المساكن العشوائية تشكل تهديدات أمنية

أسرة‭ ‬يونيباث

تشكل‭ ‬المساكن‭ ‬العشوائية‭ ‬معضلة‭ ‬كبيرة‭ ‬للعراق،‭ ‬وتعتبر‭ ‬الآفة‭ ‬التي‭ ‬تبتلع‭ ‬موارد‭ ‬الدولة‭ ‬الخدمية‭ ‬والإجتماعية‭ ‬والمالية،‭ ‬إضافة‭ ‬للتهديدات‭ ‬اﻷمنية‭. ‬يعيش‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2‭,‬4‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬347‭,‬881‭ ‬بناء‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أنحاء‭ ‬العراق،‭ ‬حسب‭ ‬احصاءات‭ ‬وزارة‭ ‬التخطيط‭ ‬العراقية‭. ‬وذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬الصباح‭ ‬الجديد‭ ‬أن‭ ‬4‭,‬33‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البيوت‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬وأن‭ ‬3‭,‬8‭ ‬بالمئة‭ ‬في‭ ‬البصرة‭. ‬

انتشرت‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الغير‭ ‬حضارية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬حيث‭ ‬ادعى‭ ‬المجرمون‭ ‬ملكيتهم‭ ‬للأراضي‭ ‬وقاموا‭ ‬ببيع‭ ‬قطع‭ ‬للفقراء‭. ‬بدأ‭ ‬الناس‭ ‬بناء‭ ‬منازل‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬والتخطيط‭ ‬العام‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬تشكلت‭ ‬مدن‭ ‬بشعة‭ ‬جديدة‭ ‬داخل‭ ‬المدن‭. ‬لاترتبط‭ ‬هذه‭ ‬الإنشاءات‭ ‬العشوائية‭ ‬بشبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬والعديد‭ ‬منها‭ ‬تتزود‭ ‬بالطاقة‭ ‬والماء‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬قريبة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭. ‬وقد‭ ‬تشكلت‭ ‬بحيرات‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدات‭ ‬بالأمراض‭.‬

كما‭ ‬تستنزف‭ ‬هذه‭ ‬المنازل‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬الطاقة‭ ‬المخصصة‭ ‬لاستخدامات‭ ‬أخرى‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تستوعب‭ ‬المحولة‭ ‬الواحدة‭ ‬عشرة‭ ‬منازل‭ ‬لكن‭ ‬بسبب‭ ‬المدن‭ ‬العشوائية،‭ ‬تغذي‭ ‬المحولة‭ ‬الواحدة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬منزل‭ ‬مما‭ ‬سبب‭ ‬سوء‭ ‬استخدام‭ ‬لعطب‭ ‬المحولات‭ ‬وانقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬عن‭ ‬المدينة‭ ‬بأكملها‭. 

إن‭ ‬المعضلة‭ ‬اﻷكبر‭ ‬هنا‭ ‬هي‭ ‬الوضع‭ ‬اﻷمني،‭ ‬حيث‭ ‬يأتي‭ ‬سكان‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬من‭ ‬أماكن‭ ‬وخلفيات‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭. ‬وتجد‭ ‬الشرطة‭ ‬والسُلطات‭ ‬صعوبةً‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬لأن‭ ‬الأحياء‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬خرائط‭ ‬البلدية،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭  ‬مخابئ‭ ‬جيدة‭ ‬للجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬والجماعات‭ ‬الإرهابية‭. ‬في‭ ‬البصرة،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬عثرت‭ ‬الشرطة‭ ‬على‭ ‬بيوت‭ ‬تستخدم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عصابات‭ ‬الخطف‭ ‬لاحتجاز‭ ‬الرهائن‭. ‬وفي‭ ‬بغداد‭ ‬قبضت‭ ‬السُلطات‭ ‬على‭ ‬عصابة‭ ‬سطو‭ ‬هاجمت‭ ‬منازل‭ ‬لأثرياء‭ ‬منتحلين‭ ‬صفة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭. ‬وهناك‭ ‬جرائم‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬جثة‭ ‬طفل‭ ‬معصوب‭ ‬العينين‭ ‬ومقتول‭ ‬في‭ ‬دهاليز‭ ‬أحد‭ ‬اﻷحياء‭ ‬العشوائية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭.‬

في‭ ‬المناطق‭ ‬الساخنة،‭ ‬تعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬العشوائية‭ ‬اﻷماكن‭ ‬المفضلة‭ ‬لتصنيع‭ ‬السيارات‭ ‬المفخخة،‭ ‬و‭ ‬مخابئ‭ ‬يستغلها‭ ‬الإرهابيون‭ ‬في‭ ‬الاختباء،‭ ‬وإخفاءالأسلحة‭.‬

Comments are closed.