الأمن عبر الابتكار
ناقش الجنرال مايكل كوريلا ، قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجهود المبتكرة لمضاعفة تأثير عمليات القيادة المركزية الأمريكية من خلال توظيف التكنولوجيا والمفاهيم الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والأنظمة غير المأهولة. أجاب الجنرال على أسئلة الصحفيين المشاركين.
المنسق: تحياتي للجميع من المكتب الإعلامي الإقليمي في دبي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. أودّ أن أرحّب بالمشاركين المتصلين من الشرق الأوسط ومن جميع أنحاء العالم في هذا الإيجاز المسجل والقابل للنشر مع الجنرال مايكل “إريك” كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية. سيناقش الجنرال كوريلا الجهود الجديدة المبذولة لرفع تأثير العمليات في كلّ الأرجاء الخاضعة القيادة المركزية من خلال توظيف التكنولوجيا والمفاهيم الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والأنظمة غير المأهولة.
سيبدأ الجنرال كوريلا ببعض التصريحات الافتتاحية ثم سيجيب على أسئلة الصحفيين المشاركين. يسعدنا أن نقدم ترجمة فورية لهذا الإحاطة باللغة العربية. نطلب من الجميع وضع ذلك في الاعتبار والتحدث ببطء.
والآن سأعطي الكلمة للجنرال كوريلا ليبدأ بتصريحاته الافتتاحية. سيدي، الكلمة لك.
الجنرال كوريلا: مرحبا يا سام وأشكرك جزيلا على هذه المقدمة. كما أشكر الجميع على وجودكم معنا في هذا الاتصال الهاتفي. أتمنى لجميع المحتفلين أعيادا سعيدة، وسنة جديدة سعيدة لكم جميعا. أعلم أن الوقت الآن متأخر من المساء في الجزء الذي تعيشون فيه من العالم. لقد كنت أرغب في القيام بهذا اللقاء منذ بعض الوقت الآن، ويبدو أنه في كل مرّة نحاول فيها أن نجدول موعدا، يظهر شيء دائما يحول دون ذلك في المنطقة أو يتعارض مع مواعيد السفر. لكننا هنا الآن ويسعدني أننا استطعنا أن ننجز ذلك أخيرًا.
منذ توليّ منصبي، وأنا أمضي ما بين 50-60 بالمائة من وقتي في السفر في المنطقة. إن زيارة المنطقة أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي لأنها تتيح لي الكثير من التبصر. ولا يمكن لأحد أن يفهم ثقافة الناس من خلال مكالمة هاتفية، ولا يمكن للمرء بالتأكيد أن يتعرّف على الثقافات الرائعة من خلال مؤتمر عبر الفيديو. كما تعلمون جيدا، تتمتّع المنطقة بأهمية ثقافية واجتماعية كبيرة – فهي مهد الحضارة، وفيها المناظر الطبيعية الجليلة، ومنها انطلق التاريخ القديم، إضافة لكونها موطن ثلاث من الديانات الرئيسية في العالم. إنها أيضا موطن لبعض أهم المساهمات العلمية والفنية والمدرسية والاجتماعية.
وهكذا فإن منطقتنا مهمة حقا للولايات المتحدة وللعالم، وهو ما يعطي المعلومات التي أحصل عليها بشكل مباشر خلال هذه الزيارات الشخصية أهمية لا تقدر بثمن لأننا نتغلب على التحديات ونزيد من الفرص في المنطقة.
أعتقد أنه من الضروري بالنسبة لي التحدث وجها لوجه مع نظرائي. إنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها بناء العلاقات الثابتة التي سنحتاجها بيننا على أساس عميق، وبين تلك الاجتماعات وبينما أكون هنا في تامبا، فإنني أكون على اتصال دائم بجميع نظرائي العسكريين وسفرائنا في الدول الشريكة. في الواقع، هذا الصباح، كنت أتحدث مع ثلاثة من قادة الدفاع، وكنت في المنطقة الأسبوع الماضي.
تساعد رحلاتي التي أقوم بها وعلاقاتي في تشكيل نهجي الاستراتيجي للقيادة المركزية، والذي يمكن تلخيصه بشكل أفضل في ثلاث كلمات: الناس، والشركاء، والابتكار. ولنبدأ أولا بالناس.
الناس هم أعظم ثروة لدينا. موظفونا في القيادة المركزية الأمريكية هم أهم مواردنا. نحن نوظف الأشخاص ونستثمر فيهم ونحتفظ بهم ونعتني بهم ليكونوا أفضل الأشخاص، كما نعتي بعائلاتهم أيضا. ولكن بالنسبة لنا، يتجاوز المفهوم القيادة المركزية ويمتد ليشمل كل من يعمل على التصدي للتحديات التي تواجهها المنطقة. أنا أشير إلى أعضاء الحكومة الأمريكية، وقادة الحكومات في جميع أنحاء المنطقة، وعمال الإغاثة، والصحافة – أنتم جميعا جزء من هذا. نحن جميعا أصحاب مصلحة في المنطقة، ولقد وجدت بعد خدمتي لأكثر من ثلاثة عقود في المنطقة أن ضمان أن تكون هذه العلاقات صريحة ومبنية على الثقة وبناءة أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح العسكري والأمني. تبدأ جميع الحلول للمشاكل المزعجة في المنطقة بالناس وتنتهي بهم.
