تحت المجهر المجنزرة المرعبة بواسطة Unipath في أكتوبر 21, 2020 شارك Facebook Twitter استخدمت قوات مكافحة الإرهاب الجرافات المدرعة لتدمير دفاعات داعش في أزقة الموصل أسرة يونيباث أثناء معارك تحرير المدن من عصابات داعش الإرهابية، تميز بين الأبطال جندي مجهول آثر العمل في الظل بعيداً عن أضواء الشهرة وبهرجة الإعلام. بطل كان يتقدم الصفوف ويصد مفخخات الإرهابيين ويدمر خطوطهم الدفاعية. صوته المزمجر، يزرع الرعب في قلوب إرهابيي داعش وتقدمه بثقة وثبات قل نظيرهما نحو الهدف يزعزع معنوياتهم ويفقدهم كل أمل في الهروب من المصير المحتوم. إنه سائق الجرافة D7R II المخصصة للعمل العسكري، ن.ض محمد علي عبدالله التابع لجهاز مكافحة الإرهاب. تلك الجرافة المدرعة والتي يصل وزنها الى 29 طن لثقل فولاذ التدريع. هذه الجرافة، المصنعة في الولايات المتحدة من قِبل شركة Caterpillar، والمزودة بالدروع الثقيلة والزجاج المقاوم للرصاص، إذ اقترب وزنها من وزن مدرعة برادلي القتالية. وتحتوي على محرك قوي قادرعلى التغلب على معظم العقبات التي نشرتها عصابات داعش في طريقها. “إن توظيف الجرافة لتكون في مقدمة القوات المهاجمة هو ابتكار بعد حرب داعش للرد على تكتيك تنظيم داعش الفعال باستخدام السيارات المفخخة،” قال ن.ض محمد واسترسل، “أن تكتيك استخدام الجرافات لتتقدم أمام الدبابات وبقية القوات أثناء المعارك لم يكن معمولا به قبل حرب داعش لكنه استُحدِثَ كاستجابة ارتجالية فرضتها التطورات العملياتية الميدانية للحرب غير المتناظرة داخل المدينة.” استخدم إرهابيو داعش تكتيكات عديدة لعرقلة تقدم القوات العراقية وكان أكثرها خطورة هو التكتيك الذي يعتمد على الهجوم المباشر بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون. وكانت إحدى مهمات الجرافة الرئيسية هي شل حركة المفخخات ومنعها من الوصول للرتل المتقدم. “كان الإرهابيون يقطعون معظم الطرق بالسيارات والمعرقلات الأخرى، ويتركون طرق معينة مفتوحة هم يسيطرون عليها، بهدف مباغتة القوة المهاجمة بوابل من العجلات المفخخة وشل حركة الرتل ثم الانقضاض عليه من المنازل المجاورة لتدمير القوة.” وأضاف يقول “لذلك أصبح من المستحيل تقدم أي رتل عسكري دون وجود جرافة في طليعته. لقد كان دور الجرافات مميزاً خلال معارك تحرير الموصل فقد كانت سلاحنا الفتاك في تدمير دفاعات العدو والتصدي للعجلات المفخخة ورفع المعرقلات من الطريق.” جهزت قوات التحالف جهاز مكافحة الإرهاب عام 2016 بهذه الجرافات التكتيكية وأرسلت متخصصين لتدريب المشغلين والفنيين على قيادة وصيانة الجرافات من خلال دورات تخصصية. قبل ذلك، كانت القوات تستخدم جرافات تجارية تعرضت لتدمير كبير من أسلحة العدو نتيجة تعرضها لهجمات كمائن العدو. “تم تدريبنا على قيادة الجرافة في حرب المدن من قبل متخصصين من قوات التحالف. وشمل التدريب التعرف على التقنيات والقدرات التي تتميز بها الجرافة.” ن.ض محمد يروي لمجلة يونيباث “وأجرينا تمرينات عديدة في أرض تحاكي طبيعتها طبيعة أرض المعركة لعدة شهور قبل اشتراكنا بالمعارك. وأدخلت الجرافة لأول مرة اثناء معارك تحرير الموصل.” “تم إضافة الجرافة ضمن معدات الخطة العسكرية لتحرير المدن، حيث تكون في مقدمة الرتل لفتح الطريق وإزاحة السيارات التي يقطع بها داعش الطرق، وطبعا بعض هذه السيارات مفخخ. عادة يكون قطع الطرق بالقرب من مواقع الكمائن ومناطق دفاعات العدو. لذلك يجب انجاز العمل بسرعة فائقة وقبل أن يتمكن العدو من إيقاف حركة الرتل. إضافة الى غلق الأنفاق التي يستخدمها العدو للتنقل لكي لا يلتف علينا ونحاصر.” استرجع ن.ض محمد ذاكرته ليروي كيف تمكن من اعتراض المفخخة قبل وصولها لعجلة قائد الرتل وإبعادها قبل أن يتمكن الانتحاري من تفجيرها. أثناء التقدم باتجاه حي الرفاعي في أيمن الموصل بتاريخ 27 آيار 2017، كُلِّفتُ بواجب التقدم مع فوج المثنى لمكافحة الإرهاب، بقيادة المقدم الركن ثائر سعدون منشد. “لقد تعرضت الجرافة لعدة هجمات قناصة وعبوات ناسفة دون أن تتوقف وكنت اعتمد على الغطاء الناري من رفاقي في الرتل. كان رصاص أسلحة داعش يضرب بزجاج صد الرياح الأمامي للجرافة فيحدث صوتاً مرعباً ويهشم جزءاً من الزجاج لكني اعتدت سماع ذلك الصوت.” يروي ن.ض محمد. “وأثناء انشغالي بقطع الطرق الجانبية كيلا يُهاجم الرتل من الأجنحة، جاءني اتصال عبر الجهاز اللاسلكي من عجلة القيادة (الهمر) الأولى في الرتل والتي تقوم بتوفير غطاء ناري لي، لينبهني إلى هجوم بسيارة مفخخة قادمة باتجاهي من جهة اليمين بسرعة عالية لتفجير الرتل.” كان على ن.ض محمد أن يتصرف بسرعة، حيث شاهد العجلة تبعد 100 متر عنه، وبحركة سريعة أدار عتلة الأستدارة بزاوية 90 درجة وما أن وصلها، أمسكك العجلة بحواف صفيحة الجرافة الأمامية ودفعها للجهة البعيدة عن الرتل حيث انفجرت. “شعرت بحرارة وومضة الانفجار الشديد تهز المقصورة. كان لا يفصلني عن العجلة المفخخة سوى الزجاج المدرع و صفيحة (سٍكّين) الجرافة الفولاذية. كان الانفجار شديد. بحيث تهشمت الزجاجة الأمامية بالكامل لكنها امتصت الصدمة فلم يلحق بي أي أذى.” “برغم قوة الانفجار، لم يصب الجرافة سوى ضرر طفيف في بعض أنابيب الهيدروليك وتم إصلاحها بوقت قياسي لم يؤثر على وتيرة تقدمنا نحو الهدف.” وفي وقت قصير، كان ن.ض محمد – ورفاقه أبطال قوات مكافحة الإرهاب – يواصلون مهمتهم مرة أخرى، ويتقدمون نحو النصر. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.