تحت المجهر مكافحة الإرهاب بواسطة Unipath في يونيو 25, 2020 شارك Facebook Twitter اللواء الركن حسين الحواتمة يعزز الحرفية كمدير الأمن العام الأردني أسرة يونيباث عائدية الصور لمديرية قوات الدرك الأردنية اللواء الركن حسين محمد الحواتمة إن قيادة قوة استراتيجية قادرة على ضرب الإرهاب بيد من حديد، والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن، والحفاظ على ثقة القيادة والمرؤوسين، ومتلقي الخدمة الأمنية، تحتاج لرجل له خبرة عسكرية وأمنية عميقة الجذور، لذلك فإن قرار اختيار القيادة الأردنية اللواء الركن حسين محمد الحواتمة لمنصب مدير الأمن العام الأردني في العام 2019، كان قراراً حكيماً. وهذا المنصب يخول اللواء الحواتمة أيضاً بالعمل كمدير عام لمديرية قوات الدرك الأردنية. فهو يمتلك كل صفات القائد، ويتمتع بحس أمني عال، وقدرة على التعامل مع الأحداث الأمنية بحكمة تؤهله لاتخاذ القرارات السليمة في أصعب الظروف، يحبه منتسبو قوات الدرك لتواصله المستمر مع الضباط وضباط الصف، وقد استطاع في فترة وجيزة قيادة قوات الدرك لتكون مثالاً في الانضباط والكفاءة في التعامل مع الأحداث الأمنية بكل مهنية، وتحظى بذات الوقت بثقة الأردنيين، حيث سجلت استطلاعات الرأي وصول ثقة المواطنين بقوات الدرك لنسب قياسية وصلت لــ 94%، وللعام الثاني على التوالي، وهي أعلى نسبة سُجلت لجهاز إنفاذ قانون. اللواء الركن الحواتمة تحدث لمجلة يونيباث عن مثله الأعلى في القيادة، والذي تعلم منه الكثير في مسيرته العسكرية، قائلاً: “جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني بن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، هو مثلي الأعلى في القيادة، وكان لي الشرف أن أعمل تحت إمرته عندما كنت قائد سرية للعمليات الخاصة، وكان جلالته قائداً للعمليات الخاصة آنذاك.” “لقد تعلمت من جلالته فن القيادة، الذي يبدأ من حسن التعامل والتواضع واللطف مع الجنود، والاستماع بحرص لمعاناتهم إن وجدت، كما تعلمت منه رباطة الجأش في المواقف الصعبة، فالقائد يجب أن يحافظ على هدوئه ويبقى بعيداً عن الانفعال عند اتخاذ القرارات الهامة، وأنا تشرفت بأني تعلمت هذه الصفات من سيدي صاحب الجلالة.” مسيرة اللواء الحواتمة العسكرية تنم عن خبرة أمنية وعسكرية قل نظيرها، تخرج من الكلية العسكرية في العام 1985 وانخرط في صفوف القوات الخاصة الأردنية من رتبة ملازم حتى أصبح عميداً، وعمل خلال هذه الفترة قائداً لسرية مظليين، وضابط استخبارات، وقائد كتيبة قوات خاصة، وقائد لواء صاعقة، وخلال خدمته خضع لدورات وبرامج تدريبية عديدة، كان من أهمها دورة القوات الخاصة في الولايات المتحدة، كما حصل على درجة الماجستير في التخطيط الاستراتيجي والأمن الدولي، من جامعة الدفاع الوطني الأمريكية، إضافة لعمله في الملحقية العسكرية في باكستان لمدة سنتين، كما شغل منصب الممثل الأقدم للقوات المسلحة الأردنية في القيادة المركزية الأمريكية. يؤمن اللواء الركن الحواتمة بأهمية الشراكة الاستراتيجية، ويعتبرها أساس العمل الحقيقي بين الأصدقاء. “الولايات المتحدة بلدٌ مهم للأردن ونشعر بأن الشعب الأمريكي شعب قريب منا، أنا شخصيا ذهبت للولايات المتحدة عندما كان عمري 20 عاما، عشت بينهم وتعرفت بهم عن قرب، ورأيت الصداقة الحقيقية والكرم لدى الشعب