التحول من خلال التعليم By Unipath On Jan 30, 2015 Share العنوان الفرعي: السكان المتعلمون تعليمًا جيدًا هم أحد أفضل أدوات مكافحة الإرهاب كتبها: كادر يونيباث هناك الكثير من القادة، مثل رئيس الوزراء الباكستاني ونائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة الإماراتية والأمين العام للأمم المتحدة، الذين وقفوا خلف قصة المرشحة ملالا يوسفزاي الحائزة على جائزة نوبل للسلام والناجية من الإرهاب. تم إطلاق النار على المراهقة الباكستانية في الرأس من قبل حركة تحريك طالبان باكستان في عام 2012، وأصبحت تعبر عن رأيها بشكل صريح ومؤيدة لقضية التعليم كأداة لمكافحة الإرهاب تتمتع باحترام كبير. وقد وجد قادة الجيش والحكومة في المنطقة وخارجها في ملالا داعية وحاملة رسالة جديدة. قال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، «لم تكن محاولة اغتيال ملالا فقط هجوماً على طفل أعزل، إنما كانت هجوماً على بلدها وحق كل فتاة في مستقبل لا يقيده التحيز والظلم. يجب علينا جميعاً أن نقف مع ملالا في تعزيز التسامح والاحترام». فتاة باكستانية في كراتشي تحمل صورة فخرية للناشطة الطفلة ملالا يوسفزاي. إيه إف پي/ صور جيتي في مجال العلاقات العسكرية والدولية، يعرف دفاع ملالا عن التعليم بتكتيك «القوة الناعمة» — وهو التكتيك الذي يتجنب الاستخدام المباشر للقوة لتحقيق الهدف. استخدام التعليم كوسيلة لمكافحة الإرهاب وتعزيز السلام ليس جديدًا، ولكن قصة ملالا المُلهِمة جذبت اهتمامًا متزايدًا لهذه القضية. في كلمة ألقتها عام 2013 في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت، «التعليم هو الحل الوحيد. طفل واحد، معلم واحد، كتاب واحد وقلم واحد يمكن أن يغير العالم.» رحلة ملالا كمراهقة، تمثل ملالا جزءً أساسيًا من مجتمع باكستان حيث 56 في المئة من السكان تقل أعمارهم عن 25 عامًا. نشأت في وادي سوات، في الجزء الشمالي من باكستان. المكان الذي كان يوما ما وجهة سياحية ومركزا لثقافة البشتون، أصبح وادي سوات معروفا بالعنف حينما احتلت تحريك طالبان المعروفة أيضًا بطالبان باكستان الوادي من عام 2007 حتى 2009. وقد تم تدمير المئات من المدارس في تلك الفترة. هوجمت ملالا عام 2012 انتقامًا لدفاعها عن تعليم الفتيات — وهو شغف تعزو الفضل فيه لوالدها مدير المدرسة ضياء الدين يوسفزاي. قالت ملالا في مقابلة تلفزيونية، «في ذلك الوقت، عندما كان سوات — الوادي الجميل — يعاني من الإرهاب، هو تكلم —تكلم علنًا. وتحدث عن حقوق المرأة، لأنه في ذلك الوقت دُمِّرت أكثر من 400 مدرسة، وكانت الفتيات يُجلَدن بالسوط، وكان الناس يُذبَحون، وأُغلقت الأسواق. مُنِعت النساء من الذهاب إلى السوق، ولم يُسمَح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة.» وأضافت قائلة،» لقد ألهمني ذلك الوضع الصعب ، لأنه تكلم علنًا.» في عام 2009، وكان عمرها آنذاك 11 عاما، بدأت ملالا مدوَّنة ،بدون ذكر اسمها، على موقع بي بي سي باللغة الأردية. ركزت على ما كانت عليه الحياة في سوات تحت حكم طالبان. في الوقت نفسه، بدأت تجذب جمهورًا من خلال التحدث علنًا حول أهمية التعليم. قالت ملالا في مقابلة مع صحيفة ذي نيوز انترناشيونال، «قراءة كتاب، وجود القلم في أيدينا، الدراسة، والجلوس