اكتمال الشراكة
القوات الأردنية والقوات الأمريكية تختتم تدريب الأسد المتأهب العسكري السنوي للسنة الثامنة
أسرة يونيباث
أدى هطول الأمطار الغزيرة في الليلة السابقة إلى تحول الأرض الصحراوية الجافة بطبيعتها إلى خنادق موحلة. وقام الجنود الأردنيون والأميركيون بتحويل الخنادق إلى مواقع دفاعية، عندما طُلب منهم صد قوات العدو التي تحاول التسلل عبر الحدود.
اشتركت قوات من حرس الحدود الأردني والحرس الوطني للجيش الأمريكي في كاليفورنيا في قتال موحل بقذائف الهاون والمدافع الرشاشة، بينما تغوص كواحلهم وركبهم في بقايا الأمطار.
وكانوا يستخدمون ذخائر حية – إلى جانب القوة العسكرية من الدبابات، والمدفعية، والسيارات المدرعة الأمريكية والأردنية – وحققوا لتدريب الأسد المتأهب 2018 طفرةً في الأداء.
امتدت التدريبات العسكرية في جميع أرجاء الأردن، حيث شارك فيها أكثر من 7,300 جندياً من البلدين. كان التدريب الذي أقيم في الفترة من 15 إلى 27 إبريل عام 2018 ثنائيًا، وهو الثامن على التوالي، إلا أن القيادة الأردنية دعت أكثر من 40 دولة إلى الأسد المتأهب 2019.
قال مدير التدريب الأردني العميد الركن محمد الثلجي، “نحن الآن نفهم تمامًا كيف يعمل أصدقاؤنا الأمريكيين، وهم يفهمون كيف نعمل. ويساعدنا ذلك على الاندماج مع بعضنا البعض في العديد من الجوانب، وتوحيد جهودنا لتحقيق أهدافنا وغاياتنا.”

رقيب جوشوا إل دي موتس/القوات الجوية الأمريكية
تم تصميم مهام الأسد المتأهب بحيث تتمكن القوات البرية والبحرية والجوية من الاستجابة للتهديدات التقليدية وغير التقليدية باستخدام سيناريوهات واقعية داخل بيئة تحالف.
اقتحم الجنود القرى التي يحتلها الإرهابيون، وقاموا بإجلاء أحد السفارات، وأنقذوا ركابًا من سفن في خليج العقبة.
واستجابوا لهجوم كيماوي، وووزعوا منشورات متفرقة على قرية محتلة، وقاموا بقمع أعمال الشغب في مخيم للاجئين.
وقال العميد الثلجي، “نحن نحاول استخدام سيناريوهات تحاكي الواقع.” وأضاف: “الأردن واحة للأمن والاستقرار في منطقة تحيط بها الحرائق وتطوق الأردن من جميع الجهات تقريبًا.”
كان لمشاة البحرية الأمريكية حضور كبير في تدريب الأسد المتأهب 2018. في الوقت الذي لم تكن قوات المارينز تتدرب فيه على التصويب مع الكتيبة البحرية الملكية السابعة والسبعين في براري جنوب الأردن، كانت تحلق بالمروحيات فوق واجهة العقبة البحرية، أو ترتدي بدل واقية من المواد الخطرة للتدريب على الهجوم الكيماوي.
وفي مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة قرب عمان، أخلى جنود المارينز موظفين من سفارة خيالية يحيط بها المتظاهرون الغاضبون وهم يرددون الهتافات. قام جنود القوات المسلحة الأردنية بتمثيل دور مثيري الشغب وهم يرتدون الملابس المدنية ويحملون اللافتات.
وتم إخراج الدبلوماسيين من باب السفارة وحملهم على متن الحافلات لتوصيلهم إلى المطار ونقلهم عبر الطائرة، ثم تسللوا إلى مؤخرة طائرة إم في 22-أوسبري وتم نقلهم إلى مكانٍ آمن.
قال اللواء في القوات الجوية الأمريكية، جون موت، ومدير التدريبات في القيادة المركزية الأمريكية، والمدير المشارك في التدريبات، “تمثل تدريبات مثل الأسد المتأهب وسائل مثالية لإعداد قواتنا للعمل معًا في ظروف غير مؤكدة وخطيرة.”
