الأستاذ الدكتور أسعد كاظم شبيب، كلية العلوم السياسية، جامعة الكوفة، العراق
ثمة أدبيات عقدية وفقهية درجت التنظيمات الراديكالية الإسلامية المتطرِّفة على استعمالها، فكانت سبباً رئيسياً في نشوء التطرف؛ أي أنَّ فهم هذه التنظيمات لمقولات عقدية وفقهية وإخراجها من حيز المتون التي كتبها دعاة وفقهاء في أزمنة مختلفة إلى السلوك الحياتي ولَّدت عقلية نصية حرفية تتعامل مع كل المنطلقات الحياتية بمختلف تشعباتها السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية بهذه المقولات؛ ولذا كان ومايزال لها تأثير مباشر في نشوء التطرف.
ومن أجل معرفة كيفية نشوء هذا الفكر المتطرِّف، نظَّم الفريق أول عبد الوهاب الساعدي، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، مؤتمراً في نيسان/أبريل 2021 برئاسة السيد مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء ودعيا 15 باحثاً ومتخصصاً عراقياً في مجال مكافحة التطرف بهدف التعرف على الأدبيات المستخدمة في تبرير الإرهاب وتحليلها. ومن أبرز هذه الأدبيات ما يلي:
الولاء والبراء
يعد الولاء والبراء من الأدبيات التي تتداولها كتب وتنظيرات الجماعات الراديكالية، مثلما تتداولها الطوائف، إلَّا أنَّ الجماعات ترى أنَّ لها القيمومة على المجتمع بإقامة حكم الشريعة؛ فهي تتشدَّد في تطبيق أحكام الولاء والبراء؛ فماذا يعني الولاء والبراء؟
الولاء والولاية، بالفتح، في النسب والنصرة والعتق. ويشير إلى التقرب وإظهار الود بالأقوال والأفعال والنوايا لمن يتخذه الإنسان ولياً، فإن كان هذا التقرب والود مقصوداً به اللّه ورسوله والمؤمنين، فهي الموالاة الشرعية الواجبة على كل مسلم؛ وإن كان المقصود هم الكفار والمنافقون، على اختلاف أجناسهم، فهي موالاة كفر وردَّة عن الإسلام، على حد ما جاء في تنظيرات الفرق والجماعات.
النصرة
أي مجتمعون في النصرة، فقد أمر الله بود الأبوين اللذين على الشرك، إذ أمر بأن يصاحبهما المرء في الدنيا معروفاً، لا أن يكون البراء مقدم لتكفيرهم وإخراجهم من الملة مثلما يذهب المتطرِّفون. وممَّا جاء في صحيح البخاري الدال على الرفق والود للمخالف في الدين عن أسماء بنت أبي بكر حين قالت: ”قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أفَأصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ. “إذن وجه الاستدلال في القرآن والحديث النبوي: فلو كان البر للوالدين الكافرين بالمفهوم العقدي الفقهي أو الإحسان للقريب الذي لم يكن على دين الإسلام أو إحدى فرقه كافر، فالإحسان ليس من التولِّي، ولا يمنع الإحسان لهم فضلاً عن بغضهم أو تكفيرهم مثلما يذهب المتطرِّفون.
أمَّا القسم الثاني من النصوص القرآنية التي اعتمد عليها منظرو التنظيمات الراديكالية في هذه المسألة، فمنها الآية القرآنية: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة: 56] وقوله تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: 148].
هذا ما فسَّره منظرو التنظيمات الإسلامية من الآيات القرآنية بصورة التولِّي للأصدقاء والتبرِّي من الأعداء، ولكن هناك من يرى أنَّ الولاء علاقة إنسانية اجتماعية تبدأ عند الفرد نظرياً حين يقرر أن يتخذ لنفسه ولياً متبعاً يقلده في كل ما يفعل، ويتأسَّى به في كل ما يعمل. فالبشر يمكن أن ينتموا إلى جماعات مختلفة دون تعارض مع الوحدة الأساسية كالأسرة والأمة والقومية والشعب والمذهب والطائفة والحزب السياسي والطبقة، وهذه المصطلحات يشترك بها معظم سكان الأرض؛ وهناك أمثلة كثيرة في العالم على ذلك ومنها سكان الولايات المتحدة.
