوقت الحالي حيث الانطلاق من قاعدة أم قصر التي تبعد مسافة بعيدة عن موقع المنصات وبالتعاون والتنسيق مع القوات الأمريكية.
والخط الثاني هو تطوير الكوادر القوة البحرية العراقية والتركيز على القيادة والسيطرة من خلال اعداد ضباط متميزين وأرسالهم للدول التي تمتلك خبرات وتقنيات في المجال البحري مما سيساعد على تطوير الخبرات العراقية للعمل بمناطق أوسع في الإدارة والتنظيم. لدينا كوادر أرسلت الى دول متعددة لإكتساب الخبرة في التجهيز والتسليح والتخطيط، ونحن مستمرون بالعمل الدؤوب بهذين المسارين.
يونيباث: هناك احتمال كبير بأن يتسلم العراق قيادة عملية المهام المشتركة 151. ما هو شعورك بذلك؟
العقيد حيدر: انا كعراقي، أفتخر كثيرا أن أرى ضابط عراقي يتسلم هذا المنصب الرفيع والمهم والذي يدل على ثقة العالم بقدرات البحرية العراقية. لدينا الخبرة والقدرات لأن نتحمل هذه المسؤولية وتنفيذ الواجب على افضل وجهه. نعم هو تحدي كبير لكنه ليست مهمه مستحيلة وسنقوم بها بنفس مستوى البحريات المتقدمة.