التزام كازاخستان بالسلام
البلاد تبعث قوات للمشاركة في بعثات حفظ السلام المتعددة الجنسيات التابعة للأمم المتحدة
سلطنات بيرديكيفا
في عام 2003، أرسلت كازاخستان قوات للمشاركة في أول بعثة دولية لحفظ السلام خارج حدود الاتحاد السوفياتي السابق. ووصل الجنود إلى العراق كجزء من عملية حرية العراق التي قادتها منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي السنوات التي تلت المهمة في العراق، خدمت وحدات صغيرة من حفظة السلام الكازاخيين في جميع أنحاء العالم.
بسبب نجاح هذه البعثات المبكرة، أعلنت كازاخستان – الدولة الواقعة في آسيا الوسطى- عن خطط في عام 2018 لتوسيع النطاق الجغرافي لعمليات حفظ السلام الدولية التي تتم تحت مظلة الأمم المتحدة.
ثم قام الرئيس نور سلطان نزار باييف بنشر جنود حفظ السلام الكازاخيين في لبنان في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2018. ويعمل حوالي 120 جندياً كازاخيا، من بينهم نساء، في إطار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان إلى جانب حفظة السلام الهنود. وتمثل البعثة في لبنان أكبر قوة ترسلها كازاخستان إلى الخارج منذ عملية حرية العراق.
وبالإضافة إلى ذلك، سيعمل 40 من حفظة السلام من كازاخستان كمراقبين عسكريين وضباط أركان تابعين للأمم المتحدة في قبرص والهند وباكستان والصحراء الغربية والشرق الأوسط.
![](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2019/10/180816-Z-BT406-0647_edit.jpg)
وقال نائب وزير الدفاع، تالغات مختاروف، أن هذه القوات المدربة تدريباً جيدا والمتعددة اللغات تؤدي دوراً أكبر فيما يتعلق بتنمية كازاخستان. وهم يجعلون من كازاخستان لاعباً لدور أكبر على المسرح العالمي، ويعززون مكانة البلاد الدولية، ويعودون من الخارج محملين بدروس عملية لتدريب وتعليم زملائهم العسكريين في الداخل.
وقال خيرت عمروف، الممثل الدائم لكازاخستان لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن في أيلول/سبتمبر 2018، “نحن مقتنعون بأن المشاركة النشطة للبلدان الجديدة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، بما في ذلك عمليات الانتشار المشتركة، سوف تنتج طاقة جديدة وتؤدي إلى كفاءة أكبر فيما يتعلق بعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام”.
وذكّر عمروف مجلس الأمن باستراتيجية كازاخستان الثلاثية الأبعاد لمنع نشوب الصراعات: تعزيز الأمن والتنمية الاقتصادية، واستخدام نهج إقليمي استراتيجي لحل المشاكل، وتحسين التنسيق بين وكالات الأمم المتحدة. وأشار عمروف إلى أن كازاخستان قامت بدور دبلوماسي بناء في محاولة تحقيق السلام في أفغانستان وسوريا.
وتولت كازاخستان، بوصفها عضواً غير دائم في مجلس الأمن، رئاسة المجلس الأولى في كانون الثاني/يناير 2018، ومارست خلال هذه الفترة ضغوطاً من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في أفغانستان. كما ترأست وفداً من مجلس الأمن إلى أفغانستان — وهو الأول منذ عام 2010 — للحصول على تقييم ميداني للحالة.
عقدت كازاخستان محادثات سلام شارك فيها المتحاربون في الحرب الأهلية السورية، والتي أطلق عليها عملية الأستانا، وأدت الجولة الرابعة من هذه المحادثات إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دعمته روسيا وإيران وتركيا في عام 2017. ويرى الدبلوماسيون الكازاخيون أن هذه التجارب مفيدة لبناء الخبرة الدبلوماسية ومنحهم القدرة على الاستجابة للأزمات الدولية واكتساب الاعتراف والمصداقية على الصعيد العالمي كصانعي سلام.
بروز الكازاخيين كحفظة سلام
لقد اكتسبت الدولة الواقعة في آسيا الوسطى تدريجياً خبرة في حفظ السلام. بحلول الوقت الذي أضفت فيه كازاخستان الطابع الرسمي على دورها من خلال التصديق على قانون حفظ السلام في عام 2015، كانت قواتها قد خدمت بالفعل في كوت ديفوار وهايتي والعراق وطاجيكستان والصحراء الغربية. وقبل تلك البعثات كان هناك انتشار للجنود خلال الحرب الأهلية في طاجيكستان في التسعينات كجزء من وحدة حفظ السلام التابعة لرابطة الدول المستقلة التي كلفت بحماية الحدود الطاجيكية الأفغانية.
وخفضت كازاخستان عدد قوات حفظ السلام الخاصة بها في طاجيكستان بعد مقتل 17 جندياً وإصابة 33 آخرين في كمين نصبته لهم قوات المعارضة الطاجيكية المتحاربة في عام 1995. في عام 2011، كانت السلطات الكازاخستانية على استعداد لإرسال أربعة ضباط عسكريين للانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، ولكن تم إلغاء تلك المهمة لأسباب أمنية.
منذ عام 2014، شارك 11 ضابطاً من كازاخستان في عمليات الأمم المتحدة للحفاظ على الأمن خلال الاستفتاء في الصحراء الغربية وعملية حفظ السلام في كوت ديفوار. وقد عُين بعضهم في مناصب قيادية ضمن قوات حفظ السلام. وخلال حرب العراق في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قدم ما يقرب من 300 جندي كازاخستاني الدعم في مجال حفظ السلام والشؤون الإنسانية على مدى خمس سنوات. وشملت عملياتهم إيصال المساعدات الإنسانية، وتوجيه حركة المرور، وتأمين القوافل، وتوفير دفاع المحيط والدفاع عن القاعدة العسكرية.
وساعد 27 مهندساً عسكرياً في تطهير ما يقرب من 5 ملايين لغم ومتفجر في العراق. وساعد الضباط الكازاخيون أيضاً في تصفية 6718 متراً مكعباً من المياه في العراق. ومنذ عام 2005، قدم مدربون من القوات المسلحة الكازاخية التدريب لـ 572 من طلاب الأكاديمية العسكرية العراقية، وعمل أطباء من كازاخستان بشكل وثيق مع الموظفين الطبيين في قاعدة “دلتا” الأمريكية التي قدمت المساعدة الطبية للسكان المحليين وجنود التحالف.
![](https://unipath-magazine.com/wp-content/uploads/2019/10/180817-Z-ID851-1004-edit.jpg)
رقيب براين كالهون/الحرس الوطني الأمريكي
التعليقات مغلقة.