وعليه يشكل فهم الحركات الدينية والسياسية للولاء والبراء فهماً مغلوطاً وسيئاً؛ لأنها تشترك في صفة ادعاء تمثيل الناس بالقوة رغم عنهم، إذ تُعرض الوصاية عليهم باسم الشرعية الثورية أو باسم الحاكمية لله. وبالتالي يحدث الفهم الخاطئ للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وكتب التراث الإسلامي، وتفسير النصوص تفسيراً ينطلق لحسابات سياسية ضيقة تقوم على الفهم الأحادي الفكر والسياسي ولا تراعي المجتمعات المتنوعة فكرياً ودينياً وعرقياً.
ولا تراعي كذلك المفهوم الصحيح للدين الذي ينطلق من حفظ أمور الدين والدنيا معاً، وكذلك الزج بالدين في مفاهيم التيارات السياسية المختلفة والمبالغة في الخلاف ممَّا يؤدي إلى صنع التعصب والتشرذم، والمبالغة في الفروع الفقهية والعقائدية، واشتعال الخلاف فيها، فيؤدى ذلك إلى اختلاط الفكر لدى الشباب، وانفكاك بعض الدعاة عن مشاكل المجتمع والتطورات الحديثة وعجزهم عن التصدِّي لمحاولات إضعاف القوانين وزعزعة استقرار الدولة وبنيتها المجتمعية.
الجهاد والقتال
يُعد هذا الموضوع من المواضيع الخطيرة في الثقافة الإسلامية وأشدها حساسية وتعقيداً وتفريعاً، وخاصة في ضوء ما نعيشه اليوم من أحداث يختلط فيها السياسي بالعقائدي وتعمد طمس الفرق بين الجهاد والقتال والقتل وبين التخريب والإرهاب من جهة وأعمال التحرر من جهة أخرى.
فقد خلطت التنظيمات الراديكالية الإسلامية بين هذه المفاهيم، وتبنَّت الفهم المغلوط والمشوَّه للجهاد، وسعت تحت عناوين متعددة وبرَّاقة إلى الاستيلاء على الحكم في أزمنة كثيرة وحتى بعد اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لمدن في العراق وسوريا تحت ذريعة إقامة خلافة إسلامية؛ ويبقى السؤال: ما المقصود بالجهاد؟
يأتي الجهاد في الشرع على وجهين: عام وخاص؛ فالعام عبارة عن بذل الوسع في دفع كل ما يدعو إلى مخالفة هدى اللّه من الكفر والمعاصي؛ فيشمل جهاد النفس والهوى والشيطان، ويدخل فيه: رد الشبهات المعارضة لخبر اللّه، ودفع الشهوات المعارضة لأمر الله، وجهاد الكفار والمنافقين بالحجج والبينات، وقتال الكفار من المشركين وأهل الكتاب حتى يدخلوا في الاسلام أو يعطوا الجزية (الضرائب).
ولم نجد أبلغ من تعريف النبي ﷺ للجهاد حين قال لأصحابه: ”قدمتم خير مقدم، وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر؛ قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: مجاهدة العبد هواه.“
ومع ذلك فقد ذهب نفر من الفقهاء إلى أبعد من ذلك حين تحوَّل الجهاد عندهم اصطلاحاً إلى القتال في سبيل اللّه، بل حوَّلوا الجهاد إلى غزو والقتال إلى قتل. أمَّا عن مصادر الجهاد التي تعتمدها جماعات العنف، فإنها تستند إلى فتاوى أفتى بها فقهاء من المتقدمين.
وقد استخدمت الجماعات الإرهابية مثل «جماعة الجهاد» التي نشرت كتاب «الجهاد: الفريضة الغائبة» في ثمانينيات القرن العشرين، وما تفرَّع عنها فيما بعد مثل تنظيمي القاعدة وداعش، هذه القراءة المغلوطة لمفهوم الجهاد وجعلتها الأساس النظري لتسويغ أعمالها. وقد وصف داعية من دعاة هذا الفكر، يُدعى محمد عبد السلام فرج، حكام المسلمين في القرن العشرين بوصف: “المرتدين؛ الذين تربَّوا على موائد الاستعمار سواء الصليبية أو الشيوعية أو الصهيونية؛ فهم لا يحملون من الإسلام إلَّا الأسماء، وإن صلَّى وصام وادَّعى أنه مسلم.” وقد أُعدم فرج على خلفية اغتيال الرئيس المصري أنور السادات.