الأمريكي، هذا الأمر جعل عملي معهم لاحقاً محبباً لي، حيث تقاسمنا ذات الطريقة في التفكير والعمل، والمبنية على التعامل بصدق واحترام مع الحلفاء، وقد لاحظت من خلال تجربتي أنهم كانوا يحترمون قيمة الصدق حتى لو كان هناك اختلاف بالرأي، لذلك كانت علاقتي معهم طيبة ومبنية على الصدق المتبادل واحترام الآخر، أما عن طبيعة العلاقة بين بلدينا بشكل عام، فأنا رجل عسكري ولا أحب الخوض في السياسة، لكن على الصعيد الاستراتيجي فإن علاقتنا مع الجانب الأمريكي هي شراكة استراتيجية متينة، مبنية على أسس الثقة المتبادلة والتعاون، وهم حلفاء حقيقيون للمساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.” ويؤكد اللواء الحواتمة على أهمية العمل مع الجيوش الصديقة في عمليات عسكرية خارج حدود الوطن، وأهمية الدروس المكتسبة منها لتطوير القوات المسلحة الأردنية. “العمليات العسكرية والأمنية خارج الحدود مثل عمليات حفظ السلام، أو الأنشطة التدريبية بين الجيوش والقوات الحليفة والصديقة، تعود بالخبرات الجديدة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وكما نرى اليوم، لم تعد الحروب الحديثة هي ذات الحروب الكلاسيكية التي كانت سائدة تاريخياً بين جيوش متحاربة، بل أصبحت حروباً غير تقليدية تتسم بالتصدي لقوى الشر والإرهاب، وهي عمليات أمنية لحفظ الأمن والاستقرار، ووقف النزاعات الأهلية، وحماية المدنيين الأبرياء، ومشاركاتنا الدولية الواسعة في هذا المجال منحت القادة والجنود خبرات كبيرة في التعامل مع المجاميع الإرهابية داخل المدن، خاصة وأن العصابات الإرهابية حول العالم باتت تعمل بتنسيق كبير، وتتعلم من تجاربها، لذلك خبرتنا الدولية مع حلفائنا وخاصة الأمريكان، جعلتنا أكثر قدرة على منع تنفيذ هجمات مماثلة – لاقدر الله- في الأردن، كذلك العمل والتفاعل في بيئة تتواجد فيها قوات متعددة الجنسيات يجعلنا نتبادل التجارب والخبرات، وأفضل الممارسات الدولية.” قيادة قوة استراتيجية في منطقة ملتهبة تحتاج لأعصاب فولاذية وقدرة على تنظيم الوقت بين العمل والعائلة. “قضيت معظم حياتي العسكرية ضابطاً في القوات الخاصة، أي لم يكن لدي وقت للراحة، كان كل وقتي للعمل والتدريب، ولم أواجه مشكلة كبيرة للتوفيق بين العمل والعائلة، ومنذ البداية تعودت عائلتي على طبيعة عملي، وكما تعرف بأن رجال القوات الخاصة لديهم مهمات تتطلب السفر المستمر، وبالطبع زاد الضغط والمسؤولية بعد تسلمي لقيادة قوات الدرك، لكني أؤمن بأن تنظيم الوقت وانجاز العمل ضمن برنامج يومي، كفيل بأن يمكّن الإنسان من ممارسة حياته بشكل طبيعي.” إضافة لذكائه القيادي، وقدرته على العمل تحت الضغوط، فقد عُرف عن اللواء الحواتمة إقدامه على عمل الخير، وتلبيته لحاجات المواطنين والمقيمين داخل الأردن بشهامة جعلته يحظى بالثقة والاحترام، وما زالت حادثة السيدة العراقية حاضرة في أذهان الأردنيين والعرب، وهي بنت تقطعت بها السبل بعد أن توفت والدتها في إحدى مستشفيات الأردن، دون أن يكون لها قريب أو مجير، خاصة فيما يتعلق بإجراءات ومراسيم الدفن ونقل الجثمان، الأمر الذي اضطرها لمناشدة أهل الخير طلباً للمساعدة عبر صفحتها الخاصة على موقع الفيسبوك، ليكون الرد سريعاً من اللواء الحواتمة وبفروسية أصيلة، عندما أوعز لرجال الدرك بتولي كافة مراسيم التشييع، ليكون تشييعاً مهيباً يليق