تحت المجهر قيادة القوات البحرية الأردنية بواسطة Unipath آخر تحديث فبراير 13, 2019 شارك Facebook Twitter منح الصلاحيات الفعلية لضباط الصف يُحسّن الأداء في العمليات غير التقليدية أسرة يونيباث المقدم هشام خليل مبارك الجراح آمر الكتيبة البحرية الملكية الأردنية السابعة والسبعين التي استضافت مؤخرًا الندوة البحرية الإقليمية في العقبة مع نظرائها في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، والتي تناولت في الكثير من نقاشاتها تعزيز هذه القوة الصغيرة والمرنة في عمليات مكافحة الإرهاب، التقت مجلة يونيباث مع المقدم هشام حيث حدثنا عن المحافظة على أداء كتيبته عبر منح مزيد من المرونة في القيادة لضباط الصف وصغار الضباط. يونيباث: كيف بدأت فكرة إعطاء صلاحيات أكبر لضباط الصف في وحدتك؟ المقدم هشام: لقد شهد العالم الهجمات الإرهابية التي بدأت تطور من تكتيكاتها وتتحصن داخل المدن. لذلك بدأت الجيوش بتبني تكتيكات الحرب الغير تقليدية، والإعتماد على المجاميع الصغيرة خفيفة التسليح وسريعة المناورة والتغير في أرض المعركة. وبما أن المعارك الغير التقليدية تحتاج إلى سرعة المناورة وتغيير الخطط المفاجئ لذلك لا بد من إعداد ضباط الصف وأمراء الفصائل لقيادة المعارك على مستوى الحضيرة والفصيل ضمن قاطع مسؤوليتهم ومنحهم الصلاحيات لتغيير الخطط طبقا لمتغيرات المعركة. لقد بدأت الفكرة عندما وصلت لقناعة تامة بأن حلقة العمل تتطلب تدخل وتواجد ضباط صف يقومون بواجبات العمل اليومية، وهم على مقربة من أقرانهم بالرتبة والتأهيل إضافة إلى الأفراد أصحاب الرتب الدنيا؛ وبالتالي بدأ الاهتمام بمجموعة منهم ليتم تأهيلهم أولاً بدورات ترفع مستواهم التخصصي، ومن ثم إدخالهم بالعمل حتى يعتادوا على تحمل المسؤولية مع زرع الثقة بالنفس لديهم ومنحهم بعض الصلاحيات وتهيئتهم لإتخاذ القرار ضمن موقعهم القيادي. ونسعى جاهدين لإيصال ضابط الصف إلى مستوى يؤهله و يمكنه من قيادة القسم والجماعة في الميدان والمعركة بثقة وكفاءة و اقتدار. يونيباث: بصفتك قائد لقوة مشاة البحرية الملكية، ما أهمية تدريب الضباط الشباب؟ المقدم هشام: لضمان أداء الوحدة الصغيرة لدورها، يتوجب علينا إشراك جميع الرتب في العمل، وهذا واقع لأي وحدة عسكرية صغيرة الحجم، والضباط الشباب وضباط الصف هم العمود الفقري وهم الاساس في تنفيذه جميع الواجبات التعبوية والإدارية للوحدة، و بالتالي يجب أن يكون لهم الدور الأساس كذلك في إدارتها و تجهيزها. من خلال عملنا مع شركائنا في قوات المارينز الأمريكية، تعلمنا بأن التركيز على التدريب يصقل الأداء المتناغم للمجموعة الصغيرة ويرفع من قدراتها القتالية، إضافة إلى ترسيخ عمل الفريق الواحد بين أفراد الوحدة مما يجعل المجموعة متماسكة وفعالة في أحلك الظروف. يونيباث: هل لك أن تتحدث عن أنواع التدريب الذي يخضع له الضباط الصغار وضباط الصف؟ المقدم هشام: ينقسم التدريب لدينا إلى ثلاثة أقسام منفصلة: أولاً، التدريب الأساسي حيث يتلقى فيه الفرد جميع أنواع التدريبات اللازمة لتحويله من الصبغة المدنية إلى الحياة العسكرية لكي يستطيع العمل ضمن صفوف القوات المسلحة، ثم يأتي بعد ذلك التدريب التخصصي للصنف و المرتبط بتأهيله ليصبح جندي في المارينز الأردني. ويزداد حجم هذا التدريب عندما يتطلب ذلك الترقية للرتبة الأعلى. بعد ذلك يأتي التدريب الفني حتى يصبح ضابط صف المارينز مختصاً في مجال معين كمسؤول قسم، أو مسؤول رماية، أو مسؤول متفجرات، أو مسعف، أو عدد رشاش، أو وكيل سرية، أو وكيل قوة للكتيبة. يونيباث: هل شاركت في تدريبات مشتركة مع القوات الأمريكية؟ قوات مشاة البحرية الملكية الأردنية السابعة والسبعون خلال تدريب مع قوات المارينز الأمريكية خلال مناورات الأسد المتأهب في أيار/مايو 2017. رئيس الرقباء فيتالي روزافسكي/ قوات المارينز الأمريكية المقدم هشام: نعم؛ كانت ولا تزال حتى هذه اللحظة تدريبات و تمارين مشتركة لكتيبة المشاة البحرية/77 مع قوات المارينز الامريكية بدأت منذ عام 2008، و التي لها دورٌ كبيرٌ في تطوير التدريب لدينا، و رفع الكفاءه لدى أفراد الكتيبة و ضباطها، واكتساب الخبرة و المهارات، فالكل يعلم بأن المارينز الامريكي موجود منذ أكثر من مئتي عام مما يعني الخبرة الميدانية الطويلة. إن ثمار الشراكة قد نتجت عن تطور كبير في إداء الكتيبة واكتسابها خبرة العمل المشترك، مما جعل الكتيبة قادرة على تنفيذ االواجبات المناطة بها. كما أن التدريب المشترك مع قوة متقدمة مثل المارينز يرفع من معنويات الجنود ،ويجعلهم مؤهلين لتنفيذ الواجبات المشتركة التي أصبحت حقيقة لا بد منها لمواجهة التهديدات الإرهابية. وخير مثال على العمل مع الشركاء هو ما قام به نظراؤنا في العراق الشقيق، حيث خاضوا معارك شرسة ضد عصابات داعش، وكان العمل متناغماً بين قوات التحالف والقوات المسلحة العراقية. ولهذا نحن نحرص على التدريبات المشتركة لأنها تعلم الجنود التكيف على بيئة العمليات المشتركة. يونيباث: في أي مجال تعتقد بأن التركيز على تدريب الضباط الصغار سيطور مهارات القوة؟ المقدم هشام: بطبيعة الحال الضابط الصغير يتقبل التدريب والمعرفة بشكل كبير وفي جميع المجالات، والضابط المميز هو الذي يسعى باستمرار لتطوير ذاته والبحث عن المعلومة؛ ولكن يجب أن يكون التركيز في تدريبه على المواضيع التي تساعد على إثراء معرفته وقدراته الميدانية، و تساعده على القيام بواجباته و تمكينه من اتخاذ القرارات الميدانية الصائبة ضمن مستوى رتبته وواجباته و القدرة على إدارة مجموعته في الميدان. يونيباث: هل برنامج إعداد الضباط الصغار لقيادة المجاميع الصغيرة موجود في كل القوات المسلحة الأردنية؟ المقدم هشام: نعم هو موجود في كافة وحدات القوات المسلحة مع مراعاة اختلاف التنظيم والصنف للوحدات. لكن ما يميزنا عن بقية الوحدات هو تدريباتنا المشتركة مع قوات المارينز الأمريكية المستمرة، مما يزيد من خبرة جنود الكتيبة على تكتيكات المارينز. يونيباث: يتمتع ضباط الصف في قوة مشاة البحرية الملكية بخبرة القيادة وإدارة شؤون الوحدة، فهل تعتقد بأن بناء قوة متماسكة يحتاج لتدريب وإعداد ضباط صف مهنيين؟ المقدم هشام: بلا شك الجندي المؤهل يخدم الوحدة أكثر من الجندي قليل المعرفة والتأهيل. فالإعداد والتدريب هو شي أساسي في تجهيز وحدة وقوة متماسكة قادرة على تنفيذ واجباتها و مهامها على أكمل وجه. ولا نجاح لأي وحدة إذا لم يكن هناك ضباط صف مميزين و مؤهلين يحظون بثقة مرؤوسيهم، و قادرين على قيادة أقسامهم و جماعاتهم، فهم الأقرب للجنود وهم حلقة الوصل بينهم وبين الضباط. علاوة على ذلك، إن وجود ضابط الصف في التدريب وساحة القتال بجانب الجنود يجعل ضباط الصف قريبين من الجنود، ويعرفون مهاراتهم ومشاكلهم، الأمر الذي يسهل عملية قيادة المجموعة ويقرب الجنود من الضباط. يونيباث: ماهو دور الشراكة الدولية بدعمكم في هذا البرنامج؟ المقدم هشام: للشراكة الدولية دور أساسي في اكتساب الخبرات و المعرفة والاستفادة من قدرات القوات الدولية لتطوير القدرة والتدريب والاحترافية في العمل. قوات المارينز الامريكية لم تبخل بما لديها من خبرات طويلة وإمكانيات بجميع المجالات التعبوية و مكافحه الإرهاب وكذلك المجالات الإنسانية. فبالإضافة للتدريب الميداني التخصصي والدعم اللوجستي تم اكتساب خبرات عملية مهنية و إدارية طورت من مستوى العمل لدينا وهي تجربة ناجحة مع المارينز الامريكي بكل المعايير. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.