وذهب فرج إلى أنَّ الجهاد فرض عين على المسلمين؛ أي أنه جهاد لا يحتاج لاستئذان من الوالدين في الخروج للجهاد كما قال الفقهاء؛ فمثله كمثل الصلاة والصوم.
ويرى باحثون إسلاميون معتدلون أنَّ القرآن الكريم عرض لاستراتيجية مختلفة في عدم العنف؛ إذ قال تعالى: ﴿لَئِن بَسَطتَ إلى يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِىَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَلَمِينَ﴾ [المائدة: 25]. إلَّا أنَّ هذا المفهوم ملغي عند الحركات المتطرِّفة ويعدون الآية منسوخة بآية السيف.
تدلل آيات القرآن على التسامح وإتاحة الحريات الدينية والعقلية؛ ومنها قوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة: 256]، وكذلك قوله تعالى: ﴿ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125].
ويزعم المتطرِّفون أنَّ هذه الآيات التي تحض على التسامح منسوخة بالآية التي سموها بآية السيف، وقد اتخذها المتطرِّفون من المسلمين ذريعة للقتل وارتكاب الجرائم ضد الذين يخالفونهم في الرأي، ويقول الكاتب محمد شحرور إنَّ الزعم بأنَّ الآيات التي أشرنا لها نُسخت بآية السيف حماقة غريبة دلَّت على أنَّ الجماهير المسلمة في أيام التخلف العقلي والعلمي من حضارتنا، وجهلوا القرآن، ونسوا بهذا الجهل كيف يدعون إلى اللّه، ولعلَّ السبب في فشل الدعوة الاسلامية في أداء رسالتها مثلما يذهب بعض المحققين؛ الظن بأنَّ السيف هو الذي يؤدي واجب التبليغ، وهذا باطل باتفاق العقلاء.
التكفير
يرتبط التكفير بالفهم المغلوط للدين شأنه في ذلك شأن المفاهيم الإسلامية المشار إليها فيما سبق، وبدأ بمرجعية فهم ما يُعرف بالسلف أو عقيدة السلف، فالتفسيرات الحرفية للسلفيين جعلتهم يرون أنَّ المنتسبين لمعظم الأديان والفرق والمذاهب على باطل.
وكان ظهور مرجعية النصوص الدينية الأولى – والتي ينبغي تفسيرها تفسيراً حرفياً – السبب وراء إغلاق أي اجتهادات عقلانية. كما كان التزام السلفيين بمعيارية فهم أهل الزمن الأول السبب في تحويل الدين من حقيقة كونية تستوعب الإنجاز الإنساني إلى نموذج تاريخي سكوني.
وأسفر ذلك عن نشأة مفهومي البدعة والتكفير عند السلفيين. وتكمن الإشكالية في أنَّ العديد من التنظيمات الجهادية تبنَّت التفكير للآخر حتى ولو كان مسلماً، مستندة في ذلك إلى آراء فقهية عبر مقولة أنَّ الذي لا يطبق ما تريده هذه التنظيمات فهو محكوم عليه بالكفر ممَّا يجعله عرضة للقتل والتهجير؛ لذا فإنَّ التكفير ما هو إلَّا إحدى مخرجات العقل المتطرِّف.
الردة
يركز معظم منظري التنظيمات المتطرِّفة الراديكالية ممَّن كتبوا حول هذا الموضوع على جانب واحد في التعامل مع المخالفين لهم؛ وهو جانب العداوة والرفض لكل من تعامل معهم، فأصبحت مسألة الردة منزلقاً خطيراً ضلَّ فيه ناس كثر ووقع فيه المتطرِّفون قديماً وحديثاً منطلقين من تفسير خاطئ؛ فما كتبه بعض الفقهاء المتشددين لخصومهم من الفقهاء لرميهم بالكفر يستند إلى استنتاجاتهم السريعة وتأويلاتهم الحادة التي يسوقونها من خلال إيراد النصوص والاستعانة بكتابات لفقهاء متقدمين. يشكل العنف الخطابي الذي مارسه بعض الفقهاء المتطرِّفين نموذجاً مصغراً للعنف المادي الذي تبنَّته أعمالٌ مثل كتاب «العمدة في إعداد العدة» الذي كتبه أحد المتطرِّفين المصريين إبان احتلال السوفييت لأفغانستان في عام 1988.
