مثال لامع على التعاون
التمرين المشترك «النجم الساطع 21» يرفع جاهزية آلاف القوات لمواجهة التهديدات التقليدية وغير التقليدية
أسرة يونيباث
كان الرعاة يرعون إبلهم وماعزهم في صباح يوم صيفي هادئ، وإذا برجال مسلحين يرتدون أغطية سوداء على وجوههم يقتحمون قرية مصرية على متن شاحنات صغيرة؛ إذ احتجز إرهابيون أهالي القرية كرهائن، ووضعوا راياتهم فوق المباني، ووضعوا حراساً في محطة كهرباء ومدرسة ومحطة مياه وعيادة طبية.
اقتضى الوضع تدخل فريق متعدد الجنسيات من رجال بواسل أكفاء – قوات العمليات الخاصة من رجال مصر والأردن وباكستان والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة واليونان وقبرص – لطرد الغزاة وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
شقت طائرتا نقل من طراز «سي- 130» السماء بصوت أنذر بظهور العشرات من القوات المجوقلة التي ناورت بمظلاتها فوق مناطق الإنزال خارج القرية، وحلقت مروحيات هجومية على القرية وأرسلت وابلاً من القوات المهاجمة على حبال الإنزال، وانضمت عناصر تستقل عربات «همفي» إلى القتال، واندمجت القوة مع الدبابات والمدرَّعات المتقدمة.
لم يكن أمام الإرهابيين أي فرصة: فلاقوا حتفهم أو وقعوا في الأسر وبعثرت راياتهم على الارض في غضون نصف ساعة.
كانت هذه المداهمة التي شارك فيها 400 فرد من قوات متعددة الجنسيات واحدة من أبرز فعاليات تمرين «النجم الساطع 21»، وهو عبارة عن تمرين ينظمه الجيش المصري في «قاعدة محمد نجيب العسكرية»، واستمر خلال الفترة من 2 الى 16 أيلول/سبتمبر 2021.
شارك أكثر من 4,300 مقاتل من ثمانية بلدان في تمرين «النجم الساطع»، أكثر من نصفهم من رجال الدولة المضيفة: مصر. ويعد تمرين «النجم الساطع» واحد من أكبر التمارين الشاملة متعددة الجنسيات في العالم التي تشارك فيها القوات البرية والبحرية والجوية.
مع أنَّ المعارك التقليدية التي تضمنت عمليات الإنزال البرمائي والقتال بالدبابات والمدفعية لعبت دوراً كبيراً في تمرين «النجم الساطع»، إلا أن العديد من الفعاليات ركزت بشكل أقل على مكونات المعارك الثابتة وأكثر على المعارك غير النظامية وغير المتناظرة ذوات الجبهات المتغيرة.
وقال اللواء أركان حرب رفيق رأفت عرفات، رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة المصرية: “يعتبر تمرين «النجم الساطع» من أهم الفعاليات في العالم التي تشمل دولاً شقيقة وصديقة، وذلك بفضل حجم القوات المشاركة، ومهارة التخطيط والإعداد، وتنوع التدريب والمهام، وتوظيف أحدث التقنيات.”
وعلى منصة العرض في بيان القوات الخاصة، قيَّم عشرات من كبار الضباط من البلدان المشاركة التنسيق العسكري الذي تجلَّى خلال التمرين، وشهد العميد سعد إبراهيم، مدير تدريب القوات البرية العراقية، على جودة التمرين بناءً على خبراته في طرد مقاتلي داعش من بلدات شمال العراق؛ فيقول: “يمكنني الجزم بأنَّ تمرين العمليات الخاصة الذي يحاكي غزو عصابة إرهابية لبلدة مأهولة كان دقيقاً ومحدداً؛ إذ يتطلب الأمر فرقاً محترفة من المخططين والتكتيكيين والقوات لتحقيق هذه النتيجة.”
ندوة لكبار القادة
وبعيداً عن التدريبات والتمارين الجارية في الميدان، اجتذبت ندوة لكبار القادة خلال فعاليات تمرين «النجم الساطع» كبار قادة الجيوش وخبراء الأمن لمناقشة التحديات الأمنية المعاصرة. وتحدَّث المشاركون عن عالم يتشكل فيه الاستعداد العسكري في ضوء تهديدات مثل الطائرات بدون طيار والجائحات والإرهاب والصراع الأيديولوجي والحرب السيبرانية.
