Getting your Trinity Audio player ready...
|
افتتاح المركز الأردني لمكافحة التطرف الفكري في عمان
أسرة يونيباث

لاشك أن مرحلة ما بعد داعش هي ما يقلق القيادات الأمنية والسياسية على حد سواء، حيث وجود الخلايا النائمة ووجود الأطفال الذين تعرضوا لغسيل دماغ ممنهج لسنوات وعاشوا أحداثاً مرعبة من قطع رؤوس وتعذيب وتفجيرات متتالية. إضافة إلى أن الفكر لا يهزم بالدبابات والطائرات بل يحتاج لدراسات وبحوث عميقة.
لذلك تركز الدول على بناء مراكز متخصصة لدحض الأفكار المتطرفة وضمان عدم ظهورها بأسماء جديدة وتحصين الشباب من سموم هذه الأفكار المنحرفة. افتتحت المملكة الأردنية وبالتعاون مع اليابان مركزاً لمكافحة الأفكار المتطرفة ويعتبر من المراكز البحثية المتخصصة في هذا المجال.
التقت مجلة يونيباث بالعقيد محمد عارف العظمات رئيس المركز، حيث حدثنا بالتفصيل عن أهداف ونشاطات المركز.
يونيباث: ماهو الغرض من إنشاء هذا المركز؟
العقيد محمد: المركز الأردني لمكافحة التطرف الفكري هو فكرة جديدة في الأردن، برغم وجود عدة مراكز متخصصة في العالم بهذا المجال، لكننا نرى أن أداء تلك المراكز متواضع جداً أمام التحدي الذي تشكله الأفكار المتطرفة .لدينا وحدة خاصة في مواجهة التطرف الفكري في وزارة الداخلية إلا ان نشاط هذه الوحدة ليس بحجم التحدي.
حيث اشتركت مع الدكتور ماجد الدراوشة، المفتي العالم للقوات المسلحة الأردنية، بدراسة حول أهمية وجود مركز متخصص في القوات المسلحة كون جدية وكفاءة ضباط القوات المسلحة كذلك نملك التأهيل الأكاديمي لإدراته.والحمد لله كان هنالك ترحيب بتأسيس هذا المركز وقد قام الجانب الياباني على نفقته الخاصة ببناء المركز ومرفقاته حيث تمت مراسيم تسليم بناية المركز للقوات المسلحة الأردنية في مايو 2017. هدفنا أن تستفيد القوات المسلحة من هذا المركز في الدرجة الأولى وأيضا نركز على فئات معينه ضمن المجتمع الأردني. لدينا رؤيه خاصة أن نبدأ بداية قوية ليس فقط دراسات بسيطة. لذلك تم استحداث ماجستير متخصص على غرار برنامج جامعة الدفاع الوطني في الولايات المتحدة. وإن شاء الله سيكون لدينا طلاب من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في شهر تموز 2017. سيتخصص الطلاب في طرق وأساليب مكافحة التطرف لمدة عام ويمنحوا درجة الماجستير بهذا الاختصاص.
يونيباث: ماهي اختصاصات العاملين على المركز وكيف يتم إعدادهم؟
العقيد محمد: فكرتنا هي أن نعمل بالتعاقد محدود الأجل، لايوجد لدينا موظفين، ولا نأمل بأن يكون لدينا كمٌ كبير من الموظفين.هدفنا هو أن نتعاقد مع ذوي الخبرة لتنفيذ مشاريع محددة. فمثلاً في برنامج الماجستير تعاقدنا مع جامعة مؤته، وهي أكبر جامعة حكومية في الأردن لرفد المركز بالكادر الأكاديمي، المتخصص في تدريس برنامج الماجستير. خططنا في المستقبل إذا كان لدينا برنامج بحثي عن حالة أو أذا اردنا مسح ميداني لمنطقة معينة في الأردن عن التطرف، يمكننا أن نتعاقد مع خبراء متخصصين في هذا المجال .وليس من الضروري أن يكونوا من الأردن، فأبواب المركز مفتوحة للجميع ونود أن نستفيد من خبرات العالم في هذا الصدد.
يونيباث: ماهي خططكم لتطوير هذا المركز؟
العقيد محمد: في الحقيقة أنا مدين للولايات المتحدة الأمريكية بالكثير، أنا في الأصل درست القانون وحصلت على فرصة الدراسة في جامعة الدفاع الوطني لمدة عام في أمريكا، واستهواني هذا التخصص النادر. وعند عودتي للأردن عملت بحث الدكتوراة عن أسباب التطرف عند الشباب الأردني، هدفي أن يكون بين هذا المركز وبين جامعة الدفاع الوطني علاقة تعاون وشراكة وطيدة في تبادل الخبرات واستضافة الخبراء وبناء علاقات شراكة مع المؤسسات ذات الاختصاص في الشرق الأوسط المتعلقة بمعالجة التطرف الفكري. إن ظاهرة التطرف ولدت عالمية ولم تكن محلية لذلك لا يمكن أن نكافحها في بيئه معينة أو من جهة معينة .يجب أن يكون تكاتف دولي في هذا الصدد. أهم خططي الحالية هي بناء علاقات صداقة مع المراكز البحثية في العالم والمتخصصين في هذا المجال. وأود أن أوجه دعوة من خلال مجلة يونيباث إلى كل المتخصصين والباحثين والراغبين في بدراسة التطرف الفكري في الولايات المتحدة الأمريكية أن يأتوا للأردن. لا يمكن فقط الاكتفاء بالدراسة النظرية في واشنطن أو نيويورك للسلفية الجهادية والتنظيمات المتطرفة وبقية المجاميع الإرهابية، في رأيي، لا بد من المجئ للشرق الأوسط والتعايش مع السكان وفهم معاناتهم وطريقة عيشهم وفي بلد مثل الأردن يستطيع الزائر العيش بأمان والمسير في أسواق المدينة وسماع جميع اللهجات العربية ومقابلة كل الأطياف العرقية والدينية، حيث يعيش الباحث القصص الحزينة مع الناس وفي نفس التوقيت لبغداد ودمشق! وهذا المناخ سيساعد الطالب والباحث على فهم ظاهرة التطرف اكثر من أن يدرسها من وراء المحيطات!
يونيباث: هل وجدت ترحيب من بعض الدول للعمل معكم؟
العقيد محمد: نحن مازلنا في البداية، لقد تحدثت مع منظمة أي آي زي التابعة للإتحاد الأوربي في الأردن وهم من الممولين في برامج مكافحة التطرف وعرضت عليهم أن نتعاون فيما بيننا وقد وجدت ترحيباً كبيراً منهم ووعدوني بإجراء المخاطبات مع الجهات الداعمة .لحد الآن لا يوجد علاقة رسمية مع أي جهة لكن لديّ أمل كبير بإستجابة الكثير من الجهات.
يونيباث: هل المركز متصل مباشرة بالقوات المسلحة؟
