الإداراتالسيرة الذاتية لقائد مهم بطولة في حمم المعركة بواسطة Unipath آخر تحديث يناير 17, 2020 شارك Facebook Twitter العقيد الركن قوات خاصة حيدر ضاري الخيون تقدم رجاله في معارك العراق أسرة يونيباث كان جنود العقيد حيدر الخيون قد أنقذوا للتو مجموعة من رفاقهم المحاصرين من قبل إرهابيي داعش في الرمادي. لم يدعه العدو يستمتع بأخبار المهمة الناجحة لقوة الانقاذ اذ باغتته رصاصة قناص اخترقت عنقه فانهار على الأرض فاقدا الوعي. اعتقد رجاله أن العقيد حيدر – المعروف باسم ابن الشيوخ لشجاعته وسمو نسبه – قد مات لكنه لم يمت. قال العقيد حيدر: “كنت تحت العلاج لمدة عام كامل”. “كنت معرضاً لخطر الشلل التام لأن الرصاصة التي اصابتني كانت قريبة من النخاع الشوكي. لكنني لم أكن قلقًا بشأن حالتي الصحية أو أي شيء بقدر إصراري على العودة إلى رفاقي في الخطوط الأمامية”. العقيد حيدر، آمر فوج البصرة في جهاز مكافحة الإرهاب. نشأ في بيئة تتفاخر بالفرسان، وتربى على العادات والتقاليد الأصيلة في دواوين اعرق العشائر العراقية، حيث عبق القهوة المعطرة بالهيل والممزوجة بصور البطولة والشرف التي كانت تطرق مسامعه وهو طفل صغير يجلس مع حكماء المدينة في “مضيف” والده. هذا العالم الجميل زرع بداخله حب الأرض والناس وحلم الدفاع عن شرف وكرامة الوطن. وإستطاع ان يحقق حلم طفولته إذ تخرج من الكلية العسكرية عام 2001 بتفوق وتدرج بالمناصب خلال مسيرته العسكرية. أصبح آمر فصيل في الفرقة الخامسة بعد عام 2004، ومن ثم رُقِي لآمر سرية في نفس القاطع حيث خدم لخمس سنوات في اكثر المناطق خطورة إبان العنف الطائفي الذي عصف بالبلاد. لا شك إنها تجربة صعبة جدا حين يتسلم ضابط شاب منطقة عمليات تكمن في مفاصلها عصابات الإرهاب والجريمة، لكنه أثبت جدارته بفرض سلطة القانون ومطاردة الإرهابيين. يقول العقيد الركن حيدر “في أواخر 2004 تمكنت عصابات الارهابي أبو مصعب الزرقاوي من السيطرة على مدينة بعقوبة أكبر مدن محافظة ديالى، وكلف فصيلي بأول واجب مشترك مع القوات الأمريكية لطرد إرهابيي القاعدة من المنطقة ومسك الأرض. ورغم اني كنت استلمت قيادة الفصيل منذ ثلاثة أشهر فقط لكنني تمكنت من التعرف على قدرات الجنود وقد قمنا بعمل بطولي فطهرنا قاطعنا من اشرس المقاتلين الأجانب وقد كُرٍمنا إثر ذلك من قبل آمر الكتيبة الأمريكية.” تعرض العقيد الركن حيدر الى 12 إصابة مباشرة بالعبوات الناسفة من قبل الإرهابيين، لكنها لم تثن عزمه على مواصلة المسيرة لبسط الأمن وطرد الإرهاب، وكان ايمانه راسخاً بحقيقة أن السكان يرفضون العنف لكنهم بحاجة لمن ينقذهم من براثن الارهاب. “كنت على ثقة بأن كسب ثقة السكان والعمل معهم ستمكننا من طرد عصابات القاعدة والمليشيات الإرهابية. وحينما رأى السكان اننا نلقي القبض على كل من يحمل السلاح دون تخويل حكومي بغض النظر عن إنتمائه العرقي او الطائفي، بدأ السكان بالتعاون معنا وتزويدنا بمعلومات دقيقة عن مخابئ الإرهابيين. هذه العلاقة مكنتني من تشكيل وتدريب