فأكد اللواء بالقوات الجوية الأمريكية أليكسوس غرينكويتش، رئيس العمليات في القيادة المركزية الأمريكية، على ضرورة مواجهة التهديد طويل الأمد والمستمر للطائرات بدون طيار؛ إذ انتشرت مثل هذه الطائرات المسيَّرة في المنطقة وتيسرالحصول عليها، ومنحت المتطرفين العنيفين الكثير من قدرات القوات الجوية منخفضة التكلفة.
وقال اللواء غرينكويتش للشركاء متعددي الجنسيات في الندوة: “إن لم تواجهوا هذا التهديد اليوم، فستواجهونه غداً، وقد حان الوقت الآن للبدء في التفكير فيه.”
واتفق العقيد السعودي حمدان العنزي مع هذا الرأي؛ إذ أوضح كيف تصدَّت بلاده لمئات الهجمات بطائرات مسيَّرة شنتها مليشيا الحوثي في اليمن، ويصعب التعرف على منشأ هذه الطائرات المسيَّرة في ظل إنتاج بعضها محلياً في المرائب ومواقع خفية أخرى.
فيقول العقيد: “تمتلك هذه المليشيات والجماعات الإرهابية تكنولوجيا وأجهزة متطورة لا تقل عن تلك التي تمتلكها الجيوش المتقدمة؛ وهذا يدل على أنها تتمتع بدعم خارجي.”
ولم يكن اللواء المصري رفيق بالشخص الوحيد الذي يقترح على الجيوش إنشاء مراكز أزمات يعمل بها خبراء عاكفون على التنبؤ بالتحديات الأمنية الجديدة وتحليلها والتصدِّي لها.
فيقول: “هذه تحديات تواجه العالم بأسره، سواء أكانت تهديدات داخلية أو خارجية أو كوارث طبيعية؛ ومن الأهمية بمكان للجيوش أن تتنبأ بالأزمات قبل حدوثها حتى تكون قادرة على الحد من تأثيراتها.”
تهديدات غير تقليدية
شكلت حتماً هذه التهديدات الهجينة التدريب المتاح للقوات خلال فعاليات تمرين «النجم الساطع»؛ فقد عملت هذه القوات في مزيج من المحاضرات النظرية والعملية على دحر الطائرات المسيَّرة وتفكيك العبوَّات الناسفة محلية الصنع، وعزل الأسلحة الكيميائية، وإحباط الهجمات السيبرانية.
ففي الصحراء المفتوحة بمنطقة «منقار الوحش» التدريبية، تبادل خبراء الطائرات المسيَّرة المصريون والأمريكيون أفضل الممارسات لكشف الطائرات المُسَيّرة ودحرها، وأكدوا على أهمية جمع المعلومات من الميدان عن أنظمة الطائرات بدون طيار التي يستخدمها العدو.
وكان الهدف الرئيسي من التدريب يتمثل في تحديد نوع الطائرة المسيَّرة – سواء أكانت عسكرية أم تجارية – وكيفية مواجهة المعادية منها، وركزت هذه العملية على تحديد حجم الطائرة المسيَّرة ولونها وسرعتها وارتفاعها واتجاهها وقدراتها.
فقد لجأت عناصر الجهات غير التابعة لدولة للطائرات المسيَّرة لكونها تكنولوجيا منخفضة التكلفة لتهديد البنية التحتية الحيوية والقوات والمعدات في الميدان، وتتمكن الجيوش بفضل جمع المعلومات الاستخبارية حول الطائرات بدون طيار من تحديد منشأها وردعها وتعطيلها وتدميرها في الميدان.
واستحوذت سمة أخرى من سمات عمليات مكافحة الإرهاب على انتباه العشرات من الضباط المصريين الذين سينقلون ما تعلموه للقوات التي يتولون قيادتها؛ ونقصد بهذه السمة العبوَّات الناسفة محلية الصنع.
فقد استفاد المتدربون من تجارب رجال الجيش الأمريكي الذين قاتلوا الإرهابيين في العراق وأفغانستان والقوات المصرية التي جابهت الإرهابيين في سيناء، وشملت هذه المعرفة أنواع المتفجرات والمفرقعات المستخدمة في العبوَّات الناسفة، وطرق زرعها من قبل العدو ، وكيفية تجنبها أو نزع فتيلها أو تدميرها.
