ساهم نظام 119 للطوارئ في تحسين العلاقات بين الشرطة الأفغانية ومواطنيها
وزارة الداخلية الأفغانية
الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية/صورغيتي
مثلت جمهورية أفغانستان الإسلامية رابطًا بين بلدان الشرق الأوسط وجنوب آسيا على مدار قرون عديدة. وعلى هذا، عانت أفغانستان الكثير من الحروب بسبب كونها أساسًا “ارض الحرام” أثناء “اللعبة الكبرى” التي دارت رحاها في القرن التاسع عشر وفي خلال الاحتلال السوفييتي لها الذي بدأ عام 1979 واستمر عقودًا. ونظرًا لذلك الاحتلال المستمر والحروب الدائرة لم تتمكن أفغانستان من الوصول إلى التحضر الكامل وغرقت في دائرة مفرغة من الفساد. ومع ذلك، ونتيجة للتأثير والدعم الغربي في السنوات العشر الماضية بدأت أفغانستان عملية تغيير هذا المفهوم، ليس فقط في عيون المجتمع الدولي، بل الأهم من ذلك في عيون المواطنين الأفغان.
وقد تعرضت وزارة الداخلية والشرطة الوطنية الأفغانية إلى حملة انتقادات موسعة خلال السنوات الأخيرة، فقد اتهمت بتلقي الرشاوى والسرقة الصريحة، ما أدى إلى انعدام الثقة فيها بمرور الأعوام بين غالبية الأفغان. وفي إطار الجهود المبذولة لمحاربة الفساد داخل الشرطة الوطنية الأفغانية واستعادة ثقة المواطنين الأفغان المطلوبة بشكل كبير؛ تأسست مراكز اتصال خدمات الطوارئ 119 عام 2009 بتمويل من حلفاء الناتو العاملين في أفغانستان. وتتيح مراكز اتصال خدمات الطوارئ لمواطني أفغانستان الاتصال بها دون التعريف بهويتهم لطلب المساعدة من أي نوع سواءً في حالات الطوارئ أو عند وقوع الجرائم أو الكوارث الطبيعية، ويشمل ذلك أيضًا جميع أشكال الأنشطة المخالفة للقانون من زرع العبوات المتفجرة إلى السرقات الصغيرة وما بينهما.
علاوة على ذلك، يتم تشجيع المواطنين على تقديم الشكاوى ضد ضباط الشرطة الوطنية الأفغانية وبذلك أمكن علاج قضايا الفساد. وفيما يعد ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح، فلا يمتلك الأفغان سوى دافعًا بسيطًا لقبول التعامل مع مراكز اتصال خدمات الطوارئ طالما ظل هناك اعتقاد مسبق ببقاء الفساد بين صفوف الشرطة الوطنية الأفغانية.
ومن أجل زيادة الوعي بدور مراكز اتصال خدمات الطوارئ وإلقاء الضوء على التصرفات الإيجابية للشرطة الوطنية الأفغانية أثناء استجابتها لمواقف الطوارئ ومساعدة مجتمعاتها أنتج مسلسل تليفزيوني وإذاعي باسم “رد الفعل 119” “Reaction 119”. ويعرض المسلسل بثًا حيًا لضباط الشرطة الوطنية أثناء استجابتهم لمكالمات الاستغاثة التي تتلقاها مراكز اتصال خدمات الطوارئ.
ومنذ بدء بث المسلسل على شاشة تليفزيون أريانا وشبكة شباب إف إم 97.5 الإذاعية عام 2014، وتم بثه من قبل ذلك على شبكة راديو وتليفزيون أفغانستان الوطنية زادت الاتصالات التي تطلب التدخل والموجهة إلى مراكز اتصال خدمات الطوارئ 119 بنسبة 128 في المائة. وتلقت مراكز اتصال خدمات الطوارئ 119 عام 2015 ما متوسطه 2300 مكالمة تطلب التدخل في الشهر مقارنة بـ1000 مكالمة في الشهر عام 2014. ويشهد هذا التحسن على سرعة مدى سرعة تحول مراكز اتصال خدمات الطوارئ 119 – التي تعمل على مدار اليوم – إلى وسيلة موثوق بها بالنسبة للمواطنين لمشاركة معلوماتهم من خلالها مع الشرطة الوطنية.
وقال بصير خان أحد مواطني كابول لمنظمة العدالة غير الربحية في أفغانستان “لقد أثبت خط النجدة 119 نجاحه في استعادة الثقة في المؤسسات الأمنية والإيمان بها وبخاصة في حالات الطوارئ”. وأضاف “في السابق لم يكن يعلم عن هذا البرنامج إلا قليلون لكن الآن أصبحت نسبة كبيرة من الناس على وعي به ويدركون أهميته.”
وقد سجلت العديد من قصص النجاح التي حققتها مراكز اتصال 119 ووفرت مادة لمسلسل “رد الفعل 119” للاستفادة منها وتعريف المواطنين الأفغان بشكل عملي أن الشرطة الوطنية الأفغانية تعمل من أجل جعل المجتمعات أكثر أمنًا وازدهارًا. وقد صورت إحدى أبرز الحلقات والتي بثت في شهر أكتوبر 2015 عملية إنقاذ طفل من حرات بعمر الثامنة اختطف واحتجز لعدة أيام لطلب فدية. وأثارت الجهود البطولية التي بذلتها الشرطة الوطنية الأفغانية لإنقاذ هذا الطفل الصغير والقبض على خاطفيه موجة عارمة من الثناء على الشرطة الوطنية الأفغانية لحسن تصرفها. كما عرضت النوافذ الإعلامية على مستوى أفغانستان مثل شاب هاي كابول ووايس باركزاي مقاطع لعملية الإنقاذ مأخوذة من الحلقة.
وهناك أيضا قصص نجاح للشرطة الوطنية الأفغانية تضمنت القبض على مخالفين للقانون قاموا بزرع قنابل على الطرق وخزنوا أسلحة في مخابئ بعيدة. يمكنكم معرفة المزيد عن مسلسل “رد الفعل 119” عبر صفحته على موقع فيس بوك بزيارة هذا الرابط
https://www.facebook.com/119MOI.