وقد سطَّر في كتابه نظريات كثيرة لم يقل بها العلماء المسلمون مع أنه نسبها إليهم. وتكمن قوة الكتاب في أنه يوصل للغلو من الكتاب والسنة؛ مثل التأصيل لتكفير الحكام وأعوانهم والجيوش والشرطة وعموم الناس من الطوائف الإسلامية والأديان الأخرى؛ ممَّا يبيح أعمال التفجير والتدمير والاغتيال. فالغلاة أصحاب هذه العقلية يعتبرون كل مَن لم يحكم بما أنزل اللّه كافراً مرتداً.
يرى باحثون أنه ليس في القرآن الكريم حد شرعي للمرتد سوى ما نصت عليه آيتان تتحدثان عن “إحباط” عمل المرتد وإثابة عمل المؤمن الحق، وهذا مؤجل ليوم البعث في المنظور الديني؛ فالردة ليست جناية تُقر وتُنفذ من قبل بعض الناس في الدنيا، فلا عقوبة في الدولة المدنية الدستورية إلَّا بموجب القانون. وعليه، فإنَّ فهم الجماعات والتنظيمات الراديكالية الإسلامية ومنظريها لهذه الآيات يتصف بالمغالاة والتطرف ومنافاة العقل والمنطق.
ويترتب على هذا الفهم تداعيات كبيرة وخطيرة في الوقت نفسه؛ تتمثل في إخراج الناس من الأمة والدين وعدهم في خانات تتيح لهؤلاء تصفية وإقصاء خصومهم ومخالفيهم في الدين والمعتقد والفكر، وهو ما لا يرتضيه العقل والدين.
المعالجات
ما الذي يمكن أن تفعله الحكومات والمجتمع ككل لمنع المتطرِّفين من كسب ولاء المواطنين الضعفاء؟ وإليكم بعض المقترحات:
المعالجات الفكرية: تتمثل المعالجات الفكرية، وهي الأهم، في مراجعة كتب التراث الفقهي والديني؛ وهذه المهمة تقع بالدرجة الأولى على عاتق علماء الدين والمحققين والمثقفين، وضرورة أن يكون هناك تمايز ما بين الفهم الديني والدين نفسه، حيث يتم التعامل مع الأول كمعرفة بشرية وتاريخية قابلة للنقد والتفكيك، في حين يمثل الدين النصوص الإلهية النقية.
المحاور الاجتماعية: العمل على ترسيخ قيم المواطنة وحقوق الانسان، وإتاحة الحريات والنقد والعدالة الاجتماعية، والابتعاد كمجتمع ودولة عن التوترات الطائفية والمذهبية والعرقية؛ فالعقل المتطرِّف يعمل على إذكاء مثل هذه المسائل، ويوظفها في مشروعه التحريضي والتدميري لكسب المزيد من التأييد والأتباع، ومن ثمَّ زيادة المخاطر التي تحيق بالمجتمع.
الحكم المستجيب: الاعتماد على تربية وطنية تبدأ من إيجاد فلسفة الدولة في الدستور، وشكل نظامها السياسي، قائمة على أساس حرية الفكر والمعتقد، واحترام القوانين، والاعتراف بحق الاختلاف والتعددية الدينية والعرقية، وإيصال رجال دولة ومشرعين قادرين على معالجة مشاكل المجتمع، وبناء الدولة، وإدارة التنوع الديني والاثني، ومن ثمَّ الانتقال إلى تربية مدرسية وجامعية، تسعى إلى بث روح الاعتدال، وتنقي كتب التراث من الشوائب، خاصة في الأكاديميات الدينية ومعاهد العلوم الشرعية.
الإصلاح الديني: إيجاد ثقافة مجتمعية ترتكز على الدين المعنوي البعيد عن العرضيات والمسائل الخلافية، وبناء ثقافة سياسية تقوم على القيم والمعتقدات المشتركة، وتقدم رابطة بناء الدولة القومية على الثقافات والهويات الفرعية.
العمل العسكري: تقع مهمة مكافحة التطرف وتجفيف منابع التطرف والإرهاب من الناحية الفكرية على عاتق شرائح مجتمعية متنوعة يدخل فيها حتى علماء النفس، لكن في كثير من الأحيان يحتاج المجتمع والدولة إلى المعالجات الأمنية والاستخباراتية، وذلك بالعمل على الضربات العسكرية الاستباقية إذا ما كانت هناك تنظيمات أو أفراد يسعون إلى استخدام العنف لإزهاق أرواح المدنيين والعسكريين وتخريب البنية التحتية.
التعليقات مغلقة.