تحت المجهر بالكلمة نقاتل داعش بواسطة Unipath في فبراير 22, 2019 شارك Facebook Twitter اكتسبت مديرية الاعلام والتوجيه المعنوي خبرات كبيرة في فضح أبواق داعش الأرهابية اعتمدت داعش على التضليل الإعلامي من خلال جيشها الإلكتروني الذي كان يبث الإشاعات ويفبرك الوقائع لزرع الرعب والفوضى في قلوب السكان. فكانت وسائلهم النفسية مؤثرة في تهويل قدراتهم العسكرية وبث أخبار عن انتصارات وهمية لمعارك ليس لها وجود على الأرض. لذلك لعبت مديرية الاعلام والتوجيه المعنوي دورا مميزاً في هزيمة داعش إعلاميا وحطمت معنويات مقاتليهم. التقت مجلة يونيباث بالرجل الذي قاد هذه الحرب الغير تقليدية وساعد على تحقيق انتصارات كبيرة ضد ماكنة داعش الإعلامية، هو اللواء الطيار تحسين إبراهيم صادق، مدير التوجيه المعنوي والاعلام في وزارة الدفاع. يونيباث : عام 2014، كانت داعش تمتلك ماكنة إعلامية ضخمة، ما هو دور مديرية الاعلام والتوجيه المعنوي في هزيمة داعش في العراق؟ اللواء تحسين: بعد سقوط الموصل، ومدن وقصبات عراقية، اعتمدت داعش على الدعاية الإعلامية في بث الإشاعات لإرباك الشارع العراقي والتي بدأت تسري كالنار في الهشيم آنذاك، حيث سقطت مناطق وقصبات بدون قتال بيد الإرهاب. وكانت القنوات الفضائية المغرضة تنقل اكاذيب داعش مما احدث فوضى إعلامية وشوش وأربك الرأي العام. وهنا كان لا بد من عمل سريع لمواجهة دعاية داعش. وبالتعاون مع الأصدقاء في قوات التحالف، بدأنا التخطيط لوضع استراتيجية كيفية التعامل مع هذه الماكنة الدعائية. أتذكر في ذلك الوقت كنا نعمل مع فريق من القوات الأمريكية يشاركنا العمل وكنا في ذلك الوقت ندرس تداعيات ماكنة داعش الإعلامية على الجمهور المستهدف ودورها في عملية التجنيد والتغرير بالشباب. اول خطوة قمنا بها هو انشاء مركز لرصد الاعلام ومراقبة صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لداعش. وفتح موقع فيس بوك خاص بمديرية الاعلام والتوجيه المعنوي لوزارة الدفاع ومن خلاله قمنا بتكذيب كل الإشاعات التي كان يبثها داعش. وخلال أسابيع وصل عدد المتابعين الى 100 الف وأصبح المواطنين يكذبون إشاعات داعش من المناطق التي كان الإرهابيون يدّعون سيطرتهم عليها. هذا شكل نقطة تحول كبيرة في السيطرة على الجبهة الإعلامية. يونيباث : هل كانت خطتكم هزيمة داعش على صفحات التواصل الاجتماعية؟ اللواء تحسين: بدأنا في مواجهة داعش على صفحات التواصل الأجتماعي، لأنها كانت تمثل مركز القوة لديهم، لكن خطتنا كانت تشمل التواصل مع السكان داخل المدن المحتلة من داعش إذ قمنا بعملية القاء المنشورات على مدينة الموصل، كان القصد من تلك العملية هو ان نوصل رسالة لأهلنا في الموصل بأننا لن ننساهم وسنأتي لتحريرهم من قبضة الإرهاب. وأيضا اردنا من خلال المنشورات ان نقول لداعش بأن الموصل عراقية وسوف تأتي القوات العراقية لتحريرها من دنسكم. هذه كانت اول مهمة لإلقاء المنشورات. كنا نبث رسائل لطمأنة أبناء شعبنا بأن قواتهم المسلحة مازالت تمسك زمام الأمور وأن ما تتناقله القنوات المغرضة هي أكاذيب لتحطيم الروح المعنوية لدى الشارع. يونيباث : ماهو سبب الفوضى الاعلامية والقلقل في الشارع؟ اللواء تحسين: للأسف كانت هناك تصريحات متضاربة ومتناقضة من قبل بعض ضباط الجيش في خطوط التماس، لأنهم لا يرون الصورة الكاملة للمعارك الدائرة مما سبب فوضى كبيرة وقلق. لذلك قررت القيادة حصر التصريحات الخاصة في المعارك في قيادة العمليات المشتركة وتعيين ضباط متخصصين في هذا المجال وذلك من خلال تشكيل خلية الاعلام الحربي بتاريخ 10 حزيران 2015 وكذلك العمل المشترك بيننا وبين شركائنا في قوات التحالف تطور كثيرا خلال هذه الفترة العصيبة، وبمشاركة كافة الأجهزة الأمنية. أضافة الى الأستعانة بقدرات الخلية الوطنية للعمليات النفسية والتي لديها خبراء في العمليات النفسية والاعلام ومواجهة الاعلام المعادي التابعين لجهاز الأمن الوطني . ووضعنا أستراتيجية لتحصين السكان من عمليات التجنيد التي كانت تقوم بها داعش على مواقع التواصل الأجتماعي. وقمنا بتشكيل فرق لدراسة وتحليل خطاب داعش سواء في مديرية الأستخبارات والأمن التابعة لوزارة الدفاع ومديرية الأستخبارات العسكرية ومديرية الاعلام والتوجيه المعنوي في الوزارة أو في جهاز الأمن الوطني وجهاز المخابرات. فكنا نتابع ونحلل كل أصدارات داعش المرئية والمقروءة ومراقبة مواقعهم الألكترونية على مدار الساعة. اكتشفنا من خلال هذه العملية طرق الاتصال بين فرق داعش الاعلامية وأساليب التجنيد وطرق التنسيق لجلب المقاتلين من دول العالم للعراق وسورية. يونيباث : ذكرت تأثير اعلام داعش، ما هو وقع تأثير الإعلام المعادي على معنويات الجنود بعد سقوط الموصل وكيف استطعتم بناء المعنويات من جديد؟ اللواء تحسين: نعم، منذ نشوء التحالف الدولي بعد احداث الموصل، كان لهم دور كبير في دعم القوات المسلحة العراقية في عملية الأعداد النفسي للجنود وكذلك في عملية التدريب. لقد قمنا بحملة كبيرة لإعادة بناء القوات من خلال التدريب والتسليح الجيد وأجراء زيارات ميدانية للوقوف على احتياجات المقاتلين في مراكز التدريب او الخطوط الأمامية. وركزنا على البناء المهني والمعنوي لدى المقاتلين وبالتعاون مع قوات التحالف وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي قدمت لنا الكثير من المساعدات في مجال التدريب والأعداد النفسي وفي مجال تدريب كادر الاعلام تدريبات تخصصية ومتقدمة او في كيفية أعداد ونقل الخبر للجمهور وفي تحليل الاعلام المعادي مما أعطت لكادر الاعلام الثقة الكبيرة في التعامل مع المدنيين بأحترافية ومصداقية. ومن خلال معارك التحرير كنا نركز على مهنية وبطولة جنودنا أذ كان الجندي العراقي يقاتل بيد ويمد يد العون ويحمي المدنيين باليد الأخرى وتقديم الخدمات الإنسانية والطبية لهم مما ساعد على بناء جسور الثقة بين المواطن والمؤسسة الأمنية وهذا الإنجاز لم يتحقق لو لا التدريب والتثقيف الذي تلقوه من خلال محاضرات احترام حقوق الأنسان والتعامل مع السكان. والالتزام بقواعد الإشتباك وان يكون هناك إرادة وشجاعة من أجل دحر التنظيمات الإرهابية التي لا تمت للإسلام ولا الى الإنسانية باي صلة. يونيباث : ماهو دور التحالف في محاربة الإرهاب على صفحات التواصل الاجتماعي؟ اللواء تحسين: أقيمت دورات تخصصية لهذا الغرض على يد خبراء دوليين ودرسنا طرق استغلال المجاميع الإرهابية لصفحات التواصل الاجتماعي للتجنيد وبث الدعاية. كنا نعمل كفريق واحد معهم في كيفية محاربة هذه المواقع. وهذه التدريبات اكسبتنا الخبرة الميدانية في اختراق مواقع داعش الإلكترونية وتحليل خطابهم ومن ثم القيام بحملات لفضح اكاذيبهم. كمديرية اعلام وزراة الدفاع، كنا بحاجة ماسة لفريق نثق به ويعمل معنا لاجتياز تلك المرحلة الصعبة، وكنا سعداء بقدوم الفريق المتخصص بالعمليات المعلوماتية حيث بدأنا عقد اجتماعات أسبوعية مع شركاؤنا في قوات التحالف، نناقش بها التحديات والإنجازات وخطط العمل القادمة. وهذه الاجتماعات كانت مفيدة