الإداراترسالة قائد مهم رسالة قائد مهم بواسطة Unipath في فبراير 25, 2019 شارك Facebook Twitter أتقدم بالامتنان الكبير لأصدقائنا في القيادة المركزية لدعوتهم الكريمة لي بتقديم هذا العدد من مجلة يونيباث والذي يتحدث عن بداية وسقوط داعش في العراق. لي الشرف ان أكون قائد القوات المشتركة لمحاربة داعش منذ 2014 وحتى نهاية 2016 أي اثناء شراسة المعارك وسيطرة عصابات داعش على الموصل والأنبار ومناطق حزام بغداد. أثناء تلك المرحلة الحرجة، كنا نعمل مع شركائنا في قوات التحالف على مدار الساعة لإعادة بناء الجيش على أسس مهنية ووضع الخطط لتحرير المدن ومقاتلة عصابات داعش في محيط العاصمة. واستطعنا في فترة قصيرة تطهير مناطق حزام بغداد وبدأنا عمليات تحرير صلاح الدين والرمادي والفلوجة من رجس الإرهاب، ووضعنا خطة محكمة لتحرير الموصل. لم نركز فقط على تدمير القدرات العسكرية لداعش بل الحفاظ على أرواح المواطنين وأحترام حقوق الأنسان. بعض الأحيان كنا نٌعرّض انفسنا للخطر من أجل سلامة المدنيين. وهذا ما جعل عملية التحرير بطيئة ومعقدة، والحمد لله تمكنا من تحرير الفلوجة والموصل بأقل الخسائر في الأرواح والبنى التحتية. لقد خرج العراق من هذه المعركة المصيرية منتصرا وقوياً، وهزم كل مخططات العدو في تمزيق الوحدة الوطنية من خلال إشعال فتيل الحرب الطائفية بين مكوناته الأثنية والعرقية. و تحطمت احلامهم المريضة على جدار الوحدة والتعايش السلمي الذي وجد على هذه الأرض منذ الأزل. فتحية إكبارا وإجلال لرجالنا الأبطال في القوات المسلحة العراقية ورجال العشائر العربية الأصيلة الذين قاتلوا قتالا شرسا لتحرير أرض العراق من رجس الإرهاب وضحوا بأنفسهم من أجل سلامة الأبرياء المحاصرين داخل المدن. وتحية حب واعتزاز لأبناء شعبنا الأبي الذي رفض كل اشكال الإرهاب وآمن بأن العراق سينتصر بأطيافه ومكوناته. لقد وقف العالم باحترام أمام تضحياتكم وبطولاتكم اللامتناهية، فبوركتم من رجال حملوا شرف المهنة وأدوا الأمانة. بعد هذا النصر العسكري الساحق على عصابات داعش في العراق، نحن امام تحدي كبير في عدم السماح لظهورهم مرة أخرى تحت مسميات جديدة. لقد ترك داعش ملايين من المواطنين الذين تعرضوا لغسيل دماغ ممنهج وعاشوا رعب مهرجانات قطع الرؤوس ودمار العجلات المفخخة وهول الإعدامات الجماعية. بين هؤلاء عدد كبير من الأطفال والمراهقين. لذلك لابد من الأهتمام بهذه الشريحة وتقديم المساعدة لها والتأكد من عدم وجود دوافع التطرف وعدم وجود خلايا نائمة بينهم. وفي نفس الوقت يجب علينا محاسبة من يحرض على العنف والتطرف سواء في الخطابات السياسية او المساجد والمؤسسات التربوية لأن هذا الخطاب له تأثير مباشر على الشارع. أن حل مشكلة الأرهاب معقدة وشائكة ولاتقتصر على الجانب العسكري فحسب. فجذور داعش تعود لبقايا عصابات القاعدة في العراق الذين كانوا مطاردين من قبل القوات الأمنية او كانوا في مراكز الأعتقال. هؤلاء وجدوا لهم ملاذا آمنا في سورية حيث بدأوا حملة كبيرة على صفحات التواصل الاجتماعي وفي خطب الجمعة لخداع الشباب بفكرة “الخلافة.” لقد حذرنا في أكثر من مناسبة من مخاطر النشاطات الإرهابية في المناطق التي تعاني من الصراعات. لذلك يجب علينا أن نعمل كفريق واحد مع جميع القوات الشقيقة والصديقة من أجل عدم السماح للمجاميع الإرهابية من إيجاد بيئة خصبة بعيدا عن عيون السلطة. نحن في جهاز مكافحة الإرهاب، بدأنا العمل الدؤوب في إعادة هيكلة الجهاز لنقوم بالمهام المناطة بنا، فمنذ عام 2014 ونحن نقاتل ونمسك الأرض ونحرر المدن كقوة عسكرية نظامية. لكن واجبات جهاز مكافحة الإرهاب تركز على تعقب وتفكيك الشبكات الإرهابية ومتابعة المروجين والممولين وقيادات الصف الأول. وهذه المهمة لا تقتصر على العمل المحلي بل نعمل مع أشقائنا في دول الجوار وشركائنا في دول التحالف بتبادل المعلومات الاستخبارية وملاحقة الشبكات الإرهابية. هذه الحرب الهجينة التي ليس لها مكان او زمان والمترامية الأطراف، تتطلب قوة غير تقليدية لتعقب خيوطها، فشبكة داعش لها خيوط عالمية، ولابد من التعاون الدولي لتفكيكها. أن مخاطر التنظيمات الإرهابية جعلت الجيوش تتبنى تكتيكات جديدة غير تقليدية لمواجهة هذه التهديدات. فالعصابات الإرهابية تعتمد على سرعة المناورة والتسليح الخفيف والمتوسط والاختباء بين السكان بهدف استنزاف القوة العسكرية. لذلك ركزنا على بناء قوة غير تقليدية وبتسليح خفيف وتقنيات حديثة يمكنها محاربة العصابات الإرهابية في كل الظروف وتمتلك مرونة وسرعة الحركة للوصول لأي هدف في غضون ساعة. ونعمل باستمرار على تطوير قدراتنا الفنية والتكتيكية والمشاركة بالتمارين الدولية مع الأصدقاء وتبادل الخبرات ذات المنفعة المشتركة. وفي الختام، أود أن أتقدم بالشكر والامتنان لأصدقائنا وشركائنا في التحالف الدولي الذين لعبوا دورا كبير في التدريب وتقديم الأسناد الجوي والدعم اللوجستي لقواتنا المسلحة أثناء معارك التحرير. فالدعم الجوي وتبادل المعلومات الاستخبارية كان له الأثر بالحفاظ على سلامة أرواح وممتلكات المواطنين وتحرير المدن بأقل الخسائر الممكنة. لقد عملوا معنا بكل إخلاص كفريق واحد سواء في غرف العمليات او في ساحات التدريب. وكانت ثمار هذه الشراكة شاخصة لدى الجميع. الفريق أول الركن طالب شغاتي الكناني رئيس جهاز مكافحة الأرهاب العراقي Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.