أسرة يونيباث
إن العمليات المدنية-العسكرية المشتركة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على المدنيين، وبالتالي، على استقرار المنطقة، سواء كان ذلك من خلال توفير الغذاء والرعاية الطبية للاجئين، أو المساعدة في بناء المدارس في المناطق النائية.
في شهر حزيران/يونيو عام 2016، التقت مجموعة من الضباط الدوليين في مقر قيادة العمليات الخاصة الأمريكية لحضور ورشة العمل الافتتاحية حول العمليات المدنية-العسكرية لدعم الاستقرار عبر الأقاليم.
وضمن ورشة العمل مشاركين من أستراليا، وكولومبيا، والأردن، وكينيا، ولبنان، والفلبين، والولايات المتحدة، جنبًا إلى جنب مع ممثلي منظمة حلف شمال الأطلسي من ألمانيا، وهولندا. وكان الهدف من الورشة التوصل إلى فهم أفضل للعمليات المدنية-العسكرية في جميع أنحاء العالم وتسهيل التزامن والتنسيق فيما بينها.
وذكر العميد اللبناني يوسف مشرف، المتحدث الرئيسي باسم ورشة العمل “يجب علينا تبادل المعلومات فيما بيننا من أجل تحقيق أهدافنا.”
وومن الجدير بالذكر، أن العميد مشرف قاد الجهود الهادفة إلى إضفاء الطابع الرسمي على العمليات المدنية-العسكرية في القوات المسلحة اللبنانية. وفي عام 2012، ساعد العميد في تأسيس قسم التعاون العسكري- المدني بالقوات المسلحة اللبنانية. وفي عام 2015 تم ترقية هذا القسم إلى مديرية، يُعترف بعملها الآن كأداة هامة للأمن الداخلي تساهم في سمعة القوات المُسلحة اللبنانية كقوات فعالة وجديرة بالثقة. ونتيجة لذلك، يطلب قادة وحدة القوات المسلحة اللبنانية على نحو متزايد دعم قسم التعاون العسكري- المدني لمهامهم. وتتنوع المشروعات بناءً على احتياجات المجتمع — بدءًا من إنشاء العيادات الصحية، وتجديد المدارس، والمباني الحكومية، إلى غرس الأشجار.
وكان موضوع طبيعة التهديدات العابرة للحدود، والتأثير المشترك للعمليات المدنية-العسكرية من أهم الموضوعات التي جرى طرحها بورشة العمل. فالجماعات الإرهابية مثل حركة الشباب، وداعش، وبوكو حرام ،وتنظيم القاعدة قد أثارت عدم الاستقرار إلى ما هو أبعد من المناطق المتواجدة بها. فعلى سبيل المثال، تأثرت الدول الأوروبية بذلك من خلال اللاجئين الذين فروا إليها من العنف في العراق وسوريا.
ويسافر المقاتلون الأجانب من جميع أنحاء العالم الى هذه المناطق التي تمزقها الصراعات، ويمكن أن يُصدرون العنف إلى بلدانهم الأصلية حال وعند عودتهم إليها.
وأشار العميد مشرف “إن العالم يزداد تعقيدًا أكثر فأكثر” ولهذا السبب تمثل العمليات المدنية-العسكرية أهمية كبيرة ليس في المناطق محتدمة الصراع أو المناطق غير المستقرة فحسب، ولكن أيضًا في المناطق التي يمثل فيها الحفاظ على احترام الحكومات والجيوش ودعمها أمرًا في غاية الأهمية.
وعبر العميد مشرف عن امتنانه لقيادة العمليات الخاصة الأمريكية لاستضافتها لورشة العمل، حيث يمكن للمهنيين العسكريين المعنيين بالشؤون المدنية التعلّم من تبادل الأفكار، واتباع أفضل الممارسات.
واعتبر العقيد توني ثاكر، من قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، ورشة العمل هذه ورشة عمل ناجحة. وقال ثاكر: “بمجرد عرض أنشطة كل شخص، أصبح من الواضح لنا للغاية الأماكن التي بذلنا فيها جهدًا مكررًا، أو الأماكن التي كان يوجد بها ثغرات وعوائق كان يمكن للآخرين استغلالها.” وكانت النتيجة بمثابة تزامن للجهود العالمية على نحو أفضل، بحيث يمكن للفرق تحقيق نجاح أكثر في المستقبل وقياس التقدم الذي تحرزه.