على الرغم من أن التدريب كان ثنائيًا، إلا أن ندوة كبار القادة المرتبطة بالأسد المتأهب جذبت جنرالات من البحرين، ومصر، والعراق، والكويت، ولبنان، وسلطنة عمان، وباكستان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ودول أخرى.
تبادل القادة أفكارهم وخبراتهم حول المقاتلين الأجانب، والسيطرة على الأماكن غير الخاضعة للحكم، وأحدث التطورات في تكنولوجيا المركبات الجوية بدون طيار.

ضابط صف بحري ساندي جريمنيس مورينو/البحرية الأمريكية
وعندما تم عرض خرائط تشير إلى مناطق غير خاضعة للسلطة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، سارع ممثلو الدول إلى التأكيد على أن عدم الاستقرار لا يحدث إلا في جيوب صغيرة من بلدانهم.
إلا أن العميد الأردني عزام الرواحنه، الذي قدم عرضًا في الندوة، أشار أن العمليات العسكرية ليست سوى عنصراً واحداً لضمان الاستقرار الوطني. لذلك من المهم أيضًا توفير الحكم الرشيد، والعدالة المجتمعية، وجهود مكافحة الفساد، وسيادة القانون.
وقال “لا يمكن لدولة بمفردها مواجهة هذا النوع من التهديد لوحدها.”
وأعلن اللواء موت أن المنطقة لا تقدم انتصارات سريعة وسهلة، ودعا قوات التحالف للتعلم والتطور لهزيمة التهديدات الإقليمية.
وأكد اللواء موت للحاضرين: “يجب أن ننتصر عندما تتم دعوتنا لحماية شعوبنا. وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي العمل معًا كشركاء.”
كانت صحراء الأردن المعزولة – وإن كانت خاضعة للسلطة – هي المكان الذي أقيمت به عدة فعاليات تدريبية.
وفي إحدى عمليات المحاكاة على “الإصابات الجماعية” بالقرب من القويرة، أصابت عبوة ناسفة ستة جنود. وانطلقت سيارات الإسعاف الأردنية “بالجرحى” إلى الخيام الطبية العسكرية الأمريكية، بما في ذلك غرفة العمليات المتنقلة.
وقال المقدم البحري آلان فلانيجان من “فصيلة معالجة الصدمة”، وهي وحدة بحرية أمريكية ساهمت في التدريب “إنها تجربة ممتازة، سواء خدمة المارينز أو العمل مع الأردنيين.”
وإلى أقصى الشمال بالقرب من عمان، هرعت سريتا مشاة أردنيتان مع جيش الأميرة بسمة من مبنى إلى مبنى في محاكاة لتطهير قرية في الصحراء. وكان المدربون الأمريكيون جاهزون دائمًا لتقديم المساعدة.

قال الملازم أول لوكس برولكس من الجيش الأمريكي بعد مشاهدة شركاءه الأردنيين يقومون بهذه التدريبات: “إنها فرصة فريدة لجنودنا أن يأتوا إلى الأردن وأن يشاهدوا بشكل واقعي طريقة عملهم وكذلك أسلوب حياتهم.”
وسط أصوات البنادق وهدير المحركات، يولي تدريب الأسد المتأهب، منذ بدايته في أيامه الأولى في عام 2011، تركيزاً أكبر على الدفاع ضد التهديدات غير العسكرية مثل الهجمات الإلكترونية، والحرب الأيديولوجية، والدعاية الإرهابية.
قام أئمة القوات المسلحة الأردنية ورجال الدين العسكريين الأمريكيين بعقد عدة فعاليات، تتضمن حفل استقبال في كلية الأمير حسن للدراسات الإسلامية في الزرقاء.
