القوات البحرية تتحد ضد التهديدات
باكستان تستضيف النسخة السابعة من تمرين «أمان» لإجراء تدريبات متعددة الجنسيات في بحر العرب
أسرة يونيباث | الصور بعدسة آسوشييتد بريس
وإذ تطمح باكستان إلى توسيع أسطولها لمكافحة التهديدات المشتركة في البحار، استضافت التمرين البحري «أمان 21» بمشاركة العشرات من الشركاء البحريين في بحر العرب.
وقد اشتملت فعاليات تمرين «أمان» في نسخته السابعة منذ عام 2007 على عروض الرماية بالمدفعية البحرية، ومهام البحث والإنقاذ البحري، والغارات الشاطئية، والاستطلاع الجوي، واستعراض الأسطول الدولي في المياه قبالة سواحل كراتشي في شباط/فبراير 2021.
وقال الفريق أول بحري أمجد خان نيازي، رئيس أركان القوات البحرية الباكستانية، خلال فعاليات التمرين التي جرت على مدار أسبوع كامل: “تظهر تدريبات «أمان 21»، التي تأتي تحت شعار «معاً من أجل السلام»، التزام باكستان بالسلام، وتعزيز الأمن البحري الإقليمي، والارتقاء بقدرات التوافق العملياتي بين القوات البحرية الإقليمية وغير الإقليمية.”
ويهدف هذا التوافق العملياتي إلى تأمين المياه الإقليمية من خطر القرصنة والإرهاب والتهريب والاتِّجار بالبشر، وقد لاحظ قادة القوات البحرية أنَّ نسبة 80% من نفط العالم تمر عبر بحر العرب والمحيط الهندي على مقربة من سواحل باكستان.
وتكمل تدريبات «أمان» أنشطة القوات البحرية المشتركة متعددة الجنسيات المتمركزة في قاعدتها بالبحرين، وهي عبارة عن قوات مهام تولَّت باكستان قيادتها أكثر من 12 مرة لحماية بحر العرب وخليج عُمان والممرات البحرية الأخرى.
وقال السيد نوفيل شاه روخ المحلل الأمني بمعهد الدراسات السياسية في إسلام آباد: “منذ عام 2007، منح التمرين المشاركين فرصة تدريبية فريدة لتطوير وممارسة التكتيكات التي تساعدهم على تعزيز العلاقات المتبادلة التي تساهم في أمن وسلامة الممرات البحرية في محيطات العالم.”
واستقبلت كراتشي ممثلين عن 45 دولة للمشاركة في فعاليات تمرين «أمان 21» المقسمة إلى مرحلتي “البر” و “البحر.” ففي مرحلة البر، عقد الفريق أول نيازي لقاءات مع عدد من الشركاء البحريين المهمين، كالعميد بحري كيرت رينشو من القوات البحرية بالقيادة المركزية الأمريكية، واللواء بحري أحمد بن محمد، نائب قائد الأسطول الشرقي للقوات البحرية الملكية السعودية.
كما استضاف قائد البحرية الباكستانية العقيد هشام خليل مبارك الجراح قائد القوة البحرية الملكية الأردنية، والعميد وائل عبد المحسن شاهين مدير مركز العمليات البحرية بالعراق.
كما شارك في مؤتمر استضافه المعهد الوطني للشؤون البحرية في باكستان على مدار عدة أيام عدد من كبار الشخصيات كالفريق أول بحري صامويل بابارو قائد القوات البحرية بالقيادة المركزية الأمريكية آنذاك، إذ شارك في المؤتمر عبر الإنترنت، واستعرض الجهود متعددة الجنسيات لتأمين غربي المحيط الهندي من التهديدات التي يسلِّم بها الجميع.
وفي مرحلة البحر، نزل رجال العمليات الخاصة بالبحرية الباكستانية (نيفي سيلز) على الشاطئ من المروحيات بالحبال بمساعدة الزوارق الهجومية والمظليين في إطار تدريبات لمكافحة الإرهاب بالقرب من قاعدة مشاة البحرية الرئيسية بالبلاد. وفي عمق البحر، ركَّزت مدفعية السفن وقذائف الأعماق على الأهداف العائمة والغاطسة، وأجرت مروحيات وطائرات ثابتة الجناحين تدريبات استطلاعية وتدريبات على مهام البحث والإنقاذ.