كما كان علاج المصابين في ساحة المعركة محور اهتمام أكثر من 100 من رجال القوات المسلحة المصرية والسعودية واليونانية بمشاركة أطقم تمريض الجيش المصري. وكما هي الحال مع معظم تدريبات «النجم الساطع»، كان المنهج الطبي أقرب إلى الواقع من النظرية.
واستعرضت الفرق الطبية الأمريكية المهارات الأساسية التي اكتسبتها من خلال إجلاء الجنود المصابين أثناء القتال في المناطق الحضرية، لكنها استمعت إلى المسعفين المصريين حين تعلق الأمر بمعالجة الإصابات في التضاريس الوعرة بعيداً عن سيارات الإسعاف والمروحيات.
وقال ضابط أمريكي: “أدركنا أنَّ خبراتنا في العراق وأفغانستان قد عفا عليها الزمن حين تعرَّفنا على مهارة المصريين في إنقاذ الحياة في ساحات القتال.”
تنسيق القوات
كانت ذروة تمرين «النجم الساطع» عبارة عن تمرين مشترك بالذخيرة الحية باستخدام المدرَّعات والطائرات والمدفعية بقيادة القوات المصرية تؤازرها دبابات أمريكية؛ وقد ظلَّت القوات متعددة الجنسيات تتدرب لمدة أسبوعين للإعداد لهذا التمرين.
وكانت أبرز فعالية في العمليات البحرية هي هجوم محكم التنسيق على شاطئ في ساحل سيدي عبد الرحمن بدعم من أسطول متعدد الجنسيات يبحر جنوبي البحر المتوسط، وشاركت القوات المصرية واليونانية والقبرصية في العملية البرمائية.
إلَّا أنَّ التدريب البحري اليومي في البحر المتوسط كان على نفس القدر من الأهمية، وتضمن استعراض قدرات الدفاع الجوي، والمدفعية السطحية، والإبحار في تشكيلات، وتنفيذ حق الزيارة والصعود والتفتيش والمصادرة للسفن المشبوهة.
بل كان لتدريب العمليات الخاصة في تمرين «النجم الساطع» نكهة متعددة الجنسيات أقوى من غيرها؛ إذ شاركت قوات من بعض أبرز تشكيلات النخبة في مصر والأردن وباكستان والسعودية والولايات المتحدة وقبرص واليونان في القوة، وقفزوا من الطائرات واقتحموا المباني ونزلوا على حبال من المروحيات وأنقذوا الرهائن وصدوا التوغلات الحدودية.
وصمم فريق التخطيط سيناريوهات لدمج وتنسيق قوات العمليات الخاصة مع قوات المشاة، بحيث يؤدي كل منها دوراً فريداً في عمليات معقدة مثل استعادة القرية المصرية من الإرهابيين. كما نزلت تشكيلات من الشرطة المصرية إلى الميدان لأول مرة في تمرين «النجم الساطع».
أكد العميد الباكستاني المجير أيوب، أحد قادة قوات المشاة، قيمة إرسال 45 جندياً باكستانياً إلى تمرين «النجم الساطع»؛ إذ كان بمثابة فرصة نادرة للتدريب المكثف مع شركاء أجانب من بلدان صديقة.
فيقول: “نرغب في المشاركة في تدريبات متعددة الجنسيات لتبادل الآراء والتعرف على مختلف الإجراءات التي اعتمدتها مصر والأردن وبلدان أخرى.”
كما استغلت وحدة من مجموعة الملك عبد الله الثاني للقوات الخاصة الأردنية فرص التدريب في مصر، وتدرَّبت مع نظرائها المصريين والأمريكيين.
وقال المقدم علي العجارمة: “يعتبر تمرين «النجم الساطع» 2021 فرصة للتعرف على كيفية تنفيذ القوى المشاركة الأخرى لهذه المهام، وتحدياً للفطنة والمرونة على كافة مستويات القيادة، فيما نتكيف مع تكتيكات وأساليب بعضنا البعض لحل معضلات التمرين معاً بسرعة ومرونة وكفاءة.”
ومن المقرر أن تعاود مصر استضافة تمرين «النجم الساطع» في عام 2023 مع التركيز على التهديدات العسكرية التقليدية وغير التقليدية التي لا تنفك عن التطور في ربوع الشرق الأوسط وجنوب ووسط آسيا.
