تحت المجهر شراكة ضد الإرهاب بواسطة Unipath في فبراير 11, 2019 شارك Facebook Twitter قوات الدرك الأردنية تلعب دوراً محورياً في عمليات مكافحة الإرهاب في الأردن أسرة يونيباث | صور المقالة بعدسة مديرية التوجيه المعنوي لقوات الدرك لاشك أن التحديات الأمنية المتمثلة في أنشطة الخلايا الإرهابية وتخطيطها لتقويض الأمن والسلم الأهلي هو ما يشغل الأجهزة الأمنية، فبعد تداعيات سقوط الموصل بيد عصابات داعش الإرهابية، بدأت القوات الأمنية بتغيير تكتيكات مكافحة الإرهاب الكلاسيكية إلى التدريب على خوض قتال في المناطق المبنية والاستعداد لعمليات أمنية غير تقليدية ضد مجاميع تتخذ من المدنيين دروعاً بشرية، وتفخخ العجلات، وتحتجز الرهائن داخل بيوت آهلة بالسكان. ومن هنا، كانت المملكة الأردنية الهاشمية من الدول السباقة في هذا المضمار حيث تم افتتاح البرنامج التدريبي الدولي المشترك لمكافحة الإرهاب بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية، والذي جاء إنشاؤه بالتعاون ما بين قوات الدرك الأردنية والمكتب الأمريكي لمكافحة الإرهاب، وتم اختيار مركز “الدرك” الأردني الإقليمي المتميز ليحتضن هذا البرنامج للتدريب على حفظ النظام، ويعد هذا المركز مدينة تدريبية متكاملة، وتم تخصيص أحد أجنحته لهذا البرنامج وتم تجهيزه بأحدث التقنيات والتكتيكات الحديثة في مجال التدريب على عمليات مكافحة الإرهاب. التقت مجلة يونيباث المدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة، للحديث عن أهمية هذا البرنامج. يونيباث: ما هي الغاية من البرنامج المشترك للتدريب على مكافحة الإرهاب؟ قوات الدرك الأردنية تقوم تتدرب على التجمع قبل الانطلاق لتنفيذ الواجب اللواء الحواتمة: لقد بذل الأردن طول السنوات الماضية، جهوداً شجاعة في مكافحة الإرهاب الرافض لكل معاني الرحمة والتسامح، والذي استهدف التلاعب بالمعتقدات والأفكار، وقمنا باتخاذ أشد الإجراءات لمحاربة عصابات الخوارج، وتجفيف منابع الإرهاب، وهي حربنا التي نخوضها للدفاع عن مستقبلنا، وعن قيمنا، ويخوضها معنا جميع أصدقائنا دفاعاً عن الإنسانية. وقد قدم الأردن التضحيات في سبيل الحفاظ على قيمه الراسخة في هذا المجال، وقدمت أذرعه العسكرية والأمنية والاستخبارية جهوداً جبارة، وأداء احترافياً فاعلاً، بالتعاون والتنسيق مع شركائنا. والشراكة بين المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية في هذا المجال شراكة قديمة، وتعززت من خلال الجهود السياسية لجلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبدالله الثاني، الذي دعا على الدوام إلى توحيد الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب في نهج شمولي دولي، يضمن توحيد وتنسيق الجهود الأمنية والعسكرية بين الدول الأصدقاء والشركاء في هذا المجال، حيث لا توجد دولة محصنة من خطر الإرهاب وشروره، أو قادرة على مواجهته بمعزل عن محيطها الإقليمي والدولي. لذا كان من الطبيعي أن تتوسع الشراكة الأردنية الأمريكية في هذا المجال لتشمل الجانب التدريبي، فجاء إطلاق هذا البرنامج المشترك الذي تم التخطيط له بعناية فائقة، بين قوات الدرك الأردنية ومكتب مكافحة الإرهاب التابع للحكومة الأمريكية