التهديدات الاستراتيجية

ضبط‭ ‬الطفرة‭  ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الشباب‭ ‬المضطرب‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬يتطلب‭ ‬التزامًا‭ ‬متعدد‭ ‬الجنسيات‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والاقتصاد

بدأت الثورة‭ ‬الوردية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التغييرات‭ ‬الجوهرية‭. ‬وارتبطت‭ ‬معظم‭ ‬جذور‭ ‬الثورة‭ ‬بالمظالم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬الشائعة‭. ‬غذت‭ ‬روح‭ ‬التغيير‭ ‬التي‭ ‬انبثقت‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬المحتجين‭ ‬وانتفضوا‭ ‬مناشدين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظائف‭ ‬جديرة‭ ‬بالاهتمام،‭ ‬وسكن‭ ‬لائق،‭ ‬والحق‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكبروا‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬مستقر‭ ‬وآمن‭ ‬حيث‭ ‬يمكنهم‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬لأسرهم‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬القمع‭. ‬اعتقد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‭ ‬بسذاجة‭ ‬أن‭ ‬تضحيتهم‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬أكثر‭ ‬استقرارًا‭ ‬تسوده‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭.‬

إن‭ ‬التقدم‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬أمرٌ‭ ‬مثيرٌ‭ ‬للإعجاب،‭ ‬ويطرحه‭ ‬البعض‭ ‬كنموذج‭ ‬لتحول‭ ‬بلدان‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭. ‬بادرت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬بطرح‭ ‬المبادرة‭ ‬الخليجية‭ ‬لليمن‭ ‬—‭ ‬وُقعت‭ ‬في‭ ‬الرياض،‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬سبتمبر‭/ ‬أيلول‭ ‬2011‭ ‬—‭ ‬والتي‭ ‬وفرت‭ ‬آلية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عملية‭ ‬انتقال‭ ‬السلطة‭ ‬بشكل‭ ‬سلمي‭ ‬غير‭ ‬دموي‭ ‬في‭ ‬اليمن‭. ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬علي‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬صالح‭ ‬بتسليم‭ ‬السلطة‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬عبد‭ ‬ربه‭ ‬منصور‭ ‬هادي‭. ‬واختتِم‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬تلاه‭ ‬كتابة‭ ‬الدستور‭ ‬اليمني‭ ‬الجديد،‭ ‬واستفتاء،‭ ‬وانتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬وبرلمانية‭ ‬جديدة‭. ‬وركزت‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمنية‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬لأن‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬استغل‭ ‬الاضطرابات‭ ‬التي‭ ‬واكبت‭ ‬عملية‭ ‬انتقال‭ ‬السُلطة‭ ‬لشن‭ ‬عمليات‭ ‬دون‭ ‬قيود‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬غير‭ ‬الخاضعة‭ ‬لسيطرة‭ ‬الحكومة،‭ ‬كما‭ ‬شجعت‭ ‬تلك‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الحوثيين‭ ‬على‭ ‬اختراق‭ ‬مشارف‭ ‬صنعاء‭ ‬والصدام‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الحكومية‭.  ‬إن‭ ‬فراغ‭ ‬السلطة‭ ‬المتزايد‭ ‬قد‭ ‬حرض‭ ‬اليمنيين‭ ‬ضد‭ ‬اليمنيين،‭ ‬وخلق‭ ‬صراعًا‭ ‬بين‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭.‬

رجال ينتظرون في شارع رئيسي في صنعاء ليتم تشغيلهم كعمال يوميين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013. يقدَّر معدل البطالة في اليمن بِـ 35 في المئة، وبطالة الشباب بِـ 60 بالمئة. رويترز
رجال ينتظرون في شارع رئيسي في صنعاء ليتم تشغيلهم كعمال يوميين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013. يقدَّر معدل البطالة في اليمن بِـ 35 في المئة، وبطالة الشباب بِـ 60 بالمئة.
رويترز

بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬ثورية‭ ‬مضطربة،‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬الحاسم‭: ‬هل‭ ‬تحققت‭ ‬تضحيات‭ ‬وآمال‭ ‬وأحلام‭ ‬المحتجين؟‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تركز‭ ‬الحكومة‭ ‬جهودها‭ ‬على‭ ‬الإصلاح‭ ‬الأمني،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬قابل‭ ‬للفهم،‭ ‬لازال‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تصارع‭ ‬سلسلة‭ ‬طويلة‭ ‬وكئيبة‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الطفرة‭ ‬الهائلة‭ ‬والمستمرة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الشباب‭ ‬والذي‭ ‬يهدد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أفقر‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭.‬

