مستعدون للأزمات
تمرين «الحارس المنيع 21» يختبر قدرة القوات القطرية والأمريكية على الاستجابة المشتركة للتهديدات الأمنية
أسرة يونيباث
على القوات متعددة الجنسيات الاستجابة معاً بسلاسة وفعالية في خضم الأزمات الأمنية سواء أكانت هجوماً إرهابياً أو اختطافاً لسفينة أو انفجاراً كيميائياً.
يتطلب تجميع مثل هذه الفرق عالية التدريب مرحلة من الإعداد القوي مثلما حدث في تمرين «الحارس المنيع 21»، وهو التمرين متعدد الجنسيات الذي استضافته قطر خلال الفترة من 21 إلى 25 آذار/مارس 2021.
تواجه قطر ودول جوارها في الخليج العربي تحديات أمنية فريدة من نوعها في بيئة بحرية محفوفة بتهديدات التنظيمات المتطرفة العنيفة. وناهيك عن التزاماتها الأمنية، كالدفاع عن الموانئ والقنوات الملاحية ومنشآت الطاقة، فإنَّ الدوحة تستعد كذلك لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022.
شارك في سيناريوهات «الحارس المنيع» مئات من القوات القطرية والأمريكية، وكانت مخصصة لمتطلبات قطر الدفاعية؛ وهكذا تدرَّب رجال القوات المسلحة على الصعود على متن السفن لإنقاذ الرهائن، والقفز بالمظلات من الطائرات ليلاً للهجوم على أهداف صحراوية، واقتحام المباني المحتلة من قبل إرهابيين، وتفكيك القنابل.
وتطلبت سلسلة من الأزمات الأمنية المحاكاة في مدينة الدوحة الرياضية باقة من المهارات، إذ يضم المجمع الرياضي الملاعب التي ستستضيف مباريات كأس العالم، وهكذا تدرَّبت قوات الأمن على التصدي لمثيري الشغب، وتفكيك العبوَّات الناسفة، والقبض على إرهابيين يحاولون احتجاز رهائن داخل ملعب رياضي.
وصرَّح العقيد محمد العتيبي، مدير التمرين القطري، أنَّ السيناريوهات صُممت لمعرفة مدى استعداد القوات المشتركة باختلاف لغاتها وتكتيكاتها وتواريخها.
قال العقيد العتيبي: “تحققت أهداف التمرين بنجاح كبير، كما أنَّ القوات المسلحة القطرية ملتزمة تجاه زيادة التوافقية القتالية والتنسيق مع شريكنا الاستراتيجي الأمريكي.”
وجدير بالذكر أنَّ القيادة المركزية الأمريكية تشارك في أكثر من 80 تمريناً سنوياً مع البلدان الشريكة لتعزيز العلاقات العسكرية بين الجيوش، ويكمن الهدف من ذلك في النهوض بالتنسيق الإقليمي لتوقع التحديات الأمنية المشتركة والتغلب عليها.
أعربت السيدة جريتا هولتز، القائمة بأعمال السفيرة ورئيسة البعثة الدبلوماسية الأمريكية لدى قطر إبان التمرين، عن تقديرها لقطر للشراكة الأمنية التي تشمل استضافة مقر متقدم للقيادة المركزية الأمريكية والقوات الجوية الأمريكية في قاعدة «العديد» الجوية.
وقالت هولتز: “تثمن الولايات المتحدة شراكتها الأمنية الاستراتيجية مع قطر، ويعتبر تمرين «الحارس المنيع» فرصة استثنائية لنا للتدرب مع شركائنا القطريين وممارسة قدرتنا على الاستجابة للأزمات.”
كما جرت فعاليات تمرين «الحارس المنيع» بدعم كامل من الدكتور خالد بن محمد العطية، نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة القطري لشؤون الدفاع.
وحرصاً منها على توحيد استجابة قطر للأزمات، أشركت القيادات القطرية وحدات من القوات الخاصة والشرطة العسكرية والقوات الجوية والحرس الأميري وقوات الأمن الداخلي المعروفة بقوة «لخويا».
وعلاوة على الوحدات الرئيسية من قطر والولايات المتحدة، فقد شارك في تمرين «الحارس المنيع» كلٌ من فرنسا والأردن وسلطنة عُمان والمغرب وباكستان وتركيا وحلف الناتو. ورفعت قوات مجوقلة علم كل دولة في أثناء قفزها من الطائرات خلال المرحلة الختامية من التمرين في منطقة صحراوية نائية بحضور كبار قادة الجيش القطري والملحقين العسكريين الأجانب.
التعليقات مغلقة.