الجيوش تنظر إلى مواقع التواصل الاجتماعي بصورة متزايدة باعتبارها أدوات هامة
أسرة يونيباث
شارك ضباط وطلبة من المعهد العسكري للقوات البرية في كازاخستان في ندوة أقيمت في كانون الثاني/ يناير 2014 لمناقشة التطرف الديني في البلاد وتدابير مكافحة الإرهاب. وفى نفس ذلك اليوم، ظهر الحدث على صفحة الفيسبوك التابعة لوزارة الدفاع الكازاخستانية مع رابط للحدث بأكمله في موقع الوزارة على الإنترنت.
وباستخدام منتديات التواصل الاجتماعي التي يفضلها مئات الآلاف من الكازاخستانيين، كان الجيش قادراً على نشر رسائل هائمة عن مكافحة الإرهاب متجاوزاً صفوفه، لتصل إلى الجمهور في لحظتها تقريباً.
إن الجيوش في أنحاء الشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا، تستخدم بصورة مطردة الفيسبوك، وتويتر، ولينكدين، ويو تيوب وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافها. فهذه المواقع توفر فرصة فريدة أمام الجيوش للوصول إلى جمهور ضخم بسرعة لتبديد الشائعات والمعلومات المغلوطة، ومكافحة دعايات العدو وتوفير معلومات حول السلامة العامة. ورغم أن هذه المنتديات لا يمكن أن تحل محل وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون والمواقع الإخبارية، فإنها تتيح للجيوش السيطرة على رسائلها على نحو مباشر أكثر.
فى عام 2013، أنشأت وزارة الدفاع في كازاخستان حسابات عامة على الفيسبوك وتويتر. ويمكن للمستخدمين الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي الرسمية من خلال موقع الوزارة على الانترنت، التي تعرض باللغات الكازاخستانية، والروسية والإنجليزية:
www.mod.gov.kz/gov-kz/. تمجد هذه المواقع الانجازات والتدريبات العسكرية، وتقدم الأخبار المتعلقة بالشؤون الدفاعية، وتروج للقيم الاجتماعية الإيجابية مثل العمل التطوعي. فعلى سبيل المثال، عندما زار الطلبة العسكريون داراً للأيتام في ألماتي لتسليم هدايا للأطفال، نقل الفيسبوك تفاصيل الزيارة إلى العالم.
تشبع مواقع التواصل الاجتماعي
فى عام 2013، اجتذبت مواقع التواصل الاجتماعي جماهير ضخمة من الناطقين بالعربية، وذلك طبقاً لتقرير مواقع التواصل الاجتماعي العربي، وهي سلسلة متكررة تنتجها كلية دبي للإدارة الحكومية. وهذه لقطة منها: في منتصف عام 2013، كان هناك 54,5 مليون مستخدم للفيسبوك في البلدان الناطقة بالعربية، أي بزيادة عن نحو 45 مليون مستخدم في العام السابق. ويتباهى موقع تويتر بأن لديه 3,7 مليون مستخدم، ولينكدين بنحو 4,7 مليون مستخدم من نفس المنطقة وخلال نفس الفترة.
أشار التقرير إلى “أن معدلات الانتشار والاعتماد الإبداعي على مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية فتح آفاقاً جديدة للابتكارات المتعددة الأوجه للأفراد، والاستخدامات التنموية للهيئات الحكومية والاتجاهات الجديدة للقوى المختلفة في المجتمعات العربية. إن تكنولوجيات التواصل الاجتماعي يتزايد الاعتراف بها من قبل منظمات حكومية عربية باعتبارها عوامل مساعدة أساسية في صياغة السياسات الشاملة وتوفير خدمات أفضل على المستوى المؤسساتي”.
دعوات لوضع استراتيجية
في أيار/ مايو 2013، استضافت درع الوطن، وهي المجلة الرسمية للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ندوة حول مواقع التواصل الاجتماعي وآثارها على الجيش. وخلال الحدث أكد خبراء وإعلاميون على أهمية استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للمساعدة في إقامة وتطوير علاقة أقوى بين الجيش والشعب. فشبكات التواصل الاجتماعي تعمل كأداة لإيصال رؤية واضحة والرد على الشائعات التي يمكن أن تؤثر على الأمن الوطني أو الإقليمي.
وشدد رئيس تحرير درع الوطن الرائد الركن يوسف جمعة الحداد على أهمية “تطوير إعلام عسكري بقدر هائل من الابتكار التكنولوجي”.