وقال الفريق أول كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية آنذاك: “منذ إجراء تمرين «النجم الساطع» الأول في عام 1980، وهذه التمارين تحتفي بإرث تاريخي يدعو إلى الفخر، بفضل وجود شركاء يتعاونون على تحقيق أهداف مشتركة؛ وقد أثمرت المفاهيم التي تأكدت فاعليتها في تمارين كهذا التمرين نجاحات ضد الإرهاب والتطرف العنيف في ربوع المنطقة.”
وحذا اللواء المصري أركان حرب رفيق عرفات حذوهم في ثنائه على تمرين «النجم الساطع» كرمز للشراكات متعددة الجنسيات.
فقال: “يبعث نجاح تمرين «النجم الساطع 21» رسالة قوية تظهر قدرتنا على العمل جنباً الى جنب من أجل تحقيق السلام والاستقرار؛ وكذلك رسالة اطمئنان نؤكد فيها لشعبنا أنَّ قواتنا المسلحة قادرة على حماية الوطن.”
صد الهجمات السيبرانية
أسرة يونيباث
في تمرين شهير باستعراض القوة العسكرية، تضمن تمرين «النجم الساطع 21» هدفاً تدريبياً جديداً شديد الأهمية: الأمن السيبراني.
فقد شارك في تمرين مركز القيادة، الذي أُجري داخل خيمة عسكرية في «قاعدة محمد نجيب العسكرية»، 17 فرداً من رجال الجيش والبحرية المصرية وأحد عناصر الجيش السعودي، وكانوا مكلَّفين بالدفاع عن شبكات الكمبيوتر ضد الهجمات السيبرانية.
وفي محاكاة لفريق الاستجابة لحالات الطوارئ الحاسوبية، خضع رجال الجيش والبحرية لتدريب نظري على مدار أربعة أيام قبل اختبار معرفتهم من محطات الكمبيوتر، وقدَّم المدربون الأمريكيون التدريب خلال وقوفهم خلف المتدربين الجالسين مع الاستعانة بمترجمين شفهيين للغتين الإنجليزية والعربية إذا لزم الأمر.
وتألف سيناريو لعب الأدوار من محاولة أعداء سيبرانيين اقتحام شبكات الكمبيوتر، مستخدمين أحياناً رسائل بريد إلكتروني «متصيدة» بريئة المظهر وأساليب أخرى تستند إلى حيل واقعية يستخدمها قراصنة الإنترنت. وكان على المتدربين اكتشاف هذه الحوادث واحتوائها وحذفها وإبلاغ تسلسل القيادة بها.
وعلى مدار 3 أيام ونصف، تعامل المتدربون مع 20 محاولة اختراق سيبراني على الأقل، واستخدموا أنظمة متقدمة لكشف التسلل وبرامج لمراقبة أمن الشبكات بهدف اكتشاف الحوادث السيبرانية ومراقبتها وتسجيلها.
وكان من بين المشاركين عدد من رجال البحرية الحريصين على تقوية أنظمة الحرب الإلكترونية لديهم ضد الهجمات السيبرانية المتوقع حدوثها.
وقال اللواء أركان حرب رفيق رأفت عرفات، رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة المصرية: “أضفنا تدريبات متقدمة للأمن السيبراني بهدف تلبية متطلبات الأمن القومي.”
المشاركة الأردنية في تمرين «النجم الساطع»
مديرية الإعلام العسكري بالقوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي
إنَّ علاقات الأردن مع جارته مصر راسخة بقوة في قناعات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ وتقوم على الاحترام المتبادل والالتزام الدائم بتوسيع آفاق التعاون المشترك مع البلدان الشقيقة والصديقة.
وينعكس ذلك بإيجابية على التقدم المحرز في المجالات كافة، ولا سيما مع بلدان المنطقة، وكذلك تعزيز هذه العلاقات وتحويلها إلى استراتيجيات وخطط تساهم في تحقيق الاستقرار والعيش الكريم لمواطني العالم، مع دعم الأمن والسلم الدوليين.
وقد ساهم تمرين «النجم الساطع 21»، الذي استضافته مصر في أيلول/سبتمبر 2021، في تكثيف التعاون والتنسيق في مجال التدريب العسكري المشترك، وتعزيز العلاقات المشتركة مع البلدان الشقيقة والحليفة، لخدمة مصالح القوات المسلحة المشاركة؛ وقد تحقق ذلك من خلال المهام المشتركة للوحدات والقطاعات العسكرية والمؤسسات المشاركة، مع التركيز على الدروس المستفادة من الحروب الحديثة والتهديدات غير التقليدية التي تحيق بالأمن الدولي.
