تحت المجهر تأمين بغداد بواسطة Unipath في فبراير 22, 2019 شارك Facebook Twitter القضاء على الخلايا الإرهابية داخل العاصمة هو أولوية بعد هزيمة داعش أسرة يونيباث ركزت العصابات الإرهابية على استهداف تجمعات المدنيين في العاصمة بغداد بهدف زعزعة الاستقرار في العاصمة وأحداث زوبعة إعلامية مفادها أن العراق فقد السيطرة على بسط الأمن. كثفت عصابات الإرهاب هجماتها بالشاحنات المفخخة في بغداد في منتصف عام 2009، لكن تماسك وشجاعة القوات الأمنية احبطت مخططات الإرهاب. بعد تفجير الكرادة الدامي عام 2016 والذي جاء تزامنا مع أعلان تحرير الفلوجة من داعش كان بمثابة نقطة تحول لدى القيادات الأمنية حيث تم التركيز على حماية العاصمة وملاحقة شبكات التفخيخ في مناطق حزام بغداد مما انعكس إيجابا على أمن العاصمة. التقت مجلة يونيباث بالفريق الركن عبد الجليل الربيعي، قائد عمليات بغداد وحدثنا عن إنجازات القيادة في هزيمة داعش وعن دور التحالف ونظرته الاستراتيجية لحماية العاصمة. يونيباث: ما هو دور عمليات بغداد في تحرير المدن من رجس داعش؟ الفريق الربيعي: لعبت عمليات بغداد دور بطولي وتاريخي في حماية والسيطرة على مناطق حزام بغداد (الشمالية، الغربية وجنوب غرب) ومنع عناصر داعش الإرهابي من الاندفاع نحو العاصمة. حيث تم تثبيت العدو خلال اكثر من عام ومنعه من تحقيق أي تقدم في هذا القاطع. ثم باشرت القيادة في عملياتها العسكرية الواسعة وأندفعت خارج قاطع المسؤولية بأتجاه قاطع عمليات الأنبار وكان لها الدور الأساسي في تحرير مدن (الفلوجة، الكرمة، والصقلاوية) أضافة الى مناطق أخرى ترتبط بالمدن المذكورة مثل البو شجل، الأزركية وغيرها من القرى. يونيباث: هل لك ان تحدثنا عن انجازاتكم في تفكيك شبكات التفخيخ؟ الفريق الربيعي: ان قاطع مسؤوليتنا هو من اكثر القواطع نشاطا لأن الإرهاب يستهدف ضرب العاصمة حيث وجود السفارات الأجنبية ووكالات الأنباء العالمية بهدف الحصول على تغطية إعلامية أوسع. لكي اعطي القراء صورة واضحة عن منجزات عمليات بغداد، اود ان اعود لفترة العنف الطائفي عام 2006، حيث كانت تعيش العاصمة فترة دامية من المفخخات والإنتحاريين والجثث التي تملأ الطرق. تلتها فترة 2010 حيث كانت عصابات دولة العراق الإسلامية ترسل شاحنات وصهاريج محملة بالمتفجرات لاستهداف مباني الوزارات في قلب بغداد. معظم تلك المفخخات كانت تصنّع في ضواحي العاصمة. لكن منذ أكثر من عامين تم القضاء نهائيا على كافة شبكات التفخيخ في بغداد وحزامها الأمني ولم نعثر بعدها على أي معمل لتفخيخ السيارات في بغداد أو ضواحيها بل كانت كافة العجلات المفخخة -المحدودة العدد – التي استهدفت العاصمة خلال العامين الماضيين تم تفخيخها خارج قاطع مسؤوليتنا وكانت تأتي من (الأنبار والموصل وديالى). وهذا مؤشر إيجابي على جهد عمليات بغداد في تطهير العاصمة من معامل التفخيخ واعتقال وقتل اغلب الارهابيين. يونيباث: ماهي المناطق التي تستخدمها الشبكات الإرهابية لإيصال المفخخات الى بغداد وكيف تتعاملون مع هذه المناطق؟ الفريق الربيعي: كما ذكرت ان داعش حاول الاندفاع ببعض العجلات المفخخة من قاطع الأنبار خلال الفترة الماضية بأسبقية أولى تجاه بغداد والمناطق التي اشرت اليها أعلاه، لكن كانت لدينا عمليات استخباراتية ناجحة استهدفت بعض تلك العجلات خارج قاطع المسؤولية لاسيما في قاطع الأنبار وتم افشال ذلك المخطط. في السابق كان يحاول داعش إيجاد مخابئ ومصانع تفخيخ في المناطق الزراعية خارج العاصمة وبعيدا عن عيون السلطة. لكننا استطعنا من مداهمة تلك المناطق وتدمير عدة مخابئ أسلحة. حيث تقوم قطعاتنا بحملات تفتيش مكثفة في ضواحي العاصمة وحزام بغداد بعد ان تغلق منافذ المنطقة وتقوم بحملة تفتيش واسعة يتم من خلالها العثور على مخابئ أسلحة ومعامل تفخيخ واعتقال مطلوبين. هذه العمليات الاستباقية ساعدت على بسط الأمن في قاطع عمليات بغداد وقطعت الطريق على العصابات الإرهابية من إيجاد ملاذا لهم. كذلك نحرص على استمرار التواصل مع السكان في قاطع العمليات، حيث ساعد الوقوف على احتياجاتهم وبناء جسور الثقة بيننا على كسب دعمهم وتأييدهم، فاصبحوا لنا عيونا. يونيباث: ما هو دور شركاء العراق من دول التحالف في دعمكم بتعقب الشبكات الإرهابية في العاصمة؟ الفريق الربيعي: انا جدا ممتن من دور شركائنا في قوات التحالف على الدعم الكبير لقطعاتنا في الحرب ضد عصابات داعش. أن دور التحالف أساسي ومؤثر تمثل في مساعدتنا في الجانب الاستخباري وتنفيذ ضربات جوية دقيقة في قاطع شمال بغداد ولدينا أيضا تبادل وتنسيق للمعلومات فيما يخص القيادات الإرهابية المهمة التي تحاول النشاط في قاطع عمليات بغداد. أضافة لدور قوات التحالف في مجال التدريب وبناء قدرات قطعاتنا. لدينا اجتماعات أسبوعية على مستوى القادة وهناك اجتماعات على مستوى مدراء الأقسام. لدى عمليات بغداد فريق من المستشارين الذين يعملون جنبا الى جنب مع منتسبينا. يونيباث: ماهي أهمية امن الحدود للحد من العمليات الإرهابية في العاصمة؟ الفريق الربيعي: هذا الجانب مهم جداً وفاعل بدرجة كبيرة في انهاء الإرهاب وتحجيم دوره بشكل مؤثر تجاه العاصمة والمدن الأخرى وما يؤكد ذلك ان كافة الهجمات التي استهدفت العاصمة سواء التي نجح داعش في تنفيذها – وهي محدودة- او التي تم اجهاضها بعمل استخباري كانت تأتي من خارج قاطع المسؤولية وخاصة المحافظات التي لها حدود مشتركة مع الجانب السوري وبالتحديد (الموصل والأنبار). منذ 2003 كانت العصابات الإرهابية تتسلل للعراق عبر الثغرات الضعيفة في الحدود. لكن بعد اضطراب الوضع الأمني في سورية والذي اثر بشكل مباشر على الوضع الأمني في المناطق الحدودية مع العراق مما قاد لإجتياح داعش للموصل والأنبار ومدن أخرى. لذلك أمن الحدود هو العمود الفقري لإستقرار العراق. نحن على تواصل مع الأخوة في قوات حرس الحدود وعمليات الجزيرة والبادية وعمليات الأنبار لغرض تبادل المعلومات وتعقب الأنشطة الإرهابية والجريمة المنظمة التي تعبر الحدود العراقية السورية. بدأنا التركيز على توظيف التقنيات الحديثة لمراقبة الحدود مثل طائرات الاستطلاع المسيرة والمجسات أضافة الى التعاون الكبير بين القوة الجوية وطيران الجيش وقوات التحالف في تكثيف مهمات الأستطلاع الجوي على مدار الساعة وإستهداف تجمعات الأرهابيين قرب الحدود او في المناطق البعيدة في عمق الصحراء. يونيباث: كيف تستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع السكان وأستلام تبليغات عن الأنشطة الإرهابية؟ الفريق الربيعي: لدينا صفحة رسمية فيس بوك يتابعها حوالي 195 الف مواطن. يدير الصفحة فريق الاعلام والتوجية المعنوي في القيادة. ننشر على هذا الموقع بعض المعلومات الأمنية مثل القاء القبض على الأرهابيين أو احباط الهجمات الإرهابية. إضافة الى اعلام المواطنين عن وقت اجراء التفجيرات المسيطر عليها حتى لا يرتبك المواطنون عند سماع الأنفجار، وأقصد هنا الذخيرة او السيارات الملغومة التي نعثر عليها. هذا التواصل جعلنا قريبين من المواطنين وشجعهم على الأبلاغ عن النشاطات المشبوهة في مناطقهم. فبعض الأحيان يكتبون على الصفحة حالات الفساد او الأنفلات الأمني في مناطقهم وكثير من الأحيان يراسلون كادر إدارة الصفحة مباشرة للأدلاء بمعلومات دقيقة عن تحركات الأرهابيين. نحن نستلم المعلومات الواردة من المواطنين من خلال كافة الوسائل المتاحة للمواطن كوننا نعتقد بأن المواطن جزء أساسي من المنظومة الأمنية. لذلك نسعى لكسب ثقته وتشجيعه للأدلاء بما يتوفر لديه من معلومات لنتولى بدورنا تدقيقها وتحليلها واتخاذ الإجراءات اللازمة بصددها. يونيباث: كيف يمكن ان يستفيد القادة الآخرين من تجربتكم في احباط المخططات الإرهابية في بغداد؟ الفريق الربيعي: أن نهج قيادتنا يتمثل بالتنسيق والتعاون مع زملائنا في قيادات العمليات المجاورة وغالبا ما يتم تزويدهم بالمعلومات الأمنية والأساليب التي أستطعنا من خلالها تنفيذ عمليات استباقية ناجحة مستندة لمعلومات استخبارية دقيقة. ومثال ذلك كان لدينا في بداية شهر حزيران، 2018 مؤتمر للتنسيق مع كافة قيادات العمليات المجاورة بخصوص تبادل الخبرات والمعلومات الأمنية. يونيباث: ماهي التمارين والتدريبات التي تعتقد بأنها مهمة لبناء قدرات الجنود في المعركة ضد الإرهاب؟ الفريق الربيعي: أن قواتنا المسلحة وبكافة صنوفها وارتباطاتها قد اكتسبت خبرات واسعة في مجال مكافحة ومقاتلة الإرهاب سواء على جانب المعارك والمواجهة المباشرة مع داعش وتحرير مدننا او العمل الاستخباري والميداني في تعقب خلايا وعناصر داعش الإرهابي لإلقاء القبض عليهم او قتلهم. واننا نعتقد بأن تدريب القطعات خلال المرحلة الحالية وفق مناهج تدريب عملية ممزوجة بالتجربة المشار اليها أعلاه هو المطلوب حتماً وذلك ما نعمل عليه الآن بالتنسيق مع قوات التحالف في مجال التدريب على مستوى الألوية. يونيباث: ماهي أهمية تبادل المعلومات الأمنية مع الدول الصديقة لهزيمة الشبكات الإرهابية؟ الفريق الربيعي: نحن امام تحدي امني كبير والمتمثل بوجود شبكات إرهابية لها خيوط في كل دول العالم. وتتحرك بسرعة وبسرية، لذلك من الضروري ان يكون لنا تعاون استخباري وتبادل معلومات لكي نستطيع اجهاض مخططاتهم الخبيثة. لا يمكن هزيمة العصابات الإرهابية من قبل دولة بمفردها لأن الإرهاب يعتمد على نشر الفكر المتطرف، وشبكة تمويل معقدة وخيوط لوجستية منتشرة في كل ارجاء العالم ولهذا يجب علينا العمل كفريق واحد لنتمكن من هزيمتهم. كما ذكرت في البداية، اغلب العجلات المفخخة تأتي من المناطق التي يسيطر عليها داعش في سورية لذلك يجب علينا تكثيف العمل الاستخباري والاستطلاع الجوي للطرق التي تسلكها شبكات التفخيخ حتى نتمكن من احباط العملية الإرهابية قبل وقوعها. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.