شراكة استخبار اتية تبلغ أعلى المستويات
العقيد فيصل القطان، نائب مدير استخبارات القوة البرية الكويتية؛ والمقدم لورا كروس، قسم استخبارات قوة الدفاع سبارتان؛ والمقدم كوينتين مكارت، نائب مدير فرقة الدعم الاستخباراتي، الجيش الثالث/الجيش الأمريكي بالمنطقة المركزية
حرصت الكويت والولايات المتحدة على توسيع سبل التعاون في مجال الاستخبارات العسكرية، وبات لديهما لقاءات أسبوعية تساهم في تأمين المنطقة بعدما كانت مجرد اجتماعات عارضة.
فقد أعلن الشريكان بحلول منتصف عام 2021 عن إتمام 63 لقاء استخباراتي ثنائي على مدار عام واحد، معظمها لقاءات افتراضية في ضوء إجراءات الحظر العام جرَّاء فيروس كورونا (كوفيد19-). وقد أقرت القوة البرية الكويتية والجيش الأمريكي بالمنطقة المركزية هذا الإنجاز من خلال الالتزام بمواصلة هذه الشراكة الاستخباراتية الناجحة.
وقال اللواء بالجيش الأمريكي باتريك هاملتون، قائد قوة الدفاع سبارتان، وهي عبارة عن قوة متنقلة تساهم في إسداء النصح للشركاء في الشرق الأوسط وتدريبهم: “العلاقات من الأهمية بمكان، ولا ينبغي لكورونا أن يقف في طريق الحفاظ على تلك العلاقات؛ فمعرفة الجهة التي يصح الاتصال بها عند حدوث مشكلة لهي ركيزة كل منصب وعلاقة.”
سببت الجائحة في مطلع عام 2020 إلغاء معظم الفعاليات الحضورية، كالتبادلات الثنائية؛ ولما كان الخصوم لا يأخذون قسطاً من الراحة أبداً، أدركت القوة البرية الكويتية ومديرية استخبارات الجيش الأمريكي بالمنطقة المركزية، الشهيرة بـ «جي 2»، أنَّ هذين الشريكين لا يسعهما تحمل التأخير لأجل غير مسمى.
وصرَّح العقيد فيصل القطان، نائب مدير الاستخبارات بالقوة البرية الكويتية، أنَّ رفع مستويات الوعي التكتيكي والعملياتي يمثل أولوية إذا أرادت الكويت والولايات المتحدة الحفاظ على السلام في المنطقة.
فيقول: “لا بدَّ أن نعمل جميعاً معاً لاستعادة السلام؛ فقد رأينا مؤخراً القدرات التي طورتها التنظيمات التي تعتبر معادية للسلام في المنطقة، وتعمل هذه التنظيمات دون كلل أو ملل لعرقلة كافة الجهود المبذولة للحفاظ على السلام.”
وبما أنَّ العلاقة بين رجال الاستخبارات بالقوة البرية الكويتية والجيش الأمريكي بالمنطقة المركزية ليست جديدة، فيتوجب الالتزام بهذه الشراكة والحفاظ عليها، ذلك لأنَّ رفع قدرة الشركاء والتوافق العملياتي هما مفتاح نجاح المنطقة.
وقد كانت هذه العلاقة تحدث بالدرجة الأولى في الماضي من خلال اللقاءات الحضورية للخبراء المتخصصين، والاستفادة من الوحدات المتقدمة كقسم استخبارات قوة الدفاع سبارتان. ثمَّ أُضيفت ندوات في وقت لاحق حتى يتسنى لكبار الضباط الأمريكيين والكويتيين لقاء نظرائهم وجهاً لوجه.
وقرر ضباط الاستخبارات من كلا البلدين مواصلة هذه الفعاليات عبر الإنترنت حين تفشَّت الجائحة في عام 2020، واستخدم الفريق تكنولوجيا من «شبكة شركاء التحالف» لمواصلة تعاونه المثمر، ومع أنَّ هذه المنصة سمحت للشريكين بالحفاظ على التواصل بينهما، فقد خلقت حالة من الاعتماد على شبكة باتت أحياناً تُحَمّل أكثر من طاقتها بسبب الاستخدام المشترك.
وبات لا مناص من عنصر اللقاءات الحضورية بسبب التهديدات الإقليمية؛ ومع أنَّ هذه الفعاليات استفادت من التكنولوجيا الافتراضية، فقد أكدت على اللقاءات المباشرة وجهاً لوجه. وقد تبنت مديرية الاستخبارات والقطاعات القتالية الأخرى بالجيش الأمريكي هذا النهج الهجين كمشروع تجريبي، فزادت من تزامن اللقاءات الاستخباراتية.
واقتضت الضرورة تعزيز هذه اللقاءات من خلال المنصة الافتراضية بسبب قلة عدد عناصر الجيش الأمريكي بالمنطقة المركزية المسموح لهم بالسفر لحضور الفعاليات المباشرة. ويتمثل الجانب المشرق في أنَّ هذه التكنولوجيا سمحت بزيادة المشاركة في هذه الفعاليات؛ إذ بات بوسع الأجهزة والمؤسسات التي ندرت مشاركتها في الماضي الحضور بسهولة أكبر، وأصبحت هذه الفعاليات الأسبوعية منابر ناجحة للتعرف على المخاوف الأمنية الإقليمية.
وتعتزم استخبارات القوة البرية الكويتية والجيش الأمريكي بالمنطقة المركزية وقوة الدفاع سبارتان توسيع علاقتها من خلال اللقاءات المستقبلية، كبرنامج يسمى «التطوير المهني للضباط المستجدين».
التعليقات مغلقة.