يعانيلبنان والأردن مسبقاً من ضغط شديد بسبب إيواء أعداد غفيرة من اللاجئين الوافدين إليهما من سوريا، وقد اضطرا في ظل هذه الظروف إلى مواجهة عدو خفي وخبيث يتمثَّل في فيروس كورونا (كوفيد19-).
رقيب أول ستيفن كولفين، قيادة العمليات الخاصة للمنطقة المركزية الأمريكية
ولكن بمساعدة قيادة العمليات الخاصة للمنطقة المركزية الأمريكية، تمكَّن البَلدان من تخفيف بعض آثار الفيروس؛ وقد تمكَّنت تلك القيادة من بناء شراكات قوية والحفاظ عليها مع القوات المسلحة اللبنانية والأردنية على مدار أجيال.
فقد حصلت مديرية التعاون العسكري المدني اللبنانية ومركز التنسيق العسكري المدني الأردني على مساعدات من فرق الشؤون المدنية التابعة لكتيبة الشؤون المدنية 96 الأمريكية، ووجد الإثنان نفسيهما في موقف غير معتاد لدعم المؤسسات المدنية التي تعمل على الخطوط الأمامية لمكافحة الفيروس.
وقامت فرق الشؤون المدنية بتوزيع اللوازم الطبية ومستلزمات النظافة التي تبرّعت بها المنظمات غير الحكومية لمناطق في لبنان والأردن، إذ وزّعت الفرق على مدار ربيع 2020 ما يزيد على 20,000 حزمة من مستلزمات النظافة على تلاميذ المدارس بالإضافة إلى 33,200 كمامة و152,000 قفاز و11,200 زجاجة من معقم اليدين و19,000 بطاقة توعية للعيادات المحلية والمراكز الطبية للوقاية من المرض.
عناصر من الجيش اللبناني توزّع مستلزمات وقائية برعاية قيادة العمليات الخاصة للمنطقة المركزية الأمريكية بالتعاون مع منظمة غير حكومية محلية. رقيب أول ستيفن كولفين/قيادة العمليات الخاصة للمنطقة المركزية الأمريكية
وقال المهندس عماد المومني، عمدة مدينة الزرقاء بالأردن: “نثمن بشدة موقف المؤسسات المحلية وفرق الجيش الأمريكي لتزويد بلدية الزرقاء بكميات من المواد الوقائية والمعقمة في ظل هذه الظروف العسيرة التي تواجهها المملكة في مجابهة الفيروس؛ فهذه البادرة كان لها الأثر البالغ في نفوسنا وتدل على أنَّ المنظمة والفريق ذواتا بعد إنساني من خلال هذه المواقف الرائعة.”
وجدير بالذكر أنَّ تمهيد الطريق للتعاون على مكافحة فيروس كورونا كان قد جرى خلال الأشهر والسنوات التي سبقت هذه الأزمة؛ فمن خلال التعاون مع شركائهم العسكريين في كلٍ من الأردن ولبنان خلال العشرة أعوام المنصرمة، قامت فرق أمريكية بتطوير العيادات وتجديدها أو إنشاء عيادات جديدة في المناطق المحرومة من الخدمات في كلا البلدين تحت إشراف برنامج المساعدات المدنية ومساعدات الكوارث الإنسانية الخارجية التابع للقيادة المركزية الأمريكية.
وفي نيسان/أبريل 2020، تعاونت قوات العمليات الخاصة الأمريكية مع منظمة غير حكومية في لبنان لتقديم دورات تدريبية طبية متقدمة لعناصر من الجيش اللبناني الذين استفادوا من تلك المعلومات لتوعية المواطنين بأهمية الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.
كما حصل اللبنانيون على مستلزمات التدريب لحضور دورة العناية بإصابات المعارك العسكرية في مدرسة القوات الخاصة في حامات، وحصل الخريجون على حقائب شخصية للإسعافات الأولية.
هذا، وتهدف أعمال فرق الشؤون المدنية إلى تعزيز الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية الأمريكية التي خصصت مؤخراً مبلغ 13.3 مليون دولار لتقديم مساعدات جديدة إلى لبنان ومبلغ 8 مليون دولار لمساعدة الأردن، ويهدف هذا الدعم إلى التخفيف من آثار فيروس كورونا على المواطنين واللاجئين المعرضين لخطر الإصابة به.
وما كانت لهذه الاستجابة لفيروس كورونا أن تحرز هذا النجاح لولا الشراكات القوية والثقة والاحترام المتبادلين بين قيادة العمليات الخاصة للمنطقة المركزية الأمريكية وشركائها في بلدان المنطقة مثل لبنان والأردن.