بضيفة على الأردن ويفتخر به كل عربي، وهي قصة تناقلتها قنوات التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء في المنطقة العربية والعالم، ووجدت ترحيباً وإشادة واسعة من العراقيين والأردنيين. وعودة للحديث عن القوة الأمنية والعسكرية، وفي الجانب الاستراتيجي لبنائها وتعزيزها، فاللواء الحواتمة يركز على بناء قوة قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، ويحث على الاستمرار في التدريب والتطوير. “يواجهنا التحدي المتمثل في مواكبة التطور، أي أن نكون مستعدين للمستقبل، وفي حين أننا في غاية الاستعداد لمواجهة الحاضر، فإن عيوننا مصوبة دوماً نحو المستقبل، يجب أن نحافظ على تقدمنا بخطوات على العدو، فإذا توقعنا طبيعة التحديات الأمنية في المستقبل سنتمكن من وضع الخطط والسيناريوهات المناسبة لمواجهتها والتغلب عليها. نحن نركز على دراسة الأنشطة الإرهابية في المنطقة، ونتابع تحركاتهم وتقنياتهم ونتدرب على هزيمتها، وتشكل التكنولوجية أهم التحديات أمام الفكر الأمني، فهي أدوات متاحة للإرهاب الذي قد يستخدمها في الهجمات ضد المنشآت المدنية والأبرياء، ومنها على سبيل المثال التطور المتسارع في استخدام الطائرات المسيرة، وهذا ما يضع عبئاً كبيراً على القوات الأمنية لإيجاد الطرق الكفيلة بتحييد هذه التحديات.” ويؤكد اللواء الركن الحواتمة على أن الاهتمام في بناء وتطوير العنصر البشري هو الأولوية القصوى قبل التفكير باقتناء التجهيزات الحديثة، وهو أساس المحافظة على التفوق وعلى المستوى العالي من الأداء. “أنا أؤمن بأن التطوير يبدأ في القوى البشرية، فاقتناء المعدات والأجهزة سيتوافر بسهولة عند توفر القدرة المادية، بينما تحتاج عملية تطوير العنصر البشري وقتاً وجهداً كبيرين على أن يقترنا بالتخطيط السليم. وهدفي الرئيس هو تطوير وإعداد القادة القادرين على قيادة العملية الأمنية بعيداً عن المركزية في اتخاذ القرار، ووصول الجنود إلى درجات عالية من الاحترافية تمكنهم من التعامل مع الأحداث الأمنية، ولا بد أن ينصب هذا التأهيل على التخصصية في العمل، وتبني قيم العمل الأخلاقية والإنسانية، فالقوة الأمنية تبلغ ذروتها بتوافر القوة القادرة على إنفاذ القانون، وفقاً لمبادئ النزاهة، عند تنفيذ المهام الميدانية، هو الشرط الأساسي للوصول إلى الاحترافية، أي أننا لا نتهاون ببسط الأمن حين الضرورة ولدينا القوة الحاسمة لذلك، لكن نحرص على الالتزام بالضوابط الأخلاقية عند التعامل مع المدنيين.” اللواء الحواتمة بدأ مسيرته العسكرية كضابط شاب في العمليات الخاصة، وارتقى سلم القيادة ليصبح من ألمع القادة الأمنيين، لذلك ينصح جيل الشباب من الضباط ببناء قدراتهم لحمل الراية في المستقبل: “أنتم ستكونون قادة المستقبل، وعليكم أن تطوروا أنفسكم مهنياً ومعرفياً، وتذكروا بأنكم تؤدون رسالة نبيلة، وواجبات مهمة للحفاظ على أمن الوطن، كما عليكم أن تتذكروا بأن الأمن في عالم اليوم أصبح متصلاً ومؤثراً ومتأثراً ببعضه البعض، فلا يمكن فصل أمن دولة عن محيطها الإقليمي أو الدولي، لذا عليكم مواكبة التطور، والتعرف على التقنيات والوسائل والنظريات الأمنية الحديثة، وعليكم توسيع نطاق التفكير من مجرد التعامل مع الواقع الأمني الحالي إلى التفكير بتجاوز تحديات المستقبل. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.