تحت المجهرغير مصنف دورالجيش اللبناني بواسطة Unipath آخر تحديث فبراير 19, 2019 شارك Facebook Twitter يقوم الجنود بالدفاع عن الحدود، وتوفير الأمن الداخلي، والانخراط في مهمات إنسانية القوات المسلحة اللبنانية يتمتع لبنان بوضعية دولية متميزة على الرغم من مساحته المحدودة وصغر عدد سكانه البالغ نحو 6 ملايين نسمة. قد يتساءل البعض عن القوة الكامنة وراء هذه الوضعية، وقد جاءت الإجابة من قبل البابا يوحنا بولس الثاني العظيم الذي قال: “إن لبنان أكثر من مجرد بلد. إنه رسالة”. إن هذا البلد الصغير غني بقيم شعبه وحضارته الإنسانية. ويوجد على أراضيه 18 طائفة، من بينها المسلمون والمسيحيون وأقليات اخرى، تعيش جميعها في وئام وسلام مع بعضها البعض. ويمكن لهذا المثال التاريخي على التعايش أن يكون بمثابة نموذج لنجاح التنوع والوحدة. إضافة إلى ذلك، فإن أهمية لبنان الجيوسياسية تتضح من موقعه على الحافة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، حيث يعمل كجسر بين الغرب والشرق الأوسط. هذا بالإضافة إلى تفوق لبنان على مر التاريخ في مجالات العلم والفكر والإبداع. ومع ذلك، فإن هذه العوامل، التي تمثل مصدر ثروة للبنان، كانت ولا تزال خاضعة للتحديات الداخلية والخارجية. جندي لبناني يحرس موقعاً للجيش في التلال المُطًلة على بلدة عرسال بالقرب من الحدود مع سوريا. رويترز والأمر الذي يكاد ينفرد فيه لبنان عن بقية دول العالم هو الصعوبات الإقليمية التي تواجه هذا البلد. فقد تطلب مواجهة هذه الصعوبات جهوداً استثنائية، خاصة بالنظر إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في الجنوب منذ عام 1948 وموجة الإرهاب في الشرق الأوسط التي أعقبت ما يسمى بالربيع العربي في أواخر عام 2010. بناءً على ما سبق، اكتسب الجيش اللبناني دوراً وطنياً مميزاً تمثل بالدفاع عن لبنان، وحماية رسالة شعبه، والحفاظ على مكاسبه. وينقسم دور الجيش اللبناني إلى ثلاث فئات رئيسية: الدفاع، والأمن، والتنمية. المهمة الدفاعية الدفاع هو المهمة الرئيسية للجيش. يتم نشر العديد من الوحدات العسكرية على الحدود الجنوبية، وعلى الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا لمواجهة أي اعتداء على لبنان. الحفاظ على الأمن الداخلي غالباً ما يتم تكليف قوات الأمن الداخلي والشرطة المحلية بهذه المهام في معظم دول العالم. ولكن بسبب البيئة الفريدة للبنان وتداعيات الأحداث الداخلية التي وقعت بين عامي 1985 و1990 – بما في ذلك أنشطة المليشيات المسلحة – قرر مجلس الوزراء في عام 1991 بأن يتولى الجيش وقوات الأمن اللبنانية مهمة الحفاظ على الأمن الداخلي. أدى هذا القرار إلى جمع أسلحة المليشيات وإلى نشر الجيش في معظم أراضي لبنان. تشمل هذه المهمة إنشاء نقاط تفتيش، والقيام بدوريات، وتنفيذ عمليات مداهمة بحثاً عن المطلوبين، والتدخل الفوري في حالات الخروقات الأمنية، وتوفير الأمن للمظاهرات والتجمعات. كما يوفر الجيش الأمن لإجراء الانتخابات البرلمانية والبلدية. ويحمي الأنشطة الوطنية والثقافية والفنية. ويكافح الجريمة المنظمة والتهريب عبر الحدود. ويقوم بحراسة مخيمات النازحين واللاجئين. مكافحة الإرهاب الجيش اللبناني تعامل مع تهديد الإرهاب العالمي قبل جيوش العالم الأخرى وقبل أن يصبح الإرهاب خطرًا عالميًا. في أوائل عام 2000، خاضت الدولة معركة قاسية ضد مجموعة إرهابية تحصنت حول جرود الضنية في شمال لبنان. وكانوا مجهزين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وخططوا لإنشاء إمارة متطرفة في شمال لبنان. أنهى الجيش المعركة بنجاح وأسر العديد من الأفراد. في عام 2007، خاض الجيش مرة أخرى معركة طويلة ضد منظمة فتح الإسلام، وهي المنظمة الإرهابية التي كانت تخطط للاستيلاء على الشمال لاستخدامه كقاعدة لنشر الإرهاب إلى أجزاء أخرى من لبنان. وقد انتهت هذه المعركة بالقضاء على عدد كبير من الإرهابيين. مع انطلاق الربيع العربي في أوائل 2011 واشتعال الأحداث الأمنية في سوريا، ظهرت العديد من المجموعات المحلية. وكان أخطرها المجموعة التي يقودها الإرهابي أحمد الأسير في منطقة صيدا والتي هاجمت مواقع عسكرية في المنطقة في عام 2013. وقد قاتلها الجيش، ونجح في القضاء على التهديد بسرعة. وقد استخدمت منظمات إرهابية خطيرة تشارك في الأحداث السورية، أبرزها داعش وجبهة النصرة، الحدود الشمالية والشرقية للبنان مع سوريا وبدأت في إرسال العجلات المفخخة، وتنفيذ هجمات صاروخية، وإطلاق صواريخ باتجاه الداخل اللبناني. وشملت هذه الهجمات توغلاً في بلدة عرسال على الحدود الشرقية، وهجمات على القوات التي تم نشرها في المنطقة في عام 2014 وذلك بهدف الاستيلاء على المنطقة الممتدة من الجبال الشرقية إلى البحر في مدينة طرابلس الشمالية. جنود لبنانيون يتمركزون في مواقع في الجبال بالقرب من مدينة رأس بعلبك الشرقية خلال عملية ضد الإرهابيين.