يُعد مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة (KASOTC) في الأردن أفضل منطقة تدريب مجهزة في البلاد لاعداد قوات العمليات الخاصة لمواجهة متطلبات الصراعات الحديثة. مع تزايد حدة العمليات الإرهابية في معظم مناطق العالم، أصبح من الضروري للدول تشكيل قوات مرنة وسريعة الحركة. ويساهم مركز KASOTC في أداء هذا الدور التكويني. تحدثت مجلة يونيباث مع العميد نائل شقيرات من القوات الأردنية المسلحة.
يونيباث: لعب مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة دورا كبيرا في بناء قدرات واعداد فرق العمليات الخاصة في المنطقة، هل لك ان تتحدث عن مناهج و برامج المركز التدريبية؟
العميد شقيرات: ينفذ المركز برامج ومناهج تدريبية متعددة تغطي خمسة محاور رئيسية:
- المحور الأول. القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب
- المحور الثاني. قوات الامن الداخلي وحماية الشخصيات
- المحور الثالث. التدريب الطبي
- المحور الرابع. القيادة وبناء الفريق
- المحور الخامس. تدريب المنظمات الانسانية
- يشمل كل محور عدد من الدورات التخصصية وعلى مختلف المستويات (التأسيسي، المتوسط، المتقدم).
إضافة الى ذلك يقوم المركز ببناء برامج تدريبية تتوافق مع متطلبات العميل (Tailored Training Courses).
كما يسعى المركز الى تعزيز الخطط والبرامج الخاصة بقوات الملك عبدالله الثاني القوات الخاصة الملكية في اطار تعزيز التحالفات مع قوات العمليات الخاصة من الدول الشقيقة والصديقة وتوفير الإمكانيات المناسبة لتوحيد المفاهيم بين هذه القوات بالاستفادة من الميادين والامكانيات المتوفرة في المركز بالشكل الذي ساعد على تعزيز العلاقات والفهم المشترك بين هذه القوات لمواجهة التحديات المشتركة مستقبلا.
يونيباث: كم عدد الدورات التي تقام في المركز سنويا وعدد المشاركين من الدول الصديقة والشقيقة؟
العميد شقيرات: المركز قدم خدمات التدريب واسناد التدريب لشريحه كبيره من قوات العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب وقوى الامن الداخلي التابعة ل 73 دولة من جميع انحاء العالم إضافة الى عدد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية ( NGOs ) والتي بلغ عددها 17 منظمة لغاية الان وبرقم اجمالي لعدد المتدربين بلغ (124000) مائة وأربعة وعشرون الف متدرب خلال الفترة من 2009 ولغاية 2024.

يونيباث: كيف يتم تطوير برامج التدريب وخبرات المدربين في المركز؟
العميد شقيرات: تٌتبع منهجية خاصة في هذا المجال داخل المركز حيث يتم اخضاع البرامج الى مراجعة دورية للتأكد من ملائمتها للمستجدات وطبيعة التهديدات الناشئة إضافة الى مواكبتها لأحدث البرامج العالمية في دول العالم من خلال الاستعانة بشركاء محليين، اقليمين ودوليين لغايات تبادل الخبرات والتشاركية في العمل ضمن هذا الجانب.
كذلك المدربين يتم اخضاعهم الى عمليات تقييم دورية ومستمرة للحفاظ على كفاءتهم وضمان سعي كل مدرب للمحافظة على سياسة التطوير الذاتي من خلال الحصول على دورات تساهم في رفع كفاءته إضافة الى التطوير المؤسسي والذي يتم من خلال المركز بأشراك المدربين بدورات انعاش وتأهيل متعددة وبالاعتماد على الشركاء المحليين، الاقليمين والدوليين.
يونيباث: هل لديكم مدربين وخبراء من الدول الصديقة؟
العميد شقيرات: يعمل المركز باستمرار على تعزيز علاقاته مع عدد من الشركاء الدوليين من الدول الصديقة حيث يوجد لدينا حاليا شريك متخصص في التدريب وأنظمة المشبهات والاهداف المتحركة وهي شركة (IPC) في الولايات المتحدة والمركز بصدد توقيع اتفاق تعاون آخر مع احدى الشركات الامريكية المتخصصة في التدريب. وأحد محاور هذا الاتفاق هو (الخبراء والمدربين الأجانب). والمركز لديه القدرة على جلب أي خبير اجنبي اذا ما كان متطلب رئيسي للعميل من خلال شبكة العلاقات والشراكات التي نملكها مع الشركات العالمية.
يونيباث: مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب العمليات الخاصة معروف بمسابقة المحارب.كيف يتم وضع برنامج المسابقة واختيار فرق التحكيم؟
العميد شقيرات: استضفنا النسخة الثالثة عشر من مسابقة المحارب في 2024. جميع النسخ مميزة وتُبنى على سيناريوهات تحاكي الواجبات الحقيقية لوحدات النخبة في مختلف دول العالم حيث يتم بناء الفعاليات بالتشارك مع شركاءنا من شركات التدريب في الولايات المتحدة الامريكية والتي تتقدم بناء على طلب من إدارة المركز بعروض مالية لأدارة وتصميم فعاليات المسابقة ويتم اختيار الشركة بناءً على خبرتها في مجال تدريب وحدات النخبة وفي مجال تنظيم المسابقات العسكرية العالمية وبما يضمن تحقيق الشفافية والحيادية والنزاهة اثناء المسابقة وهذه من القيم الأساسية في المركز ولهذا تم اختيار شركة (NEXUS) الامريكية لإدارة مسابقة المحارب في نسختها الثالثة عشر.