في الفصل الدراسي هو شيء خاص جدًا بالنسبة لنا، لأننا حُرِمنا من ذلك مرة وبسبب ما رأيناه في وادي سوات.» لكن المتطرفين القاطنين في سوات لم يحتملوا دفاعها عن تعليم الفتيات. وقد تلقت ملالا ووالدها تهديدات من طالبان. ومع أن الفتاة خشيت على سلامة والدها، لم تظن أن حياتها هي في خطر لأن طالبان لم يعدموا طفلا أبدًا في سوات. كان تقديرها خاطئًا. أصيبت ملالا بعيار ناري في الرأس في أكتوبر/ تشرين الأول 2012 في منغورا حينما صعد اثنان من الإرهابيين إلى حافلة نقل مدرسية مليئة بالفتيات. أطلق أحد المهاجمين النار على وجهها، كادت أن تصيب دماغها. أطلق الرجل المسلح ثلاث رصاصات وأصاب فتاتين أخريين في الهجوم. أعلنت طالبان الباكستانية المسؤولية عن إراقة الدماء. أُرسلت ملالا بعجلة إلى عدة مستشفيات قبل وصولها إلى مستشفى عسكري. أنقذ جراح الأعصاب في الجيش الباكستاني العقيد جُنيد خان حياتها عندما اتخذ قرارًا حرجًا بفتح جزء من جمجمتها لتخفيف تورم الدماغ. وتقرر في وقت لاحق أن ملالا ستستفيد بشكل كبير من العناية في مستشفى في بيرمنغهام في بريطانيا. وقد تدخل أيضًا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من الإمارات العربية المتحدة فقدمت الإمارات العربية المتحدة طائرة مجهزة طبيًا لنقلها إلى المملكة المتحدة. وعندما أفاقت ملالا من الغيبوبة المحدثة بالأدوية، كان بانتظارها أكثر من 8000 بطاقة تعبر عن الدعم والتشجيع. فتيات باكستانيات يصلن إلى الفصل الدراسي في مدرسة في مينغورا في عام 2013. إيه إف پي/ صور جيتيإي وفي حديثه للشعب، دعا رئيس الوزراء الباكستاني، محمد نزاز شريف، ملالا بفخر باكستان وقال إن الحكومة تدعم أنشطتها المتعلقة بالتعليم. وقد دفعت الحكومة الباكستانية تكاليف علاج ملالا وإقامة عائلتها أثناء فترة شفائها. مكافحة الإرهاب سعت طالبان الباكستانية إلى إسكات ملالا، لكن هجومها أدى إلىتضخيم صوتها وبين عشية وضحاها حشدت فتاة مراهقة جيشًا من المؤيدين للتنديد بالإرهاب والعنف. قالت ملالا خلال مقابلة إذاعية، «إن ما يفعله الإرهابيون هو ضد الإسلام لأن الإسلام دين سلام. يحكي لنا عن المساواة، يحكي لنا عن الأخوة، يحكي لنا عن المحبة والصداقة والسلام، وأننا يجب أن نكون لطفاء وطيبين مع بعضنا البعض.» وقالت أنها تعتقد أن التعليم سوف يساعد على خلق مجتمع متسامح ومثقف أكثر قدرة على رفض الخطاب المُحَرّف للمتطرفين والإرهابيين. كما تعلم المدرسة الأطفال المساواة أيضًا: إذ يتم التعامل مع زملاء الدراسة على قدم المساواة، وتستند المكافآت على الاجتهاد في تعلم الدروس. مع تعافي ملالا من الهجوم، تواصل تأييدها العالمي. ففي عام 2014، منحت (جائزة) نوبل للسلام، وأعلنت جمعية الشباب بالأمم المتحدة 12 تموز/ يوليو— تاريخ ميلادها— يوم ملالا. وفي عام 2013، شاركت في كتابة الكتاب أنا ملالا لتبادل قصتها والرسالة. وقالت انها أيضا بدأت صندوق ملالا لدعم مبادرات التعليم العالمية. جهود إقليمية ملالا ليست وحدها في تأييدها للتعليم كأداة للتحسين الاجتماعي. فقد حضر العديد من المعلمين في لبنان حلقات عمل تدريبية لتعزيز التسامح والسلام في فصولهم الدراسية. وقد أصبح هذا أكثر أهمية حيث امتدت اضطرابات سوريا إلى لبنان. الهدف هو تدريس