كيفية هزيمة داعش
العراقيون والأردنيون يشاركون الدروس المستفادة من حملة الانتصار على الإرهابيين في العراق
أسرة يونيباث
تمتلك القوات المنتصرة في الحروب-مثل القوات المسلحة العراقية التي انتصرت ضد عصابات داعش الإرهابية – خبرات ميدانية كبيرة في حرب المدن، ومعالجة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، هذه الخبرات التي لا تتوفر للقوات البعيدة عن خطوط القتال.
أسئلة كثيرة تدور في خلد القادة، كيف يحصن الإرهابيون أنفسهم في المدن؟ كيف تكسب ثقة السكان الواقعين تحت سيطرة داعش؟ كيف يمكنك تعطيل التكنولوجيا المعادية مثل الطائرات المسيرة والعبوات الناسفة؟ كيف يمكنك القيام بعمليات حرب نفسية ضد متطرفين لا يؤمنون سوى بالقتل مثل مقاتلي داعش؟
أجاب قادة العمليات الخاصة العراقية عن هذه الأسئلة في مؤتمر تبادل الخبرات الذي عقد في عمان، الأردن في تشرن الثاني/نوفمبر 2018 في مقر قيادة مجموعة الملك عبد الثاني للعمليات الخاصة حيث تبادل فيه القادة الدروس المستفادة من المعارك ضد داعش.
![](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2019/06/GettyImages-1071127534.jpg)
وكالة الأنباء الفرنسية/جيتي اميدجز
“كما يعرف الجميع بأن المجاميع الإرهابية تتخندق داخل المدن وتستخدم المجاميع الصغيرة التي تمتلك مرونة كبيرة بتغيير التكتيكات وسرعة الحركة، وهذا يمثل تحدي كبير امام الجيوش التقليدية، خاصة تلك التي تستخدم الأسلحة الثقيلة والطائرات.”
هذا ما ذكره الفريق اول الركن طالب شغاتي الكناني، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، وأضاف “لذلك لابد من الاعتماد على قوات خفيفة سريعة المناورة مجهزة بتقنيات عالية ودقة في اصطياد الأهداف.”
كلمات الكناني وجدت اتفاقا من قبل العقيدالركن سفيان السليحات، قائد مجموعة الملك عبد الله الثاني للعمليات الخاصة، حيث قال “إننا نرفع ايدينا بالدعاء لاخواننا في القوات العراقية الذين قدموا مواكبا من الشهداء دفاعاً عن وطنهم واكتسبوا خبرتهم بدمائهم وكانوا كرماء جدا إذ شاركونا خبراتهم.”
وأضاف: “بناء على ما تعلمناه في هذا المؤتمر، سنراجع إجراءاتنا المتعلقة بالهجوم والدفاع والقيام بالعمليات في المناطق المأهولة بالسكان. نحن دائما نقوم بتعديل إجراءاتنا بناء على ما يصلح وما لا يصلح”.
شارك القادة العراقيون خبراتهم الميدانية في الجهود التكتيكية والنفسية لطرد داعش من مدن مثل الموصل.
وتعهد اللواء رعد المحمداوي، مدير التدريب في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، بزيادة التعاون بين قوات العمليات الخاصة في العراق والأردن. يجب تبادل المعلومات الاستخباراتية والمعلومات المستقاة من ساحات القتال بسرعة لضمان استفادة الشركاء في التحالف من هذه المعلومات.
“نحن نحارب الإرهاب منذ عام 2003، وأنا على ثقة تامة تمكنني أن أقول إننا أصبحنا موسوعة فيما يتعلق بالحرب ضد الإرهاب”، بحسب ما قاله اللواء الركن رعد في المؤتمر
بذلت قيادة العمليات الخاصة المركزية الأمريكية لستة أشهرمن اجل إنجاح هذا المؤتمرو لضمان حضور المشاركين من البلدان الثلاثة.
![](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2019/06/RTS1YCAN.jpg)
رويترز
وفي كلمته الأفتتاحية، قال العميدالركن محمد الثلجي، مدير التدريب في القوات المسلحة الأردنية، “إن هذا المؤتمر ثمرة الشراكة بين القوات المسلحة الأردنية والقوات الأمريكية والعراقية” واضاف “كانت المنطقة تجلس على بركان من البارود بسبب الإرهاب، وبدون دعم قوات التحالف، كان الوضع سيصبح أسوأ”.
وضم الوفد العراقي إلى الأردن السيد صباح نوري النعمان، مدير الإعلام والعمليات النفسية في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي.
وشارك خبراته فيما يتعلق بتطوير حملات وسائل التواصل الاجتماعي والحملات النفسية لفضح أكاذيب الإرهابيين وتسهيل استعادة المدن التي تحتلها داعش. ووصف جمهوره المستهدف بأنه ذو ثلاثة فئات: المقاتلون العراقيون والمواطنون العراقيون والمراقبون الإقليميون.
وقال، “رسالتنا لجنودنا هي أنكم أبطال العراق، وأن الوطن يعهد إليكم بحمايته”. “رسالتنا إلى المواطنين العراقيين هي أن نطمأنهم أن قواتنا الأمنية ستهزم الإرهاب وستحافظ على وحدة العراق. وبالنسبة للمنطقة، فإننا نظهر وحدتنا ورفضنا للطائفية”.
شكل كسب قلوب وعقول مواطني المدن المحتلة تحدياً كبيرا للإرهابيين بسبب الأفكار والتصرفات الغريبة على المجتع العراقي مما سمح لفريق العمليات النفسية التابع للقوات العراقية للتواصل مع السكان بنجاح كما ساعدت أجهزة الراديو ومكبرات الصوت التي قدمها الشركاء في قوات التحالف. وتناولت هذه االبيانات الحفاظ على سلامة العوائل وتوفير طرق امنة للنزوح.
كما سلطت وسائل الإعلام العراقية الضوء على القصص الملهمة التي قوضت محاولات تنظيم داعش لتخويف السكان.
وذكر النعمان “قمنا بتوثيق ونشر قصص نجاح للبعثات الإنسانية وعمليات الإنقاذ. وسلطنا الضوء على المواقف البطولية للمواطنين العراقيين الذين قاوموا داعش ودافعوا عن قراهم”.
“وقد ألهمت قصص النجاح هذه العراقيين في المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش. نحن نشجع المواطنين المحليين على أن يكونوا جزءاً من الجهد الأمني للحفاظ على سلامة أحيائهم ولحرمان الإرهابيين من وكر آمن يمكنهم العودة للظهور مرة اخرى”.
وأعرب المقدم عاطف العمرو، قائد الوحدة الخاصة الثانية في مجموعة الملك عبد الله الثاني للعمليات الخاصة الأردنية، عن امتنانه للتجربة الحقيقية التي اكتسبها من ضيوفهم القادة العراقيين. وشمل ذلك معلومات مفيدة عن الحرب الهجينة التي استخدم فيها الإرهابيون وسائل التواصل الاجتماعي، والطائرات المسيرة، العبوات الناسفة والأنتحاريين لمحاولة إحباط تقدم القوات العراقية المحررة.
وقال المقدم عاطف “إننا في الأردن نتعامل مع تهديدات إرهابية متفرقة، ولكن العراق شن عمليات واسعة النطاق ضد جماعات إرهابية كبيرة تمترست داخل المناطق الحضرية وتملك أسلحة متطورة ومهارات قتالية”.
![](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2019/06/RTX5EVE0.jpg)
التعليقات مغلقة.