تحت المجهر ثمار السلام في أفغانستان بواسطة Unipath آخر تحديث يناير 17, 2020 شارك Facebook Twitter من شأن التسوية السياسية التي تحترم دستور البلاد أن تحسن مستوى الحياة في المنطقة. أحمد فريد فوروزي مدير برنامج، المساواة من أجل السلام والديمقراطية كانت أفغانستان إلى حد كبير دولة مسالمة حتى نهاية حكم سردار داود خان في عام 1978. وبعد تدخل الاتحاد السوفيتي السابق في السياسة الأفغانية، وغزوه لها في وقت لاحق، أصبحت أفغانستان وشعبها ضحايا للصراعات المسلحة وانعدام الأمن المستمرين. وخلق الصراع الدائر حالة دفعت المجتمع الأفغاني، لا سيما الشباب، إلى التطرف على أيدي جماعات أجنبية جاءت في البداية إلى أفغانستان لمقاومة الغزو السوفيتي. زادت الجماعات المتطرفة المحلية والعابرة للحدود من تعقيد الوضع السياسي والأمني، وأصبحت أفغانستان ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية العالمية مثل القاعدة، التي خططت لهجمات إرهابية على الأراضي الأمريكية في 11 أيلول/سبتمبر 2001. وقد أتاح تدخل الولايات المتحدة الذي أدى إلى انهيار نظام طالبان في عام 2001 لأفغانستان فرصة نادرة لوضع دستور جديد ونظام سياسي يستند إلى المبادئ الديمقراطية وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لشعبها. وأدت مليارات الدولارات في شكل معونة أجنبية، فضلاً عن الدعم العسكري والسياسي المقدم من المجتمع الدولي، بقيادة حكومة الولايات المتحدة، إلى تحسينات كبيرة فيما يتعلق بالنسيج الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع الأفغاني. وارتفع معدل العمر المتوقع للأفغان من 56 عاماً في عام 2001 إلى 64 عاماً في عام 2016. وارتفع الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد من ما يقدر بـ 197 دولارًا في عام 2002 إلى 544 دولارًا في عام 2018. ويلتحق بالمدارس الآن ما يقرب من 10 ملايين فتى وفتاة، وتم بناء 000 13 مدرسة جديدة. مع ذلك، بينما كانت الحكومة الأفغانية وحلفاؤها الدوليون يركزون على إعادة إعمار البلد ونماءه، لاحت عودة طالبان وجماعات المعارضة المسلحة الأخرى في الأفق. ويشكل التوسع التدريجي لأنشطتها المقلقة تهديدات أمنية خطيرة على حياة الأفغان ويؤدي إلى زعزعة استقرار البلد. أبلغت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان عن المزيد من الضحايا المدنيين (3,804 قتيل و 7,189 جريح) في الصراع المستمر في عام 2018 وذلك أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2009، عندما بدأت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان في تسجيل أعداد الضحايا. وبالإضافة إلى ذلك، أدى الصراع الدائر إلى إبطاء النمو الاقتصادي في أفغانستان وتشويه عملية التنمية. تباطأ الاقتصاد الأفغاني، الذي كان ينمو بمعدل قياسي بلغ 21.4 ٪ في عام 2009، إلى 2.7 ٪ في عام 2017، وانخفض الاستثمار الأجنبي المباشر من 4.4 ٪ من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي في عام 2005 إلى 0.3 ٪ في عام 2017. وبدأت الأعمال التجارية المحلية في نقل رؤوس أموالها إلى أسواق مستقرة خارج البلد، مما أسهم في ارتفاع معدل البطالة، لا سيما بين الخريجين الجدد. كما أن الشباب المحبط غادر أو يخطط لمغادرة البلاد بحثا عن معيشة مرضية في مكان آخر. شاحنات تحمل بضائع للتصدير تمر عبر الجمارك في جلال أباد، أفغانستان. يعد السلام بتحسين التجارة بين البلاد وجيرانها.