تحت المجهر الدروس المستقاة بواسطة Unipath آخر تحديث يناير 17, 2020 شارك Facebook Twitter أكاديميات الدفاع العراقية حدّثت التمارين والمناهج لتعكس الوضع الأمني الخاص في العراق اسرة يونيباث إن أسس بناء قوات منضبطة ومهنية تتطلب إعداد وتدريب ضباط مهنيين يؤمنون بالعقيدة العسكرية ويحترمون الشرف العسكري ويلتزمون بقواعد الاشتباك. وما حققته دائرة التدريب التابعة لوزارة الدفاع العراقية في إعادة بناء الجيش في فترة زمنية قصيرة وفي ظل ظروف امنية خطيرة إذ كانت تسيطر عصابات داعش الإرهابية على مساحات شاسعة من البلاد، هو بمثابة ملحمة بطولية تضاف الى سجل الملاحم التي سجلها أبناء الرافدين عبر التاريخ. التقت مجلة يونيباث السيد معاون رئيس أركان الجيش للتدريب، الفريق الركن صلاح الدين مصطفى كمال ليتحدث لنا عن بناء وإعداد ضباط مهنيين وعن خطط رئاسة الأركان في العودة للسياقات وبناء جيش عقائدي محترف تحاكي في صلابتها أسس الجيوش الحديثة. يونيباث: ماهي المؤسسات العراقية المشرفة على تدريب الضباط العراقيين وكيف يمكنها محاكاة مناهج الأكاديميات والجامعات العسكرية في الدول المتقدمة؟ الفريق صلاح الدين: لدينا جامعة الدفاع للدراسات العسكرية والتي تنضوي تحت دائرة التدريب والمتخصصة في اعداد وتدريب الضباط والقادة وتضم الكلية الأولى، والثانية، والثالثة والرابعة وتضم أيضا كلية القيادة وكلية الأركان وكلية الحرب وكلية الدفاع الوطني ومعهد اللغات العسكري ومركز الدراسات الاستراتيجية. والجامعة لديها تواصل مع الكليات العسكرية العالمية. ومن خلال البحوث القيمة والدراسات التي يقدمها مركز الدراسات الاستراتيجية، تواكب الجامعة التطور الذي يشهده العالم في مناهج التدريس والتدريب العسكري. إضافة الى العمل المتواصل مع شركائنا في قوات التحالف الدولي الذين يساهمون في تدريب وتطوير القدرات سواء في تدريب الوحدات العسكرية او في اقسام جامعة الدفاع الوطني. ويلعب معهد اللغات دورا كبيرا في عملية إعداد ضباط يتحدثون لغات اجنبية ويوفر دورات سريعة في اللغة الإنكليزية وانه لمن الركائز المهمة ان يتحدث أفراد الجيش لغات متعددة. اللغة الاجنبية تمكن الضابط من الاشتراك في دورات في دول الخارج لاكتساب التدريب المتقدم ويمكنه من خلالها فهم آلية عمل سلاحه. يونيباث: أين تبعثون الضباط للدراسة في الخارج؟ الفريق صلاح الدين: لدينا طلاب في كلية سانت هيرس وفي كليات عسكرية في المانيا وباكستان ونرسل وفوداً للكليات العسكرية الأمريكية. كما لدينا تعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة اذ إستفدنا من وجود مراكز تدريب متقدمة فنوفد قوات النخبة للتدريب هناك. إضافة لوجود برامج تدريب تخصصية في الولايات المتحدة مثل تدريبات القوة الجوية العراقية على طائرات أف 16 المتطورة. كما كان لدينا عقد للقوة البحرية مع إيطاليا لتدريب القوة البحرية العراقية على الاستخدام الأمثل للقطع البحرية الحديثة. يونيباث: كيف تُكَيًف المديرية التدريب ليتناسب مع الوضع الامني الخاص بالعراق؟ الفريق صلاح الدين: مثلما لكل بلد خصوصية فالعراق بلد يختلف عن بقية البلدان من حيث التركيبة السكانية والموقع الجغرافي. وهذا أيضا ينطبق على التهديدات المحيطة بأمننا الوطني، لذلك لابد ان تكون لدينا مناهج دراسية تتناسب والتهديدات والتحديات التي تواجهنا. كما ذكرت في بداية حديثي، لدينا مركز متخصص في الدراسات الاستراتيجية وتحديد التهديدات التي تواجهه البلد في الوقت الحاضر والتهديدات المستقبلية ووضع حلول لسيناريوهات مستقبلية محتملة. عندما نضع منهجا لتدريب الضباط، فاننا ناخذ بنظر الاعتبار ظروف العراق الخاصة كالتضاريس والمناخ والموقع الجغرافي والتهديدات المحلية والاقليمية التي واجهناها سابقا وتلك التي نتوقع مواجهتها مستقبلا. يونيباث: العراق بلد متعدد الأطياف، كيف تمنع الكليات العسكرية التمييز الطائفي والعرقي وتحث على الولاء للوطن؟ الفريق صلاح الدين: نحن ننظر للطالب بمنظور وطني والجميع متساوون امام قوانين الكلية بغض النظر عن مسقط رأس الطالب سواء في شمال أو وسط أو في جنوب العراق. نحن نقيم إمكانياته وكفاءته وإدائه ولاعلاقة لنا بلونه ودينه وعشيرته. ولدينا محاضرات مركزة لتقوية الأواصر الوطنية ومبدأ الولاء للوطن. والجيش مؤسسة مستقلة تحتضن الجميع وفوق الميول والتوجهات التمييزية او الاقصائية أساسها الولاء للوطن. نركز على بناء الضابط بناءً مهنيا صحيحا، قدوة ليقتدي به جنود الوحدات التي ينسب اليها. يونيباث: كيف يتم تحويل الدروس المستنبطة من انتصارات قوات النخبة العراقية في ساحات القتال ضد الجماعات الإرهابية الى مادة دراسية؟ الفريق صلاح الدين: لدينا مركز الدراسات الأستراتيجية ولدينا فريق متخصص بتحليل الدروس المستنبطة من المعارك ضد عصابات الإرهاب. كما تعرف فان داعش عدو غير نظامي أو تقليدي، لذلك كنا من اول الجيوش التي تخوض حرباً غير نظامية واسعة ضد مجاميع مسلحة تمتلك إمكانيات ضخمة. التكتيكات التي نتبع في المعركة والحلول التي نبتدع عند بروز مشاكل وتكتيكات العدو وخططه نحيلها جميعا الى مناهج تدريبية للمقاتلين من جنود وضباط صف وضباط. أن المعارك التي شاركت بها قواتنا المسلحة بصورة عامة ورجال العمليات الخاصة بالتحديد، كانت معارك فريدة من نوعها ويمكن ان تكون دروسا ليس فقط للجيش العراقي بل لكافة جيوش العالم لانها حروب غير متناظرة لم يسبق لكثير من الجيوش مواجهتها. وفي سبيل ذلك، نحن نسعى لعقد أو حضور مؤتمرات تبادل الخبرات مع الدول الصديقة والشقيقة لنشاركهم خبرتنا في حرب الأنفاق وتحرير المدن الكبيرة ومعالجة السيارات المفخخة وقد ذهب رجال العمليات الخاصة العراقية للاردن لهذا الغرض في أواخر 2018. يونيباث: لقد لعبت دائرة التدريب دورا كبيرا بالحرب الإعلامية ضد داعش، حيث وظفتم مديرية المطابع العسكرية لطباعة ملايين المنشورات، هل لك ان تحدثنا عن هذه المهمة؟ الفريق صلاح الدين: نعم، الحرب ضد عصابات داعش أجبرتنا أن ننفذ واجبات ومهمات خارج نطاق مسؤولياتنا. والعراقي منذ الأزل يبتكر الحلول للتحديات التي تواجهه، ومديرية المطابع العسكرية خير مثال على ذلك. فدور المديرية الطبيعي، هو طباعة مناهج وكراريس التدريب ومنشورات وزارة الدفاع، أي عمل روتيني محدود وفي زمن السلم. لكن ضرورات المعركة اجبرتنا على استخدام المطابع العسكرية لطباعة الملايين من المنشورات للتواصل