تحت المجهر معالجة معضلة أشبال الخلافة بواسطة Unipath آخر تحديث يوليو 19, 2019 شارك Facebook Twitter دول العالم بحاجة إلى منهج معاصر للتأهيل والمعالجة الشاملة للأطفال اللذين تعرضوا لغسيل دماغ على يد داعش أ.م.د. حسين علاوي، رئيس مركز أكد للشؤون الاستراتيجية والدراسات المستقبلية الخطر هو التحدي الكبير للإنسانية اليوم، وهو يختلف من منطقة إقليمية الى أخرى، لكننا اليوم في القرن الحادي والعشرين نجد انه من الصعوبة ان نشخص المخاطر بصورة شاملة، لكن خطر الإرهاب بات الجميع يتفق عليه، فمنذ سبعينات القرن العشرين بدأ الإرهاب والجماعات الإرهابية تنشط بقوة، في اجيالها الثلاث، لكن أجيال الإرهاب الجديدة (داعش وجبهة النصرة وتنظيم الشباب وبوكو حرام وتنظيم القاعدة) باتت تستخدم سلاح جديد يتمثل بالأطفال والمراهقين والمتمثلين بأشبال الخلافة، تلك النظرية التي طورها كيان داعش الإرهابي وتميز بها عن أجيال الإرهاب الجديدة. مسؤولية الكبار في 5 سبتمبر 2016 تم قتل أبو حارث العراقي، مسؤول تدريب المراهقين “أشبال الخلافة” في كيان داعش الارهابي من خلال غارة جوية قام بها طيران القوة الجوية العراقية وبناءا على معلومات استخبارية دقيقة استطاع ان يستهدف عجلته بضربة جوية وسط مدينة الموصل. (ابو حارث) هو المسؤول عن تدريب (أشبال الخلافة) وهم أطفال أعمارهم 8 – 14 سنة اختطفهم كيان (داعش) الإرهابي من ذويهم وقاموا بتدريبهم على القتل وبث سموم أفكارهم المتطرفة ثم زجهم في شوارع مدينة الموصل بعد هروب العديد من الارهابيين الى خارج المدينة. يتم تجنيد صبي للقتال في ليبيا. قد يتحول الأطفال الذين عاشوا تحت سطوة داعش في العراق وسوريا الى مشكلة امنية للمجتمع في وقت السلم. رويترز الشخص الثاني في تنظيم داعش الأرهابي المسؤول عن تجنيد أشبال الخلافة هو أبو حمزة البلجيكي حيث اصدرت المحكمة الجنائية المركزية في بغداد الرصافة عام 2018، حكما بالاعدام شنقا حتى الموت بحق أبي حمزة البلجيكي المسؤول عن تدريب “اشبال الخلافة”. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الاعلى عبد الستار بيرقدار، إن “الهيئة الثانية في المحكمة الجنائية المركزية في الرصافة نظرت بقضية المتهم طارق جدعون والمكنى بأبي حمزة البلجيكي المنتمي لتنظيم داعش الإرهابي، وهذا الارهابي شارك بعمليات عدة ومسؤول عن تدريب ما يعرفون باشبال الخلافة، والبلجيكي هو من أصول مغاربية يعد من أبرز الارهابيين الاجانب المطلوبين والذين قاتلوا في سوريا والعراق بصفوف التنظيم الارهابي”، مشيرا أن “الحكم صدر وفقا لاحكام المادة الرابعة /1 من قانون مكافحة الارهاب العراقي لسنة 2005.” غرس الكراهية لدى الأشبال التنظيم يستهدف الأطفال من عمر 6 سنوات ويعلمهم جميع التعاليم “المتطرفة” التي تلخص منهج داعش في التربية والتعليم وصناعة الكراهية. ويشير هشام الهاشمي احد الخبراء العراقيين في التنظيمات الإرهابية ان مقدمة معظم الكتب المنهجية التي تختص بالتربية الشرعية الداعشية تنص على (بفضل الله تدخل الدولة الإسلامية عهدا