تحت المجهر قوة لدعم الاستقرار بواسطة Unipath آخر تحديث أكتوبر 21, 2020 شارك Facebook Twitter السلطان الراحل قابوس كان قائداً شجاعاً استطاع النهوض بسلطنة عُمان عن عالمنا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد في كانون الثاني/ يناير 2020، وخلف ورائه إرثاً عريقاً من العمل الدؤوب والأمن والاستقرار عاد بالخير على سلطنة عُمان والمنطقة بأسرها. واعتلى عرش السلطنة من بعده السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، مما يعد بمواصلة مسيرة التقدم؛ فهو ابن عم السلطان الراحل قابوس، ويوصف بأنه دبلوماسي مخضرم، وكان يشغل منصب وزير التراث والثقافة. أرسلت البلدان العربية والأجنبية برقيات التعازي في وفاة السلطان قابوس، وأشادت بحكمته في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية ودوره في النهوض ببلاده خلال 50 عاماً منذ أن تقلّد زمام الحكم. ونكّست الأمانة العامة للجامعة العربية علمها لمدة ثلاثة أيام لوفاة السلطان قابوس، ونعاه أمينها العام السيد أحمد أبو الغيط في بيان رسمي. وقال أبو الغيط: “إن الأمة العربية فقدت حاكماً من طرازٍ نادر، دأب خلال فترة حكمه على تبني خطٍ مستقل لبلاده جنبها الكثير من الأزمات والصراعات التي اجتاحت المنطقة.” كما نعى جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، وسمو الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، السلطان قابوس بوصفه “قائد سلطنة عُمان وباني نهضتها الحديثة.” لم يكن اعتلاء السلطان قابوس عرش البلاد بالأمر الهيّن، إذ كان الطريق وعر ومحفوف بالمخاطر؛ لأنه تقلّد الحكم في وقت كانت تعاني فيه سلطنة عُمان من صراعات داخلية خطيرة، وتطلب استقرار عُمان ورخاؤها قيادة حكيمة بسبب موقعها في منطقة تعاني من عدم الاستقرار. فقد شهدت سلطنة عُمان في الفترة من عام 1963 إلى 1975 واحداً من أطول الصراعات المسلحة في المنطقة فيما يُعرف باسم ثورة ظفار، إذ خاضت قوات السلطان بالتعاون مع بريطانيا العظمى حرباً ضد حركة ماركسية مسلحة يدعمها ما كان يُعرف آنذاك باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. جرت أحداث الثورة في إقليم ظفار الواقع جنوبي البلاد، وقرر الماركسيون المتشددون فيما كان يُعرف بمؤتمر حمرير توسيع الثورة لتشمل سائر بلدان الخليج العربي؛ ومن ثمّ غيّرت الجماعة اسمها من “الجبهة الشعبية لتحرير ظفار” إلى “الجبهة العربية لتحرير الخليج العربي المحتل.” وتقلّد السلطان قابوس حكم البلاد عام 1970 خلفاً لأبيه السلطان سعيد، وشرع في حركة إصلاح موسّعة أعطى فيها الأولوية لبناء المدارس والمستشفيات والطرق. وتحسّنت الأوضاع لصالح قوات السلطان قابوس وانتهت ثورة ظفار عام 1975؛ وذلك بفضل حكمته وعقله، وبفضل الدعم الإقليمي والدولي الذي تمكن من حشده لجانبه. وقد تحلّى السلطان قابوس منذ انتهاء الثورة حتى وافته المنية بالحيادية، وتبنى سياسة خارجية تتصف بعدم الانحياز، وتقوم على مبادئ المعاملة بالمثل والاحترام المتبادل مع دول الجوار وسائر بلدان العالم. وقام السلطان قابوس في أحايين عدة بدور الوسيط بين البلدان المتنازعة، وسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة لتعزيز المصالحة بين أطراف النزاع. وعُرفت سلطنة عُمان في عهد حاكمها المخلص بالحكم الرشيد والسياسة الخارجية المؤثرة، مما أرسى دعائم الاستقرار والرخاء اللذين رفعا مكانتها في الشرق الأوسط والعالم أجمع، حيث احتلت شرطة عُمان مؤخراً مرتبة مرموقة عالمياً للخدمات التي تقدمها. وتجدر الإشارة إلى الانجازات الاقتصادية لسلطنة عُمان في عهد السلطان قابوس؛ فقد كرّمتها الأمم المتحدة عام 2010 بوصفها البلد الذي حقق أعلى معدلات التنمية خلال الـ 40 عاماً المنصرمة، حتى أنها تفوقت على الصين نفسها في ذلك. أمّا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، فقد عُرف بنظرته العالمية خلال سنوات اشتغاله في السلك الدبلوماسي العُماني، وتخرّج من برنامج جامعة أكسفورد للخدمات الخارجية عام 1979. وهكذا، ينظر إليه العالم باعتباره القائد الذي سيواصل مسيرة العطاء والسلام. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.