رويترز ومن ناحية أخرى، أصبح الصراع الدائر أمراً مكلفاً سياسياً واقتصادياً بالنسبة لجماعات المعارضة المسلحة ومؤيديها الأجانب. وقد أطلقت الحكومة الأفغانية وحلفاؤها الدوليون، بقيادة الولايات المتحدة، جهوداً عسكرية ودبلوماسية كانت فعالة للغاية في تكثيف الضغط على جماعات المعارضة المسلحة وتهميش مؤيديها الأجانب. وكان هذا الجهد المتعدد الأوجه أمراً ضرورياً، ومثّل فرصة للأطراف المشاركة في الصراع الدائر لكي تدرك أنها لا تستطيع تحقيق أهدافها من خلال العنف وحده وأن التفاوض السلمي على المطالب المشروعة هو أمر يصب في مصلحة الجميع. بعد ما يقرب من 18 عامًا من العنف، حدث التحرك الملحوظ نحو السلام عندما وقع قلب الدين حكمتيار، زعيم الحزب الإسلامي، الذي كان يمثل مجموعة بارزة في القتال ضد القوات السوفيتية، وفي وقت لاحق أثناء الحرب الأهلية، على اتفاقية سلام مع حكومة الوحدة الوطنية في أيلول/سبتمبر 2016. وبالمثل، قدّمت الحكومة الأفغانية لطالبان عرضاً تاريخياً لتحقيق السلام في مؤتمر السلام والتعاون الأمني في كابول في شباط/فبراير 2018. وقد تم تفصيل هذا العرض في وثيقة رسمية تسمى “خارطة الطريق لتحقيق السلام” وتم تقديمه للمجتمع الدولي في مؤتمر جنيف حول أفغانستان الذي عقد في الفترة من 27 إلى 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. وتمثل خارطة الطريق لتحقيق السلام هذه الرؤية الشاملة للحكومة الأفغانية وجدول أعمالها السياسي للمحادثات المحتملة بين الأطراف الأفغانية. وأعقب خطة السلام التي تبنتها الحكومة الأفغانية إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد من قِبَل الرئيس الأفغاني احتفالاً بعيد الفطر. وردت الطالبان على وقف إطلاق النار بإعلان وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام. وقد مثلت هذه الأحداث الملحوظة تنازلات تاريخية تعكس ميل طالبان غير المسبوق إلى التفاوض على تسوية سلمية للصراع الدائر. رفضت طالبان الاجتماع مباشرة بالحكومة الأفغانية وطالبت بعملية تفاوض من خطوتين: الأولى، معالجة الجوانب الدولية لاتفاق سلام محتمل (مثل انسحاب القوات الأمريكية ومستقبل علاقتها بالجماعات الإرهابية العابرة للحدود )، والثانية، إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية والجماعات السياسية بشأن الشؤون الداخلية (مثل المسائل الدستورية وتنظيم الحكومة المقبلة). ولتحقيق هذه الغاية، أطلقت الولايات المتحدة عملية مفاوضات دبلوماسية كاملة مع طالبان في الدوحة، قطر، بقيادة مبعوثها السابق إلى أفغانستان والعراق، زلماي خليل زاد. اعتبارًا من ربيع عام 2019، شهدت المفاوضات بين طالبان وممثل الولايات المتحدة سبع جولات من المحادثات المكثفة، وقدأحرز بعض التقدم بناءً على ملاحظات الطرفين. وبطبيعة الحال، فإن التحدي الأكبر في مفاوضات السلام هو أن المحادثات بين الأطراف الأفغانية لم تبدأ بعد. ولكن هذا أمر يستحق المتابعة: بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لأفغانستان، فإن التسوية السلمية للصراعات الجارية تتيح إمكانية الإسهام الإيجابي في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية لشعب أفغانستان والبلدان المحيطة بها. كيف يمكن للسلام والمصالحة أن