الجيش القطري يتطلع إلى تدريب متقدم
الجيش الأمريكي يُطلع القطريين على الابتكارات الجديدة في مركز التدريب الوطني
أسرة يونيباث | الصور بواسطة الجيش الأمريكي بالمنطقة المركزية
أثناء زيارة وفد من القوات البرية القطرية لمركز التدريب الوطني في قاعدة فورت إروين بولاية كاليفورنيا في شباط/فبراير 2024، التي تعتبر تضاريسها بيئة واقعية للتدريب على معارك الدبابات والمشاة، أجرت مجلة يونيباث مقابلة مع المقدم محمد الكواري، حدثنا فيها عن قدرات المركز وسبل تنمية مهارات القوات الصديقة به.
يونيباث: ما هو رأيكم في مركز التدريب الوطني للجيش الأمريكي؟
مقدم محمد: في أثناء الزيارة الأولى لمركز التدريب الوطني للجيش الأمريكي وجدته من أفضل مراكز التدريب على مستوى العالم، فهو يضم منظومة متكاملة من المرافق والتقنيات الحديثة التي تجعل المتدرب يعيش أجواء المعركة، إذ أن أجواء التمرين واقعية جداً وتعكس ظروف المعركة الحقيقية من تضاريس وعرة وقتال في المدن الآهلة بالسكان ومعارك المدرعات على الأراضي المفتوحة والمناطق الجبلية.
يونيباث: كيف يمكن الاستفادة من التقنيات والخبرات المتوفرة في المركز لتطوير خبرات القوات المسلحة القطرية؟
مقدم محمد: الجيش الأمريكي يمتلك قدرات وموارد كبيرة في اقتناء وابتكار التقنيات الحديثة التي تساعد في تحديد مواقع العدو وتوجيه ضربات دقيقة إضافةً إلى حماية القوات من النيران المعادية، كما يمتلك تقنيات متقدمة في مجال التمارين القتالية حيث يُزوَّد كل جندي ومركبة بمستشعرات خاصة تمكن قائد التمرين والمراقبين من تحديد موقع القوات ومعرفة مدى إصابة كل جندي أو معدة عسكرية في ساحة المعركة وهذا يحدد نجاح أو فشل القوات في تحقيق الأهداف المُكلفة بها كما يحدد الأخطاء التي ارتكبها قادة الفصائل أو السرايا من أجل تجنبها في المستقبل. هذه التقنيات المتطورة مهمة جداً لتقييم إداء القوات وتطوير قدراتها وبالتأكيد نستطيع الاستفادة من هذه التقنيات بإرسال العديد من المتدربين سواء من الضباط أو ضباط الصف بشكل مستمر من أجل اكتساب الخبرات الميدانية والاطلاع على التقنيات الحديثة المستخدمة في التمارين وإمكانية توظيفها في مراكز التدريب التابعة لقواتنا المسلحة.
يونيباث: كيف يمكن للشراكة مع قوات الولايات المتحدة الأمريكية أن تفيد التدريبات والتمارين المشتركة؟
مقدم محمد: تعتبر الشراكة مع القوات الأمريكية في مجال التدريبات والتمارين ذات أهمية قصوى للجيش القطري، حيث تربطنا علاقة طويلة الأمد مع جيش الولايات المتحدة الأمريكية والتدريبات والتمارين مع القوات الأمريكية تعود علينا بالفائدة الكبيرة من حيث اكتساب الخبرات وتوظيف التقنيات الحديثة في المعارك، فالجيش الأمريكي خاض حروب عديدة في تضاريس مختلفة وظروف صعبة مثل الحرب العالمية الثانية وفيتنام والحرب العالمية ضد الإرهاب ولايمكن تقدير الفائدة التي نجنيها من إشراك هذا الكم الهائل من التجارب الميدانية معنا.
يونيباث: هل تفكرون في إرسال وحدات من الجيش القطري لتلقي التدريب في المركز؟
مقدم محمد: بعد زيارتنا الأولى والتعرف على المرافق ووسائل التدريب في مركز التدريب الوطني سوف تكون من أولوياتنا إرسال أعداد متتالية من منتسبي الجيش القطري للتدريب في هذا الصرح المهم كما نتمنى المشاركة على مستوى السَرية للتدريب مع أقرانهم في الجيش الأمريكي وتبادل الخبرات والتكتيكات.
هذا المركز يمتد على مساحة 2,600 كيلومتر مربع من التضاريس الوعرة التي تزود المشاركين بالخبرة في التعايش مع ظروف المعركة وكيفية بناء دفاعات وتحصينات بعد تحرير أي منطقة والمكوث في مواضع القتال لأيام قبل إكمال التقدم نحو أهداف أخرى أو صد هجمات العدو. كما أن المركز يشجع القادة الميدانيين على التفكير العميق في وضع الخطط وتأمين طرق الإمداد لمسافة تترواح من 50 إلى 100 كيلومتر وخوض معارك بدائية دون استخدام التقنيات الحديثة وهذا بحد ذاته تحدي كبير يعد القادة لخوض المعارك تحت جميع الظروف. سنكتسب خبرات و نتبادل معهم الخبرات من حيث عقيدة القتال وطرق التدريب وخوض المعارك في بيئة صحراوية وحماية المنشآت الحيوية والدفاع عن السواحل.
التعليقات مغلقة.