الكويتيون يجرون دوريات أمنية
خفر السواحل الكويتي يبرز في تنفيذ المهام البحرية متعددة الجنسيات لحماية الخليج العربي
العقيد الركن بحري الشيخ مبارك علي الصباح، خفر السواحل الكويتي
حين تولَّيت قيادة قوة الواجب المختلطة «152» في شباط/فبراير 2019، لم أكن أعلم أنَّ فترة قيادتي ستكون واحدة من أبرز فترات القيادة في تاريخ التحالف البحري متعدد الجنسيات.
وبصفتي ضابطاً في خفر السواحل الكويتي، فقد شعرت بالفخر بتمثيل وطني في الدفاع عن الخليج العربي من الإرهابيين والمجرمين وغيرهم من العناصر الهدَّامة. وقوة الواجب المختلطة «152» جزء من القوات البحرية المشتركة المتمركزة في البحرين، وتضم مجموعة من خيرة رجال البحرية والسفن وطائرات الاستطلاع البحري في العالم.
وقد لعبت جهود الاستعداد الشامل دوراً كبيراً في الكفاءة الواضحة التي ظهر عليها خفر السواحل خلال قيادة قوة الواجب المختلطة «152»، فقد انضم خفر السواحل الكويتي إلى القوات البحرية المشتركة في عام 2010، وكانت مشاركته بمثابة بذرة للكثير من الإنجازات المثمرة.
والتحق الضباط بعدد من أفضل الأكاديميات البحرية وخفر السواحل في العالم وتوسَّعت خبرتهم في إجراء عمليات الأمن البحري في المياه الإقليمية للكويت ومنطقتها الاقتصادية الخالصة. ويكمن العامل الآخر لنجاح الكويت في الدورة التحضيرية للضباط، إذ كان أمامنا متسع من الوقت للتحضير لتسلم قيادة قوة الواجب المختلطة «152».
كما كانت المساندة والتوجيه من جانب الفريق بالبحرية الأمريكية جيمس مالوي – قائد القوات البحرية بالقيادة المركزية الأمريكية والأسطول الخامس الأمريكي والقوات البحرية المشتركة آنذاك – عاملاً كبيراً في النجاح الذي حققناه خلال فترة قيادتنا، إذ تعاونا على تأمين سفن دول مجلس التعاون الخليجي، واستمر هذا التعاون رغم الخلاف الدبلوماسي بين السعودية والإمارات والبحرين وقطر.
وكان أبرز هذه الإنجازات إجراء دوريات مشتركة موسَّعة لتقليص حجم التوترات في الخليج العربي والتصدِّي للأنشطة الهدَّامة المتزايدة التي زعزعت حرية تدفق الشحن التجاري من الخليج العربي وإليه.
وشارك في هذه العملية سفن وقوارب من القوات البحرية وخفر السواحل التابعة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي والعراق، وتكللت جهودها بأكبر عملية دوريات مشتركة وأكثرها استدامة في تاريخ الخليج العربي خلال الفترة من 18 أيَّار/مايو وحتى 29 آب/أغسطس 2019، وشارك أكثر من 60 سفينةً وقارباً في هذه الدوريات المعززة منذ انطلاقها في منتصف عام 2019.
ومن العوامل البارزة في إنجاح هذه الدوريات المشتركة الثقة التي أولاها قادة القوات البحرية وخفر السواحل التابعة لمجلس التعاون الخليجي لقيادة خفر السواحل الكويتي، وترتب على ذلك بالأخص مواصلة الإسهام بالسفن والقوارب والأفراد لتأمين مياه الخليج العربي.
ساهمت قيادة قوة الواجب المختلطة «152» في توسيع مدارك خفر السواحل الكويتي حول مفهوم الأمن البحري؛ ذلك لأنَّ خفر السواحل من الناحية الفنية هو أحد أجهزة إنفاذ القانون التابعة لوزارة الداخلية وليس قوة بحرية بالمفهوم التقليدي.
وكان هدفي حين تولَّيت قيادة قوة الواجب المختلطة الاستمرار في بناء القدرات البحرية لدول مجلس التعاون الخليجي وقوة الواجب المختلطة «152»، وتضمن ذلك رفع الكفاءة البحرية وتعزيز روح التعاون المتبادل، كما تمكنا بفضل الوعي بالمجال البحري من اكتشاف وتحليل مجموعة كبيرة من التهديدات في البيئة البحرية.
واستطعنا الارتقاء ببناء القدرات بين دول مجلس التعاون الخليجي وقوة الواجب المختلطة «152» من خلال الدورات والتمارين المشتركة، وحرصنا على تحسين الأمن البحري من خلال ربط مراكز عمليات القوات البحرية وخفر السواحل التابعة لدول مجلس التعاون الخليجي بمركز العمليات التابع لقوة الواجب المختلطة «152».
وعلاوة على ذلك، فقد استضفنا مؤتمرين أسهما في تيسير النقاش حول التحديات البحرية في الخليج العربي، إذ ناقش مؤتمر قضية تهريب الفحم الصومالي وتهريب المخدرات، وساهم الآخر في زيادة وعي دول مجلس التعاون الخليجي بضرورة النجاح في مقاضاة هذه الجرائم المرتكبة في المجال البحري.
فقد أظهرت قيادتنا لقوة الواجب المختلطة إرادة القوات المشاركة وتضافر جهودها، وسلَّطت الضوء على الأهمية الاستراتيجية لقوة الواجب المختلطة «152» إقليمياً ودولياً.
وقد شهدت قوة الواجب المختلطة «152» خلال قيادة الكويت لها في عام 2019 سلسلة من الأحداث البحرية عظيمة الخطر، ورأيت فيها فرصة مع أنَّ البعض اعتبرها تحدياً:
يوم 12 أيَّار/مايو: تعرَّضت أربع سفن تجارية كانت ترسو في ميناء الفجيرة الخارجي بدولة الإمارات العربية المتحدة لعمليات تخريبية.
يوم 13 حزيران/يونيو: انفجرت ألغام مغناطيسية إيرانية في ناقلتي النفط «فرونت ألتير» و «كوكوكا كورايجس».
يوم 20 حزيران/يونيو: أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة استطلاع أمريكية مسيَّرة فوق المياه الدولية في مضيق هرمز.
يوم 10 تمّوز/يوليو: حاولت خمس سفن هجومية سريعة تابعة لبحرية الحرس الثوري الإيراني الاستيلاء على ناقلة النفط «بريتيش هيريتج».
يوم 19 تمّوز/يوليو: احتجز الحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «ستينا إمبيرو» في مضيق هرمز.
التعليقات مغلقة.