يحسنا اقتصاد أفغانستان وحياتها الاجتماعية آفاق النمو الاقتصادي أدى العنف المستمر في أفغانستان إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وانعدام الثقة بين أفغانستان وباكستان. وكان لهذه الحواجز آثار ضارة على التجارة الثنائية بين أفغانستان وباكستان، وعلى التجارة الإقليمية بين جنوب ووسط آسيا. فعلى سبيل المثال، انخفض حجم التجارة بين أفغانستان وباكستان من 1.5 مليار دولار في عام 2017 إلى 1 مليار دولار في عام 2018، كما أن حجم التجارة الحالي بين جنوب ووسط آسيا لا يكاد يُذكر. ويمكن لأفغانستان تنعم بالسلام أن تعزز احتمالات جني فوائد اقتصادية من التعاون الإقليمي عن طريق ربط الصناعات في جنوب آسيا بالمواد الخام والطاقة في آسيا الوسطى، وتيسير تصدير السلع والخدمات من جنوب آسيا إلى الأسواق في أفغانستان وبلدان آسيا الوسطى الأخرى. بالفعل فإن لدى أفغانستان، باعتبارها جسراً برياً واسعاً بين جنوب ووسط آسيا، القدرة على التحول إلى مركز تجاري إقليمي وتحقيق مكاسب هائلة من التبادلات الاقتصادية بين المناطق والبلدان المتجاورة. وسيجد الشباب الأفغاني العاطل، والمعرض حاليا لخطر الهجرة أو التلقين العقائدي من جانب الجماعات المتطرفة وجماعة المعارضة الأفغانية، فرصاً للعمل. وستصل المنتجات الزراعية والمعادن والحرف اليدوية الأفغانية بسهولة إلى أسواق جنوب آسيا المربحة. وسيستأنف تنفيذ المشاريع الرئيسية لنقل الطاقة التي توقفت بسبب انعدام الأمن. لم يتم القيام بمشروعي تابي وكاسا – 1000، وهما مشروعان رئيسيان لنقل الطاقة تم البدء بهما منذ سنوات عديدة، بسبب أنشطة المتمردين في أفغانستان والمناطق القبلية في باكستان. في التسعينات من القرن المنصرم، تم اطلاق مشروع خط أنابيب الغاز بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند، وهو مشروع طوله 735 1 كيلومترا، بهدف نقل احتياطيات تركمانستان من الغاز عبر أفغانستان إلى باكستان والهند. وسوف يتمتع هذا المشروع بالقدرة على توفير 32.8 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً لاثنين من أضخم الاقتصاديات في جنوب آسيا ــ الهند وباكستان ــ من خلال أفغانستان. صبي أفغاني يدفع عربة يد في مزار الشريف. يتوقع الخبراء أن أفغانستان ستحتاج إلى المزيد من المساعدات الخارجية لإعادة بناء اقتصادها. صور غيتي كاسا – 1000 هو خط لنقل الطاقة الكهرومائية من قيرغيزستان وطاجيكستان إلى أفغانستان وباكستان (وربما إلى الهند). لدى كل من هذين البلدين الجبليين فائض من الكهرباء خلال فصل الصيف، في حين تعاني أفغانستان وباكستان من نقص مزمن في الكهرباء لتلبية احتياجاتهما المنزلية والصناعية السريعة النمو. يعوق انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في باكستان أثناء فصل الصيف الإنتاج الصناعي، ويضر بالشركات الصغيرة، ويؤدي إلى فقدان الوظائف. وفي الوقت نفسه، لا يزال الملايين من الناس يعيشون بدون كهرباء في هذه البلدان. وسيتسنى تنفيذ هذه المشاريع وغيرها من المشاريع الاقتصادية المماثلة إذا استعيد السلام والاستقرار في أفغانستان. والواقع أن من شأن مثل هذا التعاون الاقتصادي أن يؤدي إلى الازدهار ليس فقط للأفغان، بل وأيضاً لشعوب منطقتي وسط وجنوب آسيا. آفاق التنمية الاجتماعية وبفضل مساعدة المجتمع الدولي، حقق المجتمع الأفغاني العديد من التحسينات