الشركاء هم الكسب الكبير لأمتنا في مواجهة المنافسين مثل الصين وروسيا. لا توجد دولة تستطيع مواجهة التعقيد في المنطقة بمفردها. يجب علينا تنمية وتقوية تلك الشراكات والاعتماد عليها في الأشهر والسنوات المقبلة. لقد كانت القيادة المركزية الأمريكية، على مدار العشرين عاما الماضية، محور اهتمام وتركيز كبيرين من قبل وزارة الدفاع الأمريكية. كان ذلك وقتا غير عادي في التاريخ الأمريكي، فقد كنا نخوض حربين في نفس الوقت. وها قد انتهت الحربان، والآن من المفهوم أننا قللنا من حجم قوتنا في الشرق الأوسط. لذلك ليس لدينا العدد الهائل من الطائرات والسفن والقوات وأنظمة الدفاع الجوي التي كانت لدينا في المنطقة منذ خمس سنوات فقط. بدلاً من ذلك، يتعين علينا تنمية شراكات عميقة ودائمة يمكن أن تكون بمثابة حماية ضدّ التهديدات في المنطقة مع ردع إيران عن سلوكها الأسوأ والأكثر تدميراً.
الشراكة بين الصين وروسيا تقوم على المعاملات، بينما بالنسبة للقيادة المركزية الأمريكية، فإن شراكاتنا هي علاقات قائمة على القيم، وهذا ما يجعلنا الشريك المفضل في المنطقة.
الابتكار هو العنصر الأخير في هذا النهج الاستراتيجي، وهنا أريد أن أخصص بعض الوقت لشرح هذا المفهوم هذا المساء. الابتكار هو النسيج الضام لشركائنا. سيعزز الابتكار شراكاتنا، ويساعد في العمليات، ويضمن استقرار المنطقة. وسيؤدي الابتكار إلى توسيع قيمة شراكاتنا وسدّ بعض الفجوات في الموارد، وسيسمح لنا بالتحرك بشكل أسرع والعمل بشكل أكثر كفاءة، ويساعدنا على زيادة التقدم في جميع الجهود التشغيلية.
بالنسبة لنا، لا يتعلق الابتكار بالتكنولوجيا فقط؛ إنه يتعلق أيضا بابتكار الفكر، ابتكار المفهوم، ابتكار العملية. نحن نبني ثقافة الابتكار وشركاؤنا يقفون معنا في هذه الرحلة.
في الماضي، كان الالتزام الأمريكي بالمنطقة يقاس بعدد الجنود على الأرض. هذه هي الطريقة القديمة في التفكير. بدلا من ذلك، يجب أن يقاس التزامنا بقوة شراكاتنا. على سبيل المثال، نحن نبني على الأصول التي لدينا بالفعل وننشئ شبكة مترابطة من المستشعرات التي تنقل البيانات في وقت حدوثها الفعلي، ويتم عرضها معا من خلال تكامل البيانات ومنصات الذكاء الاصطناعي التي تساعد في بناء صورة أوضح لبيئة التشغيل. نحن نستخدم أنظمة غير مأهولة مقترنة بالذكاء الاصطناعي، لتزويدنا بمعلومات أفضل بشكل أسرع، وهو ما يسمح لنا بتوظيف أنظمتنا المأهولة بشكل أكثر كفاءة واستراتيجية. كل هذا يساعدنا على تحقيق هيمنة القرار. نحن قادرون على تنمية المعلومات واستخدام الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات بشكل أسرع من خصومنا واستخدام أنظمتنا المأهولة بشكل أكثر فاعلية.
وقد شكلت القيادة المركزية الأمريكية في الفترة الأخيرة ثلاثة فرق عمل للابتكار: فرقة العمل 59، فرقة العمل 99، وفرقة العمل 39. اسمحوا لي أن أشرح لكم ما تفعله فرق العمل هذه بالفعل.
فرقة العمل 59 هي فرقة عمل الابتكار البحرية الخاصة بنا. لقد سمعتم عنها بالتأكيد، بل إن الكثير منكم قد كتب تقارير عنها. أساس فرقة العمل 59 هو سفننا غير المأهولة، سواء على سطح الماء أو تحت الماء. تحمل هذه السفن غير المأهولة أجهزة استشعار تقوم بجمع كميات هائلة من البيانات التي تساعد، مدعومةً بتكامل البيانات ومنصات الذكاء الاصطناعي، في بناء صورة أوضح لبيئة التشغيل. ونحن في طريقنا الآن، فريق العمل 59، لتحسين الكشف عن التهديدات البحرية بسرعة وبناء شبكة ذكاء اصطناعي وغير مأهولة ومتكاملة لتحقيق بحار أكثر أمانا وحماية أقوى للتجارة العالمية.