مع أهلنا في المناطق التي كانت ترزح تحت براثن داعش. لم تكن لنا وسيلة أخرى للتواصل، لأن عصابات داعش منعت مشاهدة قنوات التلفزيون واستخدام الهواتف النقالة وحجبت الأنترنت، لذلك كانت طريقة التواصل المثلى هي المنشورات التي تلقى من الطائرات على طريقة الحروب القديمة. وبرغم قدم أجهزة الطباعة وقلة عدد العاملين، كان رجال المطابع يعملون على مدار الساعة لطباعة اعداد هائلة من المنشورات التي كان يجب انتاجها بالوقت المحدد. يونيباث: ماهي الثمار التي جنتها دائرة التدريب من الشراكة الدولية؟ الفريق صلاح الدين: انا حاليا اتحدث معكم من معسكر التاجي، وهو من اعرق المعسكرات العراقية ويضم مراكز تدريب. جئت لزيارة اللواء 23 أثناء التدريب الذي تقوم به قوات التحالف والقوات العراقية. كنت في زيارة لميدان الرمي وتصفير الأسلحة. تدريب وتجهيز اللواء بالأسلحة والمعدات. هذا من ثمار التعاون مع القوات الصديقة، ولكن ليس موضوع التدريب فحسب، بل التجهيز كذلك. وهنا التدريب يشمل عدة أنواع: التدريب الفردي، التدريب التعبوي، التدريب الاجمالي، والتدريب التخصصي والاخير مخصص للصنوف مثل الصاعقة والمدفعية والتدريب على الأسلحة التخصصية مثل الرشاشات المتوسطة والثقيلة وأسلحة القنص والتدريب الكيماوي. لقد استفدنا الكثير من القوات الصديقة، الفائدة متبادلة، هم يستفيدون من خبراتنا على الأرض ومعرفة السكان ولغاتهم وثقافاتهم وتضاريس سوح المعارك ونحن نستفيد من التقنيات الحديثة والتكتيكات المتقدمة التي يستعملون. يونيباث: سمعنا في اكثر من مناسبة تركيز السيد رئيس اركان الجيش على موضوع “العودة للسياقات” هل لك ان تحدثنا عن هذا الموضوع؟ الفريق صلاح الدين: مقولة السيد الفريق اول الركن عثمان الغانمي، رئيس أركان الجيش دقيقة ومهمة جدا. كما يعرف الجميع، أن الجيش العراقي جيش عريق عمره حوالي 98 سنة، لديه سياقات وثوابت مهنية بني عليها. هذه الثوابت شكلت الاطر العامة لسلوكيات منتسبي الجيش ومهنيتهم. لكن بسبب الظروف العصيبة التي مر بها العراق وعدم الاستقرار الأمني و تحول الخدمة العسكرية من الاجبارية الى الاختيارية بعد عام 2003 وعدم مراعاة السياقات العسكرية المتبعة في الانضباط، إضافة لوجود محسوبيات في التعيين والتجنيد، استطاع افراد غير منضبطين الانضمام الى المفارز العسكرية المكلفة بمهام نقاط التفتيش في بعض المناطق الساخنة مما أدى لفقدان الثقة بين الجيش والمواطنين. وما حدث في الموصل عام 2014 خير دليل على ما ذكرت، لذلك كان قرار القيادة بعد نكسة الموصل هو بناء جيش مهني منضبط قادر على درء التهديدات وبسط الأمن. وبرغم بطء التدريب، استطعنا خلال فترة وجيزة إعادة بناء الوحدات بناءً صحيحا ولم نسمح بتجاهل أي جزء وان تناهى بالصغر من السياقات العسكرية. وركزنا على انتقاء الأشخاص الذين تتوفر فيهم مواصفات الجندي المثالي. وكانت النتائج إيجابية جدا حيث خاضت قواتنا معارك مشرفة ضد عصابات داعش الإرهابية واليوم لدينا قوات مهنية تحضى باحترام الشعب والقيادة. وأصبح شعارنا هو “العودة للسياقات،” أي العودة لسياقات الضبط والاحترام والالتزام والمهنية. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.