تحت المجهر مساهمة قطر في الأمن بواسطة Unipath آخر تحديث فبراير 11, 2019 شارك Facebook Twitter مقابلة مع سعادة رئيس أركان القوات المسلحة القطرية الفريق الركن طيار غانم بن شاهين الغانم أسرة يونيباث يونيباث: تعد دولة قطر نموذجًا إقليميًا مهمًا للأمن والاستقرار. ما هي الاستراتيجيات التي أدت إلى نجاح دولة قطر في هذا الخصوص؟ الفريق الركن غانم: لقد وضعت دولة قطر تحقيق الأمن والاستقرار كأولوية أساسية، خاصة في ظل زيادة التحديات والصراعات في المنطقة وانتشار الإرهاب بكافة أشكاله. ولضمان تحقيق ذلك، سعت القيادة السياسية إلى تمكين وتعزيز قدرات المؤسسات العسكرية والأمنية و وضع خطط استراتيجية متكاملة وشاملة ارتكزت على تنمية العنصر البشري أولاً باعتباره المحور الأساسي لتنفيذ الاستراتيجية الأمنية والدفاعية. وفي هذا الخصوص، حرصت الدولة على توفير جميع ما يلزم من وسائل وأجهزة ومعدات وأسلحة متطورة تمكن هذا العنصر من العمل بكفاءة وفاعلية ومواكبة التطورات المستمرة في مجال العمليات والتدريب. فضلاً عن التأهيل المستمر للكوادر العسكرية والأمنية لضمان الجهوزية العالية لهم. لذلك تحولت هذه الاستراتيجية الناجحة إلى واقع ملموس للأمن والاستقرار الذي تحظى به دولة قطر ونجحت القيادة السياسية بتحقيق وتأمين المصالح الوطنية الإستراتيجية، مما جعلها الأكثر أمانا في المنطقة، وفق المؤشرات العالمية، وأحد أكثر البلاد أمناً وأماناً على مستوى العالم. يونيباث: ما هي النصيحة التي يمكنك تقديمها للدول الشريكة لتتمكن من تحقيق نفس النجاح الذي حققته دولة قطر؟ الفريق الركن غانم: ينبغي علينا إدراك حقيقة مهمة وهي أن مواجهة التهديدات والتحديات في المحيطين الإقليمي والدولي تتطلب أولاً تعاوناً مشتركاً وعملا متعاضداً بين الدول لضمان أمن واستقرار المنطقة ورخاء شعوبها. وثانياً أن نكون أكثر استباقاً في التعامل مع التحديات والتهديدات الأمنية أينما تنشأ، لأنها تهدد أمننا المشترك وتعصف باستقرار منطقتنا وتعرضنا جميعاً للخطر. فما تشهده المنطقة، من صراعات ونزاعات وتهديدات وهجمات إرهابية، يحتم علينا جميعاً أن نتكاتف من أجل المحافظة على الأمن والأمان. على دول المنطقة أن تلتزم فعلياُ بالاستراتيجية الأمنية الشاملة التي يتم الاتفاق عليها والسعي للتماسك، وتغليب التعاون الاستراتيجي على التنافس السياسي، وتغليب المصالح الجماعية للشعوب على المصالح الفردية. القوة البحرية القطرية الخاصة تقوم بدوريات على ساحل الدوحة. وكالة الأنباء الفرنسية/جيتي اميدجز يونيباث: تتعاون دولة قطر مع العديد من الجيوش في مختلف أنحاء المنطقة و العالم. ما أهمية هذا النوع من التعاون لدولة قطر؟ وكيف يمكن أن يؤدي هذا التعاون المشترك إلى مواجهة التهديدات الإرهابية؟ الفريق الركن غانم: إن دولة قطر تؤكد دوماً على ضرورة توحيد الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار والسلام، وتحرص على ذلك من خلال مشاركة القوات المسلحة القطرية في التمارين والتدريبات المشتركة لتعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات العسكرية بين القوات المشاركة في هذه التدريبات. فهذه التدريبات تساهم بشكل فعال في رفع الكفاءة والجاهزية القتالية وتطوير القدرات والتعاون العملياتي والتعامل مع المعدات والأسلحة الحديثة على كافة مسارح العمليات. كذلك يؤدي هذا التعاون المشترك إلى تطوير قدرات القوات المشاركة في التعامل الشامل، والحد من تزايد التهديدات الإرهابية، وتنسيق الجهود لمكافحة التحديات والمخاطر المشتركة للأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي. يونيباث: أدليتم بتصريحات مهمة في وسائل الإعلام حول أهمية التدريب العسكري لنجاح العمليات. هل هناك فعاليات تدريبية أو تمارين عسكرية محددة ساهمت في تحسين مهنية ومهارة القوات المسلحة القطرية؟ الفريق الركن غانم: يعد التدريب العسكري أهم العناصر التي يرتكز عليها لنجاح العمليات، فالقوات المسلحة لن تستطيع تنفيذ مهامها الأساسية دون التدريب العملياتي والقتالي مهما هيأت لها من معدات وأسلحة حديثة. والتدريبات المشتركة مثل تمرين حسم العقبان والأسد المتأهب أدت إلى الرفع من مستوى الاستعداد القتالي لدى القوات المسلحة القطرية، وتبادل الخبرات العسكرية والقتالية بين القوات المشاركة. وأود أن أعبر عن شكري وتقديري لقيادتنا الرشيدة على الدعم المستمر واللامحدود من أجل الارتقاء بمستوى الأداء لقواتنا المسلحة ومواكبة التطورات في مجال العمليات والتدريب. ولقد أجرينا العديد من التمارين العسكرية المشتركة مع قوات دول الشقيقة والصديقة، مثل تمرين القرار الحاسم 13 المشترك مع القوات المسلحة البريطانية، والتدريبات العسكرية المشتركة مع القوات الأمريكية. يونيباث: كيف تساهم القوات المسلحة القطرية في الجهود الإنسانية؛ ولماذا يعد هذا النوع من العمل مهماً؟ الفريق الركن غانم: تولت دولة قطر دوراً ريادياً في دعم الجهود الإنسانية نظراً لما يمثله الجانب الإنساني في سياسة الدولة وانعكاساً لقيم ومبادئ الشعب القطري. فدولة قطر في طليعة الدول التي تقدم مساعدات إنسانية وتنموية، ولقد احتلت المرتبة الأولى عربياً في قائمة الدول المانحة لمنظمات الأمم المتحدة الإنسانية لعام 2017، حيث جاءت في المرتبة الأولى عربياً في تصنيف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “الأوتشا” لعام 2017 والسابعة عالمياً. تحرص القوات المسلحة القطرية أشد ما تحرص على المساعدات الإنسانية والإغاثية وتقديم المساعدة للمتضررين والمحتاجين في العالم، كجزء من التزامها الإنساني. وإلى جانب المستويين العسكري والسياسي، ساهمت قطر بسخاء في جهود الإغاثة والإعمار باليمن منذ بداية الأزمة هناك، فقد بدأت المساعدات القطرية تصل إلى عدن عن طريق البحر على دفعات متتالية منذ الشهور الأولى من العام 2015 عبر مطار جيبوتي. وقد استضافت العاصمة القطرية الدوحة مؤتمر الأزمة الإنسانية في اليمن، الذي اختتم يوم 24 فبراير/شباط 2017 بجمع 223 مليون دولار لدعم الجهود الإنسانية هناك، تعهّدت مؤسسة قطر الخيرية بدفع مئة مليون منها. وخير مثال على الجهود الإنسانية ماقامت به قواتنا المسلحة في أكتوبر 2017 بنقل مصابين وجرحى حادث التفجير الإرهابي الذي تعرّضت له العاصمة الصومالية مقديشيو، وذلك عبر الجسر الجوي الذي خصصته الدولة لنقل وإخلاء الجرحى بناءً على توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. وأشرف على هذه العملية الإنسانية فريق طبي عالي المستوى من القوات المسلحة القطرية ومؤسسة حمد الطبية. بالإضافة إلى وصول طائرة من طراز C-17 تابعة للقوات الجوية الأميرية بوزارة الدفاع إلى مطار مقديشيو حملت مساعدات دولة قطر من المواد الطبية والإسعافات الأولية، دعماً منها للمصابين جرّاء الهجمات الإرهابية. أفراد العمليات الخاصة القطريون يقومون بقفزة فوق قطر خلال تدريبات مشتركة مع القوات الخاصة الأمريكية في عام 2017، وهو أول حدث من نوعه بين البلدين.