وأخذ شهوراً وسنوات من العمل ليكون قادراً على تلبية طموحاتنا المشتركة، وتم اختيار موقع التدريب الحالي الذي يلبي جميع المتطلبات التدريبية من حيث الميادين الواسعة والمباني الحديثة، وتم إعداد الدراسات المستفيضة من قبل الجانبين على مدار عامين لضمان تحقيق النتائج المرجوة، كما قامت الحكومة الأمريكية ومن خلال مكتب مكافحة الإرهاب بتوفير المعدات الحديثة، وبناء ميدان رماية مغلق حديث ويحتوي على غرف تدريب تحاكي الواقع في واجبات مكافحة الإرهاب، وتم تهيئة القاعات التدريسية بشكل أفضل، وتم تجهيز المنامات الخاصة بسكن المتدربين، بأفضل سبل الراحة، بحيث يجد المتدرب كل ما يلزمه في بيئة محفزة للحصول على المعرفة واكتساب المهارة. يونيباث: ماهي سعة المركز التدريبية؟ اللواء الحواتمة: سعة المركز والبرنامج التدريبي تصل إلى (120) في وقت واحد، ونتحدث هنا عن توافر معايير عالية من حيث الوسائل التدريبية، والمرافق الإدارية لخدمة المتدربين، وسوف يضاعف هذا الرقم القدرة التدريبية للأجهزة الأمنية الأردنية في مجال مكافحة الإرهاب. يونيباث: كيف تم التنسيق على افتتاح هذا الصرح الاستراتيجي المهم وأن يتم احتضانه من قبل قوات الدرك؟ قوات الدرك الأردنية تصل إلى موقع التدريب اللواء الحواتمة: كما أشرت سابقاً فإن الثقة المتبادلة التي تربط الأردن بالولايات المتحدة الأمريكية والتاريخ الطويل من التعاون في هذا المجال شكلا الأساس لإطلاق المشروع. أما بالنسبة لقوات الدرك فهي قوة أمنية ذات صبغة عسكرية، وتنظيم عسكري، وتم بناؤها بطريقة احترافية، وعلى أسس مهنية تراعي الاختصاص، حيث تم إعادة تشكيل قوات الدرك في العام 2008 بتوجيهات من جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، وخطت خطوات واسعة لبناء قدراتها الأمنية المتقدمة، وقدمت أدواراً مؤثرة في تعزيز إنفاذ القانون والتصدي للجريمة، ومكافحة الإرهاب، ولعبت دوراً ريادياً بارزاً في إحلال السلام الدولي من خلال مشاركتها الفاعلة في قوات حفظ السلام الدولية، فقوات الدرك الأردنية من أكبر المساهمين في قوات حفظ السلام الدولية ذات الطابع الأمني، حيث شاركت وتشارك قوات الدرك في وحدات الشرطة الدولية في عدة مناطق نزاع تحت مظلة الأمم المتحدة، وقد استفاد جنودنا من ذلك بالاطلاع على أفضل الممارسات الدولية، وتعزيز مهاراتهم في العمل مع الآخرين والتفاهم الأمني في مجال العمليات المشتركة، وفي ظروف مختلفة. وعليه، فإن قوات الدرك الأردنية اليوم تتمتع بسمعة محلية ودولية مرموقة بفضل أدائها الاحترافي في الواجبات الأمنية في الأردن أو في مهام حفظ السلام الدولية، وعندما حتمت الضرورة القائمة إطلاق برنامج بمواصفات عالية الجودة للتدريب على عمليات مكافحة الأرهاب، كانت قوات الدرك هي الخيار الملائم، كما هو الحال بالنسبة للمكتب الأمريكي لمكافحة الإرهاب الذي يعد صاحب تاريخ طويل في العمل الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، ولديه الطواقم المتميزة على مختلف المستويات، والقادرة على إغناء هذه الشراكة. يونيباث: لماذا تم إعادة بناء قوات الدرك بعد عام 2008؟ اللواء الحواتمة: يعود ظهور قوات الدرك في الأردن إلى عهد تأسيس المملكة في العام 1921 وظلت تقوم بواجباتها منذ ذلك العام وحتى العام 1956 عندما تم تأسيس الأمن العام الأردني وعهد إليه بواجبات حفظ الأمن في الأردن، واختفى اسم الدرك تدريجياً عن خارطة العمل الأمني في البلاد، حتى جاء العام 2008 حين أصدر جلالة القائد الاعلى الملك عبدالله الثاني توجيهاته بإعادة تشكيل قوات الدرك بشكلها العصري والحديث. وكان لجلالته آنذاك نظرة استشرافية للمستقبل خاصة في ظل تطور المجتمع الأردني، وازدياد الحاجات الأمنية، وخلال ما أصاب المنطقة لاحقاً من متغيرات أمنية في الأعوام اللاحقة اكتسبت هذه القوة سمعة طيبة من خلال قدرتها على التعامل مع الأحداث الأمنية بقدر كبير من الالتزام والانضباط والمهنية، وفي إطار من احترام حقوق الإنسان، وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط متغيرات ومستجدات أمنية وسياسية كبيرة، لكن وبحمد لله، وبحكمة جلالة الملك وبوعي أبناء الوطن بقى الأردن في مأمن من تلك المتغيرات، وشكلت قوات الدرك ذراعاً أمنياً فاعلاً من خلال عملها المتزن والمحترف في التعامل مع المواطنين، إضافة إلى الواجب الذي أسند إليها في توفير الغطاء الأمني للممتلكات والمقدرات، والمرافق الوطنية الحساسة، وبإمكاننا القول أن قوات الدرك، راعت بشكل تام مبادئ وقيم المملكة الأردنية الهاشمية التي اهتمت برعاية الإنسان واحترامه. وقد استطاع جلالة القائد الأعلى أن يقود البلاد بحكمة كبيرة في مرحلة حساسة، وأظهر الأردن للعالم بأن القيم الإنسانية تكون أحيانا أقوى من الآلة العسكرية التقليدية، غير أن وجود القوة الأمنية القادرة على إنفاذ سيادة القانون يظل ضرورياً لسير الحياة وإحقاق الحقوق. وبناء على ذلك، فإن الأمن والاستقرار في الأردن رغم ما يحيط به من منطقة ملتهبة، ارتكز على عدة أسس من أهمها القيادة الحكيمة والواثقة، والأجهزة الأمنية القوية والمنضبطة، والمواطنة الأردنية العميقة. قوات الدرك الأردنية تتدرب في مركز مكافحة الإرهاب الجديد جنوب عمان يونيباث: ماهي أهداف البرنامج الدولي المشترك لمكافحة الإرهاب؟ اللواء الحواتمة: مضاعفة قدراتنا على تدريب منتسبينا ومنتسبي الأجهزة الأمنية في الأردن، وفي الدول الصديقة، على أحدث أساليب وتكتيكات مكافحة الإرهاب، وهو امتداد لتصميمنا على محاصرة هذا الشر والقضاء عليه، من خلال العمل والتنسيق مع أصدقائنا، وأبوابنا مفتوحة لاستقبال منتسبي الأجهزة الأمنية من جميع الدول الصديقة والشقيقة، ونتوقع قدوم رجال أمن من هذه الدول لاكتساب الخبرات والمهارات لدينا، خاصة وأن البيئة التدريبية الملائمة، والأجواء الآمنة والمستقرة في المملكة، في ظل التجهيزات العالية المعايير، تشكل عوامل جاذبة للاستفادة من الدورات التدريبية في المركز. يونيباث: ماهو رأيك في الشراكة مع الجانب الأمريكي؟ اللواء الحواتمة: الشراكة بين الأردن والولايات المتحدة والتفاهم حول برامج مكافحة الإرهاب شراكة استراتيجية راسخة جداً، وهذه الشراكة جسدت مصالحنا وقيمنا وأهدافنا المشتركة في مواجهة خطر التطرف والعنف والإرهاب، وهذا المركز أحد ثمار هذه الشراكة طويلة الأمد، وقد نلمس مشاريع مستقبلية أخرى، فوجود مراكز تدريب تخصصية وعلى سوية عالية مشتركة بين الجانبين، دليل على عمق الشراكة بين المؤسسات التي تعنى بمكافحة التطرف والإرهاب في الدولتين مثل قوات الدرك والمكتب الأمريكي لمكافحة الإرهاب. يونيباث: هل تشترك قوات الدرك في تدريب الأسد المتأهب؟ اللواء الحواتمة: لدينا مشاركة في تدريب الأسد المتأهب من خلال وحدات الرد السريع، التي شاركت في سيناريو التمرين الأمني الذي يحاكي التعامل مع الضربات الكيمياوية، حيث تقوم قوة من وحدات الرد السريع التابعة لقوات الدرك بدور كبير في هذا التمرين، من خلال تطويق مكان الحادث، والتنسيق مع القوات والأجهزة الأخرى من أجل إنقاذ المصابين وعدم السماح للمدنيين بدخول المنطقة المحظورة، وتعد وحدات الرد السريع في قوات الدرك قوة أمنية ذات تدريبات تخصصية، ومجهزة بآليات ومعدات حديثة، وقادرة على التعامل مع مختلف الأحداث الأمنية، وتتميز بانتشارها الجغرافي المدروس، وقدرتها على الاستجابة الأمنية السريعة، وتشكل عمليات العزل والتطويق، أثناء العمليات الأمنية الحساسة والخطيرة، أحد أهم واجباتها. يونيباث: كيف يتم تقسيم الأدوار بينكم وبين القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب؟ اللواء الحواتمة: لدينا في الأردن منظومة أمنية متكاملة، تقوم على التنسيق والتناغم بين جمع المؤسسات العسكرية والأمنية، وقوات الدرك تأتي كحلقة الوصل مابين القوات المسلحة ومديرية الأمن العام، وفي الأحداث الأمنية الاعتيادية، تعتبر مديرية الأمن العام المستجيب الأول، أي أن أي بلاغ على رقم الطوارئ 911 أو أي حدث يصل إلى الأجهزة الأمنية ستستجيب له مديرية الأمن العام، وفي حالة توافر المعلومات الاستخبارية حول وجود حدث أمني خطير مثل أعمال شغب، أو احتجاز رهائن يتم إسناد الواجب الأمني إلى قوات الدرك، لأننا متخصصون في التعامل مع التظاهرات والحشود الجماهيرية، والأشخاص الخطيرين، وأيضاً إذا تعامل الأمن العام مع حدث أمني وكان في طريقه للخروج عن السيطرة، يتم التواصل مع قوات الدرك التي تساند الجهود الأمنية وتتعامل مع الحدث مباشرة، وغالبا هناك معلومات أستخباراتية وافية ومتوفرة لدى الأجهزة الأمنية قد تجعلنا نتحرك قبل وقوع الحادث. أما بالنسبة للانفتاح الجغرافي فقوات الدرك لها وحدات منتشرة في جميع محافظات المملكة قادرة على الاستجابة لأي طارئ في ظرف زمني قصير، وفي مجال مكافحة الإرهاب، تمتلك قوات الدرك وحدة متخصصة في التعامل مع العمليات الإرهابية، ويخضع منتسبوها لتدريبات مكثفة، وتعتبر من أكفأ الوحدات النوعية في محال مكافحة الإرهاب في العالم، وهي التي تتعامل مع القضايا المتعلقة بالإرهاب، باستثناء حوادث اختطاف الطائرات وأمن المطارات فهناك وحدات خاصة في القوات المسلحة الأردنية هي المتخصصة في هذا المجال، وباستثناء ذلك قوات الدرك هي المستجيب الأول لأي عمل إرهابي داخل المملكة – لا قدر الله. وتبقى مسؤولية الدفاع عن الحدود الوطنية من اختصاص القوات المسلحة الأردنية، وهم المكلفون بحماية هذه الحدود، ويمتلكون قدرات دفاعية كبيرة ومتطورة، وهناك تواصل وعلاقة تشاركية مستمرة ما بين القوات المسلحة الأجهزة الأمنية في الأردن ومنها قوات الدرك سواء في التدريب، أو العمليات الأمنية والخطط الاستراتيجية. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.