Getting your Trinity Audio player ready...
|
بقلم وعدسة القوة الجوية الأمريكية في المنطقة المركزية
قامت طائرات «إف- 16 فايتينغ فالكون» التابعة للقوات الجوية الباكستانية والأمريكية بتأمين مسرح العمليات بوابل من الصواريخ بينما تسللت مروحيات هجومية تحمل قوات العمليات الخاصة الباكستانية والأمريكية إلى قاعدة إرهابية. وكانت طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع تحلق في الأجواء لتنقل إحداثيات الاستهداف للقوات المهاجمة لإتمام المهمة بنجاح.
وكل ذلك تم في إطار تمرين «براثن الصقر»، وهو عبارة عن تمرين تدريبي ميداني بين باكستان والولايات المتحدة، أُقيم للمرة الخامسة في قاعدة مصحف الجوية بباكستان في حزيران/يونيو 2024، وسمح للقوات بالاندماج مع بعضها البعض في عمليات حيوية لكلا البلدين.
وعلاوةً على غارات مكافحة الإرهاب، تدربت القوات على مكافحة الحرائق ومكافحة المتفجرات وتأمين القواعد الجوية والرعاية الطبية وطريقة لاستدعاء الضربات الجوية تُعرف المراقبة المشتركة لمسار الهجوم. وبدأت فعاليات التمرين بمحاضرات نظرية في قاعات دراسية، وما لبثت أن تحولت إلى سيناريوهات تكتيكية تحاكي ما يحدث على أرض الواقع.
وتم نشر طيارين من منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية في باكستان لإسناد تمرين «براثن الصقر»، وقامت طائرات «سي- 17 غلوب ماستر 3» تابعة لقيادة النقل الجوي بنقل الأفراد والتجهيزات، تلا ذلك وصول طائرات «إف- 16 فايتينغ فالكون» التابعة للقوات الجوية الأمريكية من سرب المقاتلات الحملوي/510 الذي يتمركز عادةً في إيطاليا.
وقال المقدم ليو مور، آمر السرب: ”يقدم تمرين «براثن الصقر» لعام 2024
فرصة مميزة لسرب المقاتلات الحملوي/510 للتعاون مع شركائنا في القوات الجوية الباكستانية وصقل مهاراتنا براً وجواً.“
وقد تعاون رجال القوات الجوية الأمريكية المتخصصين في مكافحة الحرائق مع إدارة الإطفاء التابعة للقوات الجوية الباكستانية لإجراء تدريبات لإخراج الطيارين المصابين من طائراتهم والحد من مخاطر الحرائق الناجمة عن الوقود والذخائر عقب الهبوط العنيف.

وتبادلوا المعرفة وأقاموا مسابقة ودية بين منتسبي الإطفاء في ختام التدريب لاختبار المهارات الجديدة التي اكتسبوها أثناء تمرين «براثن الصقر».
وقال رقيب معلم جوناثان كامبوس، رئيس إدارة الإطفاء في السرب: ”أثر التدريب لا يُقاس لكنه ايجابي، فقد حظيت بعض التفاصيل الصغيرة باهتمام إيجابي شديد، وثبتت العديد من اقتراحاتنا أو منهجياتنا في العمل أقدامها بالفعل؛ ولا تساعدنا هذه التدريبات المشتركة على عرض خبراتنا فحسب، بل إن للعلاقات والروابط الشخصية التي تتشكل والشعور بأننا فريق واحد عظيم الأثر بعد مثل هذه التمارين.“
وتعاونت فرق أمنية من القوات الجوية الباكستانية والأمريكية لتأمين المطارات على مدار الساعة.
قال الرقيب فني كيفن بورك، من القوات الجوية الأمريكية: ”أهم ما استفدناه هو التعرف على الأساليب المختلفة التي يتبعها كلٌ منا في نشر الأمن، فضلاً عن دمج الأفكار الجديدة مع تأمل تدابيرهم الأمنية المعمول بها بالفعل.“
ونُشر فريق طبي يتألف من شخصين: فني طبي وجراح طيران لدعم التمرين، ولم يخففا من بواعث القلق البسيطة التي كانت تساور المتدربين أثناء التمرين فحسب، بل وقاما بتنسيق وإجراء تدريبات لمحاكاة التعامل مع الطائرات المنكوبة. كما رافق المسعفون الأمريكيون جراح الطيران في القوات الجوية الباكستانية إلى مستشفى محلي لحضور محاكاة لإصابات جماعية.
قال رئيس رقباء برايان ساندرز، من القوات الجوية الأمريكية وهو فني طبي سافر إلى باكستان لحضور التمرين: ”للقوات الجوية الباكستانية خبرة جيدة في الطب، وقد تبادلنا ما تعلمناه، وأريناهم سبل تحسين التمارين لإجراء محاكاة أفضل لأحداث واقعية.“
وكان مركز الحرب الجوية التابع للقوات الجوية الأمريكية في المنطقة المركزية أرسل مدرباً لمراقبة الضربات الجوية لإجراء مناقشات أكاديمية حول سلطة التحكم في المجال الجوي وتنسيق الهجمات وإدارة أجهزة الاستشعار ورفع مستوى الاستهداف. وأظهرت هذه القوات مهاراتها في فعالية مكافحة الإرهاب في ختام تمرين «براثن الصقر» مع الإسناد الجوي.

قال الرقيب فني براندون تاتوم، من مركز الحرب الجوية بالقوات الجوية الأمريكية: ”تتصف ملتقيات الخبراء المتخصصين بأهميتها لتحقيق التوافق العملياتي وتعزيز الثقة في قدرات حلفائنا؛ ويمكننا بالتعاون أن نحيط بقدرات بعضنا البعض ونعزز تنسيقنا ونرفع مستوى فعالية مهامنا المشتركة، وهذا التكاتف يعزز استراتيجياتنا الدفاعية وجاهزياتنا المتبادلة.“
تستضيف القوات الجوية الباكستانية تمرين «براثن الصقر» كل عام لتطوير العلاقة المتينة بين البلدين وتعزيز الأمن المتبادل في المنطقة، وتعمل القوات الجوية الأمريكية في المنطقة المركزية بانتظام مع الشركاء الإقليميين في الفعاليات والعمليات الواقعية لتعزيز التعاون الأمني والتصدي للمعتدين في المنطقة.
قال المقدم نيكولاس غاردنر، وهو أحد منتسبي القوة الجوية الأمريكية ورئيس العمليات في تمرين «براثن الصقر» لعام 2024: ”لا تزال الشراكة الراسخة بين بلدينا بالغة الأهمية لأمن المنطقة، فلم تتخلَّ الولايات المتحدة عن باكستان في التصدي للتحديات العالمية والإقليمية الأولى بالاهتمام، كعهدنا بها منذ إبرام اتفاقية المساعدة الدفاعية المتبادلة في عام 1954.“
واستطرد قائلاً: ”وبعد مُضي 70 سنة، يهدف تمرين «براثن الصقر» لعام 2024 الى تعزيز شراكتنا بإحلال السلام ونشر الأمن والاستقرار، فيزيد طيارينا بأساً وقوةً، ونتطلع إلى التعاون على صيانة الطائرات وحماية طيارينا وبناء روابطنا لتدوم 70 سنة أخرى.“