والأهم من ذلك، أن شركاءنا الدوليين والإقليميين في هذه الرحلة يقفون معنا. لقد تعاونت فرقة العمل 59 مع البحرين العام الماضي وأنشأنا مركزا هناك وآخر في العقبة، الأردن. وفي الشهر الماضي، شاركت البحرين في مناورة بحرية في الخليج حيث تعاونت سبع سفن مأهولة من المملكة العربية السعودية والبحرين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة مع أنظمة غير مأهولة. هذا هو أحد الأمثلة العديدة التي تؤكد أن قواتنا تحقّق المستقبل في الوقت الحاضر، وتقوم بهما معا. وفي الأسبوع الماضي، اختتمت فرقة العمل 59 برنامج الأفق الرقمي (Digital Horizon)، وهو عرض توضيحي واسع النطاق لتحديد أفضل الحلول للمعدات غير المأهولة والذكاء الاصطناعي للنشر البحري. في هذا التمرين، جربت فرقة العمل 59 في الخليج العربي سفنا ناشئة غير مأهولة مرتبطة بمنصات الذكاء الاصطناعي. وقام قادة فرق العمل بتقييم مجموعة المنصات التي توفر أكبر قدر من الوعي بالمجال البحري، والتي هي جاهزة للنشر التشغيلي الآن.
بحلول عام 2023، سيكون لدى فرقة العمل 59 أسطول مكون من أكثر من 100 سفينة تعمل معا وتتواصل معا وتوفر صورة تشغيل مشتركة لجميع الجيوش المشاركة. هدفنا هو أن تسهم القوات الشريكة لنا بـ 80 من هذه السفن على الأقل، ونحن على الطريق الصحيح للقيام بذلك.
بالإضافة إلى فرقة العمل 59، التي تعمل في البحر في المجال البحري، لدينا فرقة العمل 99، ومقرها قطر، وهي تعمل في المجال الجوي. ستعمل فرقة العمل 99 على تكرار الجهود البحرية التي تبذلها فرقة العمل 59 باستخدام طائرات بدون طيار مزودة بحمولات مخصصة وقدرات أخرى تعمل معًا لمراقبة واكتشاف وجمع البيانات التي تغذي مركز العمليات. سيفرض أسطول فرقة 99 من الطائرات بدون طيار معضلات على خصومنا ويكشف ويهزم التهديدات الموجهة إلى أنظمتنا وشركائنا.
أخيرا، لدينا فريق العمل 39، وهو فريق عمل الابتكار القائم على الأرض. ستختبر فرقة العمل 39 المفهوم والتكنولوجيا، لتشمل أسطولا من المركبات البرية غير المأهولة التي ستشترك مع العربات الأرضية المأهولة، لمساعدتنا والسماح لنا بحماية القوة مع زيادة فعالية قواتنا ومكانتها على الأرض. تبحث فرقة العمل 39، وهي فرقة عمل مشترك بين الأنظمة المأهولة وغير المأهولة، في تقنية جديدة لهزيمة الطائرات بدون طيار الإيرانية أيضا. نريد أن نكون بمثابة مركز تجريبي لأنظمة وأفكار وتقنيات جديدة لتدمير الطائرات بدون طيار، بما في ذلك الطاقة الموجهة.
كما تعلمون، تشكل الطائرات الإيرانية بدون طيار تهديدا للمنطقة بأسرها. تمتلك إيران ترسانة من أنظمة الطائرات بدون طيار تتراوح من وحدات صغيرة وقصيرة المدى إلى وحدات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع الحديثة. إنهم يبنون طائرات بدون طيار أكبر حجما، يمكنها أن تطير لمسافات أطول مع حمولات مميتة بشكل متزايد. ونحن ننظر إلى الطائرات بدون طيار اليوم بنفس الطريقة التي كنا ننظر بها إلى العبوات الناسفة أثناء صراعاتنا الأولية في العراق وأفغانستان.
كل هذه الجهود تحت مظلة ثقافة الابتكار التي نبنيها في جميع أنحاء القيادة المركزية الأمريكية. هذا ما نفعله في مجال الابتكار. ولسوف نكون في حاجة إلى شركائنا وإلى تسريع الابتكار لأن المنطقة، كما ترون، لا تزال متوترة.
نحن أيضا مستمرون في الضغط على داعش، سوية إلى جانب شركائنا وقوات سوريا الديمقراطية. في الأسبوع الماضي، قمنا بسلسلة من المداهمات مع شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية أسفرت عن القبض على العديد من مشغّلي داعش، بما في ذلك أحد كبار قادتها. وفي الغضون، نواصل في العراق تقديم المشورة والمساعدة وتمكين قوات الأمن العراقية من القتال ضد داعش. في الواقع، تمر اليوم الذكرى الأولى لانتقالنا من دور قتالي في العراق إلى دور المشورة والمساعدة والتمكين. منذ ذلك الحين، تهاجم قوات الأمن العراقية بقوة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. لقد هُزم داعش إقليميا وبات غير قادر على السيطرة على مساحات شاسعة من الأرض. ومع ذلك، فإنه لا يزال يشكل تهديدا، وستواصل قوات الأمن العراقية الضغط على قيادة داعش في العراق.
وفي الأسبوع المقبل سننشر عرضا شاملاً لعمليات هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا: الحصيلة الكاملة للعمليات التي قمنا بها والغارات والاعتقالات، وتحقيق الإصابات القاتلة لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وسيغطي هذا جميع عمليات السنة كاملة. أعتقد أن الحجم والنطاق الكاملين اللذين قام بهما شركاؤنا ضد داعش يمكن أن يساعدا البعض ليفتحوا أعينهم بعض الشيء.