يونيباث: ما هي البرامج الجديدة التي سيقدمها المركز بالشراكة مع الدول الصديقة؟
العميد شقيرات: هنالك عدد من الخطط والبرامج الجديدة التي سيتم اضافتها الى الحقائب التدريبية التي ينفذها المركز لا سيما البرامج المتعلقة بدمج التكنولوجيا الحديثة في العملية التدريبية وذلك بهدف تقليل نسبة الخسائر بين صفوف قوات النخبة وزيادة فرص النجاح اثناء تنفيذهم لمهامهم المختلفة وهذا يشمل (تكنولوجيا الواقع الافتراضي، الذكاء الاصطناعي) كل ذلك سيتم من خلال التعاون والتنسيق الدائم والمستمر مع الشركاء المحليين والدوليين وسيتم الإعلان أولاً بأول عن هذه البرامج من خلال الموقع الالكتروني للمركز.

يونيباث: كيف يكيف المركز مناهجه لتشمل المستجدات في الحروب الحديثة؟
العميد شقيرات: المركز وبحكم ارتباطه مع القوات المسلحة الأردنية كشريك رئيسي يطلع على كافة التهديدات الناشئة والتطورات في البيئة الأمنية الإقليمية والعالمية ويتم تحليل الدروس المستفادة من العمليات العسكرية والأمنية الجارية ومن هنا يتم دراسة هذه التطورات وعكسها على مناهج التدريب لدينا لتصبح هذه المناهج تحاكي الواقع إضافة الى ذلك استطاع المركز من خلال شركائه المحليين، الإقليميين والدوليين كما اسلفنا أن يعمل وباستمرار على تطوير برامج تدريبية وتحديث الموجود منها وبما ينسجم مع الواقع الذي نعيشه.
يونيباث: لابد ان التدريب يشتمل على تدريبات ميدانية واخرى نظرية، هل تشمل التدريبات النظرية مكافحة الهجمات السيبرانية؟
العميد شقيرات: المناهج التدريبية التي يعتمدها المركز تركز على كلا الجانبين النظري والميداني لا سيما في مجالات التخطيط التعبوي على المستوى العملياتي والتكتيكي وكذلك خطوات صنع القرار والتحليل والدراسات المتعددة لأشكال التهديد والامكانيات للوصول الى القرار الأمثل. وما يتعلق بالتدريب الخاص بالأمن السيبراني يتم من خلال شركاء محليين متخصصون في هذا المجال ويملكون المعرفة الكاملة في مجال التدريب على هذا الموضوع حيث يعمل المركز على توفير كافة المتطلبات اللازمة لإنجاح هذا النوع من التدريب وبالتنسيق والتعاون الكامل مع الشريك المحلي.
يونيباث: كيف يلبي التدريب حاجة القوات للتفاعل مع بعضها البعض أثناء العمليات التي تتطلب العمل المشترك مع أفرع الجيش الأخرى؟
العميد شقيرات: المحاور الأساسية للتدريب في المركز تستهدف قوات العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب وقوات الامن الداخلي في الأساس لضمان امتلاك هذه القوات كافة المهارات والمعرفة التي تمكنهم من تنفيذ مهامهم بنجاح ومن ضمن جوانب هذه المعرفة عمل هذه القوات ضمن بيئة عمليات مشتركة لا سيما مع قوات سلاح الجو حيث يملك المركز إمكانية توفير مصادر مختلفة من سلاح الجو لغايات التدريب مع قوات النخبة اذا ما كان ذلك احدى المتطلبات اللازمة للعميل، كذلك يملك المركز بحكم شراكته مع القوات المسلحة توفير المتطلبات اللازمة لأي برنامج تدريبي يطلب من قبل أي عميل وضمن مفهوم العمليات المشتركة ومن ضمن هذه المتطلبات مدربين من الصنوف الأخرى للقوات المسلحة.
يونيباث: ما هي مميزات التدريب في بيئة متعددة التضاريس مثل الأردن؟
العميد شقيرات: لا شك ان التدريب في الأردن لا سيما في ظل توفر بيئات تدريبية متعددة من حيث التضاريس وغير متباعدة يوفر كثير من الوقت والجهد والتكاليف المالية المترتبة عن عملية التدريب وكذلك يتيح الفرصة للجيوش لمحاكاة الواقع في العمليات ووضع الجندي في ظروف اقرب ما تكون الى المهام والواجبات الحقيقية التي قد يطلب منه تنفيذها اذا ما اخذنا بعين الاعتبار اتساع مسارح العمليات لعدد كبير من جيوش العالم وبحكم شراكته مع القوات المسلحة يستطيع المركز تنفيذ برامجه التدريبية في بيئات مختلفة التضاريس (المناطق الصحراوية، الجبلية، الغابات، التدريب المائي) وذلك من خلال حرية الوصول الى كافة الميادين والمناطق التدريبية التابعة للقوات المسلحة.