أكاديمية مكافحة الإرهاب العراقية تدرب على التكتيكات المكتسبة من المعارك ضد إرهابيي داعش
أسرة يونيباث
تصوير جوشوا د. ميكلروي/فرقة المهام المشتركة، العمليات الخاصة المشتركة-العراق
يعتبر التدريب وإعداد المقاتل حجر الأساس لبناء قوات مهنية ذات قدرات عالية. فمهنية المقاتل وثقافته تلعب دوراً كبيراً في الانتصار في المعارك وكسب قلوب وعقول السكان. لقد شهد أهالي الموصل والفلوجة على حسن تعامل القوات المحررة واحترامهم للمواطنين. ولكي نتعرف عن كثب على عملية إعداد المقاتلين في أكاديمية جهاز مكافحة الإرهاب، التقت مجلة يونيباث العميد الركن هادي الكناني، رئيس أكاديمية جهاز مكافحة الإرهاب ليتحدث لنا عن هذه المؤسسة المهمة.
يونيباث: بنظرك، من هو المقاتل المهني؟
العميد هادي: هو المقاتل الذي يصل لمرحلة الحرفية في التدريب والقتال، كذلك معرفته بواجباته كمقاتل واحترام قوانين حقوق الإنسان والتزامه في القسم الذي أداه حين تخرج كمقاتل في العمليات الخاصة. أي المقاتل الذي يواجه عدوه بحزم دون أن يتجرد من الأنسانية في معاملة الأسير والجريح. هدفنا في أكاديمية مكافحة الإرهاب إعداد وتدريب المقاتل ليكون بمستوى المسؤولية لحمل شعار العمليات الخاصة وأن يكون مثالاً يقتدى به زملاءه وأن يرسم الصورة الجميلة للبطل في ذهن العراقيين.
يونيباث: مرت قوات جهاز مكافحة الأرهاب بمراحل عديدة واكتسبت خبرات كبيرة من المعارك التي خاضتها مثل معارك الفلوجة وصولة الفرسان وتحرير رهائن كنيسة سيدة النجاة، هل استخدمت الأكاديمية الدروس من قتال داعش لتطوير مناهج التدريب؟
العميد هادي: استفدنا الكثير من الخبرات الميدانية في قتال داعش والدروس المستنبطة من تلك المعارك منذ عام 2014 وحتى الآن. كانت الواجبات المناطة بقوات جهاز مكافحة الإرهاب تختلف عن القتال الميداني، حيث كنا نقوم بواجبات نوعية ضد أهداف ذات أهمية عالية او كما نطلق عليها “أهداف المستوى الأول” وهم قادة التنظيمات الإرهابية، والممولين والقيادات الميدانية لهم. لكننا أجبرنا على خوض المعارك الميدانية بعد 2014 حيث أصبح واجبنا الدفاع عن العراق. لقد تعرض العراق لهجمة كبيرة في 2014 على يد داعش وسقطت مناطق واسعة أهمها الموصل مما اضطررنا لخوض القتال في المناطق المبنية وأجبرنا على مسك مواضع دفاعية أيضاً. كذلك تم تكليفنا من قبل السيد القائد العام للقوات المسلحة بتحرير المدن من عصابات داعش. لقد أضافت هذه التجارب خبرات كبيرة لنا وتم تطوير مناهج التدريب في الأكاديمية على هذا النمط من القتال، كذلك تعلمنا دروس أخرى جديدة، ليس فقط على قواتنا بل على جميع قوات العمليات الخاصة في العالم. لقد شاهدنا أسلوب داعش في القتال بدأ يتطور تطوراً سريعاً ويستخدم أساليب قتالية معينة، فكنا على تواصل مع الميدان ونقوم بتطوير مناهج التدريب على ضوء المتغيرات في الميدان. كذلك ركزنا على بناء آمرين المجاميع الصغيرة على أخذ القرارات الميدانية لما يتناسب مع ظروف المعركة. فإعداد الضباط الشباب وضباط الصف هو مفتاح النصر في القتال في المناطق المبنية. مثلا شهدنا أسلوب العجلات المفخخه التي وظفها الإرهابيون في ساحة المعركة، مستغلين المناطق المبنية لإخفاء مواقع المفخخات التي تستهدف الأرتال المتقدمة. لقد بدأنا تدريب المقاتلين على كيفية التعامل مع المفخخات واكتشاف مواقعها. كذلك ظهر أسلوب جديد على القتال وهو أسلوب الأنفاق حيث استخدمها داعش للتخفي من رصد الطيران والتنقل او الإمداد فقمنا بتدريب المقاتلين على كيفية التعامل مع الأنفاق وتدميرها. إضافة إلى أسلوب الطائرات المسيرة، خاصة في الساحل الأيمن من الموصل حيث استخدمها العدو بكثافة. مما استدعانا لتدريب المقاتلين وبمساعدة مباشرة من شركاءنا في قوات التحالف، على كيفية حماية المقاتلين من مخاطر هذا السلاح وطرق معالجة الطائرات المسيرة واسقاطها.
يونيباث: هل تعتبر هذه التدريبات متقدمة أم يتلقاها المقاتلين الجدد أيضاً؟