بينما تدهورت حالة داعش بشكل كبير في العراق وسوريا، فإن التنظيم لا يزال يحتفظ بالقدرة على القيام بعمليات في المنطقة، ونحن نعلم أن المجموعة لديها الرغبة في الضرب خارج المنطقة. ونرى داعش في ثلاث فئات.
أولا، داعش بشكل عام. هذا هو الجيل الحالي من قادة ومقاتلي داعش الذين نحاربهم حاليا. وبينما استطعنا أن نحجّم قدراتهم بشكل كبير، فإن الأيديولوجية الدنيئة لا تزال طليقة وغير مقيدة.
بعد ذلك، لدينا عناصر داعش المحتجزون، وهؤلاء يعدّون قرابة 10000 مقاتل من داعش في معسكرات الاعتقال في جميع أنحاء سوريا، وحوالي 10000 في العراق في مراكز الاحتجاز. يقوم شركاؤنا من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في سوريا بتأمين هذه المخيمات.
أخيرا، لدينا الجيل القادم من داعش. هؤلاء هم أكثر من 25.000 طفل في مخيم الهول معرضون لخطر التلقين العقائدي. هؤلاء الأطفال في المخيم هم أهداف رئيسية لتطرف داعش. الظروف المروعة في المخيم تجعلهم أكثر عرضة لفكر داعش. ومع ما يقرب من 56000 ساكن، أكثر من 90 في المائة منهم من النساء والأطفال الذين يعيشون في الخيام، يعدّ المخيم نقطة اشتعال للمعاناة الإنسانية. يتمثل أحد الأهداف قصيرة المدى للتحالف في جعل المخيم أكثر أمانا لجميع قاطنيه وتقليل تأثير داعش على هؤلاء السكان. تقوم إدارة المخيم وقوات سوريا الديمقراطية وأمن المخيم بذلك من خلال تدابير حماية القوة المتزايدة. لا تزال القيادة المركزية الأمريكية تركز على دعم هذه القوات الأمنية لأنها تعمل بجد لتحسين الظروف في المخيم. هذا أمر بالغ الأهمية لتأمين الهزيمة الدائمة لداعش. نحن ملتزمون بمنع عودة ظهور المجموعة.
ومع ذلك، يجب أن يكون الهدف على المدى الطويل هو إعادة هؤلاء الأشخاص إلى أوطانهم والنجاح في إعادة تأهيلهم وإعادة الإدماج لسكان المخيم في بلدانهم الأصلي. نواصل العمل مع قوات سوريا الديمقراطية لمعالجة الأوضاع الأمنية في المخيم وكذلك الظروف الإنسانية. العمل معا في مخيم الهول هو امتداد لتعاوننا المستمر لضمان الهزيمة الدائمة لداعش.
ولكن في الوقت نفسه، تواصل إيران تقويض الأمن والاستقرار الإقليميين من خلال مجموعات الميليشيات وقدرات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والتهديدات الروتينية للممرات المائية الدولية. كما تواصل انتهاك العقوبات والحظر وتنشر الأسلحة لشبكتها من الوكلاء والشركات التابعة لها، وتستولي على الشحن في المياه الدولية. ولا تزال إيران مستمرة في نشر الفوضى من خلال مجموعات عنيفة تمولها طهران تعمل بالوكالة. وتضرب هذه الجماعات المتحالفة مع إيران بشكل روتيني القوات الأمريكية وشركاءنا في العراق وسوريا. لأكثر من 40 عاما، قام النظام الإيراني بتمويل ودعم الإرهاب والمنظمات الإرهابية بقوة وتحدى المعايير الدولية من خلال القيام بأنشطة خبيثة لزعزعة الاستقرار في المنطقة وزعزعة الأمن العالمي والتجارة.
وهكذا ترون أننا نحقق تقدما كبيرا في نهجنا في التعامل مع الأشخاص والشركاء والابتكار، ولكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. ندرك أن التهديدات حقيقية وهذه المنطقة بالغة الأهمية للعالم. والآن يسعدني الرد على أي سؤال لديكم حول أي من هذه الموضوعات.
المنسق: رائع. شكراً جزيلاً لك سيدي على هذه الملاحظات الافتتاحية. سنبدأ الآن في جزء الأسئلة والأجوبة من مكالمة اليوم. كالعادة، قمنا بدمج الأسئلة التي تمّ إرسالها مسبقا مع الأسئلة التي ستأتي بشكل مباشر من قائمة الانتظار، وأريد أن أشير إلى أننا تلقينا العديد والعديد من الأسئلة المقدمة مسبقا من زملائنا على خط الترجمة العربية لهذه المكالمة، وأريد أن أكون عادلا وأحاول أن احصل على أكبر عدد ممكن من هذه الأسئلة الرائعة مع استمرار الرد على بعض الأسئلة هنا على هذا الخط المباشر باللغة الإنجليزية.
وهكذا سأمضي قدما وأبدأ بسؤال مقدم مسبقا، وهذا السؤال الأول، جنرال كوريلا، يأتي من محمد ماهر من جريدة المصري اليوم المصرية. ويتساءل محمد: “ستنشر فرقة عمل بقيادة الولايات المتحدة أكثر من 100 سفينة غير مأهولة في المياه الاستراتيجية لمنطقة الخليج بحلول العام المقبل لدرء التهديدات البحرية. نوقش هذا الأمر مؤخرا خلال حوار المنامة في البحرين. هل يمكنك إخبارنا، جنرال كوريلا، المزيد عن هذا المشروع، وهل تعملون مع دول أخرى في هذا الشأن؟ ” انتهى السؤال. اليك سيدي.
