التعامل مع الشباب الأفغاني يمكن أن يحد من هجرة الأدمغة

محمد‭ ‬خورشيد‭/‬صحفي‭ ‬أفغاني

حسينة رسولي،‭ ‬طبيبة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الثلاثينات‭ ‬من‭ ‬عمرها‭. ‬كانت‭ ‬مراهقة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الأيام‭ ‬المظلمة‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬طالبان‭ ‬القمعي‭ ‬الذي‭ ‬طغى‭ ‬على‭ ‬أفغانستان‭. ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬تكافح‭ ‬في‭ ‬دراستها‭ ‬لتصبح‭ ‬طبيبة،‭ ‬كان‭ ‬حكام‭ ‬طالبان‭ ‬يوقعون‭ ‬عقوبات‭ ‬وحشية‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬الأفغان‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يحكمون‭ ‬عليهم‭ ‬بانتهاك‭ ‬التفسير‭ ‬الصارم‭ ‬وغير‭ ‬العادي‭  ‬للشريعة‭ ‬الإسلامية‭. ‬واضطرت‭ ‬الفتيات‭ ‬والنساء‭ ‬إلى‭ ‬ترك‭ ‬وظائفهن‭ ‬ودراستهن،‭ ‬وقضاء‭ ‬معظم‭ ‬وقتهن‭ ‬في‭ ‬المنزل‭. ‬كانت‭ ‬المجازر‭ ‬المرتكَبة‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬والرجال‭ ‬التي‭ ‬وافقت‭ ‬عليها‭ ‬الحكومة‭ ‬شائعةً‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬طالبان‭ ‬1996‭-‬2001‭. ‬هجوم‭ ‬واحد‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬مسقط‭ ‬رأس‭ ‬رسولي‭ ‬في‭  ‬مزار‭ ‬شريف‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭/ ‬آب‭ ‬1998‭ ‬شهد‭ ‬مقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5000‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭.‬

ساعدت‭ ‬الإطاحة‭ ‬بطالبان‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬رسولي‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬دراستها‭ ‬الطبية،‭ ‬والتي‭ ‬أكملتها‭ ‬عام‭ ‬2005‭. ‬توضح‭ ‬تجربتها‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬—‭ ‬تحارب‭ ‬سوء‭ ‬التغذية‭ ‬ولأجل‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬بلادها‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬جماعات‭ ‬المساعدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬—كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للمتعلمين‭ ‬الشباب‭ ‬الأفغان‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الملحة‭ ‬لبلدهم‭. ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬وجدت‭ ‬رسولي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬أوتاوا،‭ ‬كندا‭. ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تخدم‭ ‬أفغانستان،‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تعيش‭ ‬هناك‭.‬

رسولي‭ ‬هي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬الأفغان‭ ‬الذين‭ ‬أخذوا‭ ‬تعليمهم‭ ‬ومهاراتهم‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭. ‬أوروبا‭ ‬الغربية‭ ‬وبلدان‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمريكتين‭ ‬وأستراليا‭ ‬كلها‭ ‬وجهات‭ ‬شائعة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭.  ‬هذا‭ ‬التنامي‭ ‬في‭ ‬هجرة‭ ‬الشباب‭ ‬المتعلم‭  ‬أوردته‭ ‬وزارة‭ ‬المهاجرين‭ ‬والعائدين‭ ‬الأفغانية‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬بقيت‭  ‬شريحة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬—‭ ‬وكثير‭  ‬منهم‭ ‬يفتقرون‭ ‬إلى‭ ‬الموارد،‭ ‬والاتصالات‭ ‬والمهارات‭ ‬اللغوية‭ ‬للمغادرة‭. “‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬من‭ ‬المستقبل‭” ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬يُستشهَد‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬لشتات‭ ‬الشباب‭ ‬المؤهل‭.‬

بالرغم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬تسعى‭ ‬أفغانستان‭ ‬جاهدة‭ ‬لإبقاء‭ ‬شبابها‭ ‬الموهوبين‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭.‬

