أسرة يونيباث
قام الحوثيون بزراعة مناطق شاسعة في اليمن، ومنها المناطق المكتظة بالسكان، بالألغام الأرضية المضادة للأفراد والمركبات، وتدعو الأمم المتحدة إلى ضرورة حشد الجهود الدولية والإقليمية لإزالة هذه الالغام القاتلة في اليمن.
وتقدّر التقارير الرسمية أن عدد الألغام التي زرعها الحوثيون، والتي صُنع معظمها بدعم الحكومة الإيرانية، يصل إلى 1.2 مليون لغم أرضي في 15 محافظة يمنية.
وتأتي مدينة تعز ضمن أكثر المدن اليمنية التي تضررت بشدة من الحرب الدائرة بين قوات الحكومة اليمنية والحوثيين، وتُعد محافظة تعز واحدة من أكثر المحافظات التي زرع الحوثيون الألغام المضادة للأفراد في أرجائها، إذ تتكون المحافظة من 22 مديرية، تغطي الألغام 18 مديرية منها.
وفي الربع الأول من عام 2019، تجاوز عدد القتلى في المدينة والمناطق المحيطة بها بسبب الألغام الأرضية 465 قتيلاً، منهم 120 طفلاً و85 سيدةً، وذلك حسبما أفاد به السيد عارف القحطاني، المدير التنفيذي للمركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام في تعز. وبلغت أعداد المصابين 905، منهم 275 طفلاً و183 سيدةً.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2019، لاقت سيدة وطفل حتفهما بسبب انفجار لغم أرضي في محافظة الضالع، وانفجر لغم أرضي في حادثة أخرى أودى بحياة الطفلة وسيلة عبد الكريم محمد العمري التي تبلغ من العمر 12 عاماً وهي ترعى الأغنام.وانفجر لغم أرضي آخر عندما كانت تبحث أسرتان عن مأوىً لهما بعد نزوحهما من منزليهما، مما أدى إلى مقتل سيدة وإصابة سبعة آخرين.وصرّح السيد نبيل عبد الحفيظ، وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، أن الحوثيين قد ”زرعوا الموت“ في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها من قبل، عن طريق نشر الألغام الأرضية حول الحقول الزراعية والطرق والقرى، كما زرعوا العبوات الناسفة محلية الصنع، وأخفوها بغطاء البيئة المحيطة بها بحيث يصعب اكتشافها.
ولا تقتصر مخاطر الألغام التي زرعها الحوثيون على قتل المدنيين اليمنيين وإصابتهم بإصابات بالغة فحسب، وإنما تمنع اليمنيين أيضاً من جني محاصيلهم والحصول على مياه الشرب. كما تمنع الألغام منظمات المساعدات الدولية من إيصال المواد الغذائية والأدوية إلى المدنيين اليمنيين الذين يعانون من الجوع والأمراض، مما عرقل جهود الاستجابة للأزمات المختلفة مثل جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19) في ربيع 2020.
ولا يزال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يقدم الدعم لجهود إزالة الألغام في اليمن، إذ قام البرنامج عام 2019 بتقديم 20 سيارة نقل تويوتا للمركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام لمساعدة اليمنيين على إزالة الألغام من الطرق الرئيسية التي تستخدمها قوافل المساعدات الإنسانية القادمة من ميناء الحديدة. وجدير بالذكر أن اتفاقيات الأمم المتحدة تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد.
أضف إلى ذلك أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قد قام بتدشين المشروع السعودي لنزع الألغام المخصص لإزالة الألغام من اليمن وحماية المدنيين.
وذكر البرنامج أنه تمكن من إزالة ما يزيد على 100,000 لغمٍ منذ عام 2018، ومنهم 2,400 عبوة ناسفة خلال أسبوع واحد في شهر نيسان/أبريل 2020.
المصادر: المشارق: almashareq.com، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: ye.undp.org، العربية: alarabiya.net
بواسطة Unipath