‭ ‬ضغوط‭ ‬معدل‭ ‬النمو

ما‭ ‬يقارب‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬اليمنيين‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬30‭ ‬عامًا‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭  ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬ممن‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬العمل‭ ‬يُشكلثروة،‭ ‬أدت‭ ‬الطفرة‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬اليمنإلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الضغوط‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭-‬الاقتصادية‭ ‬الموجودة‭ ‬أصلاً‭. ‬مع‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬سكاني‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬2‭,‬5‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬سنويا‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬—‭ ‬حيث‭ ‬تنجب‭ ‬النساء‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬خمسة‭ ‬إلى‭ ‬ستة‭ ‬أطفال‭ ‬—‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬مليون‭ ‬إلى‭ ‬35‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬أي‭ ‬ضعف‭ ‬المعدل‭ ‬الإقليمي‭ ‬للسكان‭. ‬

حتى‭ ‬الآن،‭ ‬فإن‭ ‬الحكومة‭ ‬—‭ ‬وهي‭ ‬تتعامل‭ ‬بموارد‭ ‬محدودة‭ ‬لأن‭ ‬احتياطات‭ ‬النفط‭  ‬تنفذ،‭ ‬وتدهور‭ ‬الأمن‭ ‬يمنع‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬النفط،‭ ‬والمخربون‭ ‬يهاجمون‭ ‬خطوط‭ ‬الأنابيب‭ ‬ويقطعونها‭ ‬—‭  ‬قد‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬كافية‭ ‬لتلبية‭ ‬الطلب‭ ‬المتزايد‭. ‬وتمثل‭ ‬إيرادات‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬نحو‭ ‬ثلث‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬ثلثي‭ ‬الإيرادات‭ ‬الحكومية‭ ‬و‭ ‬90‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الصادرات‭.‬

تضاعف‭ ‬معدل‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬14‭.‬6‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬إلى‭ ‬29‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011‭. ‬ازدادت‭ ‬البطالة‭ ‬كثافة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1991،‭ ‬عندما‭ ‬أعيدت‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭  ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬حرب‭ ‬الخليج‭ ‬الأولى‭ ‬ودعم‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬صالح‭ ‬لغزو‭ ‬العراق‭ ‬للكويت‭. ‬اضطر‭ ‬حوالي‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬عامل‭ ‬هم‭ ‬أصلًا‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬اليمن،‭ ‬فازداد‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للوظائف‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وخدمات‭ ‬اجتماعية‭ ‬أخرى‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬في‭ ‬الأساس‭. ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬استيعابهم،‭ ‬ويجادل‭ ‬البعض‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬التدفق‭ ‬غير‭ ‬المتوَقع‭ ‬للعاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬تسبَّب‭ ‬في‭ ‬انكماش‭ ‬اقتصادي‭ ‬وأدى‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬عام‭ ‬1994‭. ‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الفرص‭ ‬التقليدية‭ ‬لهجرة‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬قد‭ ‬انخفضت‭ ‬اليوم‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭. ‬ويتفاقم‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬بسبب‭ ‬تزايد‭ ‬الإلتحاق‭ ‬بالجامعات‭ ‬سنويًا،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفع‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬35‭,‬000‭  ‬في‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬300‭,‬000‭  ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬تتبعه‭ ‬معدلات‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬البطالة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬الخريجين‭. ‬العمال‭ ‬اليمنيون‭ ‬عمومًا‭ ‬متشائمون،‭ ‬وتشير‭ ‬تقارير‭ ‬غير‭ ‬مؤكدة‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬عن‭ ‬60‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬الجامعات‭ ‬عاطلون‭ ‬عن‭ ‬العمل‭. ‬ومع‭ ‬تعافي‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬التحول‭ ‬السياسي‭ ‬ونمو‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬يصبح‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬المموَّل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة،‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬المفضل‭ ‬للخريجين‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬اليمن‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬إحصاءات‭ ‬كاملة‭ ‬وذات‭ ‬مصداقية،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬لموظفي‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬الجدد،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مشجع‭.‬‭  ‬السؤال‭ ‬الكبير‭ ‬هو‭ ‬فيما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬باستطاعة‭ ‬الحكومة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الطلب‭ ‬المتزايد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬الوظائف،‭ ‬ويتفاقم‭ ‬الوضع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ندرة‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬

في‭ ‬المستقبل‭ ‬المنظور،‭ ‬ستظل‭ ‬الطفرة‭ ‬الشبابية‭ ‬تُشكّل‭ ‬تهديدًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬للاستقرار‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وستخلق‭ ‬مشاكل‭ ‬للأمن‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬أيضًا‭.  ‬يربط‭ ‬العديد‭ ‬بين‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والطفرة‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الشباب‭: ‬فالشباب‭ ‬الساخطين،‭ ‬والمحرومين‭ ‬من‭ ‬حقوقهم،‭ ‬والعاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬يشكلون‭ ‬أرضًا‭ ‬خصبة‭ ‬مثالية‭ ‬للقاعدة‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬العرب،‭ ‬وللتطرف‭ ‬والفوضى‭ ‬العامة‭. ‬هذا‭ ‬صحيح‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬لأن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬العاطل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬شيء‭ ‬أفضل‭ ‬يفعلونه‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬يصبحوا‭ ‬سفاحين‭ ‬مرتزقة‭ ‬لمن‭ ‬يدفع‭ ‬أكثر،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أجندة‭ ‬من‭ ‬يدفع‭. ‬يمكن‭ ‬جذبهم‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭ ‬وتجنيدهم‭ ‬كمتظاهرين‭ ‬بسعر‭ ‬منخفض‭ ‬نسبيًا‭.  ‬كما‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬البنادق‭ ‬ووجبات‭ ‬الطعام‭ ‬والمال‭ ‬كوسيلة‭ ‬لبناء‭ ‬مكانة‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬والمحرومين‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬العرب‭ ‬تقدم‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬بديلة‭ ‬جذابة‭. ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬للإرهابيين‭ ‬أن‭ ‬يقوموا‭ ‬بإغراء‭ ‬غير‭ ‬المتعلمين‭ ‬—‭ ‬والمتعلمين‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬الفقر—‭ ‬لتنفيذ‭  ‬تفجير‭ ‬انتحاري‭. ‬وتستفحل‭  ‬خطورة‭ ‬المشكلة‭ ‬إذا‭ ‬أخذنا‭ ‬بالاعتبار‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬التنمية‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭: ‬معدلات‭ ‬الأمية‭ ‬التي‭ ‬تقارب‭ ‬25‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بين‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬إلى‭ ‬24‭ ‬عامًا،‭ ‬ومعدل‭ ‬الفقر‭ ‬بنسبة‭ ‬54‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية‭ ‬بين‭ ‬58‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وزيادة‭ ‬في‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬الوقاية‭ ‬منها‭.‬

أفكار‭ ‬لمستقبل‭ ‬أفضل

يحتاج‭ ‬اليمن‭ ‬بوضوح‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬عصرية‭ ‬ومسؤولة‭ ‬لتنظيم‭ ‬الأسرة‭ ‬وإلى‭ ‬دعم‭ ‬لسياسات‭ ‬الحكومة‭. ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تطوير‭ ‬إجراءات‭ ‬منسقة‭ ‬ومتزامنة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جميع‭ ‬وكالات‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬العامة،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬وزارتي‭ ‬الصحة‭ ‬والتربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الانفجار‭ ‬السكاني‭ ‬المتوقع‭. ‬نقترح‭ ‬القيام‭ ‬بحملة‭ ‬وطنية‭ ‬بقيادة‭ ‬إحدى‭ ‬السياسيات‭ ‬البارزات،‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لديهن‭ ‬الدافع،‭ ‬فزوجة‭ ‬الرئيس‭ ‬و‭/‬أو‭ ‬زوجة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭. ‬إن‭ ‬تنظيم‭ ‬الأسرة‭ ‬هو‭ ‬أمرٌ‭ ‬حيوي‭ ‬لضمان‭ ‬التقدم،‭ ‬وهو‭ ‬غير‭ ‬فعال‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬اليمن‭. ‬فنصف‭ ‬النساء‭ ‬اليمنيات‭ ‬لا‭ ‬يستخدمن‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬تنظيم‭ ‬الأسرة‭. ‬

