تدريب نسر السهوب 2013 يسلط الضوء على العمل المشترك بين جنود من آسيا الوسطى، والولايات المتحدة وأوروبا
المقال والصور للرقيب لورين ديفيتا / القيادة المركزية للجيش الأمريكي
يصطف الجنود الشبان لتشكيل حاجز بشري وقد غرسوا دروعاً معدنية بقوة في الأرض التي تفصل بينهم وبين المتظاهرين. وعلى الجانب الآخر من الحاجز، تحولت المظاهرة إلى أعمال شغب واستغلت لإثارة الفوضى. يلتقطون زجاجات بلاستيك وعصياً من الأرض، ويضربونها ببعضها البعض كي تُحدث ضجيجاً.
وفيما أخذ المشاغبون يضغطون على حائط الجنود الكازاخستانيين والطاجيك، يتقدم قائد المجموعة الطاجيكي، وقد احتفظ بسلوك هادئ وفقاً لتعليمات مدربيه في تدريب نسر السهوب ، بتهدئة الوضع ونزع فتيل الأصطدام بدون عنف.

لم يستطع أحد المدربين الذي كان يراقب التدريب كتم حماسته. قال صارخاً بقوات مكافحة الشغب المتعددة الجنسيات “هكذا يجب أن تفعلوا”. انتهى التدريب بتجمهر مجموعات مع لمسات ربت على الظهر للتهنئة.
شارك أكثر من 1500 فرد من تسع دول في تدريب نسر السهوب السنوي الحادي عشر في الفترة من 5 – 23 آب/ أغسطس 2013، في مركز إليسكي للتدريب في كازاخستان. ركز المشاركون من كازاخستان، وجمهورية قرغيزستان، وطاجيكستان، وإيطاليا، وليثوانيا، وسويسرا، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، على عمليات حفظ السلام ودعم السلام.
قام مسؤولون من حلف شمال الأطلسي، أثناء التدريب، بتقييم كتيبة مشاة حفظ السلام الكازاخستانية، بهدف منحها شهادة تسمح لها في نهاية المطاف بالعمل مع دول شريكة. وهدف الدولة هو نشر لواء كامل في عمليات حفظ السلام التي يقودها حلف الأطلسي بحلول عام 2015، مما يعمّق العلاقة على نحو أكثر بين هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى وحلف الأطلسي تحت رعاية برنامج الشراكة من أجل السلام.
قال العقيد الكازاخستاني بارديل كولشاكو، مدير قسم التنسيق والتكامل التابع لمديرية الشراكة العسكرية في كازاخستان، “لقد كان تدريب نسر السهوب 13، معلماً هاماً في التعاون بين حلف شمال الأطلسي وكازاخستان في إطار الشراكة من أجل السلام. لقد سررت للغاية لمستويات التعاون، والحماسة وتبادل المعلومات التي ظهرت طوال التدريب، مما يدعم قدرة كتيبة مشاة حفظ السلام الكازاخستانية على القيام بعمليات حفظ سلام”.
يتألف تدريب نسر السهوب كل عام من عمليات قيادة كتائب وألوية، فضلاً عن دروس تكتيكية تهدف الى مساعدة الجنود الكازاخستانيين على الامتثال لمعايير الأمم المتحدة. وتماشياً مع تركيز العمليات الدولية لحفظ السلام، يشمل التدريب فض أعمال الشغب وحفظ الأمن في مخيمات النازحين.
وحتى عام 2008، خدمت عناصر من كتيبة مشاة حفظ السلام الكازاخستانية في العراق للمساعدة في التخلص من الذخائر غير المتفجرة، وتوفير المياه العذبة والرعاية الطبية للعراقيين.

قال النقيب كريستوفر كينت، أحد الموجهين/ المدربين الذين وفرهم الحرس الوطني بولاية أريزونا الأمريكية، “لقد شاركت في عدد غير قليل من هذه التدريبات على مدى سنوات، ويمكن أن أقول بصراحة إن الكازاخستانيين قطعوا أشواطاً من المستوى التكتيكي إلى مستوى الجنود، وحتى مستوى اللواء. لقد راقبتهم وهم يعتلون المسرح العالمي على نحو ملفت للنظر، مع دعم حكومي ومجتمعي كبير، وينفتحون على دول أخرى ويقبلون الانتقال من الاتحاد السوفيتي إلى الاتحاد السوفيتي السابق”.
يستقطب تدريب نسر السهوب أعداداً متزايدة من المشاركين كل سنة، وهي حقيقة لاحظها الرائد القرغيزي بايش كالشاييف الذي قال، “استهدف التدريب تحسين مهارات القادة والأركان في تنظيم عملية صنع القرار والتواصل بين الإدارات أثناء عملية حفظ السلام”.
كما يشدد التدريب على الاتصالات المتعددة الجنسيات فيما تتعلم الدول المختلفة العمل سوياً كوحدة واحدة. ولتدعيم العلاقات إلى أبعد من ذلك، شدد منظمو التدريب على استخدام اللغة الإنجليزية في كثير من اتصالاتهم.
قال رئيس رقباء القيادة ستيفان فرينيير، كبير القادة المجندين في الجيش الثالث/ القيادة المركزية للجيش الأمريكي، “يتعلق الأمر اختصاراً بالقدرة على دعم بعضنا البعض كفريق مشترك. وكلما عملنا معاً أكثر، كلما قل احتمال أن يرغب طرف في إثارة نزاع. كما من شأنه أن يردع ذلك السلوك ويشكل علاقات وتحالفات أقوى”.
قال فرينيير، “إنه مكسب للطرفين وفرصة عظيمة لجنودنا وقادتنا أن يأتوا إلى هنا ويعملوا مع الجيش الكازاخستاني ودول أخرى. إنهم لا يتعلمون منا وحسب – وإنما نحن أيضاً نتعلم منهم. وأنا أشيد بجميع موجهينا للمجهود الشاق الذي بذلوه مع شركائنا لمساعدتهم في الاستعداد لمهام حفظ سلام في المستقبل”.