تمكين‭ ‬أفغانستان

شهَرْزاد‭ ‬أكبر،‭ ‬25‭ ‬عاما،‭ ‬التي‭ ‬تصدرت‭ ‬عناوين‭ ‬الصحف‭ ‬عام‭ ‬2009‭ ‬كأول‭ ‬امرأة‭ ‬أفغانية‭ ‬تدرس‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬أكسفورد،‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬حتمية‭ ‬سيناريو‭ ‬نهاية‭ ‬العالم‭ ‬حيث‭ ‬يفر‭ ‬فيها‭ ‬الشباب‭ ‬المتعلمين‭ ‬من‭ ‬البلاد،‭ ‬وحيث‭ ‬تترَك‭ ‬البقية‭ ‬الباقية‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭  ‬أمراء‭ ‬الحرب‭ ‬وطالبان‭ ‬التي‭ ‬تعاود‭ ‬الانبعاث‭. ‬قالت‭ ‬أنها‭ ‬تعتبر‭ ‬نفسها‭ ‬مجرد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬نواة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الأفغان‭ ‬القادرين‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لاستخدام‭ ‬مواهبهم‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬البلد‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يسمونه‭ “‬إنجازات‭ ‬السنوات‭ ‬الــ‭ ‬12‭ ‬الماضية‭.”‬تقود‭ ‬شهرزاد‭ ‬أكبر‭ ‬منظمة‭ ‬تدعى‭ ‬أفغانستان‭ ‬1400،‭ ‬وعملها‭ ‬مُكرَّس‭ ‬لهذا‭ ‬الهدف‭.‬

وقالت‭ ‬شهرزاد‭ ‬،‭ “‬في‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الماضية،‭ ‬بلغت‭ ‬أجيال‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الأفغان‭ ‬سن‭ ‬الرشد‭. ‬لديهم‭ ‬رؤية‭ ‬مختلفة‭  ‬للبلاد‭. ‬هم‭ ‬أكثر‭ ‬استعدادًا‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬وترك‭ ‬خلافاتهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬مشترك‭. ‬لديهم‭ ‬قيم‭ ‬ديمقراطية‭ ‬قوية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يروها‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬السياسية‭ ‬الفاعلة‭ ‬حاليًا‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مِنبر‭ ‬لتحريك‭ ‬تلك‭ ‬الطاقة‭ ‬وتلك‭ ‬الرؤية‭ – ‬منظمة‭ ‬أفغانستان‭ ‬1400‭ ‬تهدف‭ ‬لأن‭ ‬تصبح‭ ‬ذلك‭ ‬المِنبر‭.”‬

وتشمل‭ ‬أنشطة‭ ‬أفغانستان‭ ‬1400‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إشراك‭ ‬المواطنين‭ ‬الأفغان‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬السياسية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعليمهم‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬التصويت‭.‬‭ ‬وأوضحت‭ ‬شهرزاد‭ ‬أن‭ ‬أفغانستان‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬تحول‭ ‬ديمقراطي‭ ‬ناجح‭ ‬للحكومة‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬لقد‭ ‬تحدّت‭ ‬منظمتها‭ ‬المتطرفين‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬وقد‭ ‬وصفت‭ ‬حادثة‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬فرح‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬حيث‭ ‬قضى‭ ‬انفجار‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬انتحاري‭ ‬من‭ ‬طالبان‭ ‬على‭ ‬50‭ ‬من‭ ‬القرويين‭. ‬قالت‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الهجوم،‭ ‬أرسلت‭ ‬منظمة‭ ‬أفغانستان‭ ‬1400‭ ‬فريقا‭ ‬إلى‭ ‬القرية‭  “‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬المعتدَى‭ ‬عليهم،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬لإظهار‭ ‬التحدي‭ ‬والقوة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الهجوم،‭ ‬وليؤكدوا‭ ‬للمهاجمين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬الجديدة‭.”‬

