مكافحة التطرف الديني By Unipath On Jan 30, 2018 Share قادة عسكريون وباحثون وعلماء دين يتبادلون الآراء خلال الندوة أسرة يونيباث فيمارس 2017، صرح السفير أكبر أحمد -المندوب السامي الباكستاني السابق للمملكة المتحدة-في إحدى الندوات التي عُقدت بواشنطن أنه لا يمكن للعسكريين القضاء على التطرف بمفردهم. حيث ألقى مؤلف كتاب ” The Thistle and the Drone: How America’s War on Terror Became a Global War on Tribal Islam” (الشوك والطائرة بدون طيار: كيف أصبحت الحرب الأمريكية على الإرهاب حربًا عالمية على الإسلام القبلي) كلمةً رئيسيةً في هذه الندوة ركز فيها على الحاجة إلى فهم الأصول القبلية وطبيعتها في الدول ذات الأغلبية السكانية المسلمة. وقد صرح السيد أكبر ليونيباث قائلًا: “لا يمكن حل أي مشكلة دون فهمها، ومن ثم فإن إنهاء عنف الجماعات على شاكلة (داعش) يفرض علينا العمل على فهم طبيعة المجتمعات التي تنشط فيها هذه الجماعات.” وأردف قائلاً: “إنه في سبيل الوصول إلى هذه الغاية يجب أن تراعي رسائل مكافحة التطرف الطبيعة القبلية لكثير من دول العالم الإسلامي وكذا أهمية القيم الإسلامية في هذه الدول.” فعلى سبيل المثال، تسلط رسائل مكافحة التطرف الفعالة الضوء على الأساليب التي انحرف بها المتطرفون عن الدين الإسلامي القويم في ضوء الركائز الثلاث الرئيسية للمجتمع الإسلامي المثالي وهي: العلم والإحسان والعدل. يُذكر أن مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الإستراتيجية (NESA) قد نظم الندوة بالتعاون مع القيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة (ARCENT). وأشار أحمد إلى أن الحضور من العسكريين والدبلوماسيين، من كل من الأردن وكازاخستان والكويت وباكستان وقطر والمملكة العربية السعودية، قد “أدركوا ما كان يعنيه بالتحديد”. مضيفًا “لقد جاءوا لمقابلتي قائلين: إن هذا الخطاب هو أكثر الخطابات التي سمعناها حكمةً على الإطلاق” وأردف “إن بعض هذه الأفكار غير مألوف في المجتمع الغربي، إلا أنها مألوفة للغاية بالنسبة للمسلمين.” وقد كان ممثلوا القيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة، ومنهم الفريق أول مايكل غاريت، من بين حضور الندوة التي حملت عنوان “الدين في بؤرة الصراع: تحدي داعش من خلال مسألة الانشقاق الديني والاشتباك وتسوية النزاعات.” وقد تمحورت الندوة حول فكرة الاستعانة بالدين لمواجهة التطرف، وركزت العروض التقديمية على مجموعة متنوعة من الموضوعات، من بينها الآراء المخالفة لتلك الجماعات التي تتزايد بشكل كبير، ورأب الصدع في سوريا عقب انتهاء مرحلة النزاعات والعلاقات بين الأديان في أعقاب الصراعات ومستقبل الإسلام السياسي. هذا وقد تناول بعض المتحدثين قضايا سياسية، حيث أكدوا أن القوة العسكرية قد تكون ضرورية لمكافحة التطرف، إلا أنها ليست كافيةً وحدها. وشدد تيموثي شاه، مدير البحث الدولي لمشروع بحث الحرية الدينية في مركز بيركلي التابع لجامعة جورج تاون المتخصص في دراسة الأديان والسلام والشؤون العالمية، على أهمية الحرية الدينية التي تتمثل في منع انتشار التطرف العنيف. وقد صرّح تيموثي شاه يونيباث بأن “حالات الاضطهاد الديني ما هي إلا تربة خصبة للعنف، لذا فإننا نركز تركيزًا شديدًا على إعادة تفسير التعاليم الدينية وفهم سيكولوجية الإرهابيين، رغم أن السبب الرئيسي وراء التطرف يُعد سببًا هيكليًا. يتجه الناس إلى العنف عند تعرضهم للقمع أو العقاب بسبب معتقداتهم الدينية.” وقد أشار هنا لما قاله أكبر أحمد، حيث بيّن هو الآخر مدى الحاجة إلى معرفة مصادر العنف حتى يتسنى لنا القضاء على أسباب التطرف وليست نتائجه فقط. فعلى سبيل المثال، نصح أحمد مستمعيه من الحضور بأخذ ركائز المجتمع القبلي في اعتبارهم قبل استخدام الطائرات بدون طيار وأي قوة عسكرية أخرى ضد مجتمع قبلي — هذه الركائز هي عبارة عن “ميثاق الشرف” الذي يقوم على تقديم الضيافة وإبراز الشجاعة والإقدام وقت الحرب والانتقام — حيث قال إن الذين يحاربون التطرف لم يفهموا هذه الركائز حق الفهم. وتابع أحمد قائلاً: “في حالة استخدام طائرة بدون طيار لضرب قريتي، ينطبق ميثاق الشرف، ومن ثم يجب عليّ التحرك والانتقام ردًا على ذلك. ويعني هذا أن العنف لم يؤدِّ إلا إلى تفاقم انهيار المجتمع القبلي. وذكر أحمد أنه إذا أراد المجتمع الدولي “طرد” العناصر المسلحة من المجتمع، فعليه بدلًا من ذلك دحض حجج المتطرفين عن طريق تسليط الضوء على تعاليم الإسلام الحقيقية.” وأضاف قائلًا إن هذه الطريقة ستستغرق وقتًا طويلاً لإنجازها، وقد تكون غير تقليدية، ولكن لن تتمكن من إصلاح مجتمع غير مترابط دون الفهم السليم. Share
Comments are closed.