جدا للجميع. فبعد ان تم إيقاف دعاية داعش وفضح اكاذيبهم على قنوات الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، بدأنا نخطط للتواصل مع السكان في المناطق المحتلة من قبل داعش. كانت داعش تحجب صفحات التواصل الاجتماعي والفضائيات عن السكان وتستخدم اذاعات محلية ومفارز إعلامية تبث الدعاية الكاذبة عن انتصارات وهمية وعن إنجازات “الخلافة.” كانوا يسمحون لمقاتليهم باستخدام الانترنت من خلال مقاهي الأنترنت التي تديرها الحسبة والتي تخضع لمراقبة شديدة. يونيباث : كيف كان يتم أعداد وتدريب الكوادر الإعلامية الخاصة بكم؟ اللواء تحسين: كنا ننسق مع شركاؤنا في قوات التحالف لتدريب فرق الاعلام في القطعات التي تتهيأ لتحرير المدن ويتم تزويدهم بأحدث التقنيات الإعلامية من كاميرات ومكبرات صوت إذاعات راديو متنقلة وأجهزة ارسال الصور والفيدوهات عبر الأقمار الاصطناعية. وقد تم استخدام مكبرات الصوت من قبل رجال الاعلام والعمليات النفسية لبث رسائل التواصل مع أهلنا في تلك المناطق كذلك بث رسائل لتحطيم معنويات داعش وبث الفوضى والقلق في صفوفهم. كان لمحطات الراديو المتنقلة التي زودتنا بها قوات التحالف ودربت كوادرنا على استخدامها، دورا كبيرا وتأثيرا مباشرا على سير المعارك. سواء بالتواصل مع السكان وإدلالهم على الطرق الآمنة لترك المدينة او في ارباك العدو وتخبطه. ومن خلال التعاون المشترك بيننا وبين قوات التحالف استطعنا تحديد المواقع التي يتم من خلالها نشر الدعاية وعمليات التجنيد والتواصل بين الدواعش وتم حجبها ومسح كل محتوياتها. هذه العلميات أوقفت التجنيد واسكتت ابواق داعش التي كانت تهيمن على تويتر وفيس بوك وقنوات الدردشة. لقد شللنا قنوات داعش للتواصل مع المتعاطفين والداعمين مما انعكس بالسلب على معنويات مقاتليهم. لم تقف الشراكة بيننا وبين الأصدقاء في قوات التحالف عند هذا الحد، بل استمرت في التطور. دعينا الى مؤتمرات دولية لكي نتحدث عن تجربتنا الناجحة في هزيمة ماكنة داعش الإعلامية، حيث ذهبنا الى لندن والى واشنطن وزرنا مقر القيادة المركزية في تامبا حيث تبادلنا الخبرات وبدأنا ببناء علاقات حميمة واستراتيجيات لتطوير قدراتنا ومشاركة خبراتنا مع الدول الصديقة. إضافة الى قيامنا بمؤتمرات دولية لمحاربة فكر واعلام داعش الإرهابي في بغداد، حضرته اغلب الدول الشقيقة والصديقة. وخرج المؤتمر بنتائج إيجابية لقطع الطريق على التنظيمات الإرهابية من استخدام الفضاء السيبراني لنشر أفكاره واشاعاته والتغرير بالشباب. يونيباث : ماذا تعني برسائل نفسية لتحطيم معنويات داعش؟ اللواء تحسين: أستخدمنا هذه التقنيات في معارك الأنبار حيث قمنا ببث أصوات المعارك والقصف الجوي ومحركات الدبابات من على عجلات متحركة مما اربك عصابات الأرهاب وأستطعنا من دخول تلك المناطق دون أطلاق رصاصة واحدة. قمنا بزرع الخوف والتفرقة في صفوف الإرهابيين وقطع خطوط التجنيد بعد ان فضحنا اكاذيبهم والتي كانت تمدهم بمئات المقاتلين الأجانب والمحليين. عندما القي القبض على بعض الأرهابيين في المنطقة، قالوا بأن معارك الليلة الماضية التي كانو يسمعون اصواتها، أجبرت رفاقهم على الهرب. يونيباث : ذكرت القاء المنشورات على مدينة الموصل، ماهو وقع المنشورات على السكان؟ اللواء تحسين: هذا الموضوع مهم جدا، عندما كنا نلقي المنشورات كان شعورالسكان غامر بالسعادة في قرائتها وكانت المنشورات تبعث الارتباك في صفوف الإرهابيين. كنا نرى من خلال طائرات الاستطلاع، الارتباك في صفوفهم حيث يركضون كالمجانيين لجمع المنشورات وعدم السماح للسكان بقراءتها، لكن كانت الأعداد اكبر بكثير من جمعها، لذلك كنا نستنزف طاقتهم في الركض خلف المنشورات بحملة جمع هستيرية! كنا نضع ترددات الإذاعات الموجهة وأرقام الهواتف الأمنية والتي شهدت ارتفاع ملحوظ في الاتصال بعد القاء المنشورات. وهنا اود ان اشكر دور قوات التحالف التي زودتنا بالحبر والورق الكثير للقيام بعملية المنشورات. وأخص بالذكر فريق القيادة المركزية الذي كان على تواصل يومي معنا في هذا الصدد. وقبل بداية معركة الموصل، أطلقنا لأكبرعملية نفسية وأعلامية في التأريخ حيث القينا اكثر من 40 مليون منشور على محافظة نينوى وغرب الأنبار. حملة مكثفة لمخاطبة السكان وأعلامهم بأن ساعة التحرير قريبة وتزويدهم بتعليمات السلامة والابتعاد عن تجمعات داعش إضافة الى منشورات تستهدف المقاتلين الأجانب وأخرى للمقاتلين المحليين. تلك الحملة التي زرعت الشك بين صفوف الإرهابيين وقادت الى اقتتال فيما بينهم وهيأت ساحة المعركة نفسيا لقواتنا المحررة. كان النازحون يحملون معهم نسخ من تلك المنشورات التي يقولون بأنها زرعت السعادة والأمل في نفوسهم. يونيباث : ماهو التغيير في الاعلام العسكري قبل وبعد الموصل؟ اللواء تحسين: هناك تغيير كبير، قبل الموصل كان الاعلام محدود يركز على اخبار القيادات والزيارات الميدانية للقادة ولم يكن هناك أي تدريبات تخصصية لضباط الاعلام. وهنا كان دور الأصدقاء في قوات التحالف بفتح برنامج تدريبي لضباط الاعلام في القوات الأمنية بعد الموصل وبالتعاون مع شركائنا استطعنا بناء قدرات مديرية الاعلام والتوجيه المعنوي لتقوم بواجباتها الفعلية سواء في مواجهة الدعاية الإرهابية المعادية أو في رفع معنويات جنودنا كذلك أصبحت لدينا ثقة وخبرة بالتعامل مع الأزمات، من خلال محاربة الإشاعة والرصد والتحليل وكسب الجمهور المستهدف. وهذا التطور النوعي منحنا مرونة كبيرة في التعاون بين الجيش والشعب وأصبح لدينا الحصانة الإعلامية التي تمكنا من المحافظة على سرية معلوماتنا الأمنية. وقد لعب رجال الاستخبارات العسكرية دورا كبيرا في احباط الكثير من الهجمات من خلال رصد وتحليل اتصالات داعش على صفحات التواصل الاجتماعي. أضافة الى الدعم الاستخباري الذي كانت تقوم به قوات التحالف في تبادل المعلومات بعد استهداف قيادات داعش ومواقع القيادة والسيطرة حيث نقوم بحملة نفسية لكسر ارادتهم وبالفعل احدثنا حالات هروب بين المقاتلين المحليين وحالات تسليم انفسهم لقواتنا. يونيباث : كمديرية التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع، ما هو دوركم في كسب قلوب وعقول السكان وعدم السماح لعودة داعش للمناطق المحررة؟ اللواء تحسين: دورنا هو القيام بعمليات التواصل مع السكان من خلال الفرق الإعلامية ونقل معاناتهم وهواجسهم للأعلام. ونقل صورة للقيادة لتوفير ما يحتاجونه. كذلك تثقيف الجنود اللذين يمسكون الملف الأمني على حسن التعامل مع السكان واحترامهم. لقد وثّقنا مهمات الجيش في فتح الطرق وايصال الخدمات وحماية المؤسسات والمرفقات الحكومية ومعالجة الجرحى والمرضى. كذلك تغطية إعلامية للجهد الهندسي في رفع العبوات وفتح المدارس مما ساعد في بناء الثقة بين الجيش والمواطن وجعل المواطن يدلي بالمعلومات الاستخبارية عن مخابئ الإرهابيين وأنشطتهم. لقد انتقلنا انتقالة نوعية في دور الاعلام العسكري وأصبحنا في صفوف الجيوش المتقدمة في هذا المضمار. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.