الجنرال كوريلا: حسنا. حسنا يا محمد، شكرا لك على هذا السؤال. بالتأكيد، هذا المشروع هو جزء من فريق عمل الابتكار البحري لدينا، وهي فرقة العمل 59. تحمل هذه السفن غير المأهولة أجهزة استشعار تقوم بجمع كميات هائلة من البيانات التي ستسمح لنا برؤية المزيد من الممرات المائية الدولية التي تعتبر بالغة الأهمية للمنطقة والعالم، وبذلك سنكون قادرين على استخدام أنظمتنا المأهولة بشكل أكثر كفاءة واستراتيجية. تقوم هذه السفن بجمع البيانات من خلال أجهزة الاستشعار؛ بينما يتم بعد ذلك دفع هذه البيانات من خلال تكامل البيانات ومنصات الذكاء الاصطناعي لكي تعطينا صورة أوضح بكثير لبيئة التشغيل واستخدام أكثر كفاءة لمنصاتنا المأهولة. وإذن فكر في هذه باعتبارها كشافة أو أجهزة استشعار، مثل الكثير من الكشافة هناك، لاستخدام سفننا المأهولة بشكل أكثر كفاءة.
ثمّة ممرات مائية شاسعة يتعين علينا توفير الوعي بالمجال البحري لها. ولكن الأهم من ذلك في هذا الجهد أننا نعمل جنبا إلى جنب مع كل دولة شريكة تقريبا في المنطقة، وهدفنا هو أن يكون الأسطول المكون من 100 مركب غير مأهول – سواء على سطح البحر أو تحت سطح البحر – هو أن تأتي 80 بالمائة منها من شركاء الدول و 20 في المائة من الولايات المتحدة، نعتقد أننا نحقق هذا الهدف في الوقت الحالي، ونحقق تقدما كبيرا في هذا الطريق. وهكذا فإن شركاءنا على أتم الاستعداد وسيصبحون قريبا في طليعة هذا الأمر.
شكرا على السؤال، يا محمد.
المنسق: رائع. شكرا لك سيدي. أودّ أن أنتقل إلى سؤال آخر مقدم مسبقا، وهو من تمام أبو صافي من صحيفة الأيام البحرينية اليومية. وتسأل تمام: “أعلنت الولايات المتحدة مؤخرا ضبط أسلحة يتم تهريبها من إيران إلى اليمن بكميات كبيرة. هل سيساهم الأسطول غير المأهول الذي تعملون على إنشائه في الخليج في الحد من أنشطة إيران غير القانونية في المنطقة؟” انتهى السؤال. اليك سيدي.
الجنرال كوريلا: مرحبا، تمام، وشكرا مرة أخرى على السؤال، وهو يشبه نوعا ما سابقه لكن نعم بالتأكيد. إن هذا أسطول غير مأهول، ويسمح لنا بالحصول على معرفة أكبر بالمجال البحري. ما يعنيه ذلك هو أنه يمكننا رؤية ما هو أبعد ويمكننا رؤية المزيد من الممرات المائية التي لن نتمكن من رؤيتها بدون ذلك. لقد تم تجهيز كل سفينة بدون طيار بأجهزة استشعار مختلفة. ترسم هذه المستشعرات نمط الحياة على كل من سطح المحيط وتعمل من تحت سطح البحر، وبذلك تسمح لنا بتحديد الأجسام الطبيعية وغير الطبيعية ذات الأهمية. سيتعقب هذا الأسطول المكون من مائة سفينة آلاف السفن التي تمر عبر ممراتنا المائية كل يوم.
الآن، ماذا يحدث عندما تكتشف إحدى هذه السفن غير المأهولة نمطًا غير طبيعي أو ترى شيئا يبدو غير اعتيادي، مثل سفينة تسير في مسار غير عادي أو في مسار مرتبط بنشاط غير مشروع، دون أي أوامر، دون أن يضغط أي شخص على زر، تقوم تلك السفينة غير المأهولة بجمع البيانات وينقل تلك البيانات إلى مركز العمليات ويمكن للبشر داخل مركز العمليات حينها توجيه الأنظمة المأهولة لاتخاذ الإجراءات المناسبة. لذا فكري في هذا كعمل متكامل بين المراكب غير المأهولة وبين المعدات المأهولة حول كيفية عملنا.
ولسيت السفن غير المأهولة فقط. نحن نبني شبكة مترابطة من المستشعرات التي تنقل البيانات في الوقت الفعلي لوقوع الحدث، ودمجها معا من خلال تكامل البيانات ومنصات الذكاء الاصطناعي، والتي تساعد في تكوين صورة أوضح لبيئة التشغيل. أتمنى أن يكون في ذلك ما يجيب على سؤالك، يا تمام.
المنسق: عظيم. شكرا لك سيدي. سننتقل الآن إلى سؤال من قائمة الانتظار المباشرة، وهذا السؤال من روجر باراك من Ici Beyrouth. عامل المقسم، الرجاء فتح الخط.
المشغل: الخط مفتوح. تفضل رجاء.