رقيب أول تريفور ماكبرايد/ القوات الجوية الامريكية يونيباث: بذلت القوات القطرية الكثير من الجهود لتحديث وتعزيز قدراتها في الدفاع عن النفس. هل هناك أي برامج أو استراتيجيات اتبعتموها بهذا الخصوص وتود تسليط الضوء عليها؟ الفريق الركن غانم: أكدت القيادة الرشيدة على ضرورة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية، باعتبارها وسيلة لضمان أمن وسلامة واستقرار البلاد. وسخرت الدولة كل إمكاناتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي وفق إستراتيجية شاملة وفعالة. لقد أظهرت الأزمة التي مرت بها دولة قطر قوة الشعب القطري وروح التماسك والتضامن والتآلف بين المواطنين والمقيمين على حد سواء. و سعت القيادة إلى تقوية الجبهات الداخلية الوطنية سواء كانت في المجالات العسكرية، والأمنية، والاقتصادية، والتعليمية، والعمل على تحقيق الرؤية الشاملة للتنمية (رؤية قطر الوطنية 2030). إن لقواتنا المسلحة بمختلف وحداتها وتشكيلاتها دورٌ محوري في المساهمة في تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030، لذلك حرصنا على الاهتمام بأفراد قواتنا المسلحة سواء كانوا عسكريين أو مدنيين. وعملنا على تأهيل الكوادر العسكرية والأمنية، وتوفير كافة الاحتياجات والمعدات والتقنيات لمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي بما يحقق الأمن الوطني لدولة قطر ووفقاً لرؤية القيادة الحكيمة. وتعتبر الخدمة الوطنية من أنجح المشروعات ذات الفائدة والتي ترتبط بصورة مباشرة بكافة الركائز الأربع الأساسية لرؤية قطر 2030 وهي: التنمية البشرية، والتنمية الاجتماعية، والتنمية الاقتصادية، والتنمية البيئية . وتماشياً مع رؤية قطر 2030 تشهد قواتتنا المسلحة نجاحات وتطورات ملحوظ خاصة ما يتعلق ببناء قدرات أفراد القوات المسلحة، عبر التدريب والإعداد القتالي، وتطوير العقيدة العسكرية، وتعزيز البنية التحتية والمنشآت الفنية والإدارية، وتحديث نظم الدفاع الجوي والمدني، و تطوير المعدات والأسلحة لمواكبة التطور التكنولوجي، فانتقلت قواتنا المسلحة نقلة نوعية كبيرة فأصبحت تمتلك أسلحة العصر الحديث وتساير التقدم التكنولوجي الهائل في مجال الصناعات العسكرية بكافة أفرعها ومجالاتها لحماية أرض وسماء ومياه دولة قطر. يونيباث: أعلنت دولة قطر عن خطط لتوسيع علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة. ماذا يعني هذا؟ الفريق الركن غانم: كما تعلمون، عقدت حكومتا دولة قطر والولايات المتحدة الحوار الاستراتيجي الافتتاحي في العاصمة واشنطن في 30 كانون الثاني/يناير 2018. وناقش البلدان في هذا الحوار مجالات محددة من الشراكة، بما في ذلك الدفاع ومكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف والتجارة والاستثمار. أكدت دولة قطر والولايات المتحدة على المساهمة الحيوية التي توفرها شراكتهما الدفاعية لأمن المنطقة واستقرارها. فهذا التعاون أساسي لنجاح مكافحة الإرهاب والتصدي للتطرف العنيف وردع العدوان الخارجي. واشاد المسؤولون الأمريكيون بمساهمات قطر في دعم الوجود العسكري الأمريكي الكبير في قطر في ظل القيادة المركزية الأمريكية. وقد أصدرت الحكومتان إعلاناً مشتركاً حول التعاون الأمني للتأكيد على التزام البلدين المشترك بتعزيز السلام والاستقرار ومكافحة بلاء الإرهاب. نحن كما ذكرت، نواجه عدواً مشترك وعلينا الاتحاد لهزيمته. احتفالات اليوم الوطني لدولة قطر بالدوحة في 2017. وكالة الأنباء الفرنسية/جيتي اميدجز يونيباث: ما هي أهم القضايا الأمنية في قطر، وما مدى أهمية التعاون الإقليمي لحل هذه القضايا؟ الفريق الركن غانم: نحن نؤمن بضرورة التعاون الإقليمي لحل القضايا الأمنية مثل دعم جهود مكافحة الإرهاب والتهديدات الأمنية ومصادر تمويلها، ومكافحة التطرف العنيف، والقرصنة، وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. وسعت دولة قطر وقيادتها الرشيدة إلى تبني الحوار والحلول السياسية من أجل فض النزاعات وتجنب الأزمات والشراكة في بناء السلم والإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين باعتباره خياراً استراتيجياً نصت عليه رؤية قطر الوطنية 2030م، ويتفق مع التزاماتها الدولية ومواقفها الإنسانية الثابتة. وفي ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، واصلت دولة قطر تواصل نهجها السديد في التعامل مع القضايا الأمنية. وتعمل مؤسساتنا العسكرية والأمنية باستمرار لضمان سيادة الدولة وسلامة وأمن المواطنين والمقيمين. ورغم كل الظروف الصعبة، أكدت قطر دعمها لمجلس التعاون الخليجي القوي الذي يركز على مواجهة التهديدات الإقليمية وضمان مستقبل سلمي ومزدهر لجميع شعوبه. وهذا يتطلب توحيد الجهود لحل الأزمات بدلاً من الفرقة والشتات التي لن تحققا سوى زعزعة الامن والاستقرار. كما حرصت دولة قطر على المساهمة الفاعلة لتعزيز الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لحفظ الأمن والسلم الدوليين، ودعم عملية التنمية التي بدونها لن تتحقق الأهداف المنشودة. وأصبحت دولة قطر حاضرة بقوة في المجموعات الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى حلول للأزمات الإقليمية والدولية ومنع النزاعات وحل النزاعات بالسبل السلمية وحفظ السلام وبناء السلام بعد الصراع، وهي إحدى الدول المساهمة بقوات في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وكما ذكر سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع “إن تاريخنا في قطر هو تاريخ السلم لا الحروب وتاريخ النجدة والفزعة لا الغدر.” يونيباث: كمنتج عالمي رئيسي للغاز الطبيعي، كيف تضمن دولة قطر التدفق الحر لصادراتها في الخليج العربي؟ الفريق الركن غانم: منذ استقلالها الكامل في عام 1971، برزت دولة قطر باعتبارها إحدى أكثر منتجي النفط والغاز أهمية في العالم. فقطر تتمركز فوق قرابة 14% من احتياطيات الغاز في العالم، وهي ثالث أعلى نسبة بعد روسيا وإيران. وبغض النظر عن الأزمات السياسية تسعى دولة قطر إلى ضمان التدفق الحر لصادراتها عبر الخليج العربي وإيجاد وسائل بديلة، في الوقت الذي نلتزم بكل تلك بكافة القواعد والأنظمة الدولية الخاصة بالتدفق الحيوي للطاقة. وأود أن أشير أننا حافظنا على مكانة دولة قطر في صدارة الدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي المسال حتى في أكثر الظروف تحدياً وذلك عبر استخدام حلول مختلفة لشحن وتسليم الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق العالمية. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.