الاجتماعية. بيد أن الشعب الأفغاني لا يزال يواجه العديد من المشاكل الاجتماعية الناشئة عن العنف وانعدام الأمن في جميع أنحاء البلد. وأدى الصراع الدائر إلى إضعاف الدولة وإعاقة الجهود الإنمائية والحد من قدرة مؤسسات الدولة والوكالات المانحة الدولية على تقديم الخدمات. لا يزال أكثر من نصف الأفغان (54.5 في المئة) يعيشون تحت خط الفقر؛ ويموت العديد من الأفغان من أمراض يمكن علاجها بسبب عدم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الحديثة؛ ويعاني 25 في المئة إلى 30 في المئة من الأفغان من البطالة. فالشباب الأفغان العاطلون عن العمل يختارون إما الهجرة غير القانونية إلى بلدان أخرى أو أن يصبحوا أحيانا ضحايا للتلقين وغسل الأدمغة من جانب الجماعات المتطرفة، ما يزيد من تعقيد الصراع الدائر. وبالتوصل إلى حل سلمي للصراع الدائر، ستتمكن الدولة الأفغانية من الوصول إلى مصادر الدخل لضمان تقديم الخدمات الحيوية للمواطنين الأفغان. ويمكن إعادة فتح معظم المدارس التي أغلقت إما بسبب انعدام الأمن أو نقص التمويل. ويمكن لتوفير التعليم أن يزود الشباب بالمعارف والمهارات اللازمة للعثور على عمل والحيلولة دون التحاقهم بالمدارس الدينية غير المسجلة التي تعلم الطلاب الإيديولوجيات المتطرفة والعنف. فأفغانستان المزدهرة ستتيح فرصاً وفيرة للأنشطة الاقتصادية والعمالة داخل أفغانستان، مما سيقلل من الهجرة غير القانونية للشباب الأفغاني المتعلم ومن هجرة العقول. وأخيراً وليس آخراً، يمكن لمنطقة تنعم بالأمن أن توفر فرصا للتعاون الثقافي والدبلوماسية الشعبية بين أفغانستان والبلدان المجاورة. ويمكن للتبادلات الثقافية والمدنية والاجتماعية المجدية أن تساعد شعوب المنطقة — من واضعي السياسات إلى المواطنين العاديين — على التوصل إلى فهم أفضل لمعاناة الشعب الأفغاني وتحدياته، والآثار السلبية للأيديولوجيات المتطرفة، وبناء الدعم لمطالب الشعب الأفغاني بالسلام الدائم والتسامح الواسع النطاق. ومع اقتراب جهود المصالحة من أكثر المراحل حسماً من المحادثات بين الأطراف الأفغانية، حان الوقت لأن تعمل الحكومة الأفغانية والجماعات السياسية وجماعات المجتمع المدني معاً بشكل وثيق، وأن تستعد للذهاب إلى طاولة المفاوضات بموقف موحد ومعقول في الوقت نفسه. وقد يشمل ذلك مراجعة مشتركة لخطة الحكومة الأفغانية للسلام والمصالحة، “خارطة الطريق لتحقيق السلام”، وتعديلها على أساس مدخلات من الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني، وجماعات حقوق الإنسان. وفي حالة التفاوض على إنهاء الصراع الجاري مع الطالبان، ستحتاج الحكومة الأفغانية عندئذ إلى إعادة تحديد سياساتها واستراتيجياتها الاقتصادية والتجارية وإعادة تنظيمها بشكل أساسي من أجل الاستغلال الكامل للفرص الاقتصادية الجديدة. وقد يشمل ذلك تحليل أنماط التعاون الاقتصادي الإقليمي في ميادين محددة تكون مجدية على المدى القصير ويمكن أن تحفز التزام البلدان المجاورة بالسلام. وعلاوة على ذلك، يجب إعطاء الأولوية لسياسات التنمية الاجتماعية الشاملة – بما في ذلك إدماج المنتسبين لطالبان والعائدين والمشردين داخليا في المجتمع وعملية العدالة الانتقالية للمحاربين السابقين من أجل استدامة السلام والحد من خطر نشوب مزيد من الصراع. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.