وخير مثال على ذلك هو مشاركة مجموعة الملك عبد الله الثاني للقوات الخاصة؛ إذ منح تمرين «النجم الساطع 21» هذه القوات عالية المهارة الفرصة للمشاركة في تدريب تضمن العمليات المجوقلة، والرماية بالأسلحة الخفيفة، ومهارات إنقاذ الأرواح في ساحات القتال، والهبوط باستخدام الحبال من المروحيات بنوعيه، وحرب المدن، والفنون القتالية.
وتعتبر هذه الموضوعات التدريبية مهارات أساسية يجب أن يمتلكها كل جندي من جنود العمليات الخاصة الأردنية، وقدم تمرين «النجم الساطع 21» فرصة ممتازة للتعرف على كيفية تنفيذ القوى المشاركة الأخرى لهذه المهام، وقدم كذلك تحدياً للفطنة والمرونة على كافة مستويات القيادة، فيما نتكيف مع تكتيكات وأساليب بعضنا البعض لحل معضلات التمرين.
وكان تمرين «النجم الساطع» يهدف بشكل عام إلى التدريب على كيفية مكافحة الأعمال غير القانونية مثل التسلل عبر الحدود، والقرصنة والإرهاب البحري، وأي عمل غير قانوني يهدد ويزعزع أمن الدولة واستقرارها.
كما أعدَّ القادة والأركان لتخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة وغير التقليدية، واختبار جميع محاور المنظومة الأمنية والإدارية، وتنفيذ الإجراءات التي تكفل التنسيق بين الوحدات، ورفع قدرات القوات والكيانات المشاركة عند تنفيذ المهام والتعامل مع مختلف الأهداف؛ وقد حدث ذلك عن طريق وضع سيناريوهات تجسد العمليات الواقعية لمواجهة التهديدات الحالية والمحتملة داخل نطاق المسؤولية.
وكان التمرين يهدف كذلك إلى جمع المعلومات وتحليلها، وتعديل مناهج القيادة والسيطرة خلال تعبئة القوات، والتخطيط للعمليات الهجومية وتنفيذها. وركز على تنسيق القوات البرية والبحرية والجوية حول الاستخدام الأمثل للأسلحة والمعدات، مع صقل مهاراتها القتالية واختبار قدرة القادة على السيطرة على المعارك.
وتأتي المشاركة في تمارين عسكرية كتمرين «النجم الساطع» في إطار جهد موسع للقوات المسلحة الأردنية، بالتعاون مع مختلف بلدان المنطقة، لتحقيق الأمن والاستقرار من خلال مواجهة التحديات المتعلقة بالتطرف والإرهاب والأمن الداخلي. ويوجد تنسيق مستمر لتوحيد الأفكار وتعزيزها على مختلف المستويات، مما يؤدي إلى رفع مستوى الكفاءة والاستعداد والمهنية للتعامل مع أي سيناريو متوقع.
وعلى صعيد العمليات الخاصة، يتمتع الأردن بعلاقات ممتازة مع الكثير من الشركاء الإقليميين والدوليين. وتتميز علاقتنا مع وحدات العمليات الخاصة الأمريكية بشراكة تاريخية واستراتيجية تشكلت على إثر التعاون والثقة المكتسبة في العمليات وخلال التدريب على مدار عدة سنوات. وتعززت أواصر هذه العلاقة على مر السنين بإضافة ضباط الاتصال وفرق التدريب المتنقلة والتدريب والعمل المشترك في مجموعة كبيرة من العمليات الخاصة.
وقد أدى هذا التعاون إلى رفع مستوى التوافق العملياتي والتفاهم الموحد الذي سمح للقوات من كلا الجانبين بإجراء عمليات في مختلف البؤر الساخنة وفعاليات التدريب، مثل تمرين «شريك الفيلق» و«المحارب الهاشمي»، وأتت هذه الفعاليات التدريبية ثمارها رغم الحواجز اللغوية المانعة.
وفي الختام، لا بدَّ أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير للقوات المسلحة المصرية على كرم ضيافتها وجهودها، ولسائر المشاركين على دورهم في إنجاح هذا التمرين، ونتمنى تعزيز علاقتنا مع كل دولة مشاركة في تمرين «النجم الساطع».
التعليقات مغلقة.