تفهُّم‭ ‬هجرة‭ ‬الأدمغة‭ 

هناك‭ ‬ثلاثةعوامل‭ ‬أساسية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفسر‭ ‬أسباب‭ ‬اختيار‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ ‬الأفغان‭ ‬مغادرة‭ ‬بلادهم‭ ‬—‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭  ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مستقبل‭ ‬سليم‭ ‬للبلاد،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬ذكره‭ ‬الناشط‭ ‬الأفغاني‭ ‬الشبابي‭ ‬ميواند‭ ‬راهياب‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬مسيرته‭ ‬خلال‭ ‬حكم‭ ‬طالبان،‭ ‬وفتح‭ ‬المدارس‭ ‬المنزلية‭ ‬للبنات‭ ‬في‭ ‬مزارشريف‭ ‬كما‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬منظمة‭ ‬أفغانستان‭ ‬1400،‭ ‬وتولى‭ ‬حديثًا‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬مدير‭ ‬المبادرة‭ ‬لتعزيز‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬الأفغاني،‭ ‬الذي‭ ‬تموله‭ ‬الوكالة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للتنمية‭ ‬الدولية‭. ‬

وقال‭ ‬راهياب‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬يونيباث،‭ “‬إن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬هو‭ ‬المفتاح‭ ‬لنجاح‭ ‬أفغانستان‭ ‬والمفتاح‭ ‬لتمكين‭ ‬الشباب‭.  ‬لذلك،‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬ثانيًا،‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬نوفر‭ ‬الفرص‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المستدامة‭ ‬للشباب‭ ‬الأفغاني‭ ‬ليتمكنوا‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬الوظائف‭ ‬والمساهمة‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭. ‬ثالثًا،‭ ‬نحتاج‭ ‬لأن‭ ‬نثق‭ ‬في‭ ‬الشباب‭.” ‬

قال‭ ‬راهياب‭ ‬إن‭ ‬التعليم‭ ‬يشكل‭ ‬تحديًا‭ ‬مزدوجًا‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬اليوم‭: ‬عدم‭ ‬الوصول‭ ‬وانعدام‭ ‬الصلة‭. ‬ازداد‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمدارس‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬مليون‭ ‬إلى‭ ‬10‭,‬5‭ ‬مليون‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2001‭ ‬و‭ ‬2013‭. ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بِـ‭ ‬3‭ ‬مليون‭ ‬طفل‭ ‬غير‭ ‬مسجلين،‭ ‬وهي‭ ‬مشكلة‭ ‬تبرز‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭  ‬الريفية‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬راهياب‭ ‬أن‭ ‬النمو‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الماضي‭ ‬لم‭ ‬يواكب‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬القبول،‭ “‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تعليم،‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬صلة‭. ‬النظام‭ ‬ومضمون‭ ‬التعليم‭ ‬ليسوا‭ ‬معنيين‭ ‬بالاحتياجات‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭.”‬

إن‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬الجيد‭ ‬ذهب‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الأفغان‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬المنزل،‭ ‬وغالبًا‭ ‬إلى‭  ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬تركيا،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأوروبا‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬منحًا‭ ‬دراسية‭ ‬خاصة‭ ‬للطلبة‭ ‬الأفغان‭ ‬المؤهلين‭. ‬وما‭ ‬يدعم‭ ‬النقطة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬أوردها‭ ‬راهياب‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬منهم،‭ ‬مثل‭ ‬حسينة‭ ‬رسولي،‭ ‬التي‭ ‬أنهت‭ ‬دراستها‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬تجدهم‭  ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬يستقرون‭ ‬ويعملون‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

اعترف‭ ‬راهياب‭ ‬أيضًا‭ ‬بالقلق‭ ‬الذائع‭ ‬حول‭ ‬اختفاء‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬والوكالات‭ ‬الدولية‭ ‬عندما‭ ‬تتولى‭ ‬قوات‭ ‬الامن‭ ‬الافغانية‭ ‬مسؤولية‭ ‬البلاد‭. ‬لكنه‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬التفاؤل‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬بلاده‭. ‬اعتبر‭ ‬هذا‭ ‬القلق‭ “‬مبالغ‭ ‬فيه‭” ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬الفرص‭ ‬أمام‭ ‬الشباب‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭  ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬مثل‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الوطنية‭ ‬الأفغانية،‭ ‬التي‭ ‬عزا‭ ‬لها‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬المعارك‭ “‬وأنها‭ ‬استحقت‭ ‬احترام‭ ‬وثقة‭ ‬الشعب‭ ‬الأفغاني‭.”‬

الثقة،‭ ‬قضية‭ ‬راهياب‭ ‬الثالثة،‭ ‬هي‭ ‬أيضًا‭ ‬أساسية‭ ‬لمنع‭ ‬الشباب‭ ‬المتعلم‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬البلاد‭. ‬