جديدا، وذلك من خلال وضع اللبنة الأولى في صرح التعليم الإسلامي القائم على منهج الكتاب، وعلى هدي النبوة، وبفهم السلف الصالح، وبرؤية صافية لا شرقية ولا غربية، ولكن قرآنية نبوية بعيدا عن الأهواء والأباطيل، وأضاليل الاشتراكية الشرقية، والرأسمالية الغربية، أو سماسرة الأحزاب والمناهج المنحرفة في شتى أصقاع الأرض. وتشير وثائق التنظيم الإرهابي على حساباته في تويتر ان السياسة التعليمية للتنظيم تقسم السنوات الدراسية إلى ثلاث مراحل (ابتدائية ومتوسطة وإعدادية) موزعة على تسع سنوات، تكون مدة الدراسة في السنة الواحدة (10) شهور هجرية منقسمة على فصلين دراسيين. وتمتد فيها المرحلة الابتدائية على خمس سنوات، تليها المتوسطة بسنتين، ثم المرحلة الإعدادية بسنتين أيضا وتنقسم إلى ثلاثة فروع هي الفرع العلمي والفرع الشرعي والفرع المهني ليتخرج بعدها الطالب وينتقل إلى التعليم العالي. حسب ماذكرته الصحفية راية الحلبي، في إطار الحرب النفسية والإعلامية التي يشنها كيان داعش الإرهابي على خصومه، نشر تنظيم داعش إصدارًا دعائيًا يظهر جانبًا من حياة “أشبال الخلافة” وطريقة تدريبهم في معسكرات أعدت خصيصًا لاستقبال أبناء الإرهابيين الذين يصفهم بـ“المجاهدين” الذين قتلوا في المعارك التي يخوضها التنظيم بعد انتصار وتقدم القوات العراقية المشتركة وعملية العزم الصلب أبان فترة 2014 – 2017. الإصدار الذي روج له أنصار التنظيم بكثرة على شبكات التواصل الاجتماعي مابين 2014 – 2016 عبر بث الومضة الإشهارية “البرومو” طيلة ساعات ، ما من شك أنه شكل صدمة لدى كل من شاهده وخاصة المختصين في تحليل الظاهرة الارهابية وتحليل مضمون دعاية الإرهابيين. إن إصدار “حدثني أبي” يعتبر أحد أخطر الفيديوهات التي نشرها تنظيم داعش خلال الأشهر الأخيرة، من ناحية الأساليب التقنية والرسائل الضمنية التي أراد إيصالها. ومفادها أن داعش سوف تثأر من خلال التدريب العسكري والتكوين العقائدي من جع “أشبال الخلافة” قنابل موقوتة ومشروع انتحاريين جاهزين لتفجير أنفسهم متى طُلب منهم ذلك. أما الأستاذة الكندية مايا بلووم المتخصصة في الدراسات الأمنية فقد قسمت أطفال داعش الى خمس فئات: الأطفال الذين ولدوا لمقاتلين أجانب أو مهاجرين و الأطفال الذين ولدوا لمقاتلين محليين و الأطفال الذين تم التخلي عنهم ووجدوا طريقهم إلى دور الأيتام التي يسيطر عليها التنظيم و الأطفال الذين اخذوا قسرا من ذويهم و الأطفال الذين انضموا طواعية للجماعة سياسات المعالجة لمكافحة التطرف ان انموذج مركز اكد للشؤون الاستراتيجية والدراسات المستقبلية في العراق يطرح انموذجاً لمعالجة ظاهرة التطرف العنيف وخصوصاً الوارد من اشبال الخلافة لمعالجة ظاهرة المقاتلين الأطفال والمراهقين في كيان داعش الإرهابي والقائمة على مراقبة السلوك البشري للأطفال الذي خضعوا الى الغرس الثقافي من قبل كيان داعش الإرهابي ومحاولة تحويلهم الى مقاتلين إرهابيين ممكن استخدامهم في العمليات الإرهابية ضد المجتمعات المحلية والمتمثلة بـ : العزل: تشخيص البيئة وتحديدها