سؤال: مرحبا سيدي. أود أن أطرح سؤالاً حول العلاقة والتعاون العسكري بين السعودية والولايات المتحدة، في ظل الوضع السياسي البارد بين البلدين على سبيل المثال. إذن ماذا عن التعاون العسكري؟ شكرا لك.
الجنرال كوريلا: شكرا جزيلا لك يا روجر على هذا السؤال. بالنسبة للقوات الملكية السعودية، لدينا علاقة عسكرية قوية للغاية. في الواقع، لقد تحدثت للتو مع الجنرال فياض الرويلي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، هذا الصباح، وأجرينا نقاشا موسعا حول العمليات والفرص لتعزيز تعاوننا العسكري.
وكنت في الرياض الشهر الماضي كجزء من رحلة متعددة البلدان إلى الشرق الأوسط. لقد انخرطت بشكل كبير مع الجنرال الرويلي، وتمكنت أنا وفريقي من المشاركة في لجنة التخطيط العسكرية المشتركة التي استضافها الجنرال. ناقشنا العديد من القضايا الأمنية التي نناقشها اليوم، بما في ذلك توظيف الذكاء الاصطناعي والأنظمة غير المأهولة والتكنولوجيا والأفكار الجديدة لهزيمة الطائرات بدون طيار المعادية. إنني أتحدث معه بشكل منتظم حول مجموعة واسعة من التحديات الأمنية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في اليمن والتهديدات البحرية والمنظمات المتطرفة العنيفة.
تذكر أن علاقتنا العسكرية مع السعوديين تعود إلى عام 1951، وقد قاتلت القوات المسلحة الملكية السعودية إلى جانبنا في عاصفة الصحراء وظلت شريكا مهما لنا في الشرق الأوسط، ولا تزال هذه العلاقة ثابتة للغاية حتى يومنا هذا. ولا بد أن تكون كذلك من أجل الأمن والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط. السعوديون مهتمون جدا بالخطط الاستراتيجية معنا، ويسافر مخططونا الاستراتيجيون إلى المملكة بانتظام للعمل مع القادة العسكريين السعوديين لبناء أفكارهم من أجل رؤية استراتيجية طويلة المدى.
وفي العام المقبل، ستنشر القوات المسلحة الملكية السعودية، لأول مرة على الإطلاق، استراتيجية عسكرية وطنية واستراتيجية دفاع وطني تقنن رؤية المملكة الاستراتيجية للأمن القومي والأمن الإقليمي. وأعتقد أن هذه خطوة حاسمة للقوات الملكية السعودية. ويركز السعوديون على بناء قوة عسكرية حديثة ومبتكرة. أنا معجب حقا بتحديثهم وتحويلهم للقوات المسلحة الملكية السعودية بأكملها وتركيزهم على الابتكار، وهو أمر مهم حقا بالنسبة لنا، ونحن نعمل على تطوير أنظمة وتقنيات أنظمة الطائرات بدون طيار.
أعتقد أنهم مستعدون للمستقبل، وأنا أتطلع إلى شراكة عسكرية مستدامة. وأعيد القول إنها علاقة قوية بشكل لا يصدق، وأعتقد أننا نتحدث عنها إن لم يكن كل أسبوع، فمرة كل أسبوعين، وأنا أزور السعودية كثيرا أيضا. هل هذا يجيب على سؤالك يا روجر؟
المنسق: سنمضي قدما، سيدي، أعتقد أن روجر قد عاد إلى حالة الاستماع، ولذلك سنذهب إلى السؤال التالي، مرة أخرى من قائمة الانتظار المباشرة، وهو من السيدة سوزي الجنيدي من جريدة الأهرام في مصر. عامل المقسم، الرجاء فتح الخط.
المشغل: الخط مفتوح. تفضلي رجاء.
سؤال: نعم. هل تسمعني؟
الجنرال كوريلا: نعم.
سؤال: نعم. شكرا لكم. شكرا لك على هذه الفرصة. وسؤالي هو: ما هي آفاق التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر لحماية أمن المنطقة؟ وبما أنك ذكرت أن داعش لا يزال يشكل تهديدا، فإلى أي مدى ستؤثر الحرب الروسية الأوكرانية والتدخل التركي المحتمل في سوريا على قدرات الولايات المتحدة وأجهزة الإنذار المبكر وأنظمتها لمحاربة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة؟ شكرا لك.
الجنرال كوريلا: حسنا، سيدتي، شكرا جزيلا لك على هذا السؤال. وأنا أقدر بشكل كبير دور مصر القيادي في المنطقة.
(صوت مقطع غير واضح). هل فهمتني؟
المنسق: تفضل سيدي.
الجنرال كوريلا: حسنا. اسف بشأن ذلك. سيدتي، شكرا لك على السؤال. إنني أقدر بشكل كبير دور مصر القيادي في المنطقة. فلطالما لعبت مصر دورا حاسما في تحقيق الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، والقيادة المركزية الأمريكية ملتزمة بهذه العلاقة الاستراتيجية. هناك تعاون عسكري بين الولايات المتحدة ومصر على مدى عقود. وعلى مدى 30 عاما، ساعدت الولايات المتحدة مصر في تدريب وتجهيز جيش كبير وحديث وقوي يساهم في تحقيق الأمن المصري والاستقرار الإقليمي.
