Getting your Trinity Audio player ready...
|
أسرة يونيباث | الصور بعدسة القوات المسلحة السعودية
أنه سيناريو مرعب حقا! فها هو تنظيم إرهابي أو فاعل خبيث يطلق طائرات مسيَّرة تحمل أسلحة كيماوية فتاكة تستهدف منشآت عسكرية، ولا تسلم من شرها أحياء مدنية.
فما كان من القيادة المركزية الأمريكية إلا أن عملت كتفاً الى كتف مع حلفائها وشركائها في الشرق الأوسط ووسط آسيا لمنع مثل هذه السيناريوهات التي تنطوي على أسلحة دمار شامل، وكُللت جهودهم بختام تمرين «درع الوقاية» العسكري بنجاح في أيَّار/مايو 2024.
جرت فعاليات التمرين في مدينة الملك فهد العسكرية في الدمام بالمملكة العربية السعودية، واستجابت القوات المسلحة والأجهزة المدنية وكأنها فريق واحد لمحاكاة هجوم بالمسيَّرات حتى لا تُخرب البلاد ولا تُسفك دماء العباد، وأُقيمت النسخة الرابعة من تمرين «درع الوقاية» بعد تدريب مكثف بين القوات السعودية والأمريكية لمواجهة الهجمات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية التي يمكن وقوعها.
جرى التحضير للتمرين طيلة أشهر، وأعرب العميد السعودي سامي العليان، رئيس فريق التخطيط للتمرين، عن رضاه بعد أن حقق التمرين أهدافه.
فقال: ”تخلل تمرين «درع الوقاية 4» العديد من الندوات والمحاضرات النظرية عن الوقاية من أسلحة الدمار الشامل وتدريب القادة والأركان على التعامل مع هذا النوع من الأزمات وإدارة مراكز العمليات وعقد ورش مشتركة، ناهيك عن تنفيذ عدد من التمارين الميدانية حول طرق إدارة الأزمات الناجمة عن أسلحة الدمار الشامل ومنعها.“

وتدرب أكثر من 200 مشارك في التمرين من مؤسسات متعددة في بيئة تهديدات واقعية، فأثبتوا جاهزيتهم للعمل بروح الفريق الواحد للتصدي للتهديدات الإقليمية.
وشارك في التمرين وحدات من القوات البرية الملكية والدفاع الجوي والدفاع المدني السعودي وقوة الدفاع سبارتان التابعة للجيش الأمريكي بالمنطقة المركزية ووحدات من إدارة الطوارئ ومكافحة المتفجرات ووحدات طبية تابعة للقوات الجوية الأمريكية والهلال الأحمر ووزارة الصحة ومنظمات مدنية سعودية أخرى، كلها تعاونت على تحقيق هدف مشترك.
وفي كلمة ألقاها أمام لفيف من كبار القادة الذين حضروا «يوم الزائر المميز» في تمرين «درع الوقاية»، أشاد العميد جوزيف شاركي، نائب قائد قوة الدفاع سبارتان التابعة للجيش الأمريكي، بتمرين «درع الوقاية» لقدرته على إقامة العلاقات والحفاظ عليها.
وقال العميد شاركي: ”شارك نحو 66 من أفراد القوات المسلحة الأمريكية زملائهم من القوات المسلحة الملكية السعودية في هذا التمرين الثنائي المختلط بين الوزارات“.” وأضاف: ”وإنما نهدف إلى تعزيز التعاون الأمني ورفع مستوى التوافق العملياتي للتصدي للتهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية بمختلف العمليات العسكرية وسبل الإسناد من الوزارات والأجهزة الحكومية المعنية.“
كما قيَّم التمرين مستوى تبادل المعلومات والتقارير بين القوات والأجهزة السعودية والأمريكية ووضع بروتوكولات الاستجابة الميدانية المشتركة.

وكان أبرز سيناريو في التمرين تمثل بمسيَّرة اخترقت الأجواء السعودية لمحاكاة هجوم كيماوي يمكن أن يسفر عن وقوع الكثير من القتلى والجرحى. فتمكنت قوات صديقة، متصلة بمركز قيادة يضم قوات سعودية وأمريكية، من رصد التهديد وتوجيه العمليات للتصدي له، وبدأت القوات البرية والأجهزة المدنية إجراءات إزالة التلوث للتأكد من خلو الهواء والتربة والمركبات والأفراد من المواد الكيميائية السامة.
وقال العميد سامي إن للتمارين المشتركة عظيم الأثر في تدريب القوات على التصدي لأسلحة الدمار الشامل، من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.
وتعمل القوات المسلحة والأجهزة الحكومية معاً لرفع الجاهزية والتنسيق والاستجابة لمنع أو ردع أو تخفيف استخدام هذه الأسلحة.
وقال العميد سامي: ”تعمل مثل هذه التمارين على تعزيز الكفاءة ورفع مستوى الاستعداد وتسخير التكنولوجيا لمواجهة أسلحة الدمار الشامل، إذ تتطلب آليات متخصصة يمكنها تحديد العوامل الكيميائية، وتطهير المناطق المتضررة، وحُسن التعامل مع المواد الخطرة.“

وأضاف قائلاً: ”وتوفر التمارين المشتركة خبرة عملية في الاستفادة من أحدث تقنيات الكشف ومعدات الحماية، فتقلل أوقات الاستجابة والأخطاء أثناء الأزمات الحقيقية، وتعمل أيضاً على تعزيز الثقة وتبادل المعلومات، ولا غنى عنهما عند التعامل مع الأزمات التي تنطوي أسلحة دمار شامل.“
وأكد العميد شاركي أن تمرين «درع الوقاية» يمكّن دول المنطقة من التصدي للتحديات الناجمة عن أسلحة الدمار الشامل بشكل جماعي تحت مسمى الأمن والاستقرار.
فيقول: ”يسر أفراد القوات المسلحة الأمريكية ويشرفهم العمل مع نظرائهم السعوديين، فهذا التمرين أداة هامة للتنمية المهنية لاختبار مفاهيم وإجراءات وتكتيكات الوقاية من خطر المواد الكيمياوية والبيولوجية والنووية والإشعاعية والتحقق منها، بل ويمكّن الجيوش من تنمية قدراتها والتأهب للإسراع بالاستجابة لمواقف الأزمات العصيبة.“