وهنا يقوم رجال الدين الأردنيين بتدريب االكوادر الدينية العسكرية على الدعوة إلى إسلام غير ملوث بالتطرف العنيف، ويتماشى مع رسالة عمان التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
وقال العميد الدكتور إبراهيم أبو عقاب، عميد كلية الأمير الحسن للعلوم الإسلامية، “لقد تطورت جهودنا إلى دورات تدريبية مناهضة للمتطرفين منذ حوالي عام. وتحتوي تلك التدريبات على مواد تدرس المشكلة وتوفر أوجه وأدلة الإقناع.”
وأضاف العميد الدكتور إبراهيم: “نحن لا نقتصر على وصف ظاهرة التطرف، لكننا نحدد المرض والدواء بتصحيح المفاهيم الدينية التي يستخدمها المتطرفون بسبب سوء فهمهم.”
أشاد القادة الأردنيون والأمريكيون بتدريب الأسد المتأهب 2018 كدليل على سبعة عقود من الصداقة بين البلدين. يجب أن تكون نسخة 2019 من الأسد المتأهب، والمقرر إجراؤها في أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر، أكثر تعقيدًا مع إدراج العشرات من البلدان الأخرى.
وقال العميد الركن عزام، الضابط المسؤول عن مركز القيادة الذي أصدر أوامر لآلاف المشاركين بعملية الأسد المتأهب، “نحن سعداء للغاية بنتائج التدريب. نحن في القوات المسلحة الأردنية نستفيد من العمل الجماعي في التخطيط والتنفيذ. “واختتم بقوله: “أود أن أعرب عن امتناني لشركائنا في القوات الأمريكية.”
مهمة إنسانية
القوات الأردنية والأمريكية توزع الهدايا والود في دار أيتام بعمان
أسرة يونيباث | تم التقاط الصور بواسطة رقيب ويتني هيوز/الجيش الأمريكي
تم تجنيد قوة مشتركة تضم 30 جنديًا من القوات المسلحة الأمريكية والأردنية في مهمة فريدة في الأسد المتأهب 2018. لم تكن القذائف التي استخدموها أكثر من كرات قدم، واستلزم تدريب التصويب استخدام حراس مرمى وشبكات.
هذه الزيارة الإنسانية إلى دار الأيتام الأردني، والتي رتبها الأئمة العسكريون الأردنيون ونظرائهم في صفوف القساوسة العسكريين الأمريكيين، كانت أول زيارة لتدريب الأسد المتأهب في تاريخه الممتد لثماني سنوات.
وعلى الرغم من أن الزيارة قدمت نظريات مشابهة للسيناريوهات الخيالية في الممارسة العسكرية التي تتعامل مع النازحين، إلا أن الدافع الرئيسي لها كان جلب الفرحة إلى الأيتام الصغارالذين كانوا يُعاملون عادةً على أنهم منبوذين في المجتمع.
توفر قرية الأطفال “اس او اس” بعمان تدابير الحياة المنزلية لأربعين طفلاً منبوذًا ويتيمًا من عمر 2 إلى 17 عامًا. ويشكل البالغون 14 فردًا من سكانها.
عندما تأسست القرية في عام 1983، قدمت الحكومة الأردنية الأرض في منطقة جبلية مليئة بالأشجار، بعيدًا عن صخب المدن في العاصمة. وتوفر المباني والأراضي بيئة ممتعة من أشجار الظل وأسرّة مزينة بالورود بشكلٍ جميل.

هنا يدرس الأطفال، ويذهبون إلى الحدائق، ويمارسون الألعاب الرياضية، ويشغلون أجهزة الكمبيوتر تحت أعين “الأمهات العاملات” الساهرة المقيمات بالمكان والعاملات كأمهات بديلات.
وبما أن الأطفال منفصلون عن الانتماء الاسري والقبلي – المعرفات الرئيسية في المجتمع الأردني – فإن القرية تعطيهم أسماء وهويات جديدة. إن إعادة الاندماج في المجتمع ليس سهلاً على الأيتام عندما يصلون إلى سن الرشد، ولكن القرية تهدف إلى تسهيل هذا الانتقال.
تحت السماء الصافية، انضم الجنود الأمريكيون والأردنيون إلى 25 طفلاً في الملعب، يراوغون ويركلون كرات القدم. حاول خمسة أطفال أن يسجلوا أهدافاً في حارس المرمى الأمريكي الذي ضحك بينما ضربت العديد من الكرات جسده.
