طاجكستان تستضيف التعاون الإقليمي 17 مع التركيز على عمليات حفظ السلام متعددة الجنسيات
أسرة يونيباث
في ظهيرة يوم حار في أواخر يوليو / تموز وفي مركز فخرأباد للتدريب العسكري، الواقع بالقرب من سلسلة من التلال وبساتين الفاكهة، تعرّضت مجموعة من قوات حفظ السلام الطاجيكية لكمين نصبته مجموعة من المتطرفين العنيفين. توغّلت الدورية الطاجيكية عبر حقول الدغل الهشة لقتل المهاجمين أو القبض عليهم. وشرع الجنود في إخلاء مبنى استخدمه العدو كحصن وقاموا بإجلاء رفاقهم من المصابين والسجناء.
أمضت القوات الطاجيكية أربعة أيام في تدريبات ميدانية تكتيكية مشتركة مع جنود أمريكيين بالحرس الوطني للجيش بفيرجينيا، واشتملت التدريبات على الكشف عن العبوات المصنعة محلياً وتقديم الاسعافات الأولية لتضميد الجروح الناتجة عن الطلقات النارية.
كان ذلك بمثابة برهان على ما يجري على بعد قرابة 50 كيلومترًا من وزارة الدفاع الطاجيكية: عملية قيادة متعددة الجنسيات تسمى التعاون الإقليمي 17.
يُذكر أن التعاون الإقليمي، الذي يدخل عامه الرابع عشر، هو التدريب الأهم لدى القيادة المركزية الأمريكية والمصمم للجيوش الآسيوية المركزية والجنوبية لتحضيرها للمشاركة في عمليات حفظ السلام متعددة الجنسيات.

الرقيب مات كوزارا / القيادة المركزية للجيش الأمريكي
وقد استضافت طاجكستان النسخة الأخيرة لهذه العملية في تموز/ يوليو 2017، وشهدت انضمام أكثر من 200 مشارك من طاجكستان وقيرغيزستان وباكستان ومنغوليا والولايات المتحدة. وأرسلت كازاخستان مراقبًا من عندها.
وقال سيدجفار إزمونوف عضو بالبرلمان الطاجيكي “تمثل التدريبات من هذا النوع فرصة فريدة للجنود لاكتساب معارف جديدة ومهارات عملية”. وأضاف “هذا أمر مهم لجنودنا وخاصة في مواجهة التهديدات الإرهابية. بالإضافة إلى ذلك، فهي تعزز من التعاون الإقليمي. لقد توطدت الشراكة التي تجمع بلدنا مع الولايات المتحدة”.
واضطلعت المجموعة، التي تألف أغلبها من ضباط، لمدة أسبوع تقريباً بدور موظفي المقر الرئيسي للواء المشاة متعدد الجنسيات وشاركت في سيناريوهات تخيلية لاختبار قدرتها على التعاون رغم اختلاف اللغة والقيادة والعقيدة العسكرية.
انطوت سيناريوهات 2017 على انشقاق مجموعة من الانفصاليين عن بلد يُسمى ريجيسلافيا لتشكيل دولة صغيرة في آسيا الوسطى تُدعى باهورا. تمثلت مهمة قوة المهام متعددة الجنسيات التي تعمل برعاية الأمم المتحدة في مراقبة وقف إطلاق النار مع التصدي في الوقت ذاته لعمليات التوغل الحدودية التي يقوم بها الإرهابيون، إلى جانب عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات وزلزال مدمر وأزمات إنسانية.
وقال العقيد الباكستاني عامر سليم الذي عمل كنائب لقائد اللواء المحاكي “إن هذا السيناريو يبدو واقعيًا للجميع”. وأضاف “لكي تضطلع بدورك بصورة فعّالة في حادث متوقع كهذا فإن التدريب يمثل عاملاً مهمًا جدًا”.
وقد أطلعت التقارير العسكرية المنتظمة القادة بما يحدث هناك، بعدها توزّع الضباط على خلايا مخصصة لمهام مثل الخدمات اللوجستية والعمليات والشؤون العامة.
وفي بعض الأحيان كانت المهام أساسية كنقل مياه الشرب لآلاف الجنود المتواجدين بأرض الميدان. وفي أوقات أخرى، كان على موظفي المقر التعامل مع الكوارث الطبيعية كزلزال قوي أتلف سد كهرمائي مسؤول عن توليد 90 بالمائة من الكهرباء في البلاد. وكان فقدان السد سيعني إلحاق شلل باقتصاد باهورا.
وسد المشاركون، اللذين تجمعوا حول أجهزة الكمبيوتر المحمولة والخرائط، فجوات التواصل عبر الاستعانة باللغات المشتركة. وقد استخدم الضباط القيرغيزيون والطاجيكيون والمنغوليون اللغة الروسية كلغة مشتركة بينما استعان الأمريكيون والباكستانيون باللغة الإنجليزية. كما توفر مترجمون أيضًا للمساعدة عند الحاجة.
وقال العقيد الأمريكي جورج هارينغتون من الحرس الوطني للجيش بماساتشوستس “من المهم لنا العمل سويًا حتى إذا تعين علينا فعليًا الانتشار معًا للقتال أو لحفظ السلام أو لأي عمليات أخرى، نكون بالفعل قد بنينا روابط وعلاقات”.

الرقيب مايكل باتلس / القوات الجوية الأمريكية
وقد حضر الوفد المنغولي، الذي أشار إلى تجربته في التعامل مع قوات الأمم المتحدة والقوات الطاجيكية، هذه التدريبات لتعزيز مهارات الضباط في مجالي أمن الحدود ومكافحة الإرهاب. وتستضيف منغوليا تدريباً خاصاً بها تطلق عليه خان كويست.
وكجزء من هذا السيناريو، احتاج المشاركون الى الحفاظ على السلام في منطقة منزوعة السلاح بين بهورا وريجيسلافيا واعتراض شحنات أسلحة دمار شامل أخفاها الإرهابيون بين الامدادات الطبية.
وقال العقيد توميندمبريل “نملك خبرة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ولكن يتعين علينا القيام بالمزيد من التدريب واكتساب المزيد من الخبرة في قوة الائتلاف”.