الطلاب مهارات حل النزاعات من خلال تقنيات مثل التفاوض والوساطة. في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 وحده، شارك 70 من المعلمين في ورش عمل مدتها ثلاثة أيام أقامها مركز المواطنة النشطة والتنمية. قالت ثيودورا جعفر، وهي تعمل مدرسة في قرية القصر الشمالية، «مكننا التدريب من الاضطلاع بدور بناة السلام في مدارسنا ومجتمعاتنا، ووفر لنا الأدوات اللازمة لتطبيق المفاهيم الأساسية لبناء السلام. في بعض الأحيان كنت أعتقد أننا، كمدرسين، عاجزين ولا نستطيع أن نفعل شيئا لوقف التوتر، ولكن بعدما حضرت هذا التدريب، أنا أعرف أن كل مدرس يمكن أن يشارك في القيام بذلك.» وبالذهاب إلى أبعد من المدارس، وضعت العديد من البلدان برامج لنشر رسائل السلام في جميع المجتمعات. ففي الكويت، تم تدريب 1000 إمام، فضلا عن 450 من المربين الذين يعملون في الخارج لمكافحة التعصب الديني من جذوره. وقال الدكتور عادل الفلاح وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت، يعزى الفضل لهذا البرنامج في المساعدة على ضمان عدم ترسخ الفكر المتطرف في البلاد. قال الفلاح خلال زيارة لتقاسم نجاح البرنامج مع مسؤولين استراليين في عام 2013: «على المدى الطويل، الوقاية خير من العلاج.‘‘وأضاف ’’أنت بحاجة إلى أن تنظر إلى الأمر وكأنه فيروس—تحتاج إلى تحصين الناس ضد انتشاره.» القوة الناعمة وقد ترددت وجهات نظر ملالا حول التعليم في جميع أنحاء العالم. وقالت آن وو، المستشارة السياسية الخاصة لفرقة عمل الأمم المتحدة المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب، «إن الشباب من المجموعات الأكثر قوة، وأيضًا لديهم القدرة الأكبر على التحول السلمي للمجتمع. ولهذا السبب التعليم أمر حاسم للغاية؛ لأن التعليم يمكن أن يوفر مستقبلًا أفضل للشباب ومستقبلًا أفضل للمجتمع.» وأضافت وو أن التعليم يلعب دورًا محوريًا في مكافحة الإرهاب من خلال حماية الشباب الذين هم عرضة للتجنيد من قبل إرهابيين. كان ذلك موضوعًا انتقاه رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في خطاب ألقاه عام 2013 أمام المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة. وقال بلير إن المتطرفين يزرعون بذور الكراهية في تربة الجهل، ويجب أن يُدرَّس التنوع والتسامح والاحترام في المدارس مثل العلوم والرياضيات واللغة. واضاف بلير، «هذا هو السبب في أن التعليم في القرن 21 هو قضية أمنية، وليس أي نوع من التعليم، ولكن التعليم الذي يفتح أذهان الشباب إلى ’الآخر‘على وجه التحديد، إلى أولئك الذين يختلفون ثقافيًا ودينيًا، ويُظهرون لهم كيف أن المستقبل الوحيد الذي يعمل هو الذي يتم فيه احترام الناس على قدم المساواة، أيا كان إيمانهم أو ثقافتهم.» عبرت ملالا عن امتنانها للدعم الذي تلقته واعتبرت أن شفاءها نعمة. كتبت ملالا في كتابها «يطلق أحد أفراد طالبان ثلاث طلقات من مسافة قصيرة على ثلاث فتيات في عربة نقل ولا يقتل أي واحدة منهن. يبدو هذا وكأنه قصة مستبعدة، ويقول الناس أني شفيت بأعجوبة…،». وأضافت «أعلم أن الله لم يدعني أذهب إلى القبر. يبدو لي بأن هذه حياة ثانية. صلَّى الناس إلى الله لينجيني، وقد نجوت لسبب — لأستخدم حياتي لمساعدة الناس.» F Share
Comments are closed.