وقال إن تطوير الإعلام العسكري على شبكة الإنترنت له أهمية استراتيجية بالنسبة للجيش، ويجب أن تُعطى جهود استخدام هذه المنتديات الأولوية على الإعلام التقليدي مثل الصحف والإذاعة.
قال الدكتور علي قاسم الشعيبي، المستشار الإعلامي للخدمة المجتمعية بشرطة دبي، إنه يتعين على الشؤون العامة للجيش والشرطة أو دوائر التوجيه المعنوي أن تتكيف على نحو يشمل تبني استراتيجيات تتناول إعلام الإنترنت. كما شدد على أهمية تطوير قوات قادرة على التعامل مع تكنولوجيا المعلومات لمخاطبة الجمهور أثناء الأزمات.
قال الدكتور الشعيبي، “إن فكرة التوجيه المعنوي التقليدي لم تعد فاعلة ومؤثرة في عالم يمكن فيه للمعلومات أن تقطع مسافات كبيرة من المصدر بسرعات هائلة”.
ويُعد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لمواجهة دعايات العدو خلال أزمة ما تكتيكاً تمارسه الجيوش في جميع أنحاء العالم. فخلال التدريب العسكري للتعاون الإقليمي 2013 الذي اجرته القيادة الأمريكية المركزية في غارميش- بارتنكيرشن، تناولت قوات من أفغانستان، وكازاخستان، وجمهورية قرغيزستان، وطاجيكستان والولايات المتحدة هذه القضية. فلأول مرة خلال الـ10 سنوات الماضية، اشتمل التدريب السنوي لمركز القيادة على إدارة الأزمات على مجموعة متعددة الجنسيات متخصصة في عمليات المعلومات. وضع الجنود خططاً للرد والتصدي لإرهابيين وهميين كانوا ينشرون دعايات على مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من المواقع.
الممارسة العملية لمواقع التواصل الاجتماعي
يستخدم جيش باكستان صفحته على الفيسبوك (www.facebook.com/officialpakarmy) التي أطلقها في حزيران/ يونيو 2013، في التفاعل مع الجمهور. قالت الصفحة، “إننا نريد أن نسمع منك، ونتواصل معك ونرحب بزياراتك المتكررة بحثاً عن الأخبار والتحديثات”.
وتشجع الصفحة الباكستانيين على تبادل الأسئلة والآراء في إطار المبادئ التوجيهية التي تحظر اللغة المسيئة والبغيضة والتعليقات المناهضة للدولة والجيش. ومع ذلك، فإنه من المقبول التقدم باقتراحات حول كيفية تحسين الجيش.
يمكن العثور على مثال آخر لمبادرات مواقع التواصل الاجتماعي العسكرية في مصر. ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2012، أطلق المتحدث السابق باسم القوات المسلحة المصرية العقيد أحمد محمد علي حسابين على الفيسبوك (www.facebook.com/Egy.Army.Spox) وعلى تويتر (http://twitter.com/EgyArmySpox) للتواصل مباشرة مع الشعب المصري ووسائل الإعلام. ويكمل هذان الموقعان الصفحة الرسمية للقوات المسلحة المصرية على الفيسبوك
(www.facebook.com/Egyptian.Armed.Forces) التي أطلقت في شباط/ فبراير 2011. وكما هو الحال مع صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للجيش الباكستاني، فإن الهدف المعلن للمواقع المصرية هو أن تكون بمثابة ساحة النقاش والتفاعل حول مسائل تتعلق بالقوات المسلحة.
يجري تحديث صفحات الفيسبوك وتويتر المصرية عدة مرات كل يوم بأخبار، وفيديوهات وصور تلقي الأضواء على أنشطة مثل مكافحة الإرهاب في سيناء.
قال العقيد أحمد لصحيفة ديلي نيوز المصرية في أيار/ مايو 2013، “إن هناك رؤية جديدة، وقيادة شابة تؤمن بأهمية التواصل ووجود حرب معلومات. كذلك تعلمنا من دروس الفترة الانتقالية السابقة [من 2011-2012]. فالمؤسسة العسكرية تعمل دوماً على مراجعة وتقييم أدائها. ونحن نعترف بأنه كان هناك قصور في المعلومات والتغطية الإعلامية للمؤسسة العسكرية على مدار السنة ونصف الماضية، والتي أثارت مشاكل. ونحن [حالياً] نؤمن بأهمية التواصل مع وسائل الإعلام”.
تبادل خبراتك
هل تستخدم مؤسستك العسكرية بنجاح منتديات التواصل الاجتماعي لتحقيق الأهداف؟ تبادل أفضل الممارسات والخبرات مع الآخرين في يونيباث. أكتب إلينا على: [email protected]