دورالجيش اللبناني
يقوم الجنود بالدفاع عن الحدود، وتوفير الأمن الداخلي، والانخراط في مهمات إنسانية
القوات المسلحة اللبنانية
يتمتع لبنان بوضعية دولية متميزة على الرغم من مساحته المحدودة وصغر عدد سكانه البالغ نحو 6 ملايين نسمة. قد يتساءل البعض عن القوة الكامنة وراء هذه الوضعية، وقد جاءت الإجابة من قبل البابا يوحنا بولس الثاني العظيم الذي قال: “إن لبنان أكثر من مجرد بلد. إنه رسالة”.
إن هذا البلد الصغير غني بقيم شعبه وحضارته الإنسانية. ويوجد على أراضيه 18 طائفة، من بينها المسلمون والمسيحيون وأقليات اخرى، تعيش جميعها في وئام وسلام مع بعضها البعض. ويمكن لهذا المثال التاريخي على التعايش أن يكون بمثابة نموذج لنجاح التنوع والوحدة.
إضافة إلى ذلك، فإن أهمية لبنان الجيوسياسية تتضح من موقعه على الحافة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، حيث يعمل كجسر بين الغرب والشرق الأوسط. هذا بالإضافة إلى تفوق لبنان على مر التاريخ في مجالات العلم والفكر والإبداع.
ومع ذلك، فإن هذه العوامل، التي تمثل مصدر ثروة للبنان، كانت ولا تزال خاضعة للتحديات الداخلية والخارجية.

والأمر الذي يكاد ينفرد فيه لبنان عن بقية دول العالم هو الصعوبات الإقليمية التي تواجه هذا البلد. فقد تطلب مواجهة هذه الصعوبات جهوداً استثنائية، خاصة بالنظر إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في الجنوب منذ عام 1948 وموجة الإرهاب في الشرق الأوسط التي أعقبت ما يسمى بالربيع العربي في أواخر عام 2010.
بناءً على ما سبق، اكتسب الجيش اللبناني دوراً وطنياً مميزاً تمثل بالدفاع عن لبنان، وحماية رسالة شعبه، والحفاظ على مكاسبه. وينقسم دور الجيش اللبناني إلى ثلاث فئات رئيسية: الدفاع، والأمن، والتنمية.
المهمة الدفاعية
الدفاع هو المهمة الرئيسية للجيش. يتم نشر العديد من الوحدات العسكرية على الحدود الجنوبية، وعلى الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا لمواجهة أي اعتداء على لبنان.
الحفاظ على الأمن الداخلي
غالباً ما يتم تكليف قوات الأمن الداخلي والشرطة المحلية بهذه المهام في معظم دول العالم. ولكن بسبب البيئة الفريدة للبنان وتداعيات الأحداث الداخلية التي وقعت بين عامي 1985 و1990 – بما في ذلك أنشطة المليشيات المسلحة – قرر مجلس الوزراء في عام 1991 بأن يتولى الجيش وقوات الأمن اللبنانية مهمة الحفاظ على الأمن الداخلي.
أدى هذا القرار إلى جمع أسلحة المليشيات وإلى نشر الجيش في معظم أراضي لبنان.
تشمل هذه المهمة إنشاء نقاط تفتيش، والقيام بدوريات، وتنفيذ عمليات مداهمة بحثاً عن المطلوبين، والتدخل الفوري في حالات الخروقات الأمنية، وتوفير الأمن للمظاهرات والتجمعات.
كما يوفر الجيش الأمن لإجراء الانتخابات البرلمانية والبلدية. ويحمي الأنشطة الوطنية والثقافية والفنية. ويكافح الجريمة المنظمة والتهريب عبر الحدود. ويقوم بحراسة مخيمات النازحين واللاجئين.
مكافحة الإرهاب
الجيش اللبناني تعامل مع تهديد الإرهاب العالمي قبل جيوش العالم الأخرى وقبل أن يصبح الإرهاب خطرًا عالميًا.
في أوائل عام 2000، خاضت الدولة معركة قاسية ضد مجموعة إرهابية تحصنت حول جرود الضنية في شمال لبنان. وكانوا مجهزين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وخططوا لإنشاء إمارة متطرفة في شمال لبنان. أنهى الجيش المعركة بنجاح وأسر العديد من الأفراد.
في عام 2007، خاض الجيش مرة أخرى معركة طويلة ضد منظمة فتح الإسلام، وهي المنظمة الإرهابية التي كانت تخطط للاستيلاء على الشمال لاستخدامه كقاعدة لنشر الإرهاب إلى أجزاء أخرى من لبنان. وقد انتهت هذه المعركة بالقضاء على عدد كبير من الإرهابيين.
مع انطلاق الربيع العربي في أوائل 2011 واشتعال الأحداث الأمنية في سوريا، ظهرت العديد من المجموعات المحلية. وكان أخطرها المجموعة التي يقودها الإرهابي أحمد الأسير في منطقة صيدا والتي هاجمت مواقع عسكرية في المنطقة في عام 2013. وقد قاتلها الجيش، ونجح في القضاء على التهديد بسرعة.
وقد استخدمت منظمات إرهابية خطيرة تشارك في الأحداث السورية، أبرزها داعش وجبهة النصرة، الحدود الشمالية والشرقية للبنان مع سوريا وبدأت في إرسال العجلات المفخخة، وتنفيذ هجمات صاروخية، وإطلاق صواريخ باتجاه الداخل اللبناني.
وشملت هذه الهجمات توغلاً في بلدة عرسال على الحدود الشرقية، وهجمات على القوات التي تم نشرها في المنطقة في عام 2014 وذلك بهدف الاستيلاء على المنطقة الممتدة من الجبال الشرقية إلى البحر في مدينة طرابلس الشمالية.

وكالة الأنباء الفرنسية/ جيتي إيمجيز
التعليقات مغلقة.