جغرافيا المعالجة بالبرامج الغرسية لانتزاع الطاقة السلبية والأفكار التكفيرية وتكون عبر مراحل متسلسلة الاحلال الفكري بالنماذج الناعمة والثقافة الاستهلاكية لتحريك الميل العام نحو النمو الإيجابي وغرس الثقافة المادية وانتزاع الثقافة الطوباوية الميدان الرشيد لقياس ظاهرة النمو للسلوكيات الإيجابية عبر البنى والهياكل المؤسساتية لعلاج ظاهرة اشبال الخلافة الاندماج الكامل وبناء النسيج الاجتماعي القياس والبناء للتصدي للتطرف العنيف المتأصل في ظاهرة أشبال الخلافة، فأن العراق يحتاج إلى سياسات وطنية ديناميكية. هذا ما اقترحه الدكتور أحمد قاسم مفتن من مركز البيان للتخطيط والدراسات في بغداد: المجال الأول: إعادة هيكلة وتصميم المناهج الدراسية بحيث تكون لديها القدرة على بناء المحتوى العملي اكثر من المادة النظرية في الدروس والمناهج الدراسية للمراحل الأولية. المجال الثاني: إشاعة ثقافة مجتمعية مدنية وديمقراطية، فحيثما تضعف ثقافة العنف والتطرف بأشكالها المختلفة: الدينية والعرقية والفئوية والجهوية. وتلك مسؤولية «تربوية وأكاديمية وفكرية وإعلامية» بالدرجة الأساس، لذا توجب أن يرعاها جهد وطني تؤسس له الدولة بأركانها الرسمية والمدنية كافة -وتعمل السلطة التنفيذية على تحقيقها بصورة مؤسسية- مشروعاً متكاملاً متظافراً، يأخذ صفة الاستمرارية والديمومة، لا صفة الظرفية المؤقتة. المجال الثالث: تأصيل قيم التسامح والتعددية وثقافة احترام حقوق الانسان وقبول الآخر وترسيخها من خلال المؤسسات المعنية بالتوجيه والتربية، مما يتطلب أن تأخذ وزارتا التربية والتعليم العالي والبحث العلمي دورهما في هذا المجال، فضلاً عن الأوقاف، ووزارة الشباب والرياضة، والمؤسسات الإعلامية، إذ تقع على عاتقها مسؤولياتٍ جسام في هذا المنحى. وبالتالي ان تضمين وتطوير المناهج المعالجة لظاهرة الإرهاب هو السبيل للحد من اثاره. والحد من استخدام التنظيمات الإرهابية وحتى من قدرة المنخرطين بالتأثر بدرجات مختلفة من انشاء جماعات متمردة وارهابية قادرة على تهديد الاستقرار المتحقق في المناطق المحررة وخصوصاً في العراق الذي اعلن تحرير أراضيه بصورة كاملة عام 2017. الخاتمة أن ظاهرة أشبال الخلافة واحدة من التحديات الكبيرة لإرث داعش الإرهابي الذي يؤرق الأجهزة الاستخبارية والذي يحتاج الى برامج وطنية في المعالجة من جهة وشراكات دولية وحكومية وشعبية واجتماعية للسير قدماً في خطى المعالجة الشاملة وليس المعالجة القائمة على منظور واحد هو المعالجة الأمنية والجنائية. أن المعالجة المجتمعية والتربوية والاقتصادية والإعلامية هي الأسس المفقودة من سلة الحلول نتيجة لان أولويات الدول في الشرق الأوسط التي عانت من الإرهاب، وبالتالي معالجة اثار الإرهاب ضرورة وليس اختيار لعميلة منع التطرف العنيف وخصوصاً لدى الوقود الحيوي الذي ينمو مع الزمن. ان القدرة على صياغة نماذج مختلفة من حيث المحتوى لكنها تتحد في الجوهر لمعالجة ظاهرة اشبال الخلافة هو فن الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.