أبناء العشائر الذين أبدوا رغبة في الاشتراك بالمعركة ضد الارهابيين- اطلق على وحداتهم لاحقا (مجالس الصحوات)- فالحقنا كل من برز لديه حس وطني صادق وعزم على دخول خندق المعركة الى جانب الحق،” يقول العقيد حيدر. “كان معالي رئيس الجهاز يتابع شخصيا اختيار القادة والأمراء، ويولي المتفوقين اهتمامه فحظيت برعاية خاصة من معاليه في موضوع اطروحتي في كلية الاركان عن جهاز مكافحة الارهاب إذ واجهت تحدياً كبيراً بسبب السرية العالية لنشاطات وخطط الجهاز. فقام بتوجيه القادة بابداء المساعدة لي في موضوع البحث، والحمد لله فقد تككل بحثي بالنجاح واعتمد كمصدر للبحوث اللاحقة في كلية الأركان.” من المواقف الحرجة التي عاشها العقيد حيدر أثناء معارك الرمادي: حكى لنا العقيد قائلاً “كنت مساعداً لآمر فوج البصرة في قوات مكافحة الإرهاب عندما توجهنا للرمادي سنة 2014 وتجحفلنا في منطقة الملعب. كانت تسمى هذه المنطقة “قندهار” بسبب شراسة القتال وتواجد كثيف للمقاتلين الأجانب أيام الزرقاوي، وتعني للارهابيين الكثير لما لها من تاريخ إذ خاضوا هناك معارك شرسة في 2005-2006. وفي ليلة 19 شباط 2014 شن العدو هجوماً على احد الفصائل المتقدمة لفوجي، مستخدمين السيارات المفخخة والانتحاريين. وتمكنوا من محاصرة احدى الحضائر واصابة آمر الحضيرة.” وأضاف، “معركة الملعب في الرمادي كانت من اشرس المعارك، كان العدو يتمتع بمعنويات عالية وكان يسيطر على معظم المناطق المحيطة، ولم يكن لدينا قوات ساندة ولا خطوط امداد قريبة، لذلك إقتصر الاعتماد على تماسك القوة شجاعة كل فرد من أفرادها.” أكمل الحديث بعد برهة صمت ليسترجع الأحداث في ذاكرته ثم أردف قائلاً “فتوجهت بسرعة لكسر الطوق وفك الحصار وبالفعل نجحت العملية وسمعت آخر نداء من جهاز الاتصال يقول “تم الاخلاء سيدي.” أصيب العقيد حيدر برصاصة من قنّاص إستقرت بين الفقرتين العنقيتين الثانية والثالثة وفقد وعيه على الفور. لم تكن الظروف تسمح بفقدان قائد شجاع مثل العقيد حيدر الخيون، إذ هو مصدر الهام للمقاتلين، كانوا يحبونه كثيرا ويسمونه “ابن شيوخ” لرفعة أخلاقه وكرمه ونبل نسبه. ولم تكن أرض المعركة تسمح بأخلاء الجرحى، خاصة وان عصابات داعش شنت هجوماً معاكساً على القوة التي فكت الحصار لتشتيتها. لكن صلابة المقاتلين وتماسكهم ،الذي دل على التدريب العالي والمهنية، أكد تفوقهم بعد معركة شرسة فنجحوا باخلاء “جثة قائدهم” إذ كانوا يعتقدونه ميتاً. وكانت القيادة تتابع من مقرها المتقدم تطورات صد الهجوم المعادي وعملية إخلاء العقيد حيدر. وبعد وصول السيارة التي تقل العقيد حيدر تأكدوا من انه مازال على قيد الحياة ولكن في حالة حرجة فتم إخلاؤه بطائرة عمودية الى بغداد. “مكثت، يروي العقيد حيدر، لمدة سنة تحت العلاج، وكنت في خطر الشلل الكامل لقرب الإصابة من النخاع الشوكي. لكن لم يكن إهتمامي منصباً على اي شيء سوى العودة لرفاقي في خطوط الصد. والحمد لله رجعت للواجب قبل بداية معارك الساحل الأيمن للموصل. حيث شاركنا