وذكر العميد بحري نفيد أشرف، قائد الأسطول الباكستاني، في كلمة ألقاها عند انطلاق تمرين «أمان 21» أنَّ التعاون والجماعية في حماية الأمن البحري كانا بمثابة ”الروح الكامنة“ في فعاليات التمرين البحري.
وأشاد بمشاركة بلاده في القوات البحرية المشتركة منذ عام 2004، إذ تحظى هذه المشاركة بأهميتها بين البلدان التي يرتبط ازدهارها وتقدمها بالمحيطات “ارتباطاً شديداً.” كما أشاد بصمود باكستان في “مجابهة خطر الإرهاب.”
وتجدر الإشارة إلى أنَّ باكستان تولَّت قيادة قوة المهام المشتركة «150» التابعة للقوات البحرية المشتركة أكثر من 12 مرة وتساهم بأكبر عدد من القوات والقطع البحرية من بين دول الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وتضم منطقة عمليات قوة المهام عدداً من أكثر الممرات الملاحية ازدحاماً في العالم في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وخليج عُمان.
وقال العميد أشرف: “إننا على استعداد للتحرك والعمل سوياً للقضاء على التهديدات التي تثير قلقنا جميعاً، وهي تهديدات لا يمكن لدولة واحدة أن تتصدَّى لها بمفردها.”
كما أكدت باكستان على رغبتها في لعب دور أكبر في جهود صون الأمن البحري الإقليمي، إذ شكلت في عام 2018 «دوريات الأمن البحري الإقليمي» لحماية مصالحها الأمنية وأعلنت عن نيتها في توسيع وتحديث أسطولها البحري.
مصر تعزز قوتها البحرية
أدخلت البحرية المصرية فرقاطة جديدة إيطالية الصنع الخدمة، في إطار خطتها للنهوض بالاستعداد القتالي للدفاع عن مصالح الدولة في البحر الأحمر والبحر المتوسط وقناة السويس.
فقد وصلت الفرقاطة «الجلالة» إلى قاعدة الإسكندرية البحرية في كانون الأول/ديسمبر 2020، وهي واحدة من فرقاطتين تعاقدت مصر على شرائهما من شركة «فينكانتيري» الإيطالية، وتبلغ أقصى رحلة بحرية للفرقاطة «الجلالة» 6,000 ميل بحري، وتأتي مجهزة بمنظومة تسليح حديثة لإجراء عمليات الأمن البحري في البحر الأحمر والبحر المتوسط.
وخلال مراسم تسلم الفرقاطة، ألقى الفريق أحمد خالد، قائد البحرية المصرية، كلمة أكد فيها على حرص الدولة على تحديث أسطولها بسفن من بلدان كإيطاليا.
وتحرص البحرية المصرية على تصنيع سفنها الحديثة بنفسها، ومن القطع الحربية التي تريد إنتاجها بالاشتراك مع شركائها: فرقاطة فرنسية من طراز «جوويند»، وفرقاطة ألمانية من طراز «ميكو إيه- 200»، وزورق دوريات أمريكي بطول 28 متراً.
ويكشف هذا الحرص الكثير عن الدور الذي تتوقع مصر أن تلعبه قواتها البحرية خلال السنوات والعقود المقبلة، ويتطلب إنتاج السفن وأعمال الإصلاح والصيانة اللاحقة كوادر ماهرة وبنية تحتية كأحواض بناء السفن والأرصفة.
وجدير بالذكر أنَّ البحرية المصرية قد تأسست في ستينيات القرن العشرين وتتخذ من الإسكندرية مقراً لها، وتمتلك أكبر أسطول في الشرق الأوسط وإفريقيا، ومنوط بها حماية السواحل المصرية التي يبلغ طولها 2,000 كيلومتر، وتمتلك البحرية المصرية في صفوفها أكثر من 32,000 منتسب.
التعليقات مغلقة.