وقال بعد عشر دقائق، “لقد تعبت يا رجال.”
قلبت جندية أمريكية فتاةً صغيرة رأسًا على عقب ودغدغة معدتها. وقامت قوات أخرى بمصافحة الأطفال بالأيدي والمصافحة على طريقة تلامس القبضات.
وانتهت الزيارة التي استغرقت ساعتين بتبادل الهدايا – حيث تلقى الأطفال كرات قدم من الأمريكيين وساعات يد من الأردنيين.
قال الرائد بينكي فيشر، وهو قس بالجيش الأمريكي، إن الزيارة كانت ناجحةً على عدة مستويات: قامت فرق الشؤون الدينية الأمريكية والأردنية بتقوية أواصر الصداقة بينها، وعززت أهداف قادتهم العسكريين في تدريب الأسد المتأهب، وأسست سابقةً لمساعدة المحتاجين في التدريبات المستقبلية.
وأضاف الرائد فيشر “نأمل أن تكون قد وضعنا الأساس لمهمة سنوية جديدة ستكون جزءًا من تدريب الأسد المتأهب.”
كما توجد قرى الأطفال “اس او اس” في العقبة في جنوب الأردن وإربد في شمال الأردن.
وقد لخص الدكتور خميس سرحان، وهو إمام أردني عسكري كان يراقب التفاعل الحيوي بين الجنود والأطفال، المهمة العسكرية في دار الأيتام: بقوله “إنه وفد سلام.”
العمليات المعلوماتية
تتواصل القوات الأردنية مع غير المقاتلين من خلال المنشورات، والهواتف الخلوية، ومكبرات الصوت
الملازم محمد الخوالدة، القوات المسلحة الأردنية
كجزء من تدريب الأسد المتأهب 2018، قامت مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي بتنفيذ سيناريو للتعامل مع الخلايا الارهابية بالقرب من المناطق السكنية، حيث تعمل المديرية لكسب ثقة السكان من خلال التواصل معهم عبر جميع الوسائل والتقنيات.
وعملت المديرية جنبًا إلى جنب مع نظرائها الأميركيين للقيام بتدريبات مشتركة لإلقاء منشورات على منطقة خاضعة لسيطرة العدو لإبلاغهم بالتنفيذ الوشيك لضربة جوية على مواقع العدو.
حلقت طائرة طراز C-130 بعلو منخفض فوق الصحراء، وكانت محركاتها تهدر بصوت عالٍ، وأسقطت حشدًا لامعًا من المنشورات لتغطي المنطقة.
وكان نص المنشورات كالتالي: “أيها المواطنون الأعزاء، ستقوم قوات التحالف بقصف الجماعات الإرهابية حتى يمكنكم التمتع بالأمن والسلامة. يرجى الابتعاد عن مواقع وتجمعات الإرهابيين، ويرجى الاتصال بنا لتحديد مواقع الإرهابيين.”
بينما تم إسقاط المنشورات، بدأت مكبرات الصوت من الخطوط الأمامية تدعو المواطنين إلى الابتعاد عن مواقع الإرهابيين والاتصال برقم هاتف للاتصال بقوات التحالف. وفي الوقت نفسه، تلقى أصحاب الهواتف المحمولة في منطقة العمليات رسالة نصية.
كانت عملية عالية الدقة والمهارة. تم تنفيذ جميع التفاصيل بنجاح، مما يدل على كفاءة ومهنية الدورة التدريبية.
يوفر تدريب الأسد المتأهب فرصة حقيقية للتعلم وتبادل الخبرات العسكرية وتوحيد المفاهيم بين جميع المشاركين. ويتم التدريب على عدة مراحل، حيث يتم الجمع بين جهود المشاركين وتوزيع الواجبات، وتتعاون جميع الفروع للعمل في ظل ظروف وتحديات مماثلة للعمليات الحقيقية، مما يسهم في بناء مهارات المشاركين.

التعليقات مغلقة.