كما‭ ‬نقترح‭ ‬تحديث‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬اليمنية‭ ‬الوطنية‭ ‬ﻟﻠﻁﻔﻭﻟﺔ‭ ‬ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‭ ‬لعام‭ ‬2006‭-‬2015،‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬مدخلات‭ ‬من‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬اختتم‭ ‬أعماله‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬ورفعها‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬مبادرة‭ ‬رئاسية‭ ‬وطنية‭. ‬يوفر‭ ‬التعليم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحلول،‭ ‬ولكن‭ ‬اليمن‭ ‬لديها‭  ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬كلية‭ ‬وجامعة‭ ‬فقط،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭. ‬لذا‭ ‬نقترح‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬طارئة‭ ‬لإصلاح‭ ‬التعليم‭ ‬برئاسة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لمعالجة‭ ‬الأزمة‭ ‬التعليمية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬لتحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬وتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صياغة‭ ‬التعليم‭ ‬لإعداد‭ ‬الشباب‭ ‬لفرص‭ ‬عمل‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقها‭. ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬تحولًا‭ ‬نحو‭ ‬التفكير‭ ‬والتحليل‭ ‬النقدي‭ ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الأشكال‭ ‬الأكثر‭ ‬تقليدية‭ ‬من‭ ‬التعلم‭ ‬والتي‭ ‬عفا‭ ‬عليها‭ ‬الزمن‭.‬

نقترح‭ ‬حملة‭ ‬وطنية‭ ‬لتعزيز‭ ‬’’اليمن‭ ‬الجديد‘‘‭ ‬بين‭ ‬الشباب،‭ ‬وذلك‭ ‬باستخدام‭ ‬مجموعة‭ ‬منتقاة‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬الموثوقة‭ ‬والمشاهير‭ ‬لإيصال‭ ‬رسالة‭ ‬إيجابية‭. ‬إذا‭ ‬رأى‭ ‬شباب‭ ‬اليمن‭ ‬مستقبلًا‭ ‬بديلًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأمل‭ ‬والتعليم‭ ‬والعمل،‭ ‬يمكن‭ ‬ثنيهم‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬يسوده‭ ‬التطرف‭ ‬والعنف،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬الفرق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬الحديثة‭.‬

يجب‭ ‬زيادة‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬لتحسين‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬تلبي‭ ‬مطالب‭ ‬العمالة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬نقترح‭ ‬لجنة‭ ‬دائمة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي‭ ‬الوزاري‭ ‬للتحفيز‭ ‬الوظيفي‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬رئاستها‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬مشارك‭ ‬نظير‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬يختاره‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بدوره‭ ‬بتقديم‭ ‬إيجاز‭ ‬عنها‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭ ‬والرئيس‭ ‬سنويًا‭.‬

ويتطلب‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬دعمًا‭ ‬دوليًا،‭ ‬ونتوقع‭ ‬الاستمرارفي‭ ‬ممارسة‭ ‬الضغوط‭ ‬الحالية‭ ‬لدعم‭ ‬اليمن‭ ‬على‭ ‬المانحين‭ ‬الدوليين،‭ ‬وخاصة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭. ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المستحسن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬التبرعات‭ ‬والمدفوعات‭ ‬مرتبطة‭ ‬مباشرة‭ ‬بتقدم‭ ‬معقول‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وتنعكس‭ ‬في‭ ‬مقاييس‭ ‬أداء‭ ‬ذات‭ ‬مصداقية‭. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬سيساعد‭ ‬واضعي‭ ‬السياسات‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬إنهاك‭ ‬الدول‭ ‬المانحة‭. ‬وتوجد‭ ‬فرص‭ ‬للعمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البلدان‭ ‬المجاورة،‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬اليمنيون،‭ ‬تقليديًا،‭ ‬مصدرًا‭ ‬للعمال‭ ‬قليلي‭ ‬المهارات‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البناء‭ ‬والزراعة‭. ‬وينبغي‭ ‬إعطاء‭ ‬التأشيرات‭ ‬والتصاريح‭ ‬الدولية‭ ‬لليمنيين‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الضغط‭ ‬والدعم‭ ‬الدولي‭ ‬ضروريان‭ ‬لتشجيع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬ولكي‭ ‬يقوم‭ ‬جيران‭ ‬اليمن‭ ‬بتوفير‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬يُستعان‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬خارجية‭ ‬لشباب‭ ‬اليمن‭. ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تجنب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار،‭ ‬يتوجب‭ ‬إدارة‭ ‬النمو‭ ‬الهائل‭ ‬المتوقع‭ ‬للشباب‭..‬