وكالة الأنباء الفرنسية/ جيتي إيمجيز لكن الجيش كان متنبهاً لمثل هذه الخطوة. ونفذ هجوماً واسع النطاق مكنه من طرد الإرهابيين من عرسال وضواحيها. بعد ذلك، قام الجيش بشكل يومي تقريباً بتضييق قبضته على الإرهابيين وعزز مواقعه بالطائرات والمدفعية الثقيلة. ونفذ عمليات وقائية ذات جودة في مناطق انتشاره، مما أدى إلى تدمير وتطويق قوات العدو. بتاريخ 19 أغسطس 2017، أعلن قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون عن إطلاق عملية “فجر الضواحي” لتحرير الجبال الشرقية من داعش. وفي غضون أسبوع، هُزمت هذه المنظمة وطُردت بالكامل من الأراضي اللبنانية. وقد كان الجيش اللبناني هو الجيش الأول من بين جيوش المنطقة الذي تمكن من تحقيق النصر على مجموعة إرهابية تحتل جزءاً من أراضيه. ليس هناك شك في أن نجاح هذه العملية بسرعة قياسية يرجع إلى الصفات القتالية والمعنويات العالية للجندي اللبناني، إضافة إلى إشراك الطوائف المختلفة في الجيش ورفضهم للإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، قدمت العديد من الدول الصديقة، التي تقودها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، المساعدة النوعية. لكن رغم هذا الانتصار العظيم، ما يزال خطر الإرهاب قائماً في لبنان، وهو افتراض يعمل الجيش بناءً عليه على مراقبة الخلايا الإرهابية والقضاء عليها في مهدها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن حرب الجيش ضد الإرهاب، ولا سيما التدابير الأمنية في المياه الإقليمية اللبنانية وحظر استخدامها كطريق للهجرة غير القانونية، ساهمت في منع تسلل الإرهابيين من لبنان إلى بلدان الاتحاد الأوروبي. وبالتالي، حد هذا الإجراء من العمليات الإرهابية التي تستهدف تلك البلدان. باختصار، لا يرى الجيش أن مكافحة الإرهاب تقتصر على القطاع الأمني فقط. بل يجب أيضاً التعامل مع هذه المشكلة فكرياً. فالإرهاب هو النقيض الواضح للمجتمع اللبناني القائم على ثقافة التنوع والحرية والانفتاح. ويجب أن تتضمن أية إجراءات أمنية لمواجهة الإرهاب تركيزًا وطنيًا وإنسانيًا وحملة إعلامية وثقافية تهدف إلى نشر الوعي بين المواطنين حول مخاطر الإرهاب والتطرف والطرق التي يشوه بها هذا التطرف مبادئ وقيم الرسائل الدينية. مهمة التنمية والمهمة الإنسانية بالإضافة إلى مهام الدفاع والأمن، يقوم الجيش بمهمة أخرى تتعلق بحياة المواطنين اللبنانيين. ويشمل ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، إعادة بناء البنية التحتية للبلد، وإزالة الألغام، وحماية البيئة، ودعم مؤسسات الدولة بالطاقة والخبرة، وإعادة ترميم المواقع الأثرية. ويشارك الجيش أيضا في تعزيز السياحة، وإعادة تشجير الغابات، ويساعد الطلاب والمقيمين في القرى النائية في إطار البرنامج المدني -العسكري. وتشمل الجهود الأخرى عمليات البحث والإنقاذ والإخلاء في حالات الكوارث الطبيعية والكوارث الأخرى. وقد شارك الجيش في عمليات الإنقاذ في حادث تحطم طائرة وقع عام 2003 في كوتونو، بنين، وفي حادث طائرة ركاب إثيوبية تحطمت قبالة سواحل خلدة، لبنان، في عام 2010. كما استعاد الجنود ضحايا من سفينة الشحن البنمية داني إف 2 بعد حادث غرق عرضي للسفينة قبالة سواحل طرابلس في عام 2009. وتتمثل مهمة الجيش في مساعدة المواطنين والمساهمة في التنمية الوطنية، إضافة إلى تعزيز أواصر الثقة بين الجيش والشعب والعمل كنموذج لمؤسسات الدولة التي تعمل من أجل المصلحة العامة. في الختام، يمكن القول أن قوة الجيش اللبناني – والثقة المحلية والدولية بدوره الوطني – هي نتيجة لتفانيه في مهمته العسكرية والوطنية وإيمانه بتطلعات شعبه. وهو ملتزم تماماً بالقرارات والمواثيق وحقوق الإنسان الدولية، ويعمل داخل حدود بلده. ولم يسبق له أن هاجم أحداً، بل كان دائماً وسيبقى على أهبة الاستعداد للدفاع عن سيادة واستقلال لبنان. إن أي دعم عسكري تقدمه الدول الصديقة هو لمصلحة لبنان ولمصلحة الاستقرار الإقليمي. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.