العنوان الفرعي: السكان المتعلمون تعليمًا جيدًا هم أحد أفضل أدوات مكافحة الإرهاب
كتبها: كادر يونيباث
هناك الكثير من القادة، مثل رئيس الوزراء الباكستاني ونائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة الإماراتية والأمين العام للأمم المتحدة، الذين وقفوا خلف قصة المرشحة ملالا يوسفزاي الحائزة على جائزة نوبل للسلام والناجية من الإرهاب.
تم إطلاق النار على المراهقة الباكستانية في الرأس من قبل حركة تحريك طالبان باكستان في عام 2012، وأصبحت تعبر عن رأيها بشكل صريح ومؤيدة لقضية التعليم كأداة لمكافحة الإرهاب تتمتع باحترام كبير. وقد وجد قادة الجيش والحكومة في المنطقة وخارجها في ملالا داعية وحاملة رسالة جديدة.
قال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، «لم تكن محاولة اغتيال ملالا فقط هجوماً على طفل أعزل، إنما كانت هجوماً على بلدها وحق كل فتاة في مستقبل لا يقيده التحيز والظلم. يجب علينا جميعاً أن نقف مع ملالا في تعزيز التسامح والاحترام».

في مجال العلاقات العسكرية والدولية، يعرف دفاع ملالا عن التعليم بتكتيك «القوة الناعمة» — وهو التكتيك الذي يتجنب الاستخدام المباشر للقوة لتحقيق الهدف. استخدام التعليم كوسيلة لمكافحة الإرهاب وتعزيز السلام ليس جديدًا، ولكن قصة ملالا المُلهِمة جذبت اهتمامًا متزايدًا لهذه القضية.
في كلمة ألقتها عام 2013 في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت، «التعليم هو الحل الوحيد. طفل واحد، معلم واحد، كتاب واحد وقلم واحد يمكن أن يغير العالم.»
رحلة ملالا
كمراهقة، تمثل ملالا جزءً أساسيًا من مجتمع باكستان حيث 56 في المئة من السكان تقل أعمارهم عن 25 عامًا. نشأت في وادي سوات، في الجزء الشمالي من باكستان. المكان الذي كان يوما ما وجهة سياحية ومركزا لثقافة البشتون، أصبح وادي سوات معروفا بالعنف حينما احتلت تحريك طالبان المعروفة أيضًا بطالبان باكستان الوادي من عام 2007 حتى 2009. وقد تم تدمير المئات من المدارس في تلك الفترة.
هوجمت ملالا عام 2012 انتقامًا لدفاعها عن تعليم الفتيات — وهو شغف تعزو الفضل فيه لوالدها مدير المدرسة ضياء الدين يوسفزاي.
قالت ملالا في مقابلة تلفزيونية، «في ذلك الوقت، عندما كان سوات — الوادي الجميل — يعاني من الإرهاب، هو تكلم —تكلم علنًا. وتحدث عن حقوق المرأة، لأنه في ذلك الوقت دُمِّرت أكثر من 400 مدرسة، وكانت الفتيات يُجلَدن بالسوط، وكان الناس يُذبَحون، وأُغلقت الأسواق. مُنِعت النساء من الذهاب إلى السوق، ولم يُسمَح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة.» وأضافت قائلة،» لقد ألهمني ذلك الوضع الصعب ، لأنه تكلم علنًا.»
في عام 2009، وكان عمرها آنذاك 11 عاما، بدأت ملالا مدوَّنة ،بدون ذكر اسمها، على موقع بي بي سي باللغة الأردية. ركزت على ما كانت عليه الحياة في سوات تحت حكم طالبان. في الوقت نفسه، بدأت تجذب جمهورًا من خلال التحدث علنًا حول أهمية التعليم. قالت ملالا في مقابلة مع صحيفة ذي نيوز انترناشيونال، «قراءة كتاب، وجود القلم في أيدينا، الدراسة، والجلوس في الفصل الدراسي هو شيء خاص جدًا بالنسبة لنا، لأننا حُرِمنا من ذلك مرة وبسبب ما رأيناه في وادي سوات.»
لكن المتطرفين القاطنين في سوات لم يحتملوا دفاعها عن تعليم الفتيات. وقد تلقت ملالا ووالدها تهديدات من طالبان. ومع أن الفتاة خشيت على سلامة والدها، لم تظن أن حياتها هي في خطر لأن طالبان لم يعدموا طفلا أبدًا في سوات. كان تقديرها خاطئًا.
أصيبت ملالا بعيار ناري في الرأس في أكتوبر/ تشرين الأول 2012 في منغورا حينما صعد اثنان من الإرهابيين إلى حافلة نقل مدرسية مليئة بالفتيات. أطلق أحد المهاجمين النار على وجهها، كادت أن تصيب دماغها. أطلق الرجل المسلح ثلاث رصاصات وأصاب فتاتين أخريين في الهجوم. أعلنت طالبان الباكستانية المسؤولية عن إراقة الدماء.
أُرسلت ملالا بعجلة إلى عدة مستشفيات قبل وصولها إلى مستشفى عسكري. أنقذ جراح الأعصاب في الجيش الباكستاني العقيد جُنيد خان حياتها عندما اتخذ قرارًا حرجًا بفتح جزء من جمجمتها لتخفيف تورم الدماغ. وتقرر في وقت لاحق أن ملالا ستستفيد بشكل كبير من العناية في مستشفى في بيرمنغهام في بريطانيا.
وقد تدخل أيضًا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من الإمارات العربية المتحدة فقدمت الإمارات العربية المتحدة طائرة مجهزة طبيًا لنقلها إلى المملكة المتحدة. وعندما أفاقت ملالا من الغيبوبة المحدثة بالأدوية، كان بانتظارها أكثر من 8000 بطاقة تعبر عن الدعم والتشجيع.
