اختبار دفاعات الانترنت
اجتماع قادة العالم لمناقشة أفضل الممارسات في مكافحة الهجمات السيبرانية
أسرة يونيباث
في بعض الأحيان تفشل الدفاعات السيبرانية الأكثر شمولًا في الصمود أمام أبسط الهجمات السيبرانية. وخير مثال على وجود مثل هذا الخلل الأمني يظهر في التصيد الاحتيالي الموجّه.
ويتخفى ذلك في صورة رسائل البريد الإلكتروني اليومية، وهذا النوع من الهجمات السيبرانية يخدع المستخدمين ويجعلهم يفصحون عن معلومات حساسة مثل أسماء المستخدمين، وكلمات السر، وبيانات بطاقة الائتمان.
وتنتشر الفيروسات وبرامج التجسس وغيرها من البرامج الضارة في رسائل البريد الإلكتروني مع المرفقات، أو – إذا كان النظام يقوم بحجب المرفقات على نحو روتيني – فقد تتضمن العناصر السيئة روابط في رسائل البريد الإلكتروني لإغراء المستخدمين لزيارة مواقع ضارة.
وللحيلوية دون هذه الاعتداءات وغيرها على القطاع السيبراني البالغ الأهمية، تشاركت مجموعة دولية من المتخصصين في مجال الأمن السيبراني استراتيجيات دفاعية في مؤتمر الأمن السيبراني الذي عقدته القيادة المركزية الأمريكية، والذي عقد في نيسان/أبريل 2018 في العاصمة الأمريكية واشنطن، وشهد مشاركة البحرين، ومصر، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وسلطنة عُمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.
وشهد المؤتمر أيضًا حضور ممثل عن القيادة العسكرية الأمريكية لقارة إفريقيا، ومراقبين عسكريين من أنجوﻻ، وبوتسوانا، وبوركينا فاسو، وجيبوتي، وكينيا، ونيجيريا، والمغرب. وشاركت وزارة الخارجية الأميركية في استضافة هذا المؤتمر مع القيادة المركزية الأمريكية.

وقال الفريق تشارلز براون نائب قائد القيادة الأمريكية المركزية: “لدى كل شريك حضر في هذا المؤتمر ما يساهم به في تعزيز جهود الأمن السيبراني الجماعية.”
ويمثل مؤتمر الأمن السيبراني الذي عقدته القيادة المركزية فرصة للخبراء العسكريين والحكوميين والأكاديميين لدراسة التهديدات السيبرانية التي تؤثر على الأمن القومي. وعلى مدار ثلاثة أيام، عزز المؤتمر العلاقات بين قادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع التركيز على الاختبار والتقييم لتعزيز الدفاعات ضد الهجمات السيبرانية. وسوف تسهم العلاقات التي نشأت خلال المؤتمر في دعم الاستقرار الإقليمي، وتمكين المنظمات من التعافي بسرعة أكبر وبأقل الأضرار عند وقوع أي حادثة.
لم ينج أي قطاع من قطاعات المجتمع من الهجوم: فكل المصارف، والجامعات، والمستشفيات، ومحطات توليد الطاقة، والمنشآت العسكرية كانت مستهدفة.
وقال روبرت ستراير نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السيبرانية والاتصالات الدولية والسياسة الالكترونية: “إن الناس صاروا أكثر تيقظًا لهذه التهديدات التي نواجهها في العالم.” وتطرق لمبادرات حديثة دشنتها أمريكا لحماية شبكات الحكومة والبنية التحتية الحساسة، والعمل مع الشركاء لزيادة الأمن السيبراني.
وقال ستراير “إننا بحاجة لعقلية الدفاع الجماعي.”
وقال اللواء الركن المهندس مهدي ياسر الزبيدي، مدير الاتصالات العسكرية بوزارة الدفاع العراقية أنه لا بد من التعاون الدولي للتغلب على نقاط الضعف. وصرح اللواء الركن مهدي إلى يونيباث قائلًا: “لدينا عدد من التهديدات المتبادلة في مجال الأمن السيبراني، وإذا ضربنا مثالًا بمحاربة داعش، استلزم الأمر تضافر جهود المجتمع الدولي الملتزم بالقضاء على الإرهابيين في العراق، فكانت النتيجة تكلل هذا العمل بالنجاح.”
وأوضح اللواء مهدي أن المطلوب هو بذل مثل هذا الجهد العالمي في مجال الأمن السيبراني، وأن المؤتمرات المماثلة لمؤتمر الأمن السيبراني الذي تعقده القيادة المركزية سيساعد على فتح قنوات تواصل مع الشركاء.
وأعرب عن سروره بمؤتمر هذا العام وما تضمنه من تدريبات المحاكاة، وكذلك مشاركة الجيوش الأفريقية. وقد أتاح ذلك لمجموعة دولية واسعة من قادة الأمن السيبراني أن يحللوا مؤشرات هجمات التصيد الاحتيالي الموجّه.
وقال اللواء مهدي: “إننا بحاجة لتوسيع معارفنا مع شركائنا وجيراننا حتى نصير جميعًا أقوى.”
البشر قبل الأجهزة
لا يوجد عجز في الأدوات التقنية والأجهزة المصممة لإحباط الهجمات السيبرانية، ولكن لا غنى عن الرقابة البشرية والإدراك البشري.
وأعلن اللواء الأمريكي ميتشيل كيلجو: “يتعين علينا توفير أفراد مدربين جيدًا يدركون مفهوم الشبكة و الأمن السيبراني، ويكونون قادرين على توفير الوقاية من التهديدات ومواجهتها، الرد على تلك التهديدات على حد سواء”، يعمل اللواء كيلجو مديرًا لإدارة القيادة والتحكم والاتصالات ونظم الحاسوب في القيادة الأمريكية المركزية.
وكان هذا من التحديات الشائعة التي تناولها عدد من المشاركين أثناء المؤتمر. وأوضح الدكتور شريف هاشم، نائب الرئيس التنفيذى للجهاز القومى المصري لتنظيم الاتصالات لشئون الأمن السيبرانى أن هناك حاجة عالمية للمتخصصين في مجال الأمن السيبراني، وهناك حاجة أيضًا لمنح رواتب تنافسية وأجور مغرية.

التعليقات مغلقة.