إن‭ ‬السماح‭ ‬لليمن‭ ‬بالانضمام‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬كعضو‭ ‬كامل‭ ‬العضوية‭ ‬أو‭ ‬عضو‭ ‬منتسب‭ ‬هو‭ ‬خطوة‭ ‬منطقية،‭ ‬وسوف‭ ‬يجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬التي‭ ‬تشتد‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها‭. ‬سيستفيد‭ ‬اليمن‭ ‬وشبابه‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬وتستفيد‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ملء‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬مهارات‭ ‬أقل‭ ‬بكادر‭ ‬جاهز‭ ‬ومؤهل‭ ‬من‭ ‬اليمنيين‭. ‬نقترح‭ ‬قيام‭ ‬الرئيس‭ ‬اليمني‭ ‬بحشد‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬الجيران‭ ‬واقتراح‭ ‬إجراءات‭ ‬لتأمين‭ ‬عضوية‭ ‬اليمن‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬

قد‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬بعض‭ ‬خيارات‭ ‬العمل‭ ‬باتجاه‭ ‬الجنوب،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬شرق‭ ‬أفريقيا‭ ‬وباستخدام‭ ‬جسر‭ ‬القرن‭ ‬المُقترَح‭ ‬فوق‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب،‭ ‬الذي‭ ‬سيربط‭ ‬اليمن‭ ‬بجيبوتي‭. ‬نقترح‭ ‬على‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬اليمني‭ ‬أن‭ ‬يدرس‭ ‬بنشاط‭ ‬خيارات‭ ‬العمل‭ ‬لليمنيين‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭.‬

إن‭ ‬الطفرة‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬هو‭ ‬تهديد‭ ‬استراتيجي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬معالجته‭ ‬الآن،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬إجراءات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جميع‭ ‬وكالات‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الدولية‭. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬سهلًا‭ ‬والمشكلة‭ ‬لن‭ ‬تُحل‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬نفسها‭. ‬لكن‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬حكيمة‭ ‬وآنية‭ ‬واتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬مساعدة‭ ‬اليمن‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬آماله‭ ‬وتشكيل‭ ‬المستقبل‭ ‬الذي‭ ‬يستحقه‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭.  F

المصادر‭: ‬ذي‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست،‭ ‬ذي‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز،‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي،‭ ‬الجزيرة،‭ ‬يمن‭ ‬تايمز،‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي،‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬ناشيونال‭ ‬يمن،‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬يونيسيف،‭ ‬فرونت‭ ‬لاين،‭ ‬شبكة‭ ‬الأنباء‭ ‬الإنسانية‭ (‬إيرين‭)‬،‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المفتوحة،‭ ‬كتاب‭ ‬حقائق‭ ‬العالم‭ ‬لوكالة‭ ‬المخابرات‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ (‬سي‭ ‬آي‭ ‬إيه‭)‬،‭ ‬إنديكس‭ ‬موندي،‭ ‬حيران‭ ‬أون‭ ‬لاين


نبذة‭ ‬عن‭ ‬المؤلفين‭:‬‭ ‬مراد‭ ‬العزاني‭ ‬أستاذ‭ ‬مشارك‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬صنعاء‭. ‬روبرت‭ ‬شارب‭ ‬أستاذ‭ ‬مشارك‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مركز‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‭ ‬وجنوب‭ ‬آسيا‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬واشنطن‭.‬ﻳﺘﺤﻤﻞ‭ ‬المؤلفون‭ ‬وحدهم‭ ‬اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ‭ ‬ﻋﻦ‭ ‬الآراء‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬السياسة‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬موقف‭ ‬جامعة‭ ‬صنعاء،‭ ‬أو‭ ‬جامعة‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أو‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أو‭ ‬حكومتي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬واليمن‭.‬

Comments are closed.