الملك عبدالله الثاني يطلق حملة تحديث القوات المسلحة الأردنية
العميد الركن فهد فالح أحمد الضامن، القوات المسلحة الأردنية
في خطابه في أكتوبر 2016 إلى اللواء محمود فريحات، الرئيس الجديد لهيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية، دعا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك الأردن إجراء تغييرات في الجيش. وصرح الملك عبد الله أن تحديات الإرهاب تستدعي “استعراضًا شاملاً” للتغييرات اللازمة لتحديث القوات المسلحة الأردنية. وبوجه خاص، أكد على الحاجة إلى التنسيق بين جميع المنظمات الأمنية، وتحديث حرس الحدود، وتحسين ظروف المعيشة لأفراد القوات المسلحة الأردنية.
أرسل الملك عبد الله إلى اللواء فريحات خطابًا يتيح له تعيين جيل جديد من القادة يسعى لتحقيق أفكار وتقنيات جديدة لمواجهة التهديدات المتمثلة بعصابات داعش الذين يقومون بعمليات أرهابية في العراق وسوريا. إن رؤية جلالة الملك للجيش أن يكون بمثابة قوة محترفة فعّاله تواكب العصر الرقمي الحديث.
ويُدرك قادة الجيش أن خطاب الملك يُعد جزءًا من حملة لتحديث القوات المسلحة الأردنية على نطاق واسع لمواجهة الجماعات المتشددة عسكريًا وفكريًا. في السنوات الأخيرة استثمرت المملكة في تحديث الأسلحة والمعدات، ووسعت المشاركة في مناورات التدريب التعاوني، وأقامت نُظمًا متقدمة لمراقبة الحدود، وقامت بتجنيد عدد أكثر من السيدات في القوات المسلحة — وقامت في نفس الوقت بتعزيز القيم الإسلامية التي تبناها الملك في رسالة عمان 2004.
رفع مستوى المعدات
لإدراك التهديدات المتغيرة التي تطرحها المنظمات المتشددة، تعمل الأردن على تحسين وتكييف معداتها وتحديث نُظم أسلحتها. ومن ضمن التغييرات الأخرى، استطاع اللواء فريحات التركيز بشكل أقل على تشكيل سلاح المدرعات الثقيلة، التي تم تصميمها لعصر مختلف حيث تلعب الدبابات دورًا أكبر في الدفاع الوطني. وباستبدال المركبات المجنزرة، تسعى القوات المسلحة الأردنية للاعتماد على المزيد من المركبات المدرعة التي تقل الجنود.
وتلقت الأردن 16 من إجمالي 50 مركبة قتالية للمشاة من طراز ماردر 1 التي تبرعت بها ألمانيا في ديسمبر 2016. وصرحت وزارة الدفاع الألمانية أن المركبات تم إرسالها مع 70 شاحنة و56 حافلة صغيرة سيساعد في دعم القوات المسلحة الأردنية في حربها ضد داعش. وتُعد هذه الدفعة بمثابة إعراب عن الثقة في الأردن كقيادة أمنية إقليمية.
التدريب التعاوني
شاركت الأردن كالدول المجاورة في الشرق الأوسط ودول جنوب ووسط آسيا بشكل فعّال في مناورات التدريب المشترك لبناء جيش محترف وتنسيق استجابتهم لمواجهة التهديدات تمثلها الجماعات الإرهابية مثل داعش. ومع التعاون متعدد الجنسيات بين الحكومات والهيئات المدنية والجيوش، تسعى هذه الجيوش المُدربة بشكل حاسم لاستئصال شبكات الإرهاب من المنطقة والعالم. ولي الشرف ان أكون جزءاً من تلك المهمة في القوات المسلحة الأردنية كرئيس سابق للتدريب العسكري المشترك.
وبالتحديد، اتخذت الدولة دورًا قياديًا في استضافة تدريب الأسد المتأهب، وهو عبارة عن تدريب متعدد الجنسيات لأكثر من 12.000 مشارك من أكثر من 20 دولة. تقوم هذه المناورات التي تستغرق أسبوعين وتصب تركيزها على عمليات خاصة وسيناريوهات لمكافحة الإرهاب وبناء قدرات عسكرية متعددة الجنسيات لمواجهة التهديدات التقليدية وغير التقليدية.
وشاركت قواتنا أيضًا في العديد من مناورات التدريبات المشتركة مع دول أخرى في المنطقة، بما في ذلك رعد الشمال بالمملكة العربية السعودية في 2016، حيث اجتمعت معًا قوات من البحرين، ومصر، والكويت، وسلطنة عمان، وباكستان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى.
ساعد هذا التدريب والتنسيق المشترك بجانب جهود الدول المشتركة على تقويض التهديدات الأمنيه المتمثله بعصابات داعش التي لايكترث اعضائها للقيم الإنسانية ويرتكبون جرائم شنيعة في البلاد المجاورة.
وبناءً على طلب الملك عبد الله، فإن تدريبنا يهدف بشكل متزايد لتنفيذ تمرين يحاكي المواجهات في الواقع. استخدم قادة التدريب مؤخرًا ذخيرة حيّة في ميدان التدريب لخلق بيئة واقعية لما يتطلبه القتال مع داعش.
معركة الفكر
في نفس الوقت، تشمل تدريبات العمليات الخاصة بشكل أساسي عناصر غير حركية. وبالنظر إلى طبيعة العدو، يجب على القوات المسلحة الأردنية أيضًا أن تشن مواجهة بمعارك فكرية ضد الإرهابيين الذين يدعون زورًا أنهم يُمثلون الإسلام.
ولطالما أكد الملك عبد الله على تعاليم الإسلام الأصيلة التي تنبذ الأفكار المتطرفة الداعية للعنف. وكانت الأردن من بين أولى الدول التي تصدت للأكاذيب التي يروجها الإرهابيون من خلال نشر رسالة عمان 2004 والتي وضحت للعالم الحديث طبيعة الإسلام الحقيقية. حددت الرسالة ما يجب أن يكون عليه المسلم ونهت عن التكفير(إعلان الردة) بين المسلمين، ووضعت شروطًا لإصدار الفتاوى، مما كشف البيانات غير الشرعية التي يُصدرها المتشددون باسم الإسلام.

وكالة الأنباء الفرنسية/
جيتي إيميدجز