تحت المجهر أهمية التسامح بواسطة Unipath آخر تحديث يناير 17, 2020 شارك Facebook Twitter المنطقة والعالم يستفيدان من سياسة الانفتاح الاماراتية أسرة يونيباث الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان هو عضو في مجلس الوزراء، وهو وزير التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2017. شغل العديد من المناصب الأخرى على مستوى الوزراء، بما في ذلك وزارات التعليم العالي والبحث العلمي، التعليم، والثقافة وتنمية المعرفة. قاعة الاستقبال الخاصة به مليئة دائمًا بكبار الشخصيات في المدينة، وأولئك الذين يطلبون مساعدته هم من جميع الجنسيات والأديان. إنه يقف للترحيب بالزوار بكل تواضع دون معرفة مسبقة بخلفياتهم. وهو يرتاد أحد مساجد الحي ويستمع إلى خطبة الجمعة بين المصلين الذين ينتمي معظمهم إلى دول آسيوية جاءوا يبحثون عن حياة كريمة في الإمارات العربية المتحدة. وهذا يؤكد سمو أخلاقه وتواضعه وحبه لجميع الناس. أجرت مجلة يونيباث مقابلة مع الشيخ نهيان في مقره في أبو ظبي: يونيباث: كيف يجسد التسامح في الإمارات نظرة الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد في التسامح؟ معالي الشيخ نهيان: نحن في الإمارات نعتز غاية الاعتزاز، بأن الأب المؤسس، المغفور له الوالد الشيخ زايد، قد ترك لنا إرثاً خالداً، يؤكد على أن الالتقاء بين البشر، والاحترام المتبادل بينهم، والعمل المشترك والنافع معهم، والحوار والتواصل الإيجابي معهم، يؤدي دائماً، إلى تحقيق الخير والرخاء، للجميع، ويسهم في بناء العلاقات المثمرة، في ربوع العالم. يونيباث: هل اطلقت دولة الامارات اي مبادرة لنشر التسامح الثقافي والتآخي الانساني إقليميا ودوليا؟ معالي الشيخ نهيان: نحن ولله والحمد، دولة تقدم في كل يوم، الأدلة الواضحة على حرصها الكبير، على أهمية تنمية المجتمعات البشرية، وعلى أهمية الحوار والتواصل الإيجابي بين الجميع، وكذلك على أهمية الأخذ بكل الأساليب والأدوات الضرورية، لتحقيق السلام والتفاهم والاستقرار، والقضاء على ظواهر التطرف والتعصب والتشدد، في كافة ربوع العالم – يونيباث: معالي الوزير هل لك أن تتحدث عن خطوة الدولة بتسمية عام 2019 عام التسامح؟ معالي الشيخ نهيان: عام التسامح في الإمارات، والذي أعلنه صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة – حفظه الله، هو مبادرة وطنية مهمة تهدف إلى التأكيد على أن التسامح، الذي يُعد إرثاً مهماً لمؤسس الدولة المغفور له الوالد الشيخ زايد، هو طريق أكيد لتمكين الإمارات، من تحقيق التقدم والنجاح في كافة المجالات. عام التسامح هو كذلك، احتفاء بما تحظى به الإمارات من نموذج رائد في التعايش والأخوة الإنسانية، يضم في طياته، ممثلين عن جميع الجنسيات في العالم، يعيشون معاً في سلام ورخاء. الاحتفال بعام التسامح، هو أيضاً تأكيد على أن نشر قيم التسامح والمحبة في المجتمع والعالم، يحتاج إلى عمل مستمر وجهد متواصل – احتفالنا بعام التسامح، هو في ذلك كله، تعبير عن اعتزازنا في الإمارات بتراثنا الوطني، وبثقافتنا العالمية، وهو طريق إلى تأكيد هويتنا الوطنية، بما تشتمل عليه من قيم ومبادئ أصيلة. يونيباث: من الواضح أن دولة الإمارات تعتبر التسامح واحترام الآخر سيقودان الى مجتمع متماسك. هل لمعاليكم أن تحدثنا عن ذلك؟ معالي الشيخ نهيان: نحن في الإمارات نرى أن التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، هي مجالات للعمل المشترك وبناء الشراكات المجتمعية والعالمية من أجل تحسين جودة الحياة للجميع – تجربتنا في الإمارات تؤكد على أهمية إتاحة الفرص أمام الجميع، كي يتعرف الجميع على بعضهم البعض، وكي يعملوا معاً من أجل تحقيق الخير للمجتمع والإنسان، دونما تفرقة أو تمييز – نحن في الإمارات، نرى أن التسامح يرفض التعصب والعنف – نرى أن التسامح يؤكد على حقوق الجميع، المرأة والرجل معاً – نرى أن التسامح هو إطار ينتظم فيه الجميع من أجل بناء مجتمع ناجح – والحمد لله، أننا نلمس ذلك كله وبكل وضوح، في مسيرة الإمارات الناجحة بكل المقاييس. يونيباث: في ضوء ما تشهده المنطقة من أحداث مؤسفة على يد التنظيمات الإرهابية، كيف يمكن للتسامح ان يدحض الافكار التي يعتمدها التطرف؟ معالي الشيخ نهيان: إنني أقول دائماً، إن المجتمع المتسامح، شأنه في ذلك، شأن أي مجتمع بشري، يواجه تحديات مهمة، لابد من الالتفات إليها، ومواجهتها بكل حزمٍ وتصميم. أحد هذه التحديات المهمة، تتمثل في ظواهر التطرف والعنف والإرهاب، ضد السكان الآمنين – هناك أسباب سياسية، أو دينية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، لهذه الظواهر البغيضة، تصب كلها، في فكرٍ هدام، يشجع على التعصب، وعدم التسام، معاداة الآخرين. نحن في الإمارات، ندرك تماماً مسؤولية كافة قطاعات المجتمع، في مكافحة الإرهاب، وأهمية أن يقوم الجميع، بأدوارهم، في الوقاية من التطرف، ومكافحة التشدد، والمغالاة – ما أريد أن أؤكد عليه، هو أن العمل، على نشر التسامح، هو جزء مهم للغاية، لمواجهة الإرهاب، حول العالم – الإرهاب ظاهرة بغيضة، تهدد السلام العالمي، وتتطلب جهوداً مكثفة، من كافة أصحاب النوايا الطيبة في العالم. يونيباث: بعض القنوات المغرضة تشكك في مبادرة الإمارات، وتعتبرها حرفاً لمفاهيم الدين الإسلامي ويشيرون بذلك إلى جلب تماثيل بوذا لأبوظبي، كيف يرد معاليكم على هذه الاتهامات؟ معالي الشيخ نهيان: أريد أن أؤكد لك، وبكل قوة، أن التسامح في الإمارات، لا يمثل بأي حال، ابتعاداً عن الهوية، أو إهمالاً للمبادئ والمعتقدات، أو انفصالاً عن التاريخ والتراث، بل على العكس من ذلك تماماً، فإن التسامح هو تعبير عن ثقتنا في أنفسنا، وهو يجسد أصالة تاريخنا، وعراقة هويتنا، واعتزازنا بقدراتنا، وكيف أننا في واقع الأمر، أصحاب حضارة عريقة، وأصول راسخة، تؤهلنا دائماً، إلى أن نكون، نموذجاً وقدوة، للعالم كله – نحن في الإمارات قادرون تماماً، على التعامل مع الآخرين بثقة كاملة: نأخذ منهم ونعطيهم، في تواصل حضاري نافع ومرموق. أما عن تمثال بوذا، الذي تشير إليه، فقد كان جزءاً من احتفال بأعمال فنية، لا علاقة لها بالأديان أو المعتقدات – إنني أرى في عرض هذه الأعمال الفنية أساليب مهمة لإثراء الحياة، ولتعزيز شعورنا بهويتنا الوطنية، وتعميق انتمائنا وولائنا للوطن والأمة. يونيباث: هل وجدتم دعماً وشراكة من الدول الصديقة والشقيقة لكم بنشر ثقافة التسامح؟ معالي الشيخ نهيان: نعم، وجدنا دعماً قوياً من كافة الجهات الإقليمية والعالمية لجهودنا في مجالات التسامح – نحن نتبادل الأفكار والتجارب مع الجميع – وإنه لمما يبعث على التفاؤل حقاً، أن نجد لدى جميع الدول، قناعة كاملة بأن تحقيق التسامح بطبيعته هو عمل لا ينتهي، بل هو مستمر دائماً، بحكم طبيعة المجتمعات البشرية – إننا نجد أن تحقيق التعايش والسلام والاستقرار في العالم هي أمور تحظى بموافقة الدول الشقيقة والصديقة، وتمثل مجالات مهمة، للتعاون والعمل المشترك بين الجميع. يونيباث: فيما يخص زيارة قداسة البابا فرانسيس وفضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر إلى دولة الإمارات وإعلانهما وثيقة الأخوة الإنسانية من أبوظبي – ما هي المعاني التي تحملها هذه الزيارة للعالم؟ معالي الشيخ نهيان: زيارة قداسة البابا وفضيلة الأمام الأكبر، بدعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كانت زيارة تاريخية بكل المقاييس، وقد أكدت عدداً من المعاني المهمة بالنسبة لبناء العلاقات المفيدة والمثمرة بين الجميع في هذا العالم، الذي يتسم بالتعددية والتنوع في خصائص السكان في كل مكان – لقد أكدت الزيارة أن قيم التسامح والحوار والتراحم بين الجميع، التي يحتفي بها البشر في كل مكان، هي قيم أصيله في مجتمع الإمارات منذ زمن بعيد، وبالتالي فإن الزيارة كانت دعوة قوية لنشر نموذج الإمارات في التسامح والتعايش في العالم كله. أشكرك كثيراً، وأحيي قراء مجلة يونيباث، وأعبر مرة أخرى عن سروري العميق بعلاقات الصداقة القوية بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات وهي، كما قلت، علاقات تقوم على الاحترام المتبادل وعلى القيم الإنسانية النبيلة التي نشترك معاً في الالتزام بها لمنفعة الإنسان في كل مكان. Facebook Twitter شارك
التعليقات مغلقة.