الحياة البحرية يمكن أن تغدو الضحية التالية للحوثيين
أسرة يونيباث
توجد ناقلة نفط ضخمة في حالة متدهورة راسية قبالة سواحل اليمن وعلى متنها أكثر من مليون برميل من النَّفط الخام، وهي معرَّضة لخطر تسرب هذا النَّفط إلى المياه العامرة بالحياة البحرية.
كشف موقع أخبار الأمم المتحدة أنَّ سفينة تخزين النَّفط العائمة يابانية الصنع «صافر»، التي تبلغ سعتها 3.1 مليون برميل، ترسو بصفة دائمة على بعد مايقارب من 4 أميال من ميناء رأس عيسى اليمني على البحر الأحمر منذ عام 1988، وتقول المنظمة البحرية الدولية إنها لم تخضع للفحص أو الصيانة منذ عام 2015.
وهذه السفينة محملة بكمية من النَّفط المستخرج من حقول محافظة مأرب اليمنية، ووقعت في أيدي المتمردين الحوثيين حين سيطروا على تلك البقعة من سواحل اليمن في آذار/مارس 2015، وأكدوا أحقيتهم في السفينة وحمولتها، وهددوا في تموز/يوليو 2020 بتفجيرها إذا سقطت مدينة الحديدة الساحلية في أيدي الحكومة اليمنية الشرعية التي تعترف بها الأمم المتحدة.
وذكر المهندس أحمد كليب، المدير العام السابق في شركة صافر لعمليات الاستكشاف والإنتاج، وهي الشركة التي تدير السفينة «صافر»، أنَّ العديد من أنظمة السفينة متآكلة أو متعطلة، ومثال ذلك أنَّ عملية إصلاح أنبوب مقطوع تسبب في تسرب مياه البحر إلى غرفة المحرك حتى غمرتها استغرقت خمسة أيام في أيَّار/مايو 2020.
ومنع الحوثيون خبراء أمميون من فحص السفينة، وأبلغت السيدة رينا غيلاني، مديرة العمليات بمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مجلس الأمن الدولي في حزيران/يونيو 2021 أنَّ الحوثيين وافقوا على السماح بفحص السفينة لكنهم “يحجمون عن تقديم الضمانات الملموسة اللازمة للمضي قدماً.”
وبعث السيد وليد القدمي، وكيل أول محافظة الحديدة، رسالة تنبيه للمجتمع الدولي حين غرَّد في كانون الأول/ديسمبر 2021 قائلاً: “هناك تسريب من أنبوب النَّفط الممتد إلى الخزان صافر، وستحل كارثة في البحر الأحمر.. وأدعو الدول المطلة على البحر الأحمر بقيادة السعودية واليمن ومصر إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وسريعة تجاه هذه الكارثة البيئية.”
تشير تقديرات الخبراء إلى أنه بالنظر إلى كمية النَّفط التي تحتويها السفينة «صافر»، فيمكن أن ينسكب منها أربعة أضعاف كمية النَّفط التي تسربت من السفينة «إيكسون فالديز» في مضيق الأمير ويليام بأمريكا الشمالية في عام 1989، ويمكن أن تكلف عملية التنظيف 20 مليار دولار أمريكي. المصادر: الجارديان، أخبار الأمم المتحدة، رويترز
التعليقات مغلقة.