باقتحام المدينة القديمة واسقاط دولة الخلافة بالسيطرة على منطقة مسجد النوري. وكنت مع رفاقي في الجهاز في طلائع القوات التي اقتحمت تلعفر ومن بعدها القائم” أما رأي العقيد حيدر، فيما اذا كان الأبطال يولدون ام يصنعون، فيقول: “انا أؤمن بأن هناك رجال من معدن خاص لهم صفات خاصة، وجزء أساسي من فن القيادة هو كيفية انتقائهم وصهرهم في بوتقة الأبطال فيضاف الى عجينتهم عنصرا حب الوطن وحب الخير ليكونوا قوة متماسكة لايمكن هزيمتها تحب الحياة لكنها مستعدة لأن تجود بها من أجل حياة الآخرين وسعادتهم فيكونوا بذلك الأجود بيننا فالجود بالنفس اقصى غاية الجود. وهذا ما يركز عليه قادة الجهاز في بناء مقاتلين اشداء باتباع مناهج وتقنيات عالمية. فبناء الروح المعنوية وثقافة التعايش والعمل بروح الفريق الواحد هي مبادئ أساسية لصنع الأبطال. أنا فخور بانتمائي لهذه القوة الاستراتيجية وفخور بكل الضباط والمراتب لأنهم أثبتوا بالتجربة أنهم رجال متميزون مستعدون لتنفيذ أي واجب يناط بهم.” ولا يكاد العقيد حيدر ورجاله يستريحوا من عناء القتال في ثكناتهم بعد تحرير مدن العراق من عصابات داعش حتى جاءت أوامر القيادة لهم بالتحرك لواجب جديد. هذه المرة وأثناء المظاهرات في محافظة البصرة، كان هناك بعض المندسين الذين يحاولون القيام بأعمال التخريب ضد المنشآت الحيوية والقنصليات الأجنبية، لذلك كلف معالي رئيس الجهاز العقيد الركن حيدر بالتوجه للبصرة فورا. “في تموز 2018 تم تكليفي بواجب التوجه لمدينة البصرة للسيطرة على الوضع الامني فيها واسناد القوات الامنية في حال عدم السيطرة على الموقف. واستطعنا تنفيذ الواجب بنجاح. في تلك الفترة كانت بعض الجهات المغرضة تحاول ضرب القنصلية الأمريكية لإرباك الوضع وتخريب العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق والصاق تهمة ممارسة العنف بالمظاهرات السلمية لأهل البصرة، وعلى الفور تم تكليفنا من قبل معالي رئيس الجهاز المحترم بتأمين الحماية للعاملين في القنصلية أثناء اخلاء الموظفين ومنع المسلحين من التعرض لهم. وبرغم المصاعب التي واجهتنا والتهديدات المباشرة وغير المباشرة من قبل بعض الجهات، كنا بقدر المسؤولية وأفشلنا مخططات هؤلاء الذين لا يريدون للعراق وشعبه الخير. ولا زالت قوتنا مستمرة بحماية مبنى القنصلية رغم خلوها من البعثة الدبلوماسية ورغم المحاولات الفاشلة لدخولها من قبل المندسين.” كان تكليف العقيد الركن حيدر لهذه المهمة الحساسة في البصرة موفقا بكل المقاييس، أولا لأنه ضابط شجاع ومهني، وثانيا لأنه يتمتع بسمعة طيبة واحترام كبيرين في الجنوب لمنزلة عائلته الاجتماعية والتفاف القبائل حولها. إذ كان صمام الأمان بين المتظاهرين الغاضبين والأجهزة الأمنية، وأستطاع بنجاح ان يمنع التعدي على الممتلكات العامة، حيث كان ثمة من يحاول انتهاز فرصة الغضب فيوجهه من اجل التخريب، وأن يحافظ على جسور الثقة والتعاون بين المواطنين والقوات الأمنية. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.