قال،‭ “‬إن‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬تلقوا‭ ‬تعليمًا‭ ‬وشاركوا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الــ‭ ‬10‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬سنة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬أفغانستان،‭ ‬يرون‭ ‬ضغوطًا‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬—‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أفغانستان‭ ‬مجتمع‭ ‬تقليدي‭ ‬—‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الشباب‭ ‬كعنصر‭ ‬مؤثر‭  ‬يملك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭.”  ‬وقال،‭ “‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬لأن‭ ‬نثق‭ ‬بهم،‭ ‬ونحن‭ ‬بحاجة‭ ‬لأن‭ ‬ندعمهم‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬إمكاناتهم‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬البلاد‭.”‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬بقدرما‭ ‬هي‭ ‬عدم‭ ‬ثقة‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬في‭ ‬الشباب،‭ ‬هي‭ ‬عدم‭ ‬ثقة‭ ‬الشباب‭ ‬بكبار‭ ‬السن،‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬الارتباط‭ ‬ذهنيًا‭ ‬مع‭ ‬الأجيال‭ ‬الأكبر‭ ‬سنًا،‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬شهرزاد‭ ‬أكبر‭ ‬عن‭ ‬شباب‭ ‬اليوم‭.‬
فرص‭ ‬المستقبل

الدعم‭ ‬لقوات‭ ‬الأمن‭ ‬الوطنية‭ ‬الأفغانية‭ ‬هو‭ ‬موضع‭ ‬تركيز‭ ‬منظمة‭ ‬أفغانستان‭ ‬1400‭. ‬وصفت‭ ‬شهرزاد‭ ‬أكبر‭ ‬هجومًا‭ ‬لطالبان‭ ‬في‭ ‬كابول‭ ‬أصيب‭ ‬فيه‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬قوات‭ ‬الأمن،‭ ‬لكنه‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬القتال‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تدفق‭ ‬الدم‭ ‬إلى‭ ‬أسفل‭ ‬ساقه‭. ‬التقط‭ ‬أحد‭ ‬المصورين‭ ‬المشهد‭ ‬وشرعت‭ ‬منظمة‭ ‬1400‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الصورة‭ ‬على‭ ‬الملصقات‭ ‬واللوحات‭ ‬الإعلانية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬كابول،‭ ‬وبالتالي‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ “‬ثقافة‭ ‬الدعم‭ ‬لقواتنا‭ ‬الأمنية‭.”‬

شهرزاد‭ ‬أكبر‭ ‬وراهياب‭ ‬أكدّا‭ ‬على‭ ‬أدوار‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الوطنية‭ ‬الأفغانية‭ ‬وإجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬ناجحة‭  ‬لتأمين‭ ‬مستقبل‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وأضافا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الآن‭ ‬عدة‭ ‬منظمات‭ ‬تحمل‭ ‬أسماء‭ ‬مثل‭ ‬منظمة‭ ‬تحليل‭ ‬ووعي‭ ‬أفغانستان‭ (‬گروه‭ ‬تحلیل‭ ‬و‭ ‬آگاهی‭ ‬افغانستان‭) ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬مهمات‭ ‬مماثلة‭ ‬لتلك‭ ‬التي‭ ‬لأفغانستان‭ ‬1400،‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬البلاد‭ ‬وطنًا‭ ‬جذابًا‭ ‬لأفضل‭ ‬وألمع‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

‭”‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬2014‭ ‬كفرصة،‭” ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬راهياب‭. “‬هناك‭ ‬بالتأكيد‭ ‬حاجة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭. ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصحة‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬السياسية‭. ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬فجميع‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬ستعمل‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬الشباب‭ ‬الأفغاني‭. ‬أيضًا،‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬لأن‭ ‬يساعد‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الحكومة‭ ‬الأفغانية‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحيز‭  ‬والفرصة‭ ‬لإشراك‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭. ‬يحتاج‭ ‬الشباب‭ ‬لأن‭ ‬يُوثق‭ ‬بهم،‭ ‬ويحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬تمكينهم،‭ ‬وإشراكهم‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭.”  

Comments are closed.