تمرين أمان – 19 البحري يجذب 46 وفداً وطنياً إلى كراتشي
جذب تمرين أمان- 19 البحري الباكستاني، الذي تم إطلاقه تحت شعار “معاً من أجل السلام”، قوات من عشرات البلدان من مختلف أنحاء العالم التي جاءت لمكافحة التهديدات المشتركة في البحار. وأكد التمرين المتعدد الجنسيات — وهو السادس في سلسلة تمارين اجريت منذ عام 2007 – من جديد التزام باكستان بالأمن البحري في منطقة تعاني من آثار التهريب والقرصنة والإرهاب.
لقد كان البلد مشاركاً متلهفاً في فرق العمل البحرية الدولية التي تقوم بدوريات في المحيط الهندي وبحر العرب، وقد ترأس هذه الأفرقة في أكثر من اثنتي عشرة مناسبة. وشكل مؤخراً دوريات إقليمية للأمن البحري: عمليات بحرية مشتركة تركز على المحيط الهندي وخليج عمان وخليج عدن وجنوب بحر العرب.
وقد أرسلت بعض الدول الـ 46 الممثلة في التمرين سفناً إلى المياه الواقعة قبالة كراتشي. وبالإضافة إلى الوحدة العائمة الباكستانية، أرسلت بلدان مثل سلطنة عُمان وبريطانيا العظمى وماليزيا سفناً بحرية للمشاركة في تمرين أمان- 19.
وحضر التمرين أيضاً ممثلون عسكريون من بلدان مثل البحرين ومصر ولبنان وقطر والمملكة العربية السعودية وطاجيكستان وتركمانستان والإمارات العربية المتحدة. وتم تكريم كل دولة في حفل تم فيه رفع أعلام الدول المشاركة.
”يمكننا أن نعمل معاً، وأن نبقي خلافاتنا جانباً، لهزيمة الخصوم المشتركين. يتسبب هؤلاء الخصوم في تهديدات مثل القرصنة والإرهاب والاتجار بالمخدرات وتجارة الأسلحة وتهريب البشر،” بحسب ما قال نائب الفريق البحري أخبر أمجد خان نيازي، قائد الأسطول الباكستاني، للمشاركين في تمرين أمان- 19 في بداية التمرين.
وتألف تمرين أمان- 19 من مرحلتين: مرحلة الميناء ومرحلة البحر. وكان من أبرز معالم مرحلة الميناء عقد مؤتمر بحري دولي دام عدة أيام. زار رئيس الأركان البحرية الباكستاني الفريق البحري ظفر محمود عباسي سفن البحرية الأجنبية المشاركة في التمرين.
وفي كلمته أمام رؤساء الوفود متعددة الجنسيات، حث رئيس وزراء السند، سيد مراد علي شاه، تلك القوات البحرية على توحيد جهودها من أجل الصالح العالمي.
وقال “إن باكستان تحد الشواطئ الشمالية لبحر العرب وتقع على مفترق الطرق بين الحضارات العربية، والفارسية، وآسيا الوسطى، والحضارات الصينية والهندية”. “وعلى هذا النحو فإن باكستان تلعب دوراً حيوياً في هذه المنطقة”.
وكان من بين الاحداث البارزة في المرحلة البحرية قيام سفينة البحرية الباكستانية “معاوين”، التي تم تشغيلها قبل أشهر فقط في تشرين الأول/أكتوبر 2018، بعرض للتزود بالوقود مع السفينتين الحربيتين أسلات وسايف أمام المتفرجين الذين كان بينهم الرئيس عارف ألفي.
وبعد العرض مع “معاوين”، قامت أسلات وسايف بعرض تمثل في إطلاق قذائف العمق. وقامت قوات من مجموعة القوات الخاصة للبحرية الباكستانية بالنزول بالحبال من المروحيات وقفزت من القوارب السريعة لمهاجمة الإرهابيين على الشاطئ.
وبلغت العمليات ذروتها باستعراض الأسطول الدولي الذي انضمت إليه السفينة الحربية العمانية “الرحماني”.
كانت باكستان مشاركاً كبيراً في القوات البحرية المشتركة المتمركزة في البحرين. وقد قادت قوة المهام المشتركة 150 التي غطت منطقة عمليات تضم أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وخليج عمان. كما قادت فرقة العمل المشتركة 151 التي شكلت في عام 2009 لمكافحة أعمال القرصنة التي تتخذ من الصومال مقراً لها.
ويبدو أن انضمامها مؤخراً لدوريات الأمن البحري الإقليمية مصمم لتقليل اعتمادها على التحالف العالمي الأوسع نطاقاً لتوفير الأمن الإقليمي.
