المستشفيات السعودية تقدم الدعم الطبي لليمنيين
أسرة يونيباث | الصور بعدسة الإدارة العامة للتواصل الاستراتيجي بوزارة الدفاع السعودية
يعتبر توفير الرعاية الصحية والطبية للعسكريين السابقين من المطالب الملحة، بل وتشتد الحاجة إليها بعد الأزمات. فما كان من الحكومة السعودية، ممثلة بقوات التحالف، إلا أن أنشأت تسعة مستشفيات في الداخل اليمني حتى تساند وزارة الصحة والسكان اليمنية في علاج جرحى الحرب وجميع من يستطيع أن يصل إلى هذه الخدمة من المدنيين دون التفرقة حسب المذهب أو العرق أو اللون أو تمييز جهة عن جهة أخرى.
واُختيرت مواقع المستشفيات بناءً على الموقف العملياتي ودراسة الاحتياج، وجرى اختيار مواقعها وتعريفها على الخرائط وفقاً لمتطلبات القانون الدولي والإنساني، وتم وضع العلامات اللازمة كما تنص عليه برتوكولات ومعاهدات جنيف ليسهل على طالب الخدمة الوصول إلى الموقع. واُختير نوعان من المستشفيات بناءً على عدد الأسرَّة: مستشفى فئة «أ» بسعة 50 سريراً، ومستشفى فئة «ب» بسعة 30 سريراً.
يشرف على هذه المستشفيات التسعة مركز الإسناد الطبي السعودي وقيادة القوات المشتركة، ويعمل بها 355 موظفاً من مختلف التخصصات الطبية، مما يمكنها من تقديم المساعدات الإنسانية لليمنيين في مختلف المناطق الجغرافية.
ويقدم الأطباء الرعاية في تخصصات متعددة؛ مثل الجراحة، والنسائية والولادة، والباطنية، وأطفال الطوارئ، والتخدير، وطب الأسرة والمجتمع. ويساندهم طواقم تمريض في مختلف التخصصات مثل الطوارئ والعناية المركزة والتمريض العام. وتتوفر عناية الأسنان في عيادات خارجية متكاملة. ويساند كل هؤلاء تخصصات طبية مساعدة كالمختبرات والأشعة والعلاج الطبيعي والتخدير وفنيي العمليات مع وجود قابلات لحالات الولادة.
ويحرص مركز الإسناد الطبي وقيادة القوات المشتركة على اختيار هذه التخصصات كافة بناءً على الشهادات المعتمدة والكفاءة لضمان تقديم خدمة طبية متميزة للمريض اليمني.
وقد نجح البرنامج في تحسين الخدمات الصحية اليمنية، إذ خدمت المستشفيات الميدانية السعودية في اليمن 36,000 مراجع في المتوسط شهرياً، ويبلغ عدد الحالات التي تدخلها شهرياً 90 حالة.
وتجدر الإشارة إلى أن الاعتداء الحوثي على كافة قطاعات الدولة تسبب في نقص حاد في الخدمات الصحية في أغلب المناطق بالإضافة إلى هجرة الكوادر الطبية من مناطق الصراع. وعملت المملكة العربية السعودية، ممثلة بقيادة القوات المشتركة ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، على توفير مستشفياتٍ ومراكزٍ للأطراف الصناعية بالإضافة إلى المستلزمات الطبية التي تُوزع بالمجان على المستشفيات والمراكز الطبية.
كما تقدم منحاً علاجية لبعض الحالات التي يتم تحويلها الى بعض الدول المتقدمة طبياً أو المراكز المتخصصة في المملكة؛ ومنها فصل التوائم السيامية التي تطلبت تضافر جهود كوادر مدينة الملك عبد الله الطبية والحرس الوطني للتنسيق والنقل وإجراء هذه الجراحة الدقيقة.
ويشارك مركز الإسناد الطبي في مجموعة من الأنشطة الطبية التطوعية من خلال استضافة فرق التطوع الطبية من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في جميع أنحاء اليمن. ومثال ذلك أن مركز الإسناد الطبي، بالتعاون مع قيادة القوات المشتركة، نظم حملات لطب وجراحة التجميل، وأمراض وجراحة القلب، وأمراض وجراحة العيون.
ولايزال التخطيط مستمراً لاستضافة الحملات التطوعية لرفع المستوي الصحي العام لأفراد المجتمع اليمني وتعزيز الثقافة الصحية ومع مختلف الجهات الداخلية أو الخارجية التي تساهم في العلاج أو الوقاية أو التوعية في المجال الصحي بما يعود بالفائدة على الفرد أو المجتمع ويؤدي إلى تحسين جودة الحياة.
وقد كان اليمنيون حذرين في البداية حين شرعنا في تقديم هذه الجهود الصحية لعدم معرفتهم بأهداف مهمتنا وبما سوف يُقدَّم لهم. ولكن بعدما اتضح لهم سمو هدفنا ونبل غايتنا وجودة الخدمات المقدمة لهم، حدث إقبال كبير على جميع المستشفيات الموزعة في أرجاء البلاد.
إلا أن ما يُقدَّم من جهد طبي على مدار الساعة لا يكفي، اذ مايزال اليمن يحتاج إلى دعم وتبرع المجتمع الدولي لبناء المنظومة الصحية اليمنية وضمان العدالة والمساواة لكافة أفراد الشعب اليمني.
كما يتوجب على المجتمع الدولي أن يضغط على تلك القوى التي تتسبب في الكارثة الإنسانية والأزمة الصحية؛ ونقصد بذلك الحوثيين. فهؤلاء المتمردون لا يراعون حق المريض ويجردونهم من جميع المتطلبات الأساسية للعيش. ويكمن أفضل سبيل بنَّاء لمساعدة اليمنيين في دعم القطاعات الصحية التي تدعمها أو تديرها الحكومة الشرعية في اليمن، ولن ينعم الشعب اليمني بالصحة والرخاء إلا من خلال قنوات جديرة بالثقة تتسم بالمصداقية.
ساهمت وزارة الدفاع السعودية بمعلومات في هذا المقال.
التعليقات مغلقة.