لعبت مصر دورا حاسما في محاربة الإرهاب جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة منذ 11 أيلول/سبتمبر. وأعتقد أن الشراكة العسكرية الأمريكية مع مصر تجني حصادا غنيا لكل من بلدينا والمنطقة، وستواصل القيام بذلك في المستقبل. أعتقد أن العلاقة لا تزال قوية للغاية وتظل مهمة للأمن والاستقرار الإقليميين.
قبل ثلاثة أشهر كنت في القاهرة مع الفريق أول محمد زكي والفريق أسامة عسكر. أتحدث مع الفريق عسكر عبر الهاتف بشكل متكرر؛ وهو رئيس أركان حرب القوات المسلحة. ولدينا مناقشات مهمة حول أمن الحدود وفرص تعزيز تدريب الشركاء لعمليات مكافحة الإرهاب وفرص تعزيز الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة ومصر. وقد أتيحت لي الفرصة لزيارة سيناء ورؤية القوة المتعددة الجنسيات هناك.
ويظل اعتقادي أن الأمر الرئيسي هنا هو أن الشراكات القائمة على الثقة تسمح بإجراء محادثات صريحة وصعبة، وهذا هو نوع العلاقة التي نتمتع بها مع مصر. نحن لا نتفق على كل موضوع، وذلك ليس أمرا إلزاميا. ولكن علينا فقط أن نجري مناقشات صريحة حول كل موضوع، ونعمل من خلال التحديات لتقوية هذه العلاقة الإستراتيجية الدائمة.
في العام الماضي، لعبت مصر دورًا حاسمًا في وقف تصعيد النزاعات الأخيرة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وحركة حماس. وقبل 10 أيام فقط تولت مصر قيادة قوة المهام المشتركة 153. وهي قوة بحرية شريكة مكلفة بأمن البحر الأحمر. إنها المرة الأولى لمصر في فرقة العمل هذه، وهي فرقة عمل جديدة في البحر الأحمر، وقد استلموا القيادة من الولايات المتحدة. إنها جزء من قوة بحرية مشتركة، هي أكبر شراكة عسكرية بحرية في العالم، تحالف يضم 34 بلدا، ويقوم من أجل دعم النظام الدولي القائم على القواعد في البحر. وأعيد مرة أخرى أن هذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها مصر قيادة إحدى فرق العمل البحرية لدينا منذ انضمامها إلى التحالف في عام 2021.
وفيما يتعلق بسؤالك حول داعش، لا يزال داعش يمثل تهديدا. وأعيد القول إننا استرجعنا – كما أعتقد – على الأراضي والمناطق الإقليمية، ولكن الأيديولوجية لا تزال طليقة وغير مقيدة. وما يهمني الآن هو أن نكون قادرين على الاستمرار في تحالفنا ومهمتنا لهزيمة داعش التي نقوم بها في سوريا. لقد سألتِ ايضا عن التوغل التركي. أنا قلق للغاية بشأن ذلك لأنه يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة ويبعد شركاءنا من قوات سوريا الديمقراطية عن السجون التي يديرونها. لديهم حوالي 28 سجناً في شمال سوريا. وقد يتسبب ذلك [التغلغل التركي] في انسحابهم، مما يعرضنا للخطر. ولعلك تذكرين ما جرى في أحد السجون في كانون الثاني/يناير من العام الماضي، حين هرب ما يقرب من 4000 معتقل من داعش. كما يمكن لذلك أن يعرض الأمن للخطر في مخيم الهول. لذا فإن أي شيء يمكننا القيام به لتهدئة الموقف ومنع هذا التوغل من قبل الأتراك سيكون ضروريا.
مرة أخرى، مصر مهمة للغاية. إنها مهمة للمنطقة وللعالم. لقد كنت هناك في أيلول/سبتمبر الماضي وتجولت في قناة السويس برفقة قيادة هيئة قناة السويس. آمل أن يكون في هذا جواب على سؤالك، سيدتي، وأنا أشكرك على ذلك حقا.
المنسق: رائع. شكرا لك سيدي. أعلم أن الوقت قد نفد، ولا يزال لدي عدد غير قليل من الصحفيين في قائمة الانتظار المباشرة وعدد غير قليل من الأسئلة الأخرى التي تم إرسالها مسبقا، لذلك آمل أن نتمكن من تكرار هذا اللقاء مرّة أخرى. ومع ذلك أتمنى أن أحشر سؤالا أخيرا مقدما مسبقا، سيدي، وهو من صحفي في اليمن. ولا يحصل الصحفيون في اليمن على الكثير من الفرص لتلقي هذه المكالمات، لذلك أريد حقا أن أتلقى سؤالاً من أحد أصدقائنا الصحفيين من اليمن، وهو السيد وفيق صالح من قناة يمن شباب. ويسأل وفيق: “إلى أي مدى، سيدي، ترى أن إدخال الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات يمكن أن يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين في هذه المنطقة مقارنة بالطرق التقليدية التي كنا نستخدمها؟” انتهى السؤال؛ اليك سيدي.
الجنرال كوريلا: حسنا، وفيق، شكرا على هذا السؤال. مرة أخرى، الذكاء الاصطناعي، عندما يقترن بأنظمتنا غير المأهولة التي تجمع البيانات من خلال أجهزة الاستشعار وتعمل على شبكة متداخلة، فإنه يتيح لنا حقا السيطرة على القرار. بعبارة أخرى، لدينا كميات هائلة من البيانات التي تأتينا من خلال هذه المستشعرات في الماء، وتحت الماء، وفي الجو، وعلى الأرض. يفرز الذكاء الاصطناعي تلك البيانات ويسمح لنا بفهم الأشياء. وبشكل رئيسي، وجدنا أن البشر الذين يمتلكون المعلومات بواسطة الذكاء الاصطناعي هم الأقدر على اتخاذ أفضل القرارات.
يمكننا استخدام هذه البيانات لاتخاذ هذه القرارات بشكل أسرع. هذا يسمح لنا بتوظيف أنظمتنا المأهولة بشكل أكثر كفاءة واستراتيجية. إذا كان لديك عدد قليل فقط من الأنظمة المأهولة، فعليك أن تستخدمها على أفضل وجه. وتسمح لنا كل هذه المستشعرات باستخدامها بشكل فعال بدلاً من إرسال البشر إلى إحدى هذه السفن ذات الأهمية، لنكتشف أنهم لن يفعلوا أكثر مما يمكن للتكنولوجيا أن تفعله لوحدها.
ونحن في شراكة كاملة في هذا الجهد، وشركاؤنا متفقون معنا في هذا النهج. وكل هذا، في اعتقادنا، سيزيد الأمن والاستقرار الإقليميين. مرة أخرى، شكرا على هذا السؤال من اليمن. لقد مرت سنوات قليلة لم أزر فيها اليمن، ولكنني زرته مؤخرا في الأشهر العديدة الماضية. لذا أشكرك على هذا السؤال سيدي.
المنسق: عظيم يا سيدي. شكرا جزيلا لك. والآن، جنرال كوريلا، إذا كان لديك أي ملاحظات ختامية، فسأعيد الكلمة لك.
الجنرال كوريلا: أشكرك يا سام مرة أخرى لاستضافتي. وأشكر كل شخص هنا، تعرفون جميعًا جو بوتشينو، المتحدث باسمي. فإذا كانت لديكم أسئلة أخرى، يمكنكم التواصل معه وإرسالها وسنرى ما إذا كان بإمكاننا الإجابة عليها ومحاولة القيام بذلك في الوقت المناسب. أعتقد أن مكتبكم (المكتب الإعلامي الإقليمي للخارجية الأمريكية) مكتب مهم وهذه الإيجازات مهمة، ويمكنكم أن تكونوا على يقين من أنني سأقوم بذلك عدة مرات في المستقبل.
وهكذا أنا هنا الآن في تامبا، ولكن ليس ثمة شك أبدا في التزامنا تجاه المنطقة، لا شك في التزامنا تجاه شركائنا في الشرق الأوسط والمشرق العربي وآسيا الوسطى، ونحن جميعًا شركاء في ذلك. نحن نتحرك نحو الابتكار، والشركاء موجودون معنا. وبينما تمثّل المنطقة مجموعة معقدة من التحديات، فإنها تمثل أيضا مجموعة من الفرص، ويجب أن نكون مستعدين للاستفادة من تلك الفرص والاستعداد لمواجهة هذه التحديات. يتطلب القيام بذلك الاعتماد بشدة على شراكاتنا والاستثمار فيها.
وقد تم إدراج إسرائيل في القيادة المركزية الأمريكية قبل عام واحد، وهو يوفر فرصًا هائلة، فقد تبين أن إسرائيل والجيوش العربية تشهدان نفس التهديدات، ولديهم قضية مشتركة. وبسرعة كبيرة، تم تشكيل شراكات جديدة مذهلة في جيوش الخليج وإسرائيل.
وبالنظر إلى المستقبل، أتوقع أن تكون المنطقة التي تغطيها القيادة المركزية الأمريكية مرة أخرى على مستوى العالم من بين أكثر المناطق ديناميكية. يمكن للعديد من الأحداث التي تحدث في القيادة المركزية الأمريكية أن تمتد إلى الأجزاء المجاورة لنا من العالم. لذا مرة أخرى، فإن تركيزنا على الأشخاص والشراكات والابتكار سيضعنا على أفضل وجه في المستقبل، والقيادة المركزية مستعدة لمواجهة تلك اللحظة. نحن في وضع جيد لدعم المنطقة اليوم، وأنا أتطلع إلى العديد والعديد من الطرق التي سنعمل بها معًا على تعزيز الدور في المستقبل.
اتمنى لكم سنة جديدة رائعة.
المنسق: رائع. شكرا لك سيدي. بهذا تنتهي مكالمة اليوم. أود أن أشكر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل “إريك” كوريلا على انضمامه إلينا، وأشكر أيضا جميع المتصلين لدينا على المشاركة. إذا كان لديكم أي أسئلة حول مكالمة اليوم، يمكنكم الاتصال بالمكتب الإعلامي الإقليمي في دبي عبر البريد الإلكتروني [email protected]. ستوفر شبكة AT&T معلومات حول كيفية الوصول إلى التسجيل باللغة الإنجليزية لهذه المكالمة قريبًا. شكرا جزيلا